كيفية تنمية التفكير الناقد
التفكير الناقد هو عملية تنظيم الأفكار لوضع المفاهيم وتطبيقها وتحليلها وتجميعها وتقييمها، بناء على المعلومات المستمدة من الملاحظة والتجربة والتفكير والاستدلال أو التواصل، بهدف مساعدة الفرد على الاعتقاد والتصرف بشكل صائب.
التفكير الناقد يعني معالجة المعلومات بشكل متعمد ومنهجي، بهدف اتخاذ قرارات أفضل وفهم الأشياء بشكل عام بشكل أفضل، ويتطلب ذلك استخدام أدوات فكرية متنوعة مع معلومات متنوعة.
إذا كنت تتفاعل مع المواقفبناءً على عواطفك أو تحيزاتك الشخصية، وترغب في تحسين التواصل وتدفق الأفكار مع الآخرين، فهناك مهارات يمكنها بشكل كبير تحسين قدراتك في اتخاذ القرارات وتوجيه حجج موضوعية وفعالة، وتسمى هذه المهارات بمهارات التفكير النقدي.
بدون هذه المهارات، يمكن أن تكون الحجج في كثير من الأحيان من جانب واحد، مما يجعل الناقد يشعر بأنها هجوم شخصي على شخصيته، بدلا من أن تكون فرصة لفتح الحوار والتواصل البناء. في هذه المقالة، ستتعرف على كيفية تطوير التفكير النقدي وتنمية المهارات المساعدة لذلك، حتى تتمكن من المشاركة في أي موقف باستخدام الأدوات اللازمة لتجاوز المشاعر القوية واتخاذ قرارات دقيقة.
طرق التفكير النقدي
تتضمن طرق التفكير النقدي في المعلومات ، ما يلي :
1- التصوّر.
2- التحليل.
3- التركيب.
4- التقييم.
ويمكن أن تأتي هذه المعلومات من مصادر مثل : المراقبة، الاستشعار، التجربة، التفكير، العقل، الاتصالات.
وكل هذا يهدف إلى الإرشاد : بالمعتقدات ، والعمل.
كيفية تنمية التفكير الناقد
بالنسبة لطرق تطوير مهارات التفكير النقدي وتعزيز المهارات المرتبطة بها، يرجى اتباع الإرشادات التالية.
أولًا : كن ناقدًا ذاتيًا
الخطوة الأولى والأكثر أهمية لتطوير مهارات التفكير النقدي ، هي أن تصبح ناقدًا لأفكارك وأفعالك أولًا ، فبدون التأمل الذاتي ، لا يمكن أن يكون هناك نمو لتفكيرك الناقد ، ويمكنك تحطيم أفكارك بأن تسأل لماذا تؤمن بشيء ما ، فعندما تفعل هذا ، تحتاج إلى توضيح أفكارك من خلال تقييم هذه المعلومات ، بشكل موضوعي ، وإيجاد منطق قوي لما تعتقده ، بدلًا من مجرد فكرة مشوشة.
عندما نفكر فيأنفسنا، يمكننا التفكير في سبب تصديقنا أو عدم تصديقنا لفكرة معينة، ويمكننا البحث عن أمثلة في حياتنا التي تؤكد صحة أو خطأ هذه الفكرة، وقد يكون لدينا ربط عاطفي مع هذه الفكرة، ولذلك من المهم الملاحظة كيف نستجيب لمواقف معينة في أذهاننا وبصوت عالٍ.
من جهة أخرى، يعني أن تصبح ناقدًا للذات، الاعتراف بنقاط القوة والضعف والتفضيلات والتحيزات الشخصية، حيث يمكنك فهم سبب مواقفك في الحياة من منظور معين، ومن ثم يمكنك التعامل مع هذه الوجهات النظرية بشكل مدروس وعاقل لأنك تدركها.
ثانيًا : الاستماع الفعال
من الصعب تقريبا القيام بالتفكير والاستماع في نفس الوقت. لكي تصبح شخصا نقديا، يجب أن تكون قادرا على استيعاب أفكار الآخرين وحججهم وانتقاداتهم دون التفكير في رد فعلك، أو أثناء الحديث، حيث لن تتمكن من استيعاب المعلومات بشكل صحيح إذا لم تأخذ الوقت الكافي للاستماع.
