مراحل تطور الإنترنت
شهد الإنترنت تطوراً عظيماً بمدة زمنية وجيزة إلى أن أصبح في يمثل في هذا اليوم الذي نعيشه كيان عالمي تقوم مختلف المجالات بالاعتماد عليه ومنها التعليم، العمل، التواصل، الاتصال وبالطبع فهو الوسيلة الترفيهية الأولى لدى الكثيرون كباراً وصغاراً، وبات من الممكن البحث حول الجواب لأي تساؤل والحصول عليه بضغة زر بالحالة التي يكون جهازك متصلاً بشبكة الإنترنت سواء الحاسوب أو الهاتف الذكي، ويجدر الإشارة إلى أن ذلك المبلغ من التطور ليس وليد ليلة وضحاها ولكنه قد مر بالعديد من المراحل لكي يصل إلى ذلك الحد الهائل من التقدم، ومن مظاهر تقدم الإنترنت تلك إمكانية نقل البيانات بسرعة فائقة وهو ما يتم الاعتماد به على التقنيات اللاسلكية ومنها تقنية (LTE).
مراحل تطور الإنترنت
بعض الأشخاص يعتقدون بشكل خاطئ أن الإنترنت له مخترع واحد الذي اكتشفه، ولكن الحقيقة هي، بالعكس تماما، فمثل غيره من التقنيات والاختراعات التكنولوجية التي نشهدها اليوم، شاركت العديد من العوامل في وجوده وظهوره. بدأ ظهور الإنترنت عندما استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية كوسيلة في الحرب الباردة، ولسنوات عديدة، عمل الباحثون والعلماء على استخدامه لتسهيل التواصل بينهم.
يمكن تعريف الإنترنت بأنها الشبكة التي تسمح لجميع أجهزة الحاسوب والأجهزة الذكية في العالم بالتواصل والتواصل مع بعضها البعض. وليس هذا فحسب، بل تمكنها أيضا من تبادل المعلومات بدقة وسهولة وسرعة قصوى. وتم اختيار اسم “الإنترنت” كاختصار لكلمتين، وهما “الشبكة” و”العالمية”، مما يعني أن الإنترنت هي الشبكة العالمية.
بداية اختراع الإنترنت
كانت البداية الأولى منذ أوائل الخمسينيات عندما قامت وزارة الدفاع الأمريكية بإنشاء الشبكة العالمية في عام 1962م من خلال إنشاء مؤسسة أبحاث خاصة تسمى إربا، وكان الهدف من ذلك دعم وتطوير الجيش الأمريكي. بعد عامين، تم تصميم نوع جديد من شبكات الإنترنت التي لا تحتاج إلى معالج مركزي، وفي عام 1966م بدأت عملية نقل البيانات من مكان إلى آخر بفضل السيد ليروك، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كاليفورنيا.
بعد ذلك، بدأ التقدم المستمر في مسألة ابتكار شبكات الإنترنت، وتم الإعلان الحقيقي عن اختراع الإنترنت وظهوره عندما قامت وزارة الدفاع الأمريكية، وتحديدا وكالة المشروعات البحثية لديها، بإنشاء أول شبكة حاسوبية تقوم بتطوير نظام يسمح لشبكات الإنترنت بترتيب وتحويل البيانات المرسلة عبرها وفقا لأرقام الحزم المرفقة بها.
في الفترة ما بين عام 1980م وعام 1990م، حدث تطور كبير في شبكات الإنترنت، حيث بدأ عدد المستخدمين يزداد بشكل متواصل حتى وصل إلى أقصى حد ممكن. ونتيجة لذلك، قامت وزارة الدفاع الأمريكية بفصل الجزء العسكري من محتوى الشبكة في عام 1982م، وأصبح بروتوكول الإنترنت (IP) وبروتوكول السيطرة والنقل (TCP) هما المسؤولان عن عمليات الاتصال بين الشبكات. في عام 1985م، أصبح بإمكان الجميع استخدام شبكات الإنترنت، واستمر الاقبال على استخدامها في زيادة مستمرة حتى الوقت الحالي.
في عام 1992، بدأت الشبكة العنكبوتية المعروفة باسم (WWW) في الظهور وأصبحت واحدة من أهم الأدوات والخدمات المتعارف عليها في مجال الإنترنت منذ نشأته، وساهمت في زيادة عدد مستخدمي الإنترنت الذي وصل حتى الآن إلى ما يقرب من ملياري مستخدم تقريبًا.
التطور التقني للإنترنت
ساعد اختراع الإنترنت وتطوره في بداياته على نجاة الولايات المتحدة الأمريكية بالحرب النووي مما كان سيصيبها من هجوم نووي وبذلك فإن بدايات الإنترنت كانت منذ أوائل الستينات بالقرن العشرين حيث عمل على ربط جميع أجهزة الحاسوب الموجودة حول العالم مع بعضها وتتلخص مراحل تطوره من الناحية التقنية والتكنولوجية فيما يلي:
- تأسيس ARPA: أسس الرئيس أيزنهاور وكالة مشاريع للبحوث المتقدمة تعرف باسم ARPA في اللغة الإنجليزية، وذلك للرد على إطلاق الاتحاد السوفيتي لأول قمر صناعي في الفضاء والذي كان يحمل اسم Sputnik، وقد ساهم ذلك في تطوير الأبحاث والمشاريع الخاصة بوزارة الدفاع الأمريكية.
-
إنشاء ARPANET: تم إنشاؤها من قبل وكالة مشاريع البحوث المتقدمة من أجل مشاركة موارد الحواسيب وذلك لأن ما كانت الولايات الأمريكية معرضة له من تهديد بشن حرب نووية ضدها هو السبب الأساسي خلف نظرية الشبكات الموزعة ومفهومها، ومن أجل الحصول على شبكة فعالة تساعدها في النجاة من تلك الضربة النووية كان من الضروري تقسيم البيانات إلى أجزاء صغيرة لكي تتمكن من الوصول السريع وإتاحة الإمكانية لتجميعها مرة أخرى دون ورود أخطاء بها.
- البريد الإلكتروني: في عام 1971، أرسل (توملينسون) أول رسالة تجريبية لنفسه عبر البريد الإلكتروني، حيث اعتمد على شبكة (ARPANET) لنقلها، والتي تسمح بإرفاق العديد من المرفقات مثل الصور والملفات والنصوص وغيرها لإرسالها عبر الإنترنت إلى المستلم الذي يتم تحديده من قبل المرسل، وفي عام 1996، أصبح استخدام البريد الإلكتروني أكثر شيوعا من البريد التقليدي.
- ظهور بروتوكول TCP/IP: بعد انتشار الشبكات حول العالم، بدأ الاهتمام بتطوير شبكات تبديل الرزم بروتوكول جديد يعرف بـ ARPANET عام 1974م، ومن ثم تم تحسين موثوقية انتقال البيانات عبر الشبكة من خلال بروتوكول الإنترنت (IP) وبروتوكول (TCP / IP) التكميلي، مما سمح بإمكانية التواصل بين المستخدمين وتحديد كيفية مرور البيانات عبر الشبكات.
سلبيات الإنترنت
ليس هناك شخص يمكنه الآن الاستغناء عن استخدام الإنترنت في جميع جوانب الحياة، حيث أصبحت أداة الاتصال والتواصل الأساسية بين الناس في جميع أنحاء العالم، مما جعل العالم يبدو كقرية صغيرة يستطيع فيها كل فرد رؤية الآخر والتحدث معه، وهو أيضا الأداة الرئيسية في التعليم والعمل والترفيه، ونظرا للأهمية الكبيرة التي يحملها الإنترنت، فإنه لا بد من التأكيد على الجوانب الإيجابية والسلبية له
- إدمان الإنترنت: استخدام الإنترنت بشكل مفرط يصل إلى حد الإدمان وقد يؤدي إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية.
- المحتوى الغير لائق والاحتيال: إذا كنت تريد الإضرار بأحدهم، فإن الإنترنت هو وسيلة مناسبة لذلك، حيث يمكنك الظهور بشخصية مزيفة والقيام بعمليات النصب بسهولة. وعلاوة على ذلك، فإنه ليس دائما ممكنا التحكم في المحتوى المعروض، مما يشكل مشكلة خطيرة إذا كان المشاهد طفلا صغيرا.
- الانعزال والوحدة: يصبح الفرد غير محتاج للتواصل المباشر مع عائلته أو المحيطين به، ويكفيه التواصل مع الأصدقاء عبر الإنترنت والترفيه واللعب فقط، مما يجعله عرضة لفقدان وظيفته وعلاقاته الاجتماعية.
إيجابيات الإنترنت
- وسيلة اتصال هامة: أصبحت الوسيلة الرئيسية للاتصال عبر الاتصالات المجانية وإرسال الرسائل والصور ومقاطع الفيديو.
- مصدر لتوفير المعلومات: يمكن العثور على إجابة أي سؤال يتم طرحه عبر الإنترنت في ثوان معدودة، ولذلك يعتمد عليه بشكل كبير في مجالات الدراسة والعمل.
- وسلية ترفيهية: تتيح الإنترنت العديد من الألعاب والأفلام ومقاطع الفيديو المضحكة وغيرها الكثير، مما يجعل الوقت الذي يمضيه المستخدمون على الإنترنت ممتعا ومسليا للغاية.