الام والطفلتربية الابناء

التربية على القيم

التعليم هو الأساس الأول والأساسي لنهضة الشعوب والمجتمعات؛ إنه العنصر الذي يساهم في ازدهار البناء وتقدم الأمم. ولذلك، فإنه يمثل الوسيلة الرئيسية للاستمرار والاستقرار والسلام. إنه ضرورة اجتماعية لا يمكن الاستغناء عنها، حيث يكمن هدفها في الاهتمام بحالة المجتمع وتلبية احتياجاته. بالإضافة إلى ذلك، فإنها ضرورة فردية للإنسان؛ حيث تشكل شخصيته وثقافته وتطوير قدراته للتفاعل مع المجتمع المحيط به. وبناء على هذا الأساس، جذبت التعليم اهتمام الدارسين والباحثين منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحاضر، مما جعلهم يقدمون له دراسات وتحليلات مهمة وثمينة بما يتناسب مع القيم الإنسانية والإسلامية.

التربية على القيم

القيم هي المعتقدات التي يحملها الأفراد لفترات طويلة، حيث تشكل ما يهم لدى الفرد وتمثل المعايير التي يستند إليها في اتخاذ قراراته وانطباعه عن الآخرين. ويبدأ هذا المعتقد في النضج والتطور حتى يصبح قيمة ضرورية لصاحبها.

تم تصنيف القيم إلى العديد من التصنيفات المختلفة ولكنها جميعاً ذات أهمية عظيمة والتي من خلال التعرف عليها وفهمها منذ الصغر يمكن للإنسان اتباعها والتحلي بها بما يضمن معه نشأة فرد مهذب يتحلى بالخلق ويتمتع باحترام الجميع له وبالتالي يصلح حال سائر المجتمعات تلك التصنيفات هي:

  • القيم ذات الصلة بعلاقة الإنسان مع الله تعالى.
  • قيم ذات صلة بعلاقة الإنسان مع نفسه.
  • تشمل القيم ذات الصلة بعلاقة الإنسان بالآخرين.

– هناك تصنيف آخر لها ويأتي على نحو مختلف عن الذي ذُكِر سابقًا، ويتضمن ما يلي:

  • تحتل القيم الروحية والعقائدية مكانة مهمة، مثل حب الله والإيمان به والجهاد في سبيله سبحانه .
  • التعاون، العدل، إكرام الضيف، الصدق، والأمانة هي أسس أخلاقية مهمة.
  • تعتمد القيم العقلية ذات الصلة بالمعرفة وسبل الوصول إليها على التفكير الناقد والتجربة.
  • يتعلق الأمر بتحكم المرء في الانفعالات المثلية والعاطفية مثل الكراهية والمحبة عند الثورة أو الغضب.
  • القيم الاجتماعية والسلوكية مثل الإحسان للجيران والتكافل الاجتماعي وبر الوالدين.
  • تتعلق القيم الجمالية بالذوق الجمالي العام وتشمل الاعتناء بالنظام، والنظافة، والمظهر الشخصي، والتنسيق بين العناصر المختلفة.
  • تتضمن القيم المادية العناصر المادية ذات الصلة مثل اقتصادية الإنفاق وتعلم الادخار والاهتمام بالصحة والجسد.

تعريف القيم

نظرًا لاستخدام مصطلح القيم في العديد من المجالات وله الكثير من الاتجاهات، فقد تم تعريفه بطرق مختلفة، وسوف نعرض لكم الأقرب إلى مفهوم القيمة المترادف مع التربية وتنشئة الأفراد.

  •  وضع إلبرت وفيرمان تعريفًا للقيم بأنها مرادفة للاتجاهات والاهتمامات.
  • يعتقد الفلاسفة القدماء أن القيم هي جزء من الأخلاق والفلسفة السياسية.
  • يتمثل التعريف الإنساني للقيم في أنها المثل الأعلى الذي لا يتحقق إلا بالقدرة على العطاء والعمل.
  • كما عرفها أحد الباحثين بكونها ” مجموعة من المعايير والأحكام تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية بحيث تمكنه من اختيار أهداف وتوجهات لحياته يراها جديرة لتوظيف إمكانياته ، وتتجسد في القيم من خلال الاهتمامات أو الاتجاهات أو السلوك العملي أو اللفظي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة).
  • عرَّفت ”لجنة القيم والاتجاهات” التي شكلتها وزارة التربية والتعليم الأردنية عام 1980م القيمة بأنها “معنى وموقف وموضع التزام إنساني أو رغبة إنسانية، يختارها الفرد بنفسه للتفاعل مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه، ويتمسك بها.
  • تُعد القيم مقاييسًا للحكم على الأفكار والأشخاص والأشياء والأعمال والموضوعات والمواقف الفردية والجماعية، سواءً من حيث حسنها وقيمتها والرغبة فيها، أو من حيث سوئها وعدم قيمتها وكراهيتها

الفرق بين القيم والعادات الاجتماعية

يحدث لدى البعض خلط بين القيم والعادات التي تميز المجتمعات، حيث تشير العادة إلى الصفات الموروثة أو المكتسبة في السلوكيات، مثل المهارات النظرية والحركية، بالإضافة إلى أساليب التفكير والتعامل، والتي يتضح مدى تأثيرها على سلوكيات الأفراد بسرعة ودقة في الآليات المستخدمة.

تختلف العادة عن العادات الاجتماعية، حيث تمثل الأخيرة ما يتم فرضه من قبل المجتمع بشكل عام أو ما هو متوقع من أفراده في القيام به وممارسته، والتي لا تتم ممارستها سوى داخل الجماعة.

بعد شرح وتوضيح مفهوم العادات الاجتماعية، يمكن توضيح الفرق بين القيم والعادات الاجتماعية كما يلي:
  • تنشأ العادات الاجتماعية من خلال التفاعل بين الأفراد في المجتمعات، ولا يكون مصدرها الدين، في حين أن الدين هو مصدر واحد من مصادر القيم .
  • تأتي العادات الاجتماعية في مرتبة أدنى من القيم من حيث الأهمية، لأنها ترتبط بأمور ثانوية، في حين أن القيم ترتبط بالأهداف النهائية الأساسية.

القيم في الدين الإسلامي

القيم الإسلامية هي تلك القيم المستمدة من الشريعة الإسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حيث إنها تتوافق مع شرع الله سبحانه وتجلب لصاحبها الثواب في الآخرة، والتي تشتمل كافة مجالات الحياة الإنسانية وجميع ما يرتبط المسلم مع من حوله من البشر أو تلك القيم التي تربط بينه وبين الله تعالى.

ولتوضيح القيم بشكل أفضل في الدين الإسلامي، سنقوم بتصنيفها وتقديم مجالاتها على النحو التالي:

  • القيم العقائدية: يجب على المسلم الحق إيمانه بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر، والهدف من ذلك هو إيمانه بالله تعالى ودين الإسلام وأن محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين ومصدر الشريعة الإسلامية الرئيسي والأول
  • القيم الإنسانية: يقصد بها علاقة الفرد بالآخرين، حيث جعل الدين الإسلامي الأخلاق القويمة جزءا لا يتجزأ من الإيمان الحق، وهو التفسير الخاص بما دعا إليه الإسلام من وجوب الالتزام بقيمة الآداب والسلوك القويم من حسن الصدق في الأقوال والأفعال سواء في العلن أو السر، وطهارة اليد واللسان من الشرور والأذى للغير، والظن الحسن.
  • القيم الكونية: فالدين الإسلامي جعل عباد الله يتفحصون وينظرون إلى خلق الله وملكوته في السموات والأرض، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالحفاظ على خلق الله من الأجساد والنباتات والحيوانات لحماية البشرية جمعاء.

علاقة التربية بالقيم

هناك علاقة وثيقة ما بين القيم والتربية واللتان يمثلان وجهان لعملة واحدة كما يمكن القول أنهما تكملان كل منهما الأخرى حيث تعد القيم هي أساس التربية وركيزتها، إذ لابد أن تتم تربية الطفل منذ صغره على القيم الصحيحة القائمة على ما أمر به الله تعالى عباده أن يتبعوه وما نهاهم عن إتيانه، وعلى ذلك فلا وجود للتربية بدون القيم وبدونها لا تصح التربية وتفسد البشرية والإنسانية تبعاً لذلك.

دور القيم في بناء المجتمع

تعتبر القيم أساسية في بناء الفرد والمجتمع، وسنوضح المقصود بها بشكل مفصل في الفقرة التالية

  • القيم هي واحدة من أهم الأسس التي تقوم عليها الحياة الإنسانية، حيث تمثل الروح التي يعيش بها الأفراد ويتطورون من خلال سلوكياتهم، وتساعد على تطوير الذات وتحقيق صفاتهم الإنسانية النبيلة.
  • يمنح المجتمع الصفات والملامح الحقيقية التي يجب أن تكون عليها، حيث توجه حركته ومساره وتعمل على تحديد غايته وضبط اتجاهاته، وبالتالي تحقيق أغراض الأفراد وتنظيم حياتهم.
  • تظهر القيم الفروقات بين الناس في البلاد والمناطق المختلفة من حيث الصفات والعادات والأخلاق، والتي يمكن الحكم على المجتمع من خلالها سواء كان عادلاً وخيرًا أم لا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى