الانسانعلم الشخصيات

كيف تكون مقنعا في كلامك

إذا كنت قائدًا أو رائد أعمال أو مسوقًا أو مديرًا تنفيذيًا أو إداريًا أو ما إلى ذلك، طالما أنك تتواصل مع الناس، وخاصة العلاقة بين الرئيس والمرؤوس. فيجب أن تكون لديك المهارات الحيوية للإقناع. فالإقناع لا يعني الإكراه والجبر، ولكن المشكلة عند معظم الناس هي عدم فهمهم فن الإقناع وعدم الرغبة في اكتساب المهارات الحيوية اللازمة لإقناع الناس بنجاح، الإقناع لا يعني التلاعب أو الضغط على الآخرين، فالإقناع يعني اتباع مسار العمل والتفكير بحماس ورغبة وإيمان بأفكارك.

أساسيات الإقناع

إقناع شخص ما بأفكارك أو إقناعه بفعل شيء ما ليس بالأمر السهل، ولذلك يجب أولاً فهم أساسيات الإقناع:

التوقيت المناسب

القدرة على إقناع الناس بكلامك لا تقتصر فقط على استخدام الكلمات ولغة الجسد، بل تتضمن أيضًا معرفة الوقت المناسب للحديث معهم، فإذا اقتربت من الناس وتحدثت معهم عندما يكونوا أكثر ارتياحًا وهدوءًا، فمن المرجح أن اختيار التوقيت هو الأمر الحاسم.

تعرف على الشخص جيدًا

يعتمد نجاح الإقناع بشكل كبير على معرفتك بالشخص الذي تتحدث إليه، فعليك بالتعرف على العلاقة العامة بينك وبين الشخص الذي تريد إقناعه. ومن الضروري بناء علاقات سوية ومعرفة الأشخاص بشكل أكبر، فوجود مساحة مشتركة بين الناس يساعد على بناء الثقة والأمان وبالتالي تزداد فرص الإقناع.

  • في البداية، يتم التحدث عن ما يهمهم، حيث تعتبر هذه الطريقة هي الأفضل لجعل الناس ينفتحون في حديثهم والتحدث عن اهتماماتهم بشكل أكبر. يمكن طرح أسئلة حول اهتماماتهم ومشاركتهم أنك تهتم بإحداها أيضًا، ولا تنسى أن تشرح سبب اهتمامك بهذه الاهتمامات حتى لا تبدو مجرد مجاملات.

التخطيط

قدرتك على إقناع الآخرين يتوقف على التحضير والتخطيط، حيث لا يمكن تحقيق أي شيء دون التخطيط المسبق. والأهم هو الحصول على معلومات كافية عن الأشخاص المحيطين بك، وعندما تتحضر بشكل كافٍ، يمكنك إقناع الآخرين بكلماتك بكل سهولة وفاعلية.

مهارات الاقناع

تعتمد فن الإقناع على وجود بعض المهارات في شخصيتك وتطويرها، ومن بين هذه المهارات:

مهارة التحدث

الناس في العادي يقتنعون بالمتحدث السريع الواثق في نفسه، بينما يقل نسبة الاقتناع عندما يكون المتحدث غير واثقًا في نفسه وبطئ في التحدث، وهذا الأمر يبدو منطقيًا، كلما تحدثت بشكل أسرع قلّ وقت المستمع لمعالجة الحديث وقلت نسبة التساؤل عنه، وبهذا تخلق الشعور بأنك تتفهم الموضوع أو الكلام الذي تريد الإقناع به.

  • نشر بحث في إحدى المجلات الخاصة بعلم النفس يهدف إلى تحليل سرعة الحديث في القناعة. استخدم الباحثون هذه التجربة لإقناع المشاركين بضرر الكافيين عليهم. عندما تحدث المشاركون بسرعة تتراوح بين 180 إلى 200 كلمة في الدقيقة، كانوا أكثر قناعة. أما الذين تحدثوا بسرعة 100 كلمة في الدقيقة، فكانوا أقل قناعة. وتم اعتبار الحديث بسرعة متوسطة إلى عالية أكثر قناعة، ويشير الحديث السريع إلى الثقة والذكاء والموضوعية والمعرفة بالموضوع.
  • التحدث بإيجابية قدر الإمكان: إذا قلت لك “لا تفكر في سيارة حمراء الآن” فما جاء ببالك؟ بالفعل سيارة حمراء اللون، لذا عندما تريد التحدث عن شيء ما لا تنهي أو تنفي الأمر فلا تقل “لا تتردد في الاتصال بي” بل قل “اتصل بي عندما تريد ذلك”. لذا احرص أن يكون دومًا حديثك إيجابيًا. ووضح دومًا مقاصدك من حديثك حتى لا يُساء فهمك.

مهارة لغة الجسد

تلعب لغة الجسد دورًا هامًا في الإقناع، فإذا كنت تظهر أنك منغلق على نفسك لن يرغب الآخرون في الاستماع إلى كلماتك، حتى لو كانت صحيحة، وغالبًا ما يركز الآخرون على وضع جلوسك أو وقوفك. لذلك يجب مراقبة لغة جسدك جيدًا عند الإقناع.

  • حرص على إبقاء وضعية جسمك مفتوحة، ولذلك يجب عدم إغلاق ذراعيك، ويجب توجيه وجهك نحو المتحدث، والحفاظ على التواصل البصري والابتسامة بشكل دائم وطبيعي.
  • كن مثل مرآة للشخص الآخر، وهذا يعني تقليد وعكس وضعيته، إذا كان الشخص يميل إلى الوراء، فانحنِ معه، وإذا كان يستند على كوعه، فاستند معه، ولكن تأكد من القيام بذلك بوعي حتى لا تبدو مفتعة.

مهارة الإصغاء الجيد

الأشخاص المؤثرون والأكثر إقناعًا يعتمدون على الإصغاء والاستماع بتركيز، وليس فقط التحدث،فالناس يميلون إلى من هو يهتم بهم ومشاكلهم والإصغاء لهم، هل فكرت لماذا يقول الناس “شكرًا لأنك استمتع إليّ”؟ لأنهم يشعرون بسعادة لأن هناك أحد يهتم بالاستماع لهم ومشاكلهم، وكسب الثقة والتأثير عليهم بسهولة.

مهارة المثابرة

لا تملُّ من إقناعِ شخصٍ منذُ اللحظةِ الأولى من الحديثِ، فالمثابرةُ ستؤتي ثمارَها على المدى الطويلِ، فالشخصُ الأكثرُ إقناعًا هو الذي يرغبُ في الاستمرارِ في السؤالِ عن ما يريدُ.

مهارة حل المشكلات

في عالمنا المعاصر الذي يعاني من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، يحظى الأشخاص الذين يتمتعون بمهارة حل المشكلات بالاحترام الكبير، ولدى الأشخاص الذين يمتلكون هذه المهارة القدرة على إقناع الآخرين بأفكارهم.

مهارة رواية القصص

تعد رواية القصص ملهمة ورائعة، وخاصة عندما يريد الشخص توضيح نقطة معينة، فالقصص لها القدرة على إقناع الناس والتأثير عليهم. ويتبين أن الناس ينتبهون بشكل أكبر عند سماع القصص أو التوضيحات بدلاً من عرض الحقائق والأرقام.

حافز الاقناع

يعتمد الحافز الذي يحرك الناس في كلامك على قدرته على جذب الانتباه وإقناع الآخرين، لذا يجب البحث عن الحافز الذي يجعل عملية الإقناع أكثر سهولة وسلاسة.

ابحث عن الحافز المادي

“إذا كنت ترغب في الحصول على شيء من شخص ما، عليك التفكير فيما يمكن أن تعطيه لهم؟ ما هو احتياجهم؟ وعادةً ما يكون الجواب هو المال.

  • مثالا، إذا كنت ترغب في عقد مقابلة صحفية مع أحد كتاب الكتب، بدلا من قول `كيف حالك؟ أنا أهتم بقراءة جميع أعمالك وأنا معجب بها` يمكنك أن تقول `سيدي الفلاني (ذكر اسم الشخص) لاحظت أن لديك كتابا سيتم نشره في غضون أسابيع، وأعتقد أن قراء المجلة سيكونون مهتمين جدا بقراءة أحدث أعمالك ومتابعة جديدك، هل يمكنني أن أأخذ بعض الاقتباسات منك لنشرها في المجلة؟` ما هو الأسلوب الذي تعتقده الأكثر فعالية؟ يعتقد الكاتب في الحالة الثانية أنه بعد نشر المقابلة الصحفية، سيتمكن من الوصول إلى جمهور أوسع وزيادة مبيعات أعماله.

الحافز الاجتماعي

ربما تختلف مع أهمية الحافز المادي وأن الماديات لا تعني كل شيء، فانتقل إلى المسار الاجتماعي.

  • عند التفكير في نفس الهدف المذكور أعلاه، يمكن أن يقتنع الكاتب بنفس الفكرة، ولكن من خلال الحافز الاجتماعي. يمكنك أن تقول `لقد قرأت أعمالك السابقة وكانت رائعة، وأتساءل لماذا لم ينتشر الكتاب الأخير حتى يقرأه عدد كبير من الناس. فلنتحدث لمدة 20 دقيقة ويزداد عدد جمهورك إلى متوسط 2 مليون قارئ في المجلة التي سيتم نشر الحديث فيها، تماما مثلما حدث مع الكاتب أ في العام الماضي.` وأنت تعلم أن هناك صلة معرفية بين الكاتب الذي تريد إقناعه بكلامك وبين الكاتب.

استخدم الحافز الأخلاقي

يمكن القول أن هذه الطريقة هي الأضعف في إقناع الآخرين بما تقول، ولكنها يمكن أن تكون أكثر فعالية مع بعض الأشخاص. إذا كنت تعتقد أن شخصًا ما لن يتحرك بسبب المال أو العلاقات الاجتماعية، جرب استخدام هذا الأسلوب معه.

  • بنفس الهدف السابق، أستطيع أن أقول: `مرحبا، أعلم أن لديك كتابات رائعة في السوق حاليا، قرأتها ووجدتها مفيدة جدا بالنسبة لي. أردت نشر هذه الفائدة للجميع، وهذا هو هدفي الكبير في مقابلاتي التي أنشرها في المجلة. هل يمكننا أن نجري محادثة ونقوم بنشرها لتعم الفائدة على الجميع؟ ونساعد في جعل العالم أكثر تثقيفا؟` بهذه الطريقة، يمكن أن تجد أن الجملة الأخيرة لا تهدف إلى المال، ولكنها تهدف إلى القيم الأخلاقية العالية والاستفادة بدون مقابل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى