تعريف الحال واحكامه وانواعه وصاحبه
يمكن تعريف المفهوم في اللغة العربية على أنه ما يتعلق به الإنسان من أمور حسية أو معنوية قابلة للتغير، ولا يستخدم المصطلح النحوي إلا للدلالة على الحالة. أما الحالة فلا تستخدم للإشارة إلى المكان النحوي، ويمكن استخدام كلمة “الحال” سواء في صيغة المذكر أو المؤنث، وهناك أمثلة شعرية فصيحة تدعم استخدام الجنسين، ولكن استخدام المؤنث هو الأكثر وضوحا لغويا .
تعريف الحال
الحال في النحو العربي يستخدم للوصف في حالة نصب أو في محل نصب. يتم استخدامه لتوضيح حالة الشخص أو الجسم في وقت حدوث الفعل. يكون الحال دائما اسما منكرا، مثل `عاد الراكض نشيطا`. حيث يتم تنصيب الوصف `نشيطا` بالفتحة الظاهرة، ليوضح حالة الفاعل `الراكض`. يستخدم الحال في العادة كإجابة لسؤال يحتوي على كلمة `كيف`. ففي المثال السابق، يذكر الحال كإجابة على سؤال `كيف عاد الراكض؟` وفي هذه الحالة يتم استخدام `نشيطا` .
عوامل الحال
يوجد العديد من العوامل التي تؤثر في الحال، ويقسمها النحويون إلى ثلاث مجموعات وهي الفعل، وأشباه الفعل، وما يحمل معنى الفعل. وتشابه الحال في كثير من المنصوبات في عمل الفعل وشبه الفعل، ولكنها تتميز عن غيرها من المنصوبات بالمجموعة الأخيرة من العوامل .
العامل الفاعل في الحال هو نفس العامل الفاعل في صاحبها، ومن بين العوامل العديدة في الحال هو الفعل الذي يعد العامل الأساسي فيها، إضافة إلى أشباه الأفعال التي تعمل في الحال وتشابه الفعل في عمله ودلالته على الحدث، ولكنها تختلف عنه في بعض الجوانب .
وأشباه الفعل التي تعمل في الحال هي المصدر العامل مثل: حضورُكَ مُبَكِّرًا أمرٌ مُهِمٌ، ويجب وضعِ اسمِ المصدرِ وأسماءِ الأفعالِ والمشتقَّاتِ كاسمِ الفاعلِ، مثلَ ما حَاضِرٌ مُبَكِّرًا إِلَّا أَنْتَ .
الحالة تعمل كفعل وتستخدم في الوقت الحالي، وتعمل أيضا كفعل عند استخدامها كأسماء وحروف. هذه المجموعة من العوامل هي تلك التي تميز الحالة عن غيرها من الأحوال، وتعمل فيها أسماء الإشارة مثل `هذا` وحروف التشبيه والتمني والترجي وغيرها من الحروف العاملة، مثل `كأنك موسوعة معرفة`، أي أنك تمتلك كمية كبيرة من المعرفة كالموسوعة. كما تستخدم أدوات الاستفهام مثل `كيف أنت سابحا`، أي هل تجيد السباحة .
العامل المعنوي في الحال
يطلق على النحاة تسميات تعبر عن الألفاظ التي تعمل في الحال، وتحمل معنى الفعل العامل المعنوي، حيث تكون جميع هذه العوامل ذات طابع معنوي بالفعل، فتفسر كلمات الإشارة بالفعل “أشير”، وحروف التمني بالفعل “أتمنى”، والتشبيه بالفعل “أشبه”، وتفسر العوامل الأخرى بأفعال مناسبة .
دلالة العامل في الحال
العامل في الحال قد تكون دلالته على الخبرية ، وعادة ما يكون كذلك وقد يأتي إنشائيا أيضا ، ويكون غالبا إنشائيا عندما يكون الفعل أمرا، مثل `انهض سريعا` ، حيث يكون الأمر الهدف الإنشائي الطلبي الذي يتضمنه المثال السابق ، ويمكن استخدام الفعل المضارع في الطلب لغرض النهي مثل `لا تكتب ببطء` ، ويمكن أن يحتوي العامل على أغراض إنشائية أخرى غير الطلب ، فقد يكون العامل للتعجب مثل `ما أقدم البيت تاريخا` ، ويحتوي العامل أيضا على أغراض إنشائية أخرى .
دلالة الحال المعنوية
يجب تذكر الحالة في الجملة لتوضيح الشكل الذي يتبعه صاحبها أو الطريقة التي يتصرف بها، وعلامة الحال التي تميزها عن غيرها من النواحي هي إمكانية استخدامها كإجابة على جملة استفهامية تحتوي على أداة الاستفهام “كيف”، والحال المفرد هو نوع من الحالات ويشير إلى الحالة التي تكون بمفردها ويمكن أن تتضمن معناها الخبر أو الإنشاء، وتستخدم لأغراض إنشائية متعددة، بينما الحال الجملة لا يمكن استخدامها لأي غرض إنشائي، وتشابه الحال بالنعت في عدم إمكانية استخدامها لأغراض إنشائية عندما تكون جملة .
يشابه الحال في معناها الخبر فيما يتعلق بأنها تحمل تقييدا، ويشابه النعت في كونه تحديدا، ومع ذلك، يشبه الحال النعت بأكثر من طريقة، وبسبب الارتباط الوثيق والتشابه الشديد بين الحال والصفة أو النعت، يعتقد بعض النحاة أن الحال في الأصل هو صفة تخالف الموصوف في التعريف والتنكي .
تعريف صاحب الحال
صاحِب الحال هو الاسم الذِي يُذكَر الحال لبيان هيئته ، وتكون الحال صفة له في المعنى ولهذا الاسم مواقع إعرابية عديدة في الجملة الفعلية أو الاسمية ، فهو قَد يأتي فاعلاً مثل جَاءَ زَيدٌ مَاشِياً ، أو نائباً عن الفاعل مثل ضُرِبَ الطِّفلُ بَاكِياً ، أو مبتدأ ، أو خبراً ، أو مُضافاً إليهِ مثل رَاقَبتُ ذَهَابَكَ مُبتَعِداً ، أو مجروراً بحرف جر، مثل مَرَرتُ بِمُحَمَّدٍ قَاعِداً ، أو أحد المفاعيل كالمفعول به مثل أَكَلتُ الطَّعَامَ سَاخِناً ، أو المفعول المطلق مثل كَتَبتُ الكِتَابَةَ كَبِيرَةً ، أو المفعول لأجله مثل هَرَبتُ خَوفَ المَوتِ مُتَعَاظِماً ، أو المفعول فيه مثل خَرَجتُ العَصرَ وَهُوَ مُشمِسٌ ، أو المفعول معه مثل سَهَرتُ وَالقَمَرَ مُضِيئاً .
شروط صاحب الحال
يتطلب أن يعمل الاسم المضاف الفاعل أو المفعول في صاحب الحال ليتم إضافته إليه، وهناك شرط أول يحدث في موضعين، الموضع الأول هو عندما يكون الاسم المضاف مصدرًا عاملاً مثل: “أكره سماع الأغاني الصاخبة .
الموضع الثاني عندما يكون الاسم المُضاف وَصف مثل مُحَمَّدٌ رَافِعُ العَلَمِ عَالياً ، الشرط الثاني هو أن يَصحَّ إبدال المُضاف إليه محل المُضاف ، ويَصحُّ ذلك عندما يكون الاسم المُضاف جُزءاً من المُضاف إليه ، مثل رَأَيتُ وَجهَكَ غَابِراً ، أو يكون بمثابة جزء منه مثل سَمِعتُ حَدِيثَ المُعَلِّمِ مُوَضِّحاً ، فيصحُّ القول في المثالين السابقين رَأَيتُكَ غَابِراً و سَمِعتُ المُعَلِّمَ مُوَضِّحاً .
أمّا إذا لم يُحَقِّق المُضاف إليه الشروط في المواضع السابقة فلا يكون صاحباً لحال ، فلا يقال رَأَيتُ قَلَمَ الطَّالِبِ مُهَذَّباً ، لأنَّ قَلَمَ ليس جُزءاً من الطَّالِبِ ، ولم يقبل أبو علي الفارسي أيّاً من الشروط السابقة الذكر ، وأجاز مجيء المُضاف إليه صاحباً للحال مُطلقاً بدون قيود ، ويُستَشهَد ببيت شعرٍ لإثبات صُحَّة ما ذهب إليه أبو علي ، وهو بيت لتأبَّط شراً يُذكَر فيه سَلَبتَ سِلَاحِي بَائِساً وَشَتَمتَنِي ، فالملاحظ أنَّ الحال بَائِساً ارتبطت بياء المُتَكلِّم الواقعة في محلِّ جر مُضاف إليه .
في بعض الأحيان تأتي الحال لتُبَيِّن هيئة أكثر من اسم واحد ، وفي هذه الحالة يكون صاحب الحال مُتَعَدِّداً ، فعلى سبيل المثال قد يكون صاحب الحال هو الفاعل والمفعول به كليهما مثل وَدَّعَ الرَّجُلُ صَدِيقَهُ مُتَعَانِقَينِ ، حيث مُتَعَانِقَينِ حال منصوب بالياء ذُكِر ليصف هيئة الفاعل والمفعول به وقت الفعل .
تنكير صاحب الحال
غالباً ما يكون صاحب الحال اسماً مُعَرَّفاً ، وهذا هو الأصل لأنَّ صاحب الحال إذا كان نكرة سيصير الحال عندها نعتاً ، وغير أنَّه قد يجيء مُنَكَّراً في مواضع مُعيَّنة ذكرها النُّحاة لا يجيء نكرةً في غيرها ، والمواضع أو المُسَوِّغات التي تسمح لصاحب الحال أن يكون نَكِرة تُشابِه إلى حدٍّ ما مُسَوِّغات تنكير المُبتدأ ، ويرجع هذا الأمر إلى التشابه بين الحال والخبر ، فكُل منهما صفة لِما حُكِمَ عليه ، فالعلَّة في تعريف المبتدأ وصاحب الحال هي وقوعهما موقع المحكوم عليه ، لذا تشابهت مُسَوِّغات تنكيرهما .