قصص عن فضل سيد الاستغفار
الاستغفار هو المفتاح للتوبة، التي يسعى إليها كل مؤمن وموحد بالله، حيث إن الدين الإسلامي الحنيف هو دين التوبة والعودة إلى الله، إذ أن كل إنسان يخطئ، وخير الخطأة هم الذين يتوبون، ولا سيما أن الدين الإسلامي يستقبل العبد ويهديه إلى جميع وسائل الراحة والسعادة، ويضع للفرد القوانين والأحكام الطيبة التي يجب عليه أن يتبعها، وأفضل تلك الأحكام وأصدقها هي القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، فما بعد قول الله تعالى ورسوله الكريم ليس له قيمة، أما بالنسبة للإستغفار فهو السلاح الذي يحارب به العبد سيئاته ويتخلص من ذنوبه.
قصص عن فضل سيد الاستغفار
من بين أفضل الأدعية للتوبة هو دعاء سيد الاستغفار، وهو الدعاء الطيب الذي علمنا إياه سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن التوبة هي الوسيلة للتخلص من الذنوب وقبول الدعوات، ويتقبل الله الاستغفار ويغفر الذنوب كلها، كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: “اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، وأشهد أن لا إله إلا أنت، وأن محمدا عبدك ورسولك”، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه وهديه.
سمي الدعاء بهذا الاسم نظرا لأنه من أطهر الأعمال وأشرفها. يحمل في طياته معان جميلة وصيغ لغوية مميزة. إنه يستمد من الله الغفران والعفو، ويعد سببا للمغفرة. لذا، سموه علماء الفقه والحديث بـ”سيد الاستغفار”. وليس ذلك فحسب، بل لأن العديد من الأشخاص الذين دعوا الله بهذا الدعاء قد تلقوا استجابة منه، وهناك العديد من القصص المذهلة التي تحكي عن استجابة هذا الدعاء العظيم وتحقيق الأمنيات وقبول التوبة. ومن بين تلك القصص
قصة الرجل الفقير
يحكي صاحب القصة أنه كان مجهدا من ظروف العيش، حيث تفاقمت صعوبتها عندما رزق بطفله الرابع، وهو عامل ليس لديه أرض أو دخل ثابت، لذلك كان يشعر بقلق شديد، حتى أرشده أحد الأتقياء للدعاء الشهير للاستغفار الذي يقول فيه: `يا الله، أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أتعوذ بك من شر ما صنعت، أقر بنعمتك علي وأعترف بذنبي، فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت`. وفي يوم من الأيام، قال الرجل إنه كان يبكي بشدة بسبب ظروف العيش، ولأن ابنه الأكبر يحتاج إلى مصاريف تعليمية، قسم بالله أن رجلا كبيرا من أقربائه توفي في الصباح، ولم يكن لديه ورثة، وكان العبد الفقير لله من ضمن المورثين، فظل يبكي ويتضرع بدعاء الاستغفار. وانتشر هذا الرسالة حتى تبعها الناس، يسيرهم هدى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
قصة الزوج المذنب
القصة الثانية، كانت لزوجة، تزوجت في ربيع عمرها من شاب يبدو عليه مكارم الأخلاق، وإذ بها تكتشف بعد سنوات من الحب وحسن العشرة، علاقة له مع أخريات، وتبدأ أخلاقه بالتدهور، وما بها تلك الفتاة إلا وأن تبدل فرحها حزن، وأصبح قلبها كالجمر لا يهدأ أبداً، واجهته فتمرد وزاد طغيانه، وكان له منه أطفال، وهي غير قادرة على قرار الانفصال، فتقول والله والله ظللت أبكي مستغفره إلى الله، داعية له بالهدية، حيث ما باليد حيلة، وكانت تشعر السيدة بالظلم ونار الغيرة تأكل فؤادها ككل امرأة تحب بيتها وزوجها وتحسن عشرته، ظل الامر كذلك طويلاً، وهي لا تمل الاستغفار أبداً، وكانت واثقة على حد قولها بالله أشد ثقة، أملا في التغيير، ولكن الامر دام فترة ليست بوجيزة، وكان يتعسر ويطغى، ويجهر بالمعاصي حتى تبدل البيت تبديلاً، والصبر قد نفذ، وإذ بها تدعي وتستغفر، إلى أن يدخل زوجها باكياً حزين راكعاً يقول لها، لقد هزمتني الذنوب وأهلكتني المعاصي، سامحيني يا زوجتي وظلت تبكي ويبكي، وتسأله ما بك، فتقول قال لها، لا أدري وأنا في وسط الغفلة، ومع أصدقاء السوء، وجد نفسي ملقياً على ظهري، يمر من أمامي شريط حياتي، وخفت من ظلمي لك، وعرفت قدرك، وتقول السيدة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، من بعدها مرت أعوام وهي وزوجها لا يتفارقا، ولا يترك أحدهم فرصة إلا واستغفر، وكأن الاستغفار حقاً سحر لا يضاهيه شيء، فسبحان الله والحمد لله على هديه وكرمه.