الاستماع يمنحنا القدرة على التعاطف، فعندما نسمع قصة شخص آخر ومعاناته وأفكاره ونجاحاته وشغفه وكيفية وصولهم إلى ما هم عليه، وعندما نسمع وجهة نظرهم، يمكننا أن نأخذ تلك المعلومات ونحللها. وعند استخدام مهارات الاستماع النشط، يمكننا أن نفهم تماما ما يحاول شخص ما أن يخبرنا به، لأن هذه المحادثة تستمر حتى يتمكن جميع الأطراف من تكرار ما يحاول الآخر قوله.
ثالثًا : تحليل المعلومات
تحليل المعلومات أمر بالغ الأهمية للتفكير النقدي ، فلا أحد يفكر بشكل نقدي في جميع الأوقات ، فأحيانًا تكون فرحتنا ، أو غضبنا ، أو حزننا أو غير ذلك من العواطف كبيرة جدًا ، وفي أحيان أخرى نكافح للتركيز على القضية المركزية المطروحة ، للوصول إلى النجاح ، نحتاج إلى تحليل المعلومات المعروضة علينا ، سواء كانت معلومات في أذهاننا ، أو يتم مشاركتها من قبل الآخرين.
كما يمكننا تقسيمها من خلال تقييم ما يقال ، والتأكد من أننا نفهم بوضوح ما يجب أن يحدث ، ثم يمكننا تشريح وتقييم جميع الحجج ، بما في ذلك حججنا ، والتفكير في كيفية تأثير القرارات على الآخرين ، بالإضافة إلى النتيجة النهائية ، وعندما نتمكن من التراجع وتحليل حجة ، فإنها تسمح لنا بالتعامل معها من وجهة نظر موضوعية.
رابعًا : التواصل اللاعنفي
لا يكون التفكير النقدي مفيدًا كثيرًا إذا لم تتمكن من التواصل بطريقة غير عنيفة ومثمرة عند الاستماع إلى الحجج المختلفة وتحليلها. لذا، تحتاج أولاً إلى القدرة على التعرف على المنطق الصحيح، وعليه يجب أن تكون قادرًا على التواصل مع الآخرين بطريقة مثمرة.
فأساس التواصل اللاعنفي هو التعاطف ، والمراقبة ، والتعاون ، فعندما نتعامل مع أي سيناريو برأفة ، فإنك بالفعل تتمتع بعقلية سلمية ، وليس دفاعية ، وعندما نلاحظ يمكننا مراقبة حججنا والآخرين دون حكم وتقييم ، كما يمكننا فصل عواطفنا عن الفكرة ، على سبيل المثال ( إنه لا يحب فكرتي ، لذلك يجب ألا يحبني) ، ويحدث التعاون بشكل طبيعي عندما يدخل الجميع في العملية بعقل متعاطف ، ومنفتح ، مع التركيز على حل الهدف المطروح ، بدلًا من حماية غرور أي شخص.
خامسًا : تطوير البصيرة
القدرة على التنبؤ بالتأثير المستقبلي لقرار ما هي عنصر حاسم للنجاح في جميع جوانب حياتك ، وعندما تنتقل إلى مكان ما ، فأنت تخطط مسبقا لمعرفة توقعات العمل وسلامة الحي. إذا كنت تنتقل إلى شركة جديدة ، فمن الحكمة دراسة تأثير هذا القرار. هل سيؤدي إلى بعد بعيد عن قيادة بعض موظفيك الموهوبين؟ هل ستفقد وظيفتك بسبب التغيير؟ ماذا ستكسب؟ يجب تقييم كل قرار بعناية ، مع الاهتمام بتأثير الاختيار على النتيجة النهائية ، وأيضا على الأشخاص الذين يعملون من أجل النجاح بجانبك.
يتطلب التفكير النقدي القدرة على التفكير في معتقدات الفرد وكذلك أفكار الآخرين، ثم رؤية الروابط بين هذه الأشياء، بالإضافة إلى القدرة على الاستماع بانتباه للآخرين وتقييم حججهم وتحليلها وتقييمها، وفصل المشاعر الشديدة عن الموضوع المطروح.