أصبحت ظاهرة العنف الأسري من أكثر الظواهر الاجتماعية المنتشرة داخل المجتمع، حيث أن هناك مجموعة كبيرة من الأسباب التي تؤدي لظهور العنف الأسري بشكل كبير والتي يكون لها أضرار سلبية كبيرة للغاية قد تصل لحد الانتحار أو الهروب من المنازل، كما أن هناك أضرار كثيرة للعنف الأسري على الفرد وكذلك المجتمع.
ما هو العنف الأسري
العنف الأسري هو عبارة عن استخدام القوة سواء المادية أو القوة المعنوية من أجل إلحاق الأذى بشخص أخر بطريقة غير مشروعة، والعنف الأسري يشمل عنف الرجل ضد زوجته أو العكس، كما يشمل العنف من الزوجين ضد الأبناء ويشمل العنف الأسري عنف جسدي وكذلك عنف لفظي وهناك عنف فكري وأخر اجتماعي.
أسباب العنف الأسري
يتمثل سبب العنف الأسري في مجموعة كبيرة من الأسباب، ويجب التعرف عليها لحل هذه المشكلة
- غياب تام في ثقافة الحوار حيث يؤدي غياب روح الحوار داخل الأسرة إلى حدوث العنف.
- إذا كان الشخص قد تزوج من شخص لا يتوافق مع مستوى التعليم أو المستوى الاجتماعي، وإذا كان هناك فارق في التفكير في مجالات الحياة بين الزوجين، فإن ذلك يؤدي إلى حدوث العنف.
- التعرض لمشكلة البطالة أو الفقر.
- إذا تعرض الأطفال للعنف داخل الأسرة بشكل مستمر، فقد يتعرضون للعنف فيما بعد في حياتهم.
- يوجد ضعف كبير في الوازع الديني والأخلاقي وعدم الفهم.
أشكال العنف الأسري
يوجد عدة أشكال للعنف الأسري ومنها:
- العنف اللفظي: يشير العنف اللفظي إلى تعرض الطفل لأسوأ أنواع العنف الأسري عن طريق استخدام ألفاظ غير لائقة ومقارنة الطفل بالآخرين.
- العنف الجسدي: وهو عبارة عن الضرب على الجسد، وهو ما يؤذي أجساد الآخرين.
- العنف النفسي: يشير الإذلال إلى تعرض الشخص للتخويف أو الإهانة، مما يجعله عرضة للانعزال عن المجتمع ويمكن أن يؤدي إلى العديد من الأمراض الجسدية.
دوافع العنف الأسري
هناك مجموعة من الدوافع التي تخص العنف الأسري :
- دافع ذاتي: الشعور بالغضب ينشأ من داخل الفرد وهو ما يجعله يتصرف بعنف تجاه الآخرين.
- دافع اقتصادي: قد يعاني الشخص من البطالة وقلة الحيلة المالية، وغالبًا ما نرى الأب الذي يعاني من نقص المال يتعامل بعنف مع أسرته لتغطية الأزمة التي يمر بها.
- دافع اجتماعي: هناك مجموعة من العادات والتقاليد الخاطئة التي تصور أن الرجل يجب أن يتعامل بعنف مع زوجته وأبنائه، وكلما زاد عنف الرجل ضد أسرته زادت رجولته في بعض المجتمعات التي تتبنى ثقافة غير صحيحة، ولذلك يلاحظ أن العنف الأسري يقل داخل المجتمعات ذات الثقافة الراقية.
آثار العنف الأسري
هناك مجموعة من النتائج التي تظهر بسبب التعرض للعنف الأسري وهي:
- يؤدي العنف إلى تفكك الأسرة بشكل كبير، حيث يتسبب في غياب معنى الأسرة بشكل كامل، وبالتالي يفتقر الأطفال والزوجة إلى الشعور بالأمان.
- إذا بحثنا عن العنف الأسري، سنجد أنه من أهم نتائجه زيادة فرص المرض النفسي للأشخاص المعرضين للعنف الأسري، حيث يتعرضون للعنف اللفظي أو الجسدي ويمكن أن تتطور الحالة المرضية لمجموعة من الاضطرابات النفسية، ويمكن أن يتبع الشخص الذي تعرض للعنف النهج نفسه طوال حياته.
- يؤثر العنف الأسري بشكل سلبي على المجتمع، حيث يقوم الشخص المعرض للعنف بارتكاب جرائم متعددة ضد المجتمع.
مسؤولية الأم في التعامل مع الأبناء
بالطبع، تلعب الأم دورًا كبيرًا في حياة الأبناء، ولذلك هناك مجموعة من النقاط التي يجب على الأم القيام بها لتربية جيل بعيدًا عن العنف:
- تجنب إفراط التدليل على الأطفال، حيث يؤدي التدليل الزائد إلى نتائج عكسية، لذلك يجب تدليل الأطفال بشكل معتدل.
- يتم التركيز على تصحيح السلوكيات الخاطئة لدى الأطفال بطريقة إيجابية من خلال المناقشة والحوار، دون اللجوء إلى العنف اللفظي أو الجسدي.
- في حال وجود بنات صغيرات، يجب تعليمهن الالتزام وارتداء الملابس المناسبة والاقتداء بنساء المؤمنين والابتعاد عن تقليد النساء الغير صالحات.
- يجب تزيين جميع السلوكيات الصحيحة أمام الأطفال حتى يتعرفوا على هذه السلوكيات ويعملوا على اتباعها بعد التعرف على نتائجها.
- يجب تعليم الأبناء والبنات بأن مكانة الأب والأم مرتفعة ويجب احترامهما حتى يتمكنوا من اختيارهما كنموذج للتعلم طوال الوقت.
- ينبغي تجنب المناقشات والمشاجرات مع الزوج أمام الأطفال، حتى لا يتأثروا بشكل سلبي، وينبغي إجراء الحوار في مكان بعيد عن الأطفال.
- ينبغي للأب أن يكون على دراية بجميع المشاكل التي يواجهها الأطفال لتصحيح السلوكيات غير المناسبة.
- في حالة انخراط الأبناء في صداقات غير صحيحة، يجب قطع هذه العلاقات لحماية الأبناء من التأثير السلبي.
مسؤولية الأب في تربية الأبناء
يعد الأب الشخص الأكثر أهمية في تربية الأطفال، ويمكنه أن يساعد في إبعادهم عن العنف بجميع أشكاله
- يجب على الأب اختيار اسمًا مناسبًا لابنه حتى لا يتعرض للتعنيف اللفظي بسبب اسمه.
- يجب على الأب أن يتشاور مع الأطفال في جميع الأمور المتعلقة بهم وبالأسرة بشكل عام، وذلك لتجنب العنف.
- يتم التواصل مع الأبناء بلطف وبدون استخدام أي لفظ عنيف، وذلك بطريقة جيدة لتربية الأطفال بشكل صحيح.
- احترام مشاعر الأبناء بكافة أوقاتهم والتعرف على متطلباتهم طوال الوقت.
- تربية الأبناء بشكل سليم لجعلهم أعضاء مفيدين للمجتمع في المستقبل.
- يجب عليك احترام آراء الأبناء والتعرف عليها بالتفصيل دون التدخل.
- ينبغي تجنب استخدام أي كلمات جارحة أو غير لائقة مع الأطفال، لكي لا يشعروا بالتقليل من قدرهم.
- يساعد توفير مستوى معيشي مناسب للأبناء على توفير مستقبل جيد لهم ويساعدهم على أن يصبحوا أعضاء ناجحين في المجتمع.
طرق التخلص من العنف بين الزوجين
توجد عدة نصائح تساعد على الحد من العنف الأسري بين الأزواج، وهي:
- يجب أن يتبادل الزوج والزوجة الاحترام المتبادل، حيث يعد هذا الأساس الأساسي لنجاح أي علاقة زوجية، ولا يمكن التفويت به.
- يمكن للزوج مساعدة زوجته في المهام المنزلية المختلفة دون مشكلة، وتعزز هذه المساعدة الود والرحمة بين الزوجين، ويمكن للزوج القيام ببعض المهام المنزلية بجانب زوجته.
- يجب على الزوج والزوجة التعاون في جميع جوانب الحياة للحفاظ على العلاقة الزوجية الصحية على مدار الوقت، فالتعاون هو أحد أسس نجاح الزواج.
- يعد الود الزوجي من الأمور الهامة للغاية للحفاظ على حياة أسرية صحية، ويجب الاهتمام بالحفاظ على الود بين الزوجين من خلال تربية الأبناء بنفس الطريقة.
طرق الوقاية من العنف الأسري
هناك عدد من الطرق التي تساعد على التغلب على ظاهرة العنف الأسري، وتشمل ما يلي:
- يتم تقديم عدد من البرامج التوعية ضد العنف الأسري على التلفزيون ليشاهدها المواطنون، ويتم التطرق في هذه البرامج إلى مجموعة من قضايا العنف الأسري التي وقعت في الماضي لكي يتعظ الجميع منها وتتلاشى آثار هذا العنف.
- يتضمن البرنامج العديد من البرامج التأهيلية المخصصة لمعالجة الأضرار النفسية التي يتعرّض لها المتضررين من العنف العائلي، ويتم دمج هؤلاء المتضررين في المجتمع بعد علاجهم من آثار العنف الأسري.
- يتضمن دعم الأشخاص الذين تعرضوا للعنف إنشاء مشاريع لتوفير وسيلة للرزق لهم وتقديم العلاج لهم داخل المؤسسات لمعالجة الأضرار التي لحقت بهم نتيجة العنف العائلي.