ما هي التربة
التربة، هي مزيج من العناصر المعدنية والكائنات الحية الميتة والحية والماء والهواء، وهذه المكونات الأربعة تتفاعل مع بعضها بطريقة رائعة، مما يجعل التربة واحدة من أهم المصادر الطبيعية على وجه الكرة الأرضية.
التربة تعد من المصادر الطبيعية المحدودة التجدد، وهي قابلة للتجدد لأنها تتشكل باستمرار، ولكن تشكل وتكوين التربة يحدث بمعدلات بطيئة جدا، وقد يستغرق تطور شبر واحد من التربة السطحية مئات السنين للتكوين. وتختلف معدلات تشكل التربة في جميع أنحاء الأرض، ففي المناطق الباردة والجافة، يكون معدل تشكل التربة بطيئا جدا وقد يستغرق أكثر من 1000 عام، أما في المناطق الحارة، فإن تشكل وتكوين التربة يحدث بسرعة أكبر (حيث قد يستغرق عدة مئات من السنين فقط)
خصائص التربة والوانها
- البنية: تصنف جزيئات التربة إلى ثلاث مجموعات وفقا لحجمها، وهي الطين والطمي والرمل، وتتميز جزيئات الرمل بأنها الأكبر حجما، بينما تتميز جزيئات الطين بأنها الأصغر. وعلى الرغم من أن التربة يمكن أن تكون طينية أو رملية أو طمية بالكامل، إلا أن هذا الأمر نادر، فمعظم أنواع التربة تكون مزيجا من هذه الثلاثة المجموعات.
- الهيكل: تتكون التربة من جزيئات، وتسمى هذه الجزيئات بـ البدس، حيث يتم تجميع جزيئات التربة المذكورة أعلاه لتشكيل البدس.
- اللون: يعطي اللون معلومات كثيرة عن تركيبة التربة المعدنية، فمثلا، تربة غنية بالحديد تكون لونها بين البني البرتقالي والبني الأصفر، بينما تكون التربة الغنية بالمواد العضوية غامقة أو سوداء اللون، في الواقع، يمكن أن تكون الجسيمات العضوية الموجودة تغطي جميع العناصر الملونة الأخرى.
مواصفات التربة التي تصلح للزراعة وانواعها
يتم تصنيف التربة حسب كمية الطين والرمل والطمي فيها، ويترتب نسيج التربة على جودة المغذيات والصرف. ولا يوجد تربة مثالية لجميع أنواع الزراعة، بل هناك أنواع محددة وكل نوع يصلح لزراعة صنف معين.
التربة الطفالية
تتميز التربة الطفالية بتوازن جيد بين الطمي والرمل والطين والدبال، وتعتبر مناسبة للزراعة بسبب هذه العوامل
- ارتفاع درجة الحموضة: أفضل درجة حموضة لمعظم النباتات تتراوح بين 6.0 و7.0، وتؤثر درجة الحموضة على قدرة النباتات على النمو، وهذا المستوى من الحموضة يسمح للمغذيات النباتية بالنمو بالإضافة إلى الكائنات الحية الأخرى في التربة، مثل ديدان الأرض (الديدان تلعب دورا أساسيا في أهمية الحيوانات للتربة، وتقوم بتفتيت التربة)
- مستوى مرتفع من الكالسيوم: تحتاج النباتات إلى الكالسيوم للنمو، ويساعد الكالسيوم في توازن المواد الكيميائية في التربة، ويضمن وصول الماء إلى جذور النباتات من خلال تحسين قدرتها على الاحتفاظ بالماء. كما يسهم في رخاوة التربة وبالتالي يساعد على وصول الأكسجين إلى جذور النباتات. يقلل الكالسيوم من مستوى الملح في التربة، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في الملح إلى تدمير الجذور وتقليل قدرة النباتات على النمو وامتصاص المغذيات
- الملمس الرملي: تتميز التربة بأنها جافة وناعمة ورخوة الملمس، وتتفتت بسهولة لتوفير خصائص تصريف مميزة، وتساعد بنيتها على الاحتفاظ بالماء والمواد المغذية للنباتات، وهذا مفيد للنباتات التي تحتاج إلى رطوبة وماء مستمر، ونظرا لتفتتها، يتدفق الهواء إليها بسهولة للوصول إلى الجذور.
التربة الرملية
الرمل يشكل أكبر جزيئات التربة ولا يحتفظ بالمواد المغذية بشكل جيد، ولكن بعض النباتات تستطيع النمو في البيئة الرملية، وتشمل ذلك:
- زهرة البطانية: تتحمل هذه الزهرة الجفاف وتنمو في بيئة متعادلة الحموضة، وهذا ينطبق على التربة الرملية تقريبا
- ابرة ادم، او اليكة الخيطية: يفضل استخدام تربة رملية لهذا النبات، لأن جذوره تتعفن في البيئة الرطبة، ويمكن تحمله أيضا لرش الملح على التربة
- نبتة الشيح او البعيثران: هذه النبتة الدائمة الخضرة تحتمل الجفاف وتفضل البقاء في التربة الرملية الجافة وغير الخصبة
- الصقلاب الدرني: تحب الشمس العشبة التي تجذب الفراشات، وتفضل العيش في التربة الجافة الرملية الفقيرة بالمواد المغذية.
التربة الطينية
تحتوي التربة الطينية على نسب عالية من الطين الثقيل الذي يتميز بصعوبة التصريف، وتتوافر فيها عدة أنواع من النباتات التي تتكيف بشكل جيد معهذا النوع من التربة، وتشمل:
- المونردة: تفضل بعض أنواع النبات التربة الرملية، في حين يفضل البعض الآخر التربة الطينية أو التربة الطفالية.
- نبتة سوزان ذو العيون السوداء: هذا النوع من النبات يستطيع أن ينمو في أنواع مختلفة من التربة، بدءا من التربة الطينية إلى التربة الطفالية، ولكنه يحتاج أيضا إلى تصريف جيد للتربة.
- نبات عصا الذهب: يتأقلم هذا النوع من النباتات العشبية المزهرة مع العديد من أنواع التربة المختلفة، بما في ذلك التربة الطينية.
التربة الطمية
التربة هذه تتميز بخصوبتها العالية، ولكن يمكن أن تُغمر التربة التي تحتوي على نسبة عالية من الطمي بسهولة شديدة بالماء، ويتكيف بعض النباتات بشكل كبير مع التربة الطمية بالمقارنة مع أنواع التربة الأخرى، مثل:
- نبات صقلاب مستنقعات، او القنب الهندي الابيض: ينمو هذا النبات بشكل جيد في التربة الرطبة
- السوسن الاصفر: هذا النوع من النباتات متكيف مع البيئة المائية ويعطي منظرا جميلا حول البرك والأنهار في الحدائق
- قزحية الماء اليابانية: تنمو هذه الزهور في المناطق الرطبة أو التربة المائية لأنها تحب الماء.
افضل تربة لزراعة الازهار
تعتمد أفضل تربة لزراعة الأزهار على نوع الزهور، فمثلاً، بصيلات الزهور مثل البصل والبذور تحتاج إلى تربة مختلفة، وكذلك يمكن أن يؤثر موقع الزراعة على نوع التربة المناسبة، ويُزدهر بصيلات الزهور بشكل جميل في التربة الرملية الطفيلية
- توفر التربة الطفالية الرملية تصريفًا رائعًا للماء والرطوبة للوقاية من تعفن بصيلات الزهور، كما أنه يمكن للجذور النمو فيها بسهولة
- يمكن استخدام خليط التربة المكون من السماد والجفت والتربة السطحية لحديقة الزهور.
افضل نوع تربة للخضراوات
افضل نوع تربة لزراعة الخضراوات يعتمد ايضًا على نوع الحديثة الموجودة لديك، في حديقة المنزل، تحتاج عادةً نسبة 50/50 من السماد والتربة السطحية، اما بالنسبة لحقول الزراعة الخاصة، فانت بحاجة لتربة جيدة التصريف، التربة الطينية تحتاج إلى تعديل من اجل تصريف الماء بشكل جيد، يمكن تعديل التربة الطينية من خلال الجبس أو الفيرميكيولايت أو الصخر الزيتي.
يجب أن تدرك أن بعض الظروف تتطلب نوعًا معينًا من التربة لتلبية احتياجات زراعتك ونمو الخضروات بشكل صحيح، على سبيل المثال:
- غالباً ما تحتاج الحدائق الموجودة في المناطق المحلية إلى مزيج مختلف من التربة، حيث ستحتاج حديقة موجودة في منطقة المحيط الهادئ الشمالي الغربي الممطرة إلى مزيج تربة يسمح بالتصريف الجيد، ولكن هذا النوع من التربة لن يكون مناسباً في منطقة صحراوية جافة.
- تتطلب بعض النباتات، مثل العنب البري، تربة أكثر حموضة في بعض أنواع التربة.
والطريقة الأفضل للحفاظ على التربة الصحية لنمو الخضروات هي التذكر بأن عليك إطعام التربة وليس النباتات، وهذه الطريقة تضمن أن تحتوي التربة على أفضل المواد المغذية لدعم نمو الخضروات.