كيف يكون الدعاء للمريض
جعل الله سبحانه وتعالى الرقية الشرعية وسيلة للشفاء بإذنه، وهناك العديد من الأحاديث التي توضح كيفية الرقية والدعاء للمريض، وأفضل ما يمكن اللجوء إليه للشفاء هو كتاب الله تعالى، ويجب أن يحمد المؤمن الله تعالى في السراء والضراء، وأن يطلب الشفاء منه ويدعو للمريض، وسيحصل المؤمن على أجر عظيم من الله تعالى إذا صبر على المرض، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى عظم أجر الصبر على المرض، ومن هذه الأحاديث
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إذا حصل العبد على منزلة لم يستحقها بأعماله، فسيمتحنه الله في جسده أو ماله أو ولده، ولكنه سيصبر على ذلك حتى يستحق تلك المنزلة التي سلف عليها الله تعالى.
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: قد يرغب أصحاب الصحة في يوم القيامة، عندما يتم إعطاء أصحاب الابتلاء أجرهم، لو كانت جلودهم قد قُرضت بالمقاريض
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط.
وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: لا يُصيب المؤمن بوصب أو نصب أو سقم أو حزن حتى يهم به الهم إلا كفر الله به من سيئاته.
أدعية للمريض من السنة
قال النبي صلى الله عليه وسلم إن قراءة المعوذتين والفاتحة على المريض من أساليب الشفاء، وإن كان القرآن كله شفاء، وأيضًا قال الله عز وجل في كتابه العزيز: `وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ` [الإسراء: 82].
وهناك الكثير من ال أدعية للمريض في السنة منها:
- قوله صلى الله عليه وسلم: أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.” رواه البخاري ومسلم.
- من بين الأحاديث التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله لعثمان بن أبي العاص عندما اشتكى من وجع في جسده: `ضع يدك على المكان المؤلم وقل: بسم الله ثلاث مرات، وقل سبع مرات: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر`.
- ومنها ما رواه أبو داود عن أبي الدرداء قال: “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من اشتكى منكم شيئاً أو اشتكاه أخ له فليقل: نحن نصلي لربنا الله الذي يتواجد في السماء ويتقدس اسمه، ويسير أمور السماء والأرض برحمته، ونرجو منه أن يمنحنا الرحمة والشفاء من كل الآلام والأمراض”.
- يروي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أحد الأعراب الذي كان يعاني من المرض، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتلفت على المرضى ويقول: `لا بأس عليك، طهور إن شاء الله`.
- وفقًا لسنن أبي داود، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من زار مريضاً لم يحل أجله، فقال له سبع مرات: “أسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك”، إلا أن يعافيه الله من المرض.
- عاد النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص، ودعا له قائلاً: `اللهم اشفِ سعدًا وأتم له هجرته`.
- ما رواه عبد الله بن عمرو قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: إذا عاد رجل مريضًا، فليقل: “اللهم اشفِ عبدك، ينكأ لك عدوًا، أو يمشي لك إلى الصلاة.
- عن عائشة رضي اللَّه عنها: أَن النَّبِيَّ كَانَ إِذا اشْتَكى الإِنْسانُ أَوْ كَانَتْ بِهِ قرْحةٌ أَوْ جُرْحٌ، قَالَ النَّبِيُّ بأُصْبُعِهِ هكَذا وَوَضَعَ سُفْيانُ بْنُ عُيَيْنَة الرَّاوي سبَّابتَهُ بِالأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا وقال: “بِسْمِ اللَّهِ، تُربَةُ أَرْضِنا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بِإِذْن رَبِّنَا متفقٌ عَلَيْهِ”.
- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ: قد خرج علي خراج في عنقي، فخفت جدا. فأخبرت عائشة بهذا، وقلت لها: اسألي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فسألته، وأجاب قائلا: “ضعي يدك على الموضع المؤلم، ثم قولي ثلاث مرات: بسم الله، اللهم أذهب عني شر ما أجد، بدعوة نبيك الطيب المبارك المكين عندك، بسم الله.” قالت: ففعلت ذلك، فشفيت
- عنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ أَبِي حَسِيبَةَ: في قصة معينة، جاءت امرأة من جرش إلى النبي صلى الله عليه وسلم راكبة على بعير. صاحت قائلة: يا عائشة، ساعديني بدعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون لي سكينة أو أن تشفيني به. فأجابها قائلا: ضعي يدك اليمنى على صدرك وامسحيه، وقولي: بسم الله، اللهم عالجني بدوائك، وشفني بشفائك، وأغنني بفضلك عن سواك، واصرف عني ما يضرني. فقالت ربيعة: فعملت بهذا الدعاء وجدت نتيجته جيدة.
الرقية الشرعية للمرض
فيما يتعلق بالرقية، فإن القرآن هو الشفاء الأفضل للناس؛ حيث يتم الشفاء بإذن الله من خلال تلاوته والدعاء به، ويمكن علاج المرضى باستخدام الفاتحة والمعوذتين، كما جاء في حديث الترمذي: `من قرأ القرآن فليسأل الله به`.
وفي صحيح البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ـ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْفُثُ عَلَى نَفْسِهِ فِي الْمَرَضِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ، فَلَمَّا ثَقُلَ كُنْتُ أَنْفثُ عَلَيْهِ بِهِنَّ وَأَمْسَحُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِبَرَكَتِهَا”.
ونبدأ الرقية الشرعية كالآتي:
- قراءة سورة الفاتحة على المريض، قال تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين).
- قراءة المعوذتين على المريض؛ وهي سورة الفلق، قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِن شَرِّ مَا خَلَقَ* وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ* وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ).
- وسورة الناس، قال تعالى: (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ* إِلَٰهِ النَّاسِ* مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ* الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ* مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ).
- سورة الإخلاص: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ* اللَّهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
- آية الكرسي: (لا إله إلا الله الحي القيوم، لا يأخذه سنة ولا نوم، له ما في السماوات وما في الأرض، ومن يشفع عند الله إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم، ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيه السماوات والأرض، ولا يؤوده حفظهما، وهو العلي العظيم).
- أواخر سورة البقرة: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
أدعية مستحبة للمريض
- اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلا وبرحمتك التي وسعت كلّ شيء، أن تمنّ علينا بالشفاء العاجل، وألّا تدع فينا جرحاً إلّا داويته، ولا ألماً إلا سكنته، ولا مرضاً إلا شفيته، وألبسنا ثوب الصحة والعافية عاجلاً غير آجل، وشافِنا وعافِنا واعف عنا، واشملنا بعطفك ومغفرتك، وتولّنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
- إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يارب العالمين، اللهم إنّي أسألك من عظيم لطفك وكرمك وسترك الجميل، أن تشفيه وتمدّه بالصحّة والعافية، لا ملجأ ولا منجا منك إلّا إليك، إنّك على كلّ شيءٍ قدير.
- نسأل الله أن يشفيه، وأن لا يجعل له ضرًا إلا فيما ينفعه، ولا نفعًا إلا فيما ينفعه، ولا ابتلاءً إلا فيما يبتليه، ولا شفاءً إلا برحمته، فهو الحي القائم بذاته.
- يتم الرقية بالله من كل شيء يؤذي الإنسان، ويتم الرقية بالله من شر كل نفس أو عين حاسدة، ويطلب الإنسان الشفاء من الله العلي العظيم، ويخلص من كل ما يؤذيه، ويؤكد على أن كل شيء يحدث بمشيئة الله، وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله، ويطلب الإنسان الشفاء لنفسه ولمرضى المسلمين.
- اللهم الذي يسهِّل الأمور الصعبة، ويذيب الحديد الجامد، ويفي بوعوده، اجعل مرضانا ومرضى المسلمين يخرجون من محنتهم إلى حياة أسعد، واشفِ المرضى المسلمين بقوتك وقدرتك، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
- اللهم اكفه بركنك الذي لا يرام، واحفظه بعزك الذي لا يضام، واكلأه في الليل وفي النهار، اللهم رب الناس، ملك الناس، أذهب البأس، واشف أنت الشافي، شفاءا لا يغادر سقما. اللهم لا ملجأ ةلا منجا منك إلا إليك إنك على كل شيء قدير. أدعو الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيك. رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين.