تعليم

مفهوم العملية التعليمية وشروط نجاحها

تتكون العملية التعليمية من عدد إجراءات وأنشطة تتم في الحصة الدراسية بالمدرسة، حيث يسعى المعلم من خلال هذه الأنشطة إلى تنمية مهارات الطالب وتطوير عقله وتفكيره وذهنه، وتساهم في تكوين شخصيته وتثقيفه في بعض المفاهيم والأفكار داخل وعيه وحواسه.

شروط نجاح العملية التعليمية

تَتطلب العملية التعليمية توفر عدة شروط لضمان نجاحها وتحقيق أهدافها، وتتضمن هذه الشروط ما يلي:

  1. يعد العامل النفسي للطالب من أهم شروط نجاح العملية التعليمية، حيث يجب تأهيله نفسيًا وزرع الدافعية والطموح فيه، والحفاظ عليه من جميع العوامل النفسية التي قد تؤثر على مزاجه وبالتالي على مستواه التعليمي والدراسي.
  2. يعتبر المعلم كعنصر أساسي في العملية التعليمية من الأسباب التي تؤدي إلى تحقيق أهداف العملية التعليمية ونجاحها، لذا يجب أن يتسم بالإخلاص و الوفاء والأمانة في أداء عمله، كما يجب أن يكون شغوف لعمله محباً له متطلع لمعرفة المزيد عن مجال تخصصه، الأمر الذي يمكنه أن يتعاون مع منظومة التعليم لنجاح العملية التعليمية.

عوامل نجاح العملية التعليمية

  1. تعتبر أسرة الطالب جزءًا مهمًا من شروط نجاح العملية التعليمية، حيث يجب أن توفر له الظروف الملائمة للمذاكرة والبيئة الصحيحة للنجاح، وتجنب المشاكل الأسرية التي تؤثر على مستواه النفسي والتعليمي.
  2. من الضروري أن يتعاون المعلم مع أسرة الطالب ويكون هناك تواصل بينهما. يجب أن يتفق الطرفان على أسلوب يشمل التعلم الصحيح للطفل. يجب على الأسرة متابعة تطورات الطالب ومعرفة تفاصيل سلوكه وتصرفاته وأفعاله في الفصل الدراسي، حتى يتمكن المعلم والأسرة من تصحيح السلوكيات والتصرفات الخاطئة وتحويلها إلى سلوكيات وتصرفات صحيحة ومناسبة.
  3. يجب على المدرسة أن توفر جميع الظروف التي تساعد الطالب على النجاح والتفوق، بما في ذلك تجهيز الفصول الدراسية وتوفير الحصص المخصصة لتنمية المواهب الفنية والعقلية والذهنية، وذلك يؤدي إلى تحسين روح الطالب الذاتية ونجاح العملية التعليمية.

توجد علاقة قوية بين العملية التعليمية وتعليم المواد، والتي هي فرع تربوي جديد يساعد في تطوير العملية التعليمية من خلال دراسة العلاقات التربوية، وبالتالي يتحقق الهدف الأساسي للعملية التعليمية بالقدرة على مساعدة عناصر العملية التعليمية على تشكيل وتكوين شخصية الطالب بشكل إيجابي.

أهمية العملية التعليمية

تهدفالعملية التعليمية إلى بناء جيل متعلم يعرف الفرق بين الصواب والخطأ، وتعد هذه الأهمية بمثابة الأساس الحاسم لتحقيق ذلك

  1. يهدف العملية التعليمية إلى تنمية التفكير الإيجابي النقدي للطالب حتى يتمكن من قبول وفهم وتقبل الآراء الأخرى، والتمييز بين النقد البناء والنقد الهدام.
  2. يهدف العملية التعليمية إلى تشكيل شخصية الطالب بطريقة تمكنه من قيادة مجتمعه في المستقبل.
  3. تهدف هذه الدروس إلى تعليم الطالب حقوقه وواجباته تجاه عائلته ومجتمعه ووطنه، وتعزيز حب الوطن والاعتزاز به لديه.
  4. يؤدي تحسين العملية التعليمية إلى مجتمع متعلم وواعٍ، مما يُقَلِلُ من المشاكل الاجتماعية مثل البطالة والفقر.
  5. يهدف العمل التعليمي إلى تعزيز ثقة الطالب بنفسه، مما يمكِّنه من اتخاذ قراراته الخاصة ويساعد على بناء آرائه بناءً على دراسته الدقيقة للأمور المحيطة به.

عناصر العملية التعليمية

تتألف العملية التعليمية من ثلاثة أسس رئيسية: المعالجات، والمدخلات، والمخرجات. وتعني المدخلات الطلاب، أما المخرجات فتعني مدى قدرة المعلم على تأهيل الطلاب وتخريجهم بمستوى عالٍ من المعرفة والثقافة. وبالنسبة للمعالجات، فهي تتضمن فهم المعلومات المقدمة وربطها بمعلومات أخرى وتطبيقها في الحياة العملية

يتكون العملية التعليمية من خمسة عناصر أساسية، وهي المعلم والمنهج الدراسي والطالب وإدارة العملية التعليمية وتمويل الدولة

المعلم 

يعد المعلم أحد أهم عناصر العملية التعليمية وأكثرها تأثيرًا، إذ يقود الطلاب ويعلمهم، لذا يجب أن يتوفر فيه عدة صفات ومزايا تضمن نجاح العملية التعليمية، وأهم هذه الصفات هي:

  1. يجب على المعلم أن يكون مسيطرًا على تصرفات وسلوكيات الطلاب داخل الفصل الدراسي، ويجب أن يجمع بين هذه الصفة وحب واحترام الطلاب له.
  2. يجب استخدام وسائل التعلم النشط مع الطلاب من خلال تنظيم حلقات نقاش وحوار للاستماع إلى آرائهم حول المعلومات المقدمة، وهذا يعزز شخصيتهم واتجاهاتهم بشكل إيجابي، كما يجب أن يتعاون الطلاب والمعلمون معًا في عملية التعليم.
  3. ينبغي على المعلم أن يكون على دراية ومعرفة بالتطورات التكنولوجية والعلمية حتى يتمكن من التواصل مع الطالب ونقل المعرفة إليه.
  4. يجب أن يكون المدرس مثقفًا وذو خبرة في مجال تخصصه والمجالات المرتبطة به، حتى يتمكن من ربط العلوم ببعضها ونقلها إلى الطلاب، الذين سيصبحون في المستقبل أعضاء مؤثرين في بناء وطنهم ومجتمعهم.
  5. ينبغي للجميع أن يدركوا جيداً أن التربية تسبق التعليم، ولذلك يجب أن يكون المعلم مثالاً حسناً وحميداً، وذلك لأنه يقضي فترة طويلة مع التلاميذ ويؤثر في أفكارهم وميولهم واتجاهاتهم، ويمثل قدوة ومثالاً يحتذى به للطلاب.
  6. يجب تعديل المعاملة بين الطلاب، حيث لا يجوز فرق المعاملة بين الطالب المتفوق والطالب المتوسط والطالب البسيط، ويجب أن يعاملوا جميعًا كأبناء للمعلم وليس كطلاب، وهذا سيجعل الطالب يتقبل النصيحة من المعلم بسهولة.
  7. يجب أن يكون لدى المعلم قوة جذب تجعل الطلاب ينصتون إليه أثناء الحصة الدراسية.

الطالب

الطالب هو الأساس في عملية التعليم، حيث وضعت أهداف التعليم لتحقيقها فيه، ولذلك يجب على المعلم الذي يتعامل مع الطالب أن يكون على دراية بمهارات ومواهب الطالب والظروف التي تؤثر عليه، لأن هذه المعلومات تساعد المعلم على تحقيق الهدف، وهذا يؤدي في النهاية إلى نجاح عملية التعلم.

المنهج الدراسي

  1. يُعرف المنهج الدراسي على أنه مجموعة المواد الدراسية التي يقدمها الكتاب المدرسي للطالب، ويجب تصميمها بطريقة تساعد على بناء شخصية الطالب وتطوير ذكائه ومهاراته.
  2. يجب أن يتماشى المنهج الدراسي مع التطورات التكنولوجية والعلمية التي تتغير باستمرار.
  3. ينبغي الاهتمام بتضمين موضوعات تعليمية مفيدة للصحة والتعليم والحياة الاجتماعية في المنهج الدراسي، ومن بين هذه الموضوعات: النظافة الشخصية، والصحة، والتغذية وغيرها من الموضوعات التي ستساعد الطالب في حياته المستقبلية.

إدارة العملية التعليمية

  1. تلعب إدارة العملية التعليمية دورًا حيويًا كرابط وصل بين الطالب والمعلم والأسرة، ولذا يجب أن تسعى إلى تحقيق الاحترام والتقدير المتبادل بينهما.
  2. يتحمل المعلم مسؤولية تشجيع الطلاب على التعلم، من خلال تنظيم ساعات الدراسة والحصص المدرسية بشكل يشجع الطلاب على الحب والشغف بالتعلم، دون الشعور بالملل. فهذا يساعد إدارة العملية التعليمية على النجاح والتطور.

تمويل الدولة

يجب على الدولة أن تضمن تطوير العملية التعليمية من خلال زيادة عدد المدارس وتجهيز الفصول الدراسية بكل ما يحتاجه الطالب، وذلك لتشكيل جيل جديد يساهم في بناء المجتمع والوطن، ويجب أن تكون هذه الخطط جزءًا من خطط التنمية الشاملة للدولة.

وبذلك يتضح أن نجاح العملية التعليمية وتطويرها يحتاج إلى تعاون بين عناصر العملية التعليمية، حيث أن التعاون بينهم يساهم في الوصول إلى الأهداف المرجوة في وقت قليل، خاصة وأن منظومة التعليم وعناصرها هدفها الأول والأخير مصلحة الطالب الذي يهيئ ليقود مجتمعه ووطنه، لذا يجب أن يدخل الطالب داخل هذا العملية التعليمية حتى يشعر بأهميته في المجتمع، وبالتالي تنجح العملية التعليمي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى