اسلاميات

ما هي صفات الجنة وأهلها

خلقنا المولى عز وجل في الأرض ولكنه لم يتركنا سدى، فالحياة الدنيا هي دار اختبار وامتحان، والدار الآخرة هي دار البقاء ليحصد فيها الإنسان ما زرعه في الحياة الدنيا فإما جنة وإما نار، ويقول المولى عز وجل ” وسابقوا إلى رحمة من ربك وجنة عرضها السموات الأرض أعدت للمتقين” [ال عمران : 133] .

الجنة هي المكان الذي يسكن فيه الذين اتقوا الله وحسنوا في الدنيا، وهي بفضل رحمة الله تعالى تكون مصير الذين يعبدون المستضعفين في الدنيا، حيث يجعل الله النار مصير الظالمين في الآخرة. ومع ذلك، فإننا في الدنيا لا نستطيع أن نحكم على مصير أي شخص في الجنة أو النار، لأن الله تعالى يرحم من يشاء. وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: “احتجت النار والجنة، فقالت النار: يدخلني الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين. فقال الله للنار: أنت عذابي، أنتقم بك ممن شