الفن التشكيلي هو إحدى أنواع الفنون البصرية الأكثر شهرة وتحببا لدى الناس، ويتميز بتصوير الجمال عبر عدة أشكال يمكن أن تكون منحوتات أو نقوشات أو رسومات، ويتطلب صنعها مهارة فنية كبيرة ودقة. وقد وصف بأنه المسرح الذي يتم عرض المواهب البشرية فيه لإبراز الجمال، ولذلك فإنه يعتبر من أرقى الفنون التي تهدف فقط إلى إبراز الجمال دون غرض عملي آخر.
تاريخ الفن التشكيلي
لا يمكن القول إن الفن التشكيلي فن حديث، فهو فن قديم يعود إلى مئات السنين. يتمثل دليل ذلك في المنحوتات الهائلة التي تم العثور عليها في متاحف حول العالم والتي تعكس تطور وتنوع الفن التشكيلي منذ القدم. صنف الفلاسفة الفن التشكيلي على أنه فن يعبر عن الجمال بالطرق الحسية من خلال تجسيد الجمال بالزخارف والمنحوتات.
منذ عصر الفراعنة والقدماء المصريين، عرف الإنسان الفن التشكيلي الذي اشتهر بأسلوبه الاحترافي والذي عكس الطبقات الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك. كانوا يزينون المقابر والمعابد والمتاحف بهذا الفن. في العصر الروماني، اشتهرت اللوحات التشكيلية الرومانية في أوروبا، وتميزت بواقعيتها ومعالجتها للقضايا الحياتية المهمة في ذلك الوقت. ينسب إليهم اختراع المنظور الفني الذي يقوم على إيجاد الأبعاد الثنائية فوق الأسطح المسطحة. أما في العصور الوسطى، ظهر الفن البيزنطي الذي تميز بتجاوزه لتعاليم الكنيسة في شكل تمثيل البشر.
الفن التشكيلي المعاصر
وصلت الفنون التشكيلية المعاصرة في الوطن العربي إلى مستويات رفيعة، وأصبح اسم العديد من الفنانين التشكيليين الناجحين مشهورا. وقد وجدت آثار للفن التشكيلي لدى العرب في الفترة التي سبقت ظهور الإسلام، حيث كانوا ينحتون التماثيل ليعبدوها كآلهة في الجاهلية، وكذلك في الشرق والغرب، بما في ذلك الإغريق الذين نحتوا العديد من التماثيل ليعبدوها، مثل أبولو وفينوس.
وفي عصر ما قبل الإسلام تم استخدام الفن التشكيلي بالرسم التصويري للحيوانات والإنسان، حتى جاء الدين الإسلامي وقد حرم تلك الرسومات لما تتضمنه من كائمات ذات روح، وإلى جانب تلك الاستخدامات السابقة للفن التشكيلي كان هناك الخزف الذي يتم صناعته بواسطة القوالب التي يتم صب المواد الطينية بها.
ومن خلال الفن التشكيلي المعاصر واستخدام الخامات المتعددة به مثل (الفحم، الطباشير، أقلام التلوين، الفرشاة، الزجاج، قلم براس كروكي) وغيرها من الأدوات التي استخدمها الفنانون التشكيلين العالميين ومنهم (حاكسون بولوك) تم عكس العديد من الأحداث والوقائع كتجسيد للمواقف التي كانوا يشهدونها ويعيشوها.
طريقة رسم الفن التشكيلي
يوجد الكثيرون الذين يرغبون في رسم لوحات فنية تشكيلية، ولكنهم يرون الأمر صعبا جدا، ولا يمكنهم تحقيق ذلك مهما حاولوا. لكن في الواقع، هناك عوامل يمكن فهمها لتعلم كيفية رسم تلك اللوحات، وهذه العوامل تتضمن:
فهم الفن التشكيلي
يصف الفن التشكيلي كثيرا بأنه فن غامض وغير مفهوم، على الرغم من انتشاره وانتشاره في مختلف أنحاء العالم. لذا، لمن يرغب في تعلم الفن التشكيلي، يجب أن يحاول أولا فهمه وتعلم لغته وفهم الرقي والحس المرهف الذي يتميز به الفنان التشكيلي، لكي يسهل بعدها فهم لغة هذا النوع من الفن الذي له العديد من المظاهر.
التدريب والتعلم
يساعد تعلم وتدريب القواعد الخاصة على زيادة فهم وإتقان الفن التشكيلي. ووفقا لخبراء الفن التشكيلي، يحتاج معظم الأشخاص الراغبين في التوسع في فهم وتعلم هذا الفن إلى تدريب مكثف بأيدي فنانين ماهرين للوصول إلى مستوى احترافي. على الرغم من أهمية التدريب، إلا أنه يجب الاستمرار في الممارسة والتدريب. يفضل أن يبدأ هذا من سن مبكرة لتوفير فرصة التعلم في الفنون التشكيلية لمن يرغب في استفادتها.
امتلاك موهبة الرسم
يشار إلى أن العامل الأول في فهم الرسم التشكيلي والمقدرة على إدراك القيام به بسرعة كبيرة والمقدرة على القيام بمثل تلك الرسومات باحترافية إلى الموهبة التي يولد بها الإنسان ويفطر عليها، وقد جائت العديد من التصريحات التي وردت عن الخبراء أنه كلما ازداد إدراك الغرض من الرسم التشكيلي كلما كان الشخص موهوب بالرسم، بما يجعله قادر التعبير عن مشاعره وأفكاره من خلال لوحات الفن التشكيلي، وبذلك فإن امتلاك الموهبة يضاعف من فرص فهم كافة الأعمال الفنية.
الخبرة الفنية
توجد العديد من العوامل التي يجب توفرها لدى الشخص من أجل زيادة معرفته ووعيه في فهم الفن التشكيلي واكتسابه كفن معقد إلى حد ما، ومن أبرز هذه العوامل هي الخبرة الفنية الكافية التي لا يمكن الحصول عليها من المناهج الدراسية والكتب، بل تكتسب عبر الزمن والتجربة.
كذلك فإن تلك الخبرة يمكن الوصول إليها عن طريق الاطلاع على ما قام به الفنانون التشكيليون حول العالم، ووفقاً لتقدير الكثير من الخبراء في ذلك المجال أن التعمق به يتعين معه توافر الثقافة والخبرة بشكل كبير لكي يتمكن الرسام من تقبل وفهم مغزى ومعنى رسومات الفنانين التشكيلين حول العالم.
امتلاك الثقافة البصرية
ربما يكون امتلاك الفنان للثقافة البصرية يجعله قادرا بشكل كبير على التمييز وفهم وقراءة مختلف أنواع الفنون، مما يساعده في تطوير قدراته ليس فقط في فهم الأعمال التشكيلية وإبداعها، ولكن أيضا في احترافها والوصول بسرعة إلى مرحلة خبرة الفنان القادر على التعبير عن أفكاره ومشاعره من خلال لوحات فنية تحمل الكثير من المعاني والأفكار.
التعرف على طرق مدارس الفن التشكيلي
يتوفر العديد من المدارس المعاصرة للفن التشكيلي والمواد المستخدمة فيه، يمكن الاستفادة من تجاربها وخبراتها في هذا المجال، ومن بين تلك المدارس الشهيرة:
- المدرسة التعبيرية: عدلت الأشكال وأوضحت تضاعف العناصر، مثل النفس والجسد، والمادة والروح، وظهرت هذه الفكرة في أوروبا الشمالية وتبناها الفنان (فان جوخ) في لوحاته.
- المدرسة الرمزية: تعمل على الحفاظ على الجمال من خلال الفن التشكيلي وروح حالمة وخيالية بعد انتشار القيم الحضارية والثورات الصناعية.
- المدرسة الانطباعية: قام الفنانون التشكيليون بالانتقال من الأسلوب الوصفي المجرد للطبيعة إلى استخدام الضوء وتأثيراته، ويعد كلود مونيه من أبرز الفنانين الذين يستخدمون هذا الأسلوب.
- المدرسة الواقعية: تميز روادها بتصوير الواقع بدقة ومصداقية دون تحريف، ولذلك كانت أعمالهم مقتصرة على رسم المناظر الطبيعية المجردة.