ما معنى ليبرالي
بعض الأشخاص يتساءلون عن مفهوم الليبرالية التي أصبحت مذهبا فكريا يؤمن به الكثيرون، فالشخص الليبرالي هو الإنسان الذي يؤمن بمبدأ الحرية والمساواة، إذ يحترم حقوق الآخرين سواء كانوا رجالا أو نساء، حيث يرفض أي تمييز بأي شكل من الأشكال، ويحاول أقناع الآخرين بفلسفته الفكرية بهدف تحقيق حق المساواة كحق إنساني لمجتمعه.
مفهوم الليبرالية
تعرف الليبرالية بأنها مذهب سياسي فكري، إذ تقوم على عدة أسس منها حرية الفرد، واحترام حقوق الآخرين، حيث يرى هذا المذهب أن الدولة يقع على عاتقها مسئولية توفير الحرية للمواطنين كحرية الرأي، وحرية التعبير، وحرية اختيار الدين، بالإضافة إلى تحقيق العدل بين المواطنين، وبين الجنسين الرجل والمرأة.
تعود أصول كلمة الليبرالية إلى جذور أجنبية ، حيث اتخذت من الكلمة الانجليزية (Liberalism) و الكلمة الفرنسية (Liberalisme)، إذ يرجع الفضل في نشأة مذهب الليبرالية إلى الفيلسوف جون لوك، حيث دعا إلى المساواة بين كافة فئات الشعب دون تمييز بين فئة وفئة أو طبقة وطبقة، كما رفض نظام الحكم الديكتاتوري القائم على استبداد الشعب، ونادى باستبداله بنظام آخر ديمقراطي يقوم على احترام كل فئات الشعب والمساواة بينهما دوت تفرقة بين حاكم ومحكوم، أو غني وفقير.
في القرن التاسع عشر، اعتمد العديد من الأشخاص على مبادئ الليبرالية، حيث بدأت العديد من دول العالم في تطبيق هذا المذهب، وفي القرن العشرين، أصبحت الليبرالية أساسًا للمجتمعات المتقدمة والمتحضرة.
وفي عصر التنوير، تعرف الإنسان على فكرة الليبرالية، حيث انتشرت بين الناس بسبب رفضها لبعض الأفكار السائدة في ذلك الوقت، مثل التمييز بين الأفراد وتحكم الدولة في الشعب عبر نظام حكم استبدادي وديكتاتوري. وبعد الثورة الفرنسية، استخدمت مبادئ الليبرالية للقضاء على أنظمة الحكم المستبدة التي تحرم المواطنين من حريتهم وتسعى للسيطرة الكاملة للحاكم على الشعب.
الفرق بين الراديكالية والليبرالية
يجب أن يتم تعريف مفهوم الراديكالية في اللغة العربية بأصلها وجذرها لفهم الفرق بينها وبين الليبرالية. يستخدم البعض الراديكالية للقضاء على المجتمع عن طريق معرفة الأخطاء في جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وتحديد جذور تلك الأخطاء لتحقيق أهدافهم السياسية. فالراديكالية هي مذهب فكري سياسي يهدف إلى التغيير في الحياة السياسية للمجتمع.
ظهرت بذور الفكر الراديكالي في أواخر القرن الثامن عشر، حيث زادت مع قدوم الثورة الصناعية، وكان يرتبط بالإرهاب والعنف، ومع تزايد عدد مؤيديه ظهر حزب راديكالي مكون من مجموعة أفراد يؤمنون بنفس الأسس والمبادئ ويسعون إلى تحقيقها تحت قيادة زعيم يترأسهم .
ومن أشهر الدول المؤمنة بهذا المذهب دولة الهند، حيث استعملت هذا المذهب حتى تصل لهدفها في طرد الإنجليز منها دون الوضع في الاعتبار إلى الالتزام باللوائح والقوانين، إذ استخدموا العصيان المدني والتعامل مع البريطانيين بطريقة عنيفة وقاسية رافعين شعار” الغاية تبرر الوسيلة” حتى وإن كان ذلك علي حسب القوانين.
يختلف مفهوم الراديكالية من دولة لأخرى، ومن مجتمع لآخر، كما يتفاوت مفهومه بتغير الزمن والوقت، فكل دولة تستخدمه بالشكل والطريقة التي تساعدها على أحداث تغيير في حياتها الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية.، لذلك نجد الراديكاليون في بعض المجتمعات يؤمنون بالنظام الاشتراكي، وفي مجتمعات أخرى لا يرفضونه.
يؤمن أصحاب المذهب الليبرالي بمبادئ وأسس واحدة يسعون إلى تحقيقها وتطبيقها في مجتمعاتهم، مثل الحرية والمساواة والعدالة، وهناك توافق في مفهوم هذه المبادئ في مختلف دول العالم.
الفرق بين الليبراليين والمحافظين
يختلف المحافظون في تسمياتهم بين المذهب المحافظ والسياسة المحافظة، ولقد نشأوا لمعارضة آراء ومبادئ المذهب الليبرالي الذي يؤمن بمبدأ المساواة، ومن بين الرواد المحافظين الأكثر شهرة هو “بيرك” الذي أعرب عن رفضه للمذهب الليبرالي الذي رأى أنه يؤدي إلى انهيار العادات والتقاليد المجتمعية.
من اهم المعلومات الهامة عن المذهب المحافظ، وهذه المعلومات هي كالاتي:
- يتم تحقيق الحفاظ على الحالة الراهنة ورفض التطورات العنيفة التي تحدث في المجتمع، سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو غيره، حيث يوجد الشخص الذي يحافظ على تراث بلده وآخر يحافظ على دينه وآخر يحافظ على وطنه.
- المحافظون يميلون إلى الاستقرار، وربما هذا ما دفعهم إلى مهاجمة المذهب الليبرالي الذي يسعى للتغيير والتجديد من خلال دعوة المواطنين لإقامة ثورة. ويعارض المحافظون بشدة هذا الأمر لاعتقادهم أن التغيير يمكن أن يسبب مشاكل اجتماعية عديدة.
- يروي المذهب المحافظ أن الليبرالية فكرة صعبة التنفيذ، حيث تتطلب الحرية تفسيرات مختلفة لدى الأفراد والمجتمعات، وقد يسيئ بعض الأشخاص غير المتعلمين استخدام هذه المفهوم الحرية بطريقة غير صحيحة.
تختلف أسس هذا المذهب من دولة إلى أخرى، على عكس المذهب الليبرالي الذي يتفق أتباعه على أسس واحدة في جميع دول العالم، ومن أهمها الحرية بجميع أشكالها وأنواعها .
الفرق بين الاشتراكية والليبرالية
تعرف الاشتراكية بأنها فلسفة سياسية ،إذ يرجع الفضل في ظهورها إلى الفيلسوف الألماني الجنسية كارل ماركس ، حيث تناول تعريف المذهب الاشتراكي وأسسه ومبادئه في العديد من كتبه ومقالاته الخاصة ، وبدأ يظهر هذا المذهب مع نهاية القرن التاسع عشر ،ثم أنتشر تدريجياً حتى نما وازدهر بفضل بعض الساسة والاقتصاديين.
لفهم الفرق بين الاشتراكية والليبرالية، تتألف الاشتراكية من ثلاثة أقسام: المذهب الاشتراكي الجدلي المادي والمذهب الاشتراكي التاريخي المادي والمذهب الاشتراكي الاقتصادي السياسي. وتهدف جميع أقسامها إلى تطوير المجتمعات وزيادة شأن ومكانة المواطنين. ومن أهم معلومات المذهب الاشتراكي أهدافه التي تتضمن
- يعارض فكرة سيطرة الطبقة الثرية على مؤسسات الإنتاج، ويدعو إلى تمكين طبقات المجتمع الثلاثة من السيطرة على هذه المؤسسات، وذلك لمنع الأغنياء من استغلال الفقراء وتحقيق أهدافهم الشخصية، كما يسعى إلى تحديد مرتب مادي يضمن حياة اجتماعية كريمة ومناسبة للعمال .
- يقوم على أسس علمية من خلال عمل دراسات وإحصائيات دورية جيدة تساهم في الوصول إلى الهدف والغاية، إذ يسعى إلى تقدم المجتمع والنهوض بمستوى معيشة أفراده، وإتاحة السلع الاقتصادية والخدمات التي يجتاحها أفراد المجتمع تحقيقاً لمبدأ الاكتفاء الذاتي، وذلك من خلال إلزام كافة قطاعات الإنتاج بوضع خطة مناسبة محددة الزمن للوصول إلى حالة توافق بين الموارد المتاحة في الدولة، ومتطلبات المواطنين.
- يهدف هذا الهدف إلى تقليل نسبة البطالة والفقر في المجتمع من خلال فتح العديد من المشاريع والإنشاءات الجديدة التي تخلق فرصًا للمواطنين.
- يأخذ المذهب الاشتراكي في الاعتبار موارد الدولة وجميع السلع التي يحتاجها المواطن، ثم يقوم برسم خطة قريبة وفعالة لتنفيذها.
يتفق المذهب الليبرالي والاشتراكي على هدف واحد وهو رفع مستوى المواطنين، حيث يمنح المذهب الليبرالي الفرد الحق في تأسيس مشروع اقتصادي وفقًا لحرية الفرد واحترامها، مما يؤدي إلى تقليل معدلات البطالة من خلال توفير فرص العمل .
تتنوع المذاهب الفكرية بين الفكر الليبرالي والفكر الراديكالي والفكر المحافظ والفكر الاشتراكي، حيث يتميز كل مجتمع بفكره وفلسفته السياسية والاجتماعية. تميل بعض المجتمعات إلى فرض حكم استبدادي على الشعب، في حين يمنح بعضها قدرا من الحرية للمواطن. ولكل مذهب قادة يمثلون زعماء يقودون مجموعة من الأفراد وفقا لمبادئ المذهب.