فوائد الشعيرية وطرق تناولها
الشعيرية تعد واحدة من الأطعمة الأكثر شهرة في المجتمعات العربية والتي تنتشر فيها. إنها ليست فقط طعاما عربيا بل هي جزء من المأكولات العالمية. تتكون الشعيرية من أعواد رفيعة جدا بلون أصفر ذهبي. يتم صنعها من طحين القمح قبل عملية التخمير، ويمكن استخدامها في العديد من الوصفات المختلفة، بما في ذلك الأطباق الحلوة والحادقة. تتميز الشعيرية بمذاق رائع يحبه الأطفال والكبار، وبالإضافة إلى ذلك، فإنها تحتوي على فوائد غذائية عالية تمنح النشاط والطاقة لمن يتناولها، نظرا لاحتوائها الرئيسي على الكربوهيدرات التي تعزز طاقة الجسم والنشاط.
فوائد الشعيرية
ليست هناك الكثير من الأبحاث والدراسات التي تم إجرائها حتى الآن حول الشعيرية وفوائدها الصحية والجسدية، ولكن يمكننا أن نذكر بعض فوائدها، مثل ما يلي:
- مصدر غني بالألياف: تصنع من القمح الكامل، وبالتالي فإنها تحتوي على نسبة ألياف تبلغ 3.4%، ولا شك في أهمية هذه الألياف الكبيرة لصحة الإنسان، خاصة فيما يتعلق بالجهاز الهضمي وعلاج حالات عسر الهضم والإمساك.
- مؤشر جلايسيمي منخفض: تصنف الشعيرية ضمن أصناف الأطعمة الذي يتراوح مؤشر جلايسيمي لديها بين المنخفض والمتوسط. ويعرف المؤشر الجلايسيمي بأنه يعكس سرعة ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم بعد تناول الطعام الذي يحتوي على نسب عالية من السكريات ذات القيم المرتفعة. وبالتالي، ترتفع نسبة الجلوكوز في الدم بسرعة أكبر من الأطعمة الأخرى التي يكون مؤشر جلايسيمي لديها منخفضا أو متوسطا، وهو ما يؤثر على سرعة هضم الطعام وارتفاع مستويات السكر في الدم.
- الحفاظ على صحة القلب: لا تعمل الشعيرية على الحفاظ على صحة القلب فقط، بل تحسن أيضا عمل الأوعية الدموية، وذلك بفضل نسبتها العالية من الدهون غير المشبعة المفيدة في حماية الإنسان من العديد من الأمراض، مثل الزهايمر. كما تعيد بناء الخلايا العصبية التي تعرضت للتلف.
- الحماية من فقر الدم: تحتوي على الحديد الذي يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم والأنيميا عند نقص نسبته في دم الإنسان.
- الشعور بالامتلاء والشبع: يعتبر تناول شوربة الشعيرية طعاما مناسبا لمن يرغب في إنقاص الوزن، بسبب احتوائها على نسبة عالية من الألياف النباتية غير القابلة للذوبان في الماء، مما يجعل المتناول يشعر لفترة أطول بعدم الحاجة إلى تناول الطعام، ويساهم في تعزيز الوظائف الحيوية في الجسم بفضل وجود الفوليك آسيد.
ما هي الشعيرية
في اللغة الإنجليزية، تعرف الشعيرية بـ (Vermicelli)، وهي منتج يتم صناعته من الدقيق الكامل للقمح، كما يمكن استخدام الدقيق المكرر في صناعتها. تعتبر الشعيرية منتجا تقليديا، حيث يستخدم العجين لتشكيلها، ثم يتم تجفيفها بواسطة أشعة الشمس أو آليات صناعية. على الرغم من التصنيف الشائع للشعيرية كنوع من المعكرونة، إلا أنها تمتاز برقتها أكثر من الأصناف الأخرى مثل السباغيتي، على الرغم من الشبه بينهما إلى حد ما.
طوال العصور والزمان، أصبحت الشعيرية واحدة من أشهر الأطعمة الشعبية التي يتم تناولها. يوجد العديد من الأشخاص الذين يحبونها بسبب طعمها الرائع وسهولة تحضيرها. إضافة إلى ذلك، يعزى الاختيار الشائع لتناولها إلى فترة صلاحيتها الطويلة وعدم قابليتها للتلف بسرعة، مما يجعلها تعتبر واحدة من الأطعمة الشعبية المتداولة بكثرة في التراث العربي وخاصة في المجتمعات العربية.
فوائد شوربة الشعيرية
عندما يتم إضافة المرق أو الماء إلى الشعيرية لإعداد الشوربة، فإن هذا الطبق يحمل العديد من الفوائد الصحية المهمة للجسم. أولا، يتميز بقابلية هضم سريعة، مما يمنع حدوث مشاكل صعوبة الهضم أو آلام المعدة. بالإضافة إلى ذلك، يمنح الجسم الرطوبة والسوائل التي يحتاجها ويعوض ما يفقده من السوائل أثناء أنشطته اليومية المختلفة، نظرا لأنه يحتوي على نسبة مائية تصل إلى 92% من مكوناته الكلية.
كما تعد شوربة الشعيرية مصدر هام للكولاجين حينما يتم تحضيرها بواسطة مرق عظام الدجاج وهو عنصر في غاية الأهمية لصحة المفاصل، وعلى الرغم من تلك الفائدة إلا أن الشائع هو تحضيرها بواسطة مكعبات المرق الجاهز أو مسحوق المرق المباع في المحال عوضاً عن المرق الطبيعي في إعداد مثل هذه الشوربات.
يجب الإشارة إلى أن الأنواع الجاهزة من المرق ضارة وغير صحية تماما، كما أوضحت إدارة الغذاء والدواء. تصنع هذه الأنواع من مركب يعرف باسم أحادي الصوديوم غلوتامات (Monosodium glutamate)، وهو محسن للنكهة يتم استخلاصه من حمض الجلوتاميك (L-glutamic acid). وقد تم تصنيفه كمادة غير آمنة للاستخدام. بعض الخبراء في مجال الصحة والتغذية قد أشاروا إلى التأثيرات الجانبية الصحية الخطيرة التي قد تنتج عن تناولها لفترات طويلة. لذا، يجب تجنب استخدام مكعبات المرق الجاهزة في تحضير شوربة الشعيرية أو أي نوع آخر من الشوربات، واستبدالها بالمرق الطبيعي، سواء كان ذلك للدجاج أو اللحم.
طريقة تحضير شوربة الشعيرية
يمكن إعداد شوربة الشعيرية بسهولة وبسرعة، وعادة ما تكون جميع مكوناتها متوفرة في المنزل. تعتبر هذه الوجبة رائعة خلال ليالي الشتاء الباردة، حيث تمنح الدفء والطاقة للشخص الذي يتناولها نظرًا لاحتوائها على الكربوهيدرات. وفيما يلي طريقة تحضيرها:
المكونات
- دجاجة متوسطة الحجم سليمة أو مقطعة.
- توابل (ملح، فلفل أسود، هيل، زنجبيل، ورق غار).
- حبة من البصل كبيرة الحجم ومقشرة.
- مائتان جرام من الشعيرية.
- زيت أو زبد.
طريقة التحضير
- يتم وضع قطع الدجاج في قدر على النار مع إضافة مقدار من الماء المغلي والتوابل والبهارات، مثل الفلفل الأسود والهيل والزنجبيل وورق الغار والملح والبصل الكبير الحجم.
- يتم ترك المكونات التي تم وضعها على نار متوسطة حتى ينضج الدجاج، ثم يتم تصفية المرق في وعاء منفصل.
- يتم تحمير الشعيرية في قدر على النار باستخدام مادة دهنية حتى تصبح لونها ذهبي مائل للبني، ثم يضاف المرق إليها وتترك لتنضج على نار هادئة.
- وبهذا يكون المزيج جاهزًا، وفي حال رغبتم بالحصول على قوام أكثر ثقلًا للشوربة، يمكن إضافة نصف كوب من الماء المذاب فيه ملعقة كبيرة من النشا إلى الشوربة، وذلك أثناء التحريك المستمر حتى يتم الحصول على القوام المطلوب.
فوائد الشعيرية مع الحليب
من بين أفضل الطرق التي يمكن استخدامها لتحضير الشعيرية بقيمة غذائية عالية هو طبق الشعيرية بالحليب، حيث يجمع بين فوائد الشعيرية المتنوعة وفوائد الحليب الضرورية والمتعددة. وبالتالي، يعتبر هذا الطبق غنيا بالكربوهيدرات والألياف وفوليك آسيد ويحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم الضروري لبناء العظام والمفاصل في الجسم.
تحضر هذه الوصفة عن طريق تحمير الشعيرية في قليل من الزيت حتى تصبح ذهبية اللون، ثم يتم إضافة الحليب الساخن ويترك على نار متوسطة حتى ينضج. ثم يتم تحليتها بالسكر أو عسل النحل لزيادة قيمتها الغذائية. وهذا الطبق مناسب جدًا للأطفال الصغار الذين يحبون مذاقه ويسهل هضمه وبلعه.