كيفمنوعات

كيف نحقق الامن الغذائي

تعريف الأمن الغذائي

تم التعارف على مصطلح الأمن الغذائيّ بالعالم منذ الستينات وهو ما يشير إلى مقدرة الدولة على تأمين ما يكفي من مخزون السلع الغذائية للأفراد في فترةٍ زمنيةٍ تم تحديدها بما لا يقل عن الشهرين ولا يتجاوز العام، إلى أن يصبح من الممكن تجديد ذلك المخزون ثانية، وفيما يخص ترتيب الدول حسب الامن الغذائي فإن كل دولة هي من يقوم بتحديد المدة المتعلقة  بها حسب المادة الغذائية نفسها.

حيث يكون ذلك التوفير إما من داخل الدولة أو عن طريق استيراد السلع المختلفة من الخارج، ولكن يصبح الأمن الغذائي في أحسن أحواله حينما يقوم الاكتفاء على المخزون من داخل الدولة نفسها؛ إذ يساهم ذلك بدعم قوة الدولة في مواجهة المجتمع الدولي على خلاف الدولة التي يقوم اعتمادها فقط على الاستيراد فيما يتعلق بتأمين الغذاء؛ مما يجعلها تابعة لسيطرة الدول التي تقوم بالتصدير إليها.

يتم تعريف الأمن الغذائي من قبل لجنة الأمم المتحدة للأمن الغذائي العالمي على أنه يتمتع به الناس جميعًا بنفس الفرص الاقتصادية والاجتماعية والمادية، ممايسمح لهم بالحصول على الغذاء اللازم الذي يلبي احتياجاتهم وتفضيلاتهم الغذائية لتحقيق حياة صحية ونشطة

مقومات الأمن الغذائي وكيفية تحقيقه

ومن أهم عوامل تحقيق الاكتفاء في الأمن الغذائي هي: تشمل العوامل التي تؤدي إلى توفير الغذاء الكافي والملائم توفير كميات كافية من الغذاء، وتحقيق الدخل الكافي للدولة وغيرها من الموارد لتحقيق الأمن الغذائي، وتوفير كميات كافية من الغذاء الصحي والملائم، وتحسين قدرة الجسم على استخدام وامتصاص المواد الغذائية.

من المحتمل أنه في السنوات القادمة، ستكون لزيادة عدد السكان في جميع أنحاء العالم تأثيرات كبيرة. ستؤثر التغيرات المناخية والضغوط البيئية والارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية بشكل كبير على الأمن الغذائي. وبالتالي، ستضطر الدول إلى تبني استراتيجيات التكيف والتعامل مع تغيرات المناخ العالمي، مثل تحسين توفير الغذاء بعد الحصاد وتحسين أنماط استخدام الأراضي وتخصيص المياه وتعزيز التجارة الغذائية وضمان سلامة الغذاء واستقرار أسعاره.
من بين عوامل تحقيق الأمن الغذائي التي يجب الانتباه إليها: خصائص المناخ والبيئة والجغرافيا في الدولة، توفير الموارد البشرية، توفير التكنولوجيا الحديثة، توفير الموارد المائية، توفير الثروة الحيوانية، وتوفير الأراضي الزراعية والغابات والمراعي.

أهمية الأمن الغذائي

 يهدف الأمن الغذائي إلى زيادة الجهود المتعلقة بزراعة المحاصيل وتعزيز الإنتاجية والتنافسية، وذلك لتحقيق الاكتفاء الذاتي في استهلاك المواد الغذائية، وتتمثل أهمية الأمن الغذائي في عدة نقاط منها:
  • يمكن تحسين مستوى المعيشة لأفراد الدولة من خلال تحقيق النجاح والتطور في مجال الزراعة، أو عن طريق زيادة الدخل الاقتصادي.
  • تهدف استخدام التقنيات الحديثة والآلات الزراعية الخاصة بالزراعة إلى تحسين إنتاجية الأراضي الزراعية، وذلك من أجل رفع القدرة التنافسية للزراعة في دول العالم المختلفة، وخاصة في دول العالم الثالث، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي وتقليل وارداته.
  • يعني الزيادة المستمرة في عدد سكان دول العالم زيادة الطلب على الغذاء، ولذلك يتعين على الدول توفير كميات أكبر من الغذاء ومواكبة الطلب المرتفع على المواد الغذائية، بهدف حماية شعوبها من الأزمات الغذائية.
  • يزداد استهلاك الأغذية بشكل ملحوظ عند انتقال الفرد من الريف إلى المدينة، نظرًا للفرص العملية التي يحصل عليها والتي تساعده على الحصول على الغذاء.
  • يتم تشجيع الاستثمار لتوفير دخل كافٍ للأسر، حيث يساهم ذلك في زيادة كمية الغذاء المستهلك.

الأمن الغذائي العربي

كانت قضية الأمن الغذائي حاسمة في الكثير من دول العالم سواء عربي أم أجنبي حيث تواجه الشعوب في الكثير من البلاد أزمة غذائية والتي يكون لها تأثير سلبي على اقتصاد تلك الدول، بما جعل ضمان الأمن الغذائي يمثل تحديًا عالميًا ذو أبعاد كثيرة، وقد وقد ورد تعريف الأمن الغذائي من قبل مؤتمر القمة العالمي للأغذية لعام 1996م بأنه “قائم عندما يتاح لجميع الناس في جميع الأوقات الحصول على أغذية كافية ومأمونة ومغذية للحفاظ على حياة صحية ونشيطة”.

لذلك ينبغي أن يكون الهدف الأول والأخير للأمن الغذائي في كافة مناطق العالم وبشكل خاص العالم العربي ودول العالم الثالث هو ضمان حصول الناس جميعاً في كافة الأوقات على ما يحتاجون إليه من غذاء سواء كان اقتصادي أو مادي، ووفقًا لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، يوجد أربعة ركائز للأمن الغذائي وهي الاستقرار، الاستخدام ، التوافر، والوصول.

مفهوم الأمن الغذائي في الإسلام

الإنسان هو روح وجسد، ولكل منهما طعامه الخاص الذي يساهم في الحفاظ على بقائه ونموه وحياته. لقد اهتم علماء المسلمين سابقا وحديثا بالحديث عن غذاء الروح والأمراض والمشاكل التي يمكن أن تؤثر على القلوب والأرواح وتعكر حياة الإنسان في الدنيا قبل الآخرة. وقد استندوا في ذلك إلى قول الله تعالى: `ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمىٰ` [سورة طه: الآية 124].

وفقا لعلماء الإسلام، تم التركيز على أن القلب والروح يشكلان الأساس الأول في تكوين جسد الإنسان في ذلك الكون. وقد صرح الرسول صلى الله عليه وسلم بأن القلب هو العامل المحوري في هذا الصدد، حيث قال: `إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب`. ولذلك، أكدوا في كتاباتهم وأحاديثهم أهمية العناية بتغذية الجسد وتأثيرات الطعام والغذاء الإيجابية والسلبية عليه، وكيفية تناول الطعام وكميته وتوقيته. وفي هذا السياق، قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: `المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير`.

إذا كان للمسلم الإيمان في قلبه، فإن ذلك جيد، ولكن الأفضل أن يتمتع بقوة جسده، ومن أهم عوامل تحقيق ذلك هو الاهتمام بتأمين غذاء الجسد. فتأمين الغذاء يعد من أعظم النعم التي تجلب السعادة لحياة الإنسان. يشعر بمتعة العبادة ولذتها، وهي غذاء للروح والقلب، ومتعة ولذة الطعام التي تعتبر غذاء للجسد. لذلك، تأمين الغذاء للجسد يعتبر من أهم جوانب الأمن التي يوليها الدين الإسلامي اهتماما، ويعرف هذا بالأمن الغذائي.

وبذلك فإن الأمن الغذائي في الإسلام يعد من ركائز الحياة المستقرَّة التي دعا إليها نبي الله إبراهيم عليه السلام ربَّه فقال: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)، [سورة البقرة: الآية 126]، كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال( مَن أصبح منكم آمنًا في سِرْبِه، معافًى في جسده، عنده قُوتُ يومه، فكأنما حِيزَت له الدنيا بحذافيرها).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى