الدين الإسلامي هو الدين الحنيف الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، ومنذ نزول الوحي على نبينا الحبيب بدأت الدعوة الإسلامية والفتوحات في الانتشار من مشارق الأرض إلى مغاربها. وفي العصر الحالي، أصبح الإسلام يحتل المرتبة الثانية بين الديانات المعتنقة من قبل البشر بعد الديانة المسيحية، وخاصة في دول الشرق الأوسط، حيث يعتنق معظم سكان آسيا وشمال أفريقيا الإسلام، وبعض الدول الأوروبية.
الإسلام في قارة أوروبا
كان الوصول الإسلامي الأول إلى قارة أوروبا في القرن السابع الميلادي خلال فترة الفتوحات الإسلامية والتجارة المتبادلة بين الدول الإسلامية والأوروبية عبر السواحل الأوروبية في البحر الأبيض المتوسط، خاصة خلال حكم الدولة العثمانية حيث انتشر الدين الإسلامي في عدد كبير من الدول بما في ذلك دول البلقان في الجنوب الشرقي لأوروبا. وبلغ عدد المسلمين المتواجدين في الدول الأوروبية حوالي 50 مليون نسمة، وهو ما يعادل 7% من إجمالي سكان أوروبا، حيث يتوزعون في شرق أوروبا وغربها وشمالها ومنطقة البلقان.
الدول الأوروبية الإسلامية
تعتنق العديد من الدول الأوروبية الديانة الإسلامية، حيث يشكل الإسلام الديانة الأولى في بعض تلك البلدان مثل تركيا وكوسوفو وألبانيا وسراييفو وأذربيجان.
تركيا
تركيا من بين الدول الواقعة بالجهة الغربية الجنوبية من قارة آسيا إذ أنها واقعة بالتحديد ما بين قارتي أوروبا وآسيا، وهي معروفة بالجمهورية التركية، أما عاصمتها فهي مدينة أنقرة، وقد بلغت نسبة المسلمين بها ما يقرب من ثمانية وتسعون بالمائة من إجمالي التعداد السكاني في أراضيها البالغة من المساحة (783.563 كيلو متر مربع)، والجدير بالذكر أن نظام الحكم بها برلماني دستوري جمهوري مركزي.
ألبانيا
هي واحدة من الدول الإسلامية الأوروبية والتي تقع بالجانب الشرقي الجنوبي من قارة أوروبا والمعروفة باسم جمهورية ألبانيا رسمياً، بينما عاصمتها هي مدينة تيرانا، ونظام الحكم فيها برلماني جمهوري، كما تبلغ نسبة سكانها ممن يعتنقون الديانة الإسلامية سبعون بالمائة من سكان أراضيها البالغة من حيث المساحة حوالي ثلاثون ألف كيلو متر مربع.
كوسوفو
كوسوفو هي دولة إسلامية في أوروبا وتقع في جنوب شرق القارة الأوروبية في منطقة البلقان. المعروفة رسميا باسم جمهورية كوسوفو، وتحتلها مدينة بريشتينا. تبلغ مساحتها حوالي عشرة آلاف كيلومتر مربع، وتشكل المسلمين تسعون بالمائة من إجمالي السكان، وتعتمد نظام الحكم فيها البرلماني.
المدن الأوروبية الإسلامية
أشارت الإحصائيات التي تم إجراؤها عام (2016م) إلى أن عدد المسلمين الذين يعيشون في الدول الأوروبية قد تجاوز حوالي أربعة وأربعين مليون نسمة، وبينت الإحصائيات أن سكان الدول الأوروبية يمثلون حوالي ستة بالمئة من إجمالي سكان قارة أوروبا، وظهر الانتشار الإسلامي في الدول الأوروبية تحديدا في العام (670م)، ولم يصل انتشار الإسلام في أوروبا إلى ذروته إلا بفضل الفتوحات الإسلامية التي حدثت في شبه الجزيرة الإيبيرية، بما في ذلك الأندلس وعدة مدن ودويلات مثل أذربيجان وسراييف.
سراييفو
احتلت مدينة سراييفو مكانة عظيمة في المجتمع الإسلامي والسبب في ذلك يرجع إلى كونها أول المناطق التي قد دخل إليها الإسلام بقارة أوروبا وهو ما يعني أنها تمثل مئذنة لتلك القارة حيث كانت بمثابة منارة تعمل على تذكير المسلمين بما كان عليه حال الأمة الإسلامية فيما مضى قبل ما حدث من انقسام وتفرق للدويلات.
وعلى الرغم مما قد تعرض إليه المسلمون على يد الصربيين من مجازر وما قاموا بانتهاكه من حرمات بحقوق المسلمين بما جعل ذلك الحدث يوصف بكونه مأساة من مآسي البؤس الذي تعرضت له الإنسانية الحديثة بالمدينة، كما عرفت بقدرتها على التعايش والتأقلم مع مختلف الأديان طوال عصور التاريخ الإسلامي التي قد مرت بها.
تحتوي سراييفو على العديد من معالم الدين الإسلامي التي تدل على زهو الدين الإسلامي بها، وتشمل ذلك مسجد المدينة الكبير الذي يتميز بطابع معماري تركي مشابه لتلك المساجد المنتشرة في مدينة القسطنطينية.
أذربيجان
كانت بداية دخول الدين الإسلامي إلى مدينة أذربيجان بالقرن السابع الميلادي على يد العرب وقد كانت خاضعة في ذلك الوقت إلى حكم من يتبع الديانة المسيحية والوثنية، وقد بلغت نسبة منينبع الإسلام به ما تعدى التسع وتسعون بالمائة من إجمالي التعداد السكاني بالمدينة وفقاً لما أفادت به تقارير مركز بيو للدراسات عام (2009م)، وباقي من يعيش به يدينون الإلحاد.
تنقسم المسلمين في هذه المنطقة إلى متبعين للمذهب السني وآخرين يتبعون المذهب الشيعي، حيث يشكل المسلمون السنة حوالي 15% من إجمالي السكان، بينما يصل الشيعة إلى 85% من المسلمين.
في القرن التاسع عشر الميلادي، هاجر المسلمون من منطقة اندلعت فيها الحرب بين الإمبراطورية الروسية والدولة العثمانية، وبحلول نهاية القرن، تلاشت العداوة بين الطوائف الإسلامية تقريبا بفضل الوعي القومي لدى أذربيجان والتي تحققت عن طريق ترسيخ التراث التركي والقضاء على التأثير الإيراني الديني، وهي إحدى الدول الأكثر احتراما للمسلمين.
البوسنة والهرسك
تمتعت البوسنة والهرسك بالاستقلال عام 1993م، حيث وضعت أول دستور لها عام 1995م. وكانت نسبة المسلمين الغالبية العظمى من إجمالي السكان فيها، ويجدر الإشارة إلى أن سكان البوسنة والهرسك ينقسمون إلى ثلاث فئات دينية وهي: البوشناق المسلمون، الكروات المسيحيون الكاثوليك، والصرب المسيحيون الأرثوذكس. وكان سكان البوسنة والهرسك في الماضي يعدون بأعداد كبيرة، ولكن نتيجة لما تعرضوا له من تطهير وإبادة، فقد مات الكثيرون وتشرد آخرون
انتشار الإسلام في الدول الأوروبية
أول دولة استقبلت الإسلام في الدول الأوروبية كانت الأندلس في شبه الجزيرة الإيبرية. ازدهر الإسلام فيها وتم بناء العديد من المساجد. استمرت تلك الدولة حتى عام 1492م، حيث تم طرد المسلمين منها وسقطت بيد الإفرنج. وفي العهد العثماني، عاد الإسلام للانتشار في الدول الأوروبية، وكانوا حاضرين في شبه جزيرة القرم وروسيا.
وقد قام العديد من العلماء المسلمين والمشايخ في العصر الحالي بالذهاب إلى دول أوروبا لتنظيم ندوات تهدف إلى دعوة الناس لاعتناق الإسلام والإيمان بالله تعالى وحده، ولتوضيح صورة الإسلام أمام الأوروبيين وإظهاره كدين الحق الذي يجب اتباعه. وقد لعبوا دورا كبيرا في إسلام العديد من الأوروبيين ونشره في دول أوروبا، وإعلام الدول الأوروبية.