قصة الاستغفار مفتاح الفرج
تقول سيدة أنها تعاني من ضيق مالي كبير، وقد نفدت الطعام من المنزل، وكانت تخشى على أطفالها الجوع، فبكت ودعت الله في الليل متمنية الفرج، ولم تعرف من أين يأتي النجدة، ولكنها توكلت على الله الذي هو كريم مجيب للدعاء، واستيقظت لتجد رجلا كريما يحمل الطعام والمواد الغذائية، فعرفت أن الله هو الذي أرسله إليها، فسبحانه الذي لا يترك المستغفرين، ولذلك يجب علينا أن ندعو الله بأكثر الأدعية الاستغفارية.
قصة الاستغفار والزواج
تلك قصة فتاة تجاوزت عمر الثلاثين، ولم تتزوج بعد من زوج صالح. وكانت تعيش في مواجهة السخرية والاستغراب من الناس. بالتأكيد، لقد وصلتكم قصة ما كانت تمر به في مجتمع شرقي لا يتقبل تأخر زواج الفتاة، بل يعتبرها فرصة فاتتها. ولكنها كانت تتمنى زواجا صالحا ولا ترغب في الزواج من أي شخص عابر. تقول إنها كانت تكبت همها وغيظها من الناس المحيطين بها، وخاصة الأقارب. وكانت الفتاة تقوم بالصلاة والدعاء في الليل، وبعد سنة واحدة من هذه العبادة المستمرة، جاء رجل ليخطبها. وكان هذا الرجل قريبا من أحد أصدقاء والدتها. وتقول بعد 10 سنوات من الزواج، أشكر الله تعالى على نعمة الزوج الصالح ونعمة الأولاد الصالحين. وتنصح أي شخص يعاني في حالة ضيقة أن يستغفر الله تعالى ويتوجه إليه، فإن الله هو الولي والمعين.
فضل دعاء الاستغفار
- روى البخاري عن شداد بن أوس (رضي الله عنه)، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: `أفضل طريقة للاستغفار هي أن يقول العبد: `اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أقر بنعمتك علي، وأعترف بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت`. من قال هذا الدعاء في بداية النهار وهو واثق به، ثم توفي في ذلك اليوم قبل أن يحل المساء، فإنه من أهل الجنة. ومن قاله في بداية الليل وهو واثق به، ثم توفي قبل أن يحل الصباح، فإنه من أهل الجنة
- يوضح الدعاء المبارك قدرة الإنسان الضعيفة وأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، ويتضمن الانحناء لله تعالى والاعتراف بالذنب، مما يعكس التأدب مع الله تعالى.
- يظهر الدعاء الجميل مدى حب العبد لربه، وثقته في نجدته ولطفه، كما يوضح العلاقة الوثيقة بين العبد وربه، ويوضح أيضًا مدى قوة الاستنجاد بالله والتوجه إليه، حيث إنه اللطيف الخبير.
- يوضح الدعاء الكريم مدى قبول العبد لصفات الله تعالى، والاعتراف بقوته، وعزته، وجلاله، وذكر الله بالوحدانية كصفة رئيسية يجب على المسلم الحق الاعتراف بها من القلب، فالله هو الفريد الصمد الأحد.