المجتمعمنوعات

ظاهرة أطفال الشوارع الأسباب والنتائج

تعتبر ظاهرة أطفال الشوارع أحد أكثر التحديات الإنسانية خطورة وتعقيدا في البيئة الحضرية الحديثة، ولا يوجد بلد أو مدينة تقريبا في العالم اليوم بدون وجود أطفال الشوارع. تواجه البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء مجموعة واسعة من المشاكل التي يطرحها هؤلاء الأطفال، ولكن لم يتم اتخاذ خطوات كافية لمعالجة هذه المسألة  .

البدائل المقدمة للأطفال بدلا من الشارع

الكثير من الأطفال مأواهم الوحيد هو الشارع ولكن مصطلح أطفال الشارع لا يمكن اطلاقه أو تعميمه على جميع الأطفال الذين لا يجدوا مأوى يجمعهم أو يكون لهم محل إقامة ، ليس كل الأطفال الذين لا مأوى لهم ينتهي بهم المطاف بالعيش في العراء والطلق في الشارع بلا مأوى أو مكان يكون بمثابة مأوى لهم يحميهم من مخاطر الشارع التي يمكن أن يتعرضوا لها في الكثير من الأوقات على مدار اليوم .

ومع ذلك، ينتهي العديد من هؤلاء الأطفال الذين لا مأوى لهم بالنوم في أماكن غير مناسبة تماما، سواء للنوم أو حتى البقاء فيها. لكن كل ما يشغل بالهم في ذلك الوقت هو العثور على مكان يحميهم، حتى وإن كان مؤقتا، وألا يكونوا مرئيين للناس الذين قد يتعرضون للانتقاد أو التوجيه من قبلهم، سواء كانوا أصدقاءا أو غرباء. فهؤلاء الأشخاص المارة غالبا ليس لهم أي صلة بهؤلاء الأطفال، أو حتى النوم في أماكن إقامة مؤقتة مثل البيوت الشباب وغيرها من الأماكن التي توفر لهم بعض الحماية بالتدريج، ثم يبحثون عن أماكن أخرى .

وهذا يمكن أن يحدث على سبيل المثال عندما يبحثون عن أماكن لحمايتهم، حتى وإن كان من المتوقع أن يغادروها ويسعون لإيجاد مكان آخر مثل الرحالة البدو. في عام ٢٠١٨، أكدت مؤسسة شيلتر الخيرية المتخصصة في تقديم الحماية لأطفال الشوارع الذين ليس لديهم مأوى، وجود حوالي ٩.٥٠٠ ألف طفل بريطاني قضوا عيد الميلاد في فنادق أو مكان إقامة مؤقت آخر، حيث يقضون بعض الوقت، وعادة ما يشتركون في غرفة واحدة مع عائلة واحدة، ويشاركون المرافق العامة مثل الحمامات والمطابخ مع السكان الآخرين الذين لا يعرفونهم سابقا، ولكن يتعرفون عليهم ويتقابلون معهم عندما يجتمعون في هذه الأماكن .

مصطلح أطفال الشوارع

ليس كل الأطفال الذين يتجولون في الشارع في مختلف أوقات اليوم يمكن تسميتهم بمصطلح أطفال الشارع، ولكن فئة معينة من هؤلاء الأطفال هم الذين يمكن تسميتهم بهذا المصطلح، وهم الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الشوارع، سواء للعيش أو العمل، بحثا عن لقمة العيش وسبل الرزق التي تساعدهم على تجنب مخاطر الشارع وأذيته، سواء كانوا وحدهم أو مع الأطفال الآخرين الذين ينتمون لنفس طبقتهم الاجتماعية أو لأفراد الأسرة الذين لا يملكون مأوى سوى بعض الأماكن في الشارع .

كما ذكرنا سابقا، ليس جميع الأطفال الذين يتجولون في الشارع يطلق عليهم مصطلح `أطفال الشارع`، بل هناك فئة محددة منهم. تشمل هذه الفئة الأطفال الذين لديهم اتصال قوي ومستمر ببعض الأماكن العامة المنتشرة في العديد من المناطق في الشارع، مثل الشوارع العامة والأسواق والمراكز التجارية والحدائق العامة ومحطات الحافلات والقطارات، بالإضافة إلى محلات البيع والشراء العادية. وبعض الأطفال الذين يلعبون في الشارع يلعبون دورا حيويا في حياتهم اليومية، حيث يشكل الشارع جزءا أساسيا من حياتهم ويمارسون هواياتهم. تشمل هذه الفئة الأوسع الأطفال الذين لا يعيشون أو يعملون في الشارع ولديهم مأوى ثابت، ولكنهم يرافقون بانتظام الأطفال الآخرين أو أفراد الأسرة في الشوارع الذين يعيشون فيها .

نتائج ظاهرة أطفال الشوارع

  1. المشاكل الأمنية: يعيش الأطفال الذين يعيشون في الشوارع في بيئة سيئة، بدون رقابة أو خوف، وقد يتورطون في شبكات منظمات عصابات ضارة وأنشطة سيئة، مثل الدعارة والسرقة وتجارة المخدرات، مما يؤثر سلبا على أمن المجتمع .
  2. المشاكل الإجتماعية : يعاني أطفال الشوارع الكثير من المشاكل الاجتماعية، مثل عدم الحصول على التعليم والتخلف وزيادة نسبة الأمية والبطالة في صفوف العمال بشكل مستمر .
  3. المشاكل الصحية : الطفل يعاني من عدة مشاكل صحية، ويعيش في الشارع، وإذا كان قادرا على الحصول على الحد الأدنى من الطعام للبقاء على قيد الحياة، فإنه لا يحصل على الاحتياجات الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسمه لتحقيق احتياجاته في هذه المرحلة من النمو. كما أنه يتعرض في بيئة الشارع الخطرة للعديد من الأمراض الخطيرة، مثل أمراض العيون وأمراض الصدر والجرب والتيفوئيد  .
  4. مشاكل نفسية : : مشاركة الأطفال في سوق العمل في مراحلهم المبكرة تسبب تأثيرا سلبيا على نفسهم، ومن بين هذه التأثيرات هو الانحراف والمعاملة السيئة وصعوبة التأقلم مع البيئة المحيطة بهم، لأنهم غير مستعدين جسديا ونفسيا للقيام بكميات كبيرة من العمل، وهذا يرجع إلى قلة التطور في هذه المرحلة العمرية والأزمات النفسية التي تليها، وبسبب عدم استعدادهم النفسي للتكيف والتعامل مع مجتمع الكبار، قد يتعرضون لانحرافات وإحباطات خطيرة تؤثر بشكل كبير على حياتهم المستقبلية.

أسباب ظاهرة أطفال الشوارع

هناك أسباب كثيرة لهذه المشكلة بعضها طبيعي والبعض الآخر من صنع الإنسان ، فقد الأطفال الاتصال بآبائهم أو عائلاتهم  مما أدى إلى فقدان الأطفال في الشوارع ، بعض الأطفال هم نسل البغايا ترفض بعض العائلات أطفالها إذا كان هناك إعاقة ، بعض الوالدين “المحترمين” تبرأوا من طفلهم لأنه هو نتيجة علاقة غرامية  وهناك  في تلك الأسباب الخلفية لا تسمح بالفقراء وهناك أسباب أخرى ومنها :

  1. تؤدي فكك الأسرة إلى فصل الأطفال بين الأب والأم بعد انفصالهم، مما يضطر الأطفال إلى العيش في الشارع وتعرضهم للعنف المنزلي.
  2. – قد يدفع الاهتمام الضعيف بحاجات الأطفال ونقص الرعاية إياهم إلى الشوارع، وخاصة إذا كانت هناك ظروف اقتصادية صعبة.
  3. يؤدي تمييز الأطفال في عائلة واحدة إلى إشعال شرارة الغيرة بينهم، وقديؤدي ذلك بعض الأحيان إلى هروب بعض الأطفال إلى الشارع.

أسباب لجوء الأطفال للشوارع

في دراسة حول حقوق الإنسان، تم تأكيد هذا السؤال أو هذه العبارة بأنها تحمل الكثير من المعاني عند الإجابة عليها، وعلينا عند الإجابة عليها أن يكون لدينا معلومات كافية وشاملة تمكننا من تغطية جميع معاني كل مصطلح من جميع الجوانب، وعند الإجابة عليها يمكن أن تواجه بعض الصعوبات في تجميع الإجابة وصياغتها بشكل مفهوم، سواء عند الحديث عنها أو عند سماعها من شخص آخر .

سوف يجد الشخص الاستماع صعوبة في فهم هذه الظاهرة بشكل كامل، حيث ينتشر بكثرة ظاهرة أطفال الشوارع في جميع أنحاء العالم وفي جميع المدن، ولا يوجد مكان خال من هذه الظاهرة والأطفال الذين ليس لديهم مأوى. هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى تواجد أطفال الشوارع، بعضها واضح وبعضها غير واضح بشكل كبير، ومن الصعب جدا فهمها أو استيعابها أو حتى الحصول عليها. جميع هذه الأسباب هي ما يدفع هؤلاء الأطفال إلى التجول في الشوارع بشكل مستمر أو مؤقت .

فإنه يوجد لكل طفل قصة فريدة خاصة به هو فقط وهي التي دفعته إلى أن يتواجد في الشارع بشكل أو بأخر وتلك القصة ستختلف أسباب ارتباطه بالشارع وهي تختلف أيضا من طفل إلى آخر ، وأيضا من بلد إلى آخر ومن مدينة إلى مدينة أخرى ومن شخص لآخر فجميعهم تختلف أسباب تواجدهم في الشارع وتخالف الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك التصرف .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى