ادبروايات

رواية لا احد ينام في الإسكندرية

روايات الكاتب السكندري `إبراهيم عبد المجيد` حظيت بإعجاب الكثيرين، خاصة التي تدور أحداثها في الإسكندرية على مر العصور، وتعتبر رواية `لا أحد ينام في الإسكندرية` واحدة من الروايات الأكثر شهرة. حازت هذه الرواية على جائزة أفضل رواية لعام 1996 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، كما ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية.

نبذة عن الكاتب إبراهيم عبد المجيد

ولد إبراهيم عبد القوي عبد المجيد خليل في منتصف الأربعينيات من شهر ديسمبر في الإسكندرية، وتخرج من كلية الآداب بجامعة الإسكندرية قسم الفلسفة في أوائل السبعينيات.

اختار عبد المجيد السفر إلى القاهرة للعمل في وزارة الثقافة، وقد نجح في تولي العديد من المناصب، وهي:

  • كانت تخصص الخبير الثقافي في الثقافة الجماهيرية حتى بداية الثمانينيات.
  • كان مستشارًا في إدارةالمسرح بالثقافة الجماهيرية حتى منتصف الثمانينيات.
  • مستشار بهيئة الكتاب حتى أوائل التسعينيات.
  • كان مديرًا عامًا لإدارة الثقافة العامة في الثقافة الجماهيرية حتى منتصف التسعينيات.
  • كان رئيس تحرير سلسلة `كتابات جديدة` في الهيئة المصرية العامة للكتاب حتى مطلع الألفية الجديدة.
  • يشغل الأستاذ إبراهيم عبد المجيد حاليًا منصب مدير عام مشروع أطلس الفولكلور في الثقافة الجماهيرية .
  • للكاتب السكندري إبراهيم عبد المجيد خمس مجموعات قصصية وهي : فضاءات وسفن قديمة وليلة أنجينا وإغلاق النوافذ والأشجار والطيور.
  • فيما يتعلق برواياته، تم ترجمة بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، مثل رواية `البلدة الأخرى` التي تمت ترجمتها إلى اللغات الثلاث وحصل بسببها على جائزة نجيب محفوظ للرواية من الجامعة الأمريكية في عام 1996 .
  • توجد رواية بيت الياسمين التي تم ترجمتها إلى الفرنسية، ورواية لا أحد ينام في الإسكندرية التي تم ترجمتها إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.
  • وهناك من الروايات الأخرى : ليلة العشق والدم، طيور العنبر، الإسكندرية في غيمة.
  • من المؤلفات الأخرى لعبد المجيد: المسافات، في الصيف السابع والستين، كاشفات البحر، الإغراء الإسكندري، مدينة القلعة، هنا القاهرة، في كل أسبوع يوم الجمعة، ومذكرات عبد أمريكي.
  • فاز بالكثير من الجوائز، بما في ذلك جائزتي الجامعة الأمريكية ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، بالإضافة إلى جائزة الدولة للتفوق في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة في عام 2004.
  • حصلت على جائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007 .

رواية لا احد ينام في الإسكندرية

  • تعد الرواية الأولى في ثلاثية السكندرية التي سردها إبراهيم عبد المجيد، وتليها روايته طيور العنبر، وأخيرًا الإسكندرية في غيمة.
  • تدور أحداث الرواية في مدينة الإسكندرية الكوزموبوليتانية في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية وحتى اندلاع الحرب، وتسلط الضوء على تأثير الأحداث على سكان الإسكندرية والمقيمين فيها.
  • تتعلق العلاقات والأحداث بين الأشخاص بخيال المؤلف، الذي استعرض العلاقة في هذه الحقبة الزمنية بين الصديق القروي المسلم والصديق الصعيدي المسيحي.
  • فر القروي مجد الدين من القرية بعد أن تعرض لمواجهة من شقيقه البهي بسبب فتنته مع نساء القرية، والتي وصلت إلى زوجة أحد الأعيان في القرية، لذلك هرب إلى الإسكندرية مع ابنته وزوجته زهرة.
  • في الإسكندرية، يلتقي مجد الدين بصديقه المسيحي دميان، الذي على الرغم من عدم تدينه مثل مجد الدين، إلا أنه يتمتع بالورع ويحب الأتقياء، ويبدأون رحلتهم معًا كزملاء في الخدمة في السكك الحديدية، ثم في الصحراء الغربية خلال استقبال الإسكندرية لآثار الحرب العالمية الثانية.
  • تتناول الرواية قضايا إنسانية أخرى مثل قصة الحب التي تنشأ بين كاميليا، ابنة الخواجة ديمتري المسيحي، ومالك المنزل الذي يعيش فيه البهي. وقد أتاح المنزل للشيخ مجد وأسرته الإقامة فيه. تتقابل قصة حب كاميليا مع معارضة من أسرة كاميليا بنصيحة الشيخ مجد الدين بالتعقل والتريث لكي لا تثير الفتنة في الحي الذي يعيشون فيه.
  • تلقت زهرة الدعم والعون من مريم زوجة دمتري وابنتيهما كاميليا وإيفون، وجارتهما لولا، ويتجلى دور المرأة وأهمية ما تميزت به في تلك الحقبة الزمنية من خلال هذا التكتل النسوي.
  • بالمقابل، يلقى البهي مصرعه بسبب الصراع الذي ينشأ بعد نزوح الكثير من القرويين والصعيديين إلى الإسكندرية، مما يؤدي إلى انهيار كيان البهي وموته.
  • تتطور صداقة مجد الدين بدميان، وتظهر مدى الاتفاق بين الديانتين، على الرغم من اختلاف الثقافات والمجتمعات التي ينتمي إليها كلا الطرفين.
  • توفي دميان خلال قصف السكك الحديدية أثناء عمله مع مجد الدين، مما جعل شخصية مجد الدين تتحول إلى قوة بعد تعرض الإسكندرية للهدم في ذلك الوقت نتيجة القصف وفقدانه أخاه وصديقه.
  • بعد ما حدث، قرر مجد الدين العودة مع زوجته وابنته إلى الإسكندرية، خاصة بعد أن أصبحت زهرة حاملاً بطفلهم الثاني، وبعد أن تلاشت غيوم الحرب عنها.

بناء رواية لا احد ينام في الإسكندرية

  • ويروي الكاتب إبراهيم عبد المجيد أحداث الرواية بعد ست سنوات من البحث وزيارة مواقع الصحراء الغربية، وكذلك التجوال الكثير في الإسكندرية، وبذل مجهودٍ كبير في البحث والقراءة عن تلك الحقبة في الإسكندرية.
  • لذلك، جاءت الرواية متقنة التفاصيل، تحمل أشخاصًا وأحداثًا خيالية على أرض واقعية، وبزمن وتاريخ حقيقي.
  • يُضاف أن رواية لا أحد ينام في الإسكندرية من الروايات التي لم تحصر الحياة في الإسكندرية بتلك الفترة على الطبقات العليا أو الارستقراطية، بل أنها أسقطت الضوء على شخصيات “من لحم ودم” تشبه الكثيرين في الفكر والسلوك ونمط الحياة، وهو بُعد واقعي آخر يجعل هذه الشخصيات حقيقية من الناحية الإنسانية بسبب عناصر “الفكرة” “العقيدة” ” العادات” وغيرها من المتغيرات الفردية والمجتمعية وإن كانت خيالية في ابتكار المؤلف لها.
  • استخدم الأستاذ إبراهيم عبد المجيد اللغة العربية الفصحى في الكتابة، على الرغم من استخدام بعض العبارات العامية في بعض الحوارات، وهو أمر مقبول في الأحداث الروائية التي تتطلب إضفاء اللمسة الحقيقية على الرواية.
  • لقد كان مناسبًا تمامًا إضفاء اللمسة الواقعية على نهايات الأحداث أو العلاقات بالرواية، وذلك بما يتماشى مع طبيعة الفترة الزمنية ومفرداتها، وكذلك مع سمات جميع شخصيات الرواية، حيث لم تسبب هذه اللمسة الواقعية أي إزعاج أو انتقاد، بل على العكس سببت تعاطفًا مع تلك القضايا التي طرحتها الرواية.
  • على الرغم من أن أحداث الرواية تدور في ماضٍ بسيط وأحادي اللون (أبيض وأسود)، إلا أن “ألوان” العصر ظهرت بوضوح في التنوع الذي يميز كل شخصية عن الأخرى، ونجح الأديب إبراهيم عبد المجيد في صياغة علاقات متناغمة بسيطة.

محتوى رواية لا احد ينام في الإسكندرية

  • تتألف الرواية من تسعة وعشرين فصلاً وتم نشرها لأول مرة في عام 1996، وأعيد نشرها في عام 2000 ، وصدرت طبعة ثالثة مُحسنة منها في عام 2004.
  • قام المترجم فاروق عبد الوهاب بترجمة عدم النوم لأحد في الإسكندرية إلى اللغة الإنجليزية، وصدرت هذه الترجمة عن قسم النشر في الجامعة الأمريكية في عام 2006 .
  • وتم ترجمة الرواية أيضًا إلى اللغة الفرنسية.

خطت هذه الرواية التي أثنى الجميع بها خطواتها نحو نجاح أكثر اقتراباً من الجمهور عندما تم تحويلها إلى مسلسل تلفزيوني من ثلاثين حلقة تم عرضه على شاشة التليفزيون المصري في عام 2006، ثم تم تبني مشروع القراءة الكبرى السنوي بمكتبة الإسكندرية لتحويل الرواية إلى نص مسرحي بنفس الإسم بواسطة مجموعة من الورش التي أشرف عليها العاملون بالمكتبة وقام على إخراجه مجموعة من الشباب المخرجين والممثلين وكاتبي السيناريو وذلك في صيف عام 2015 .

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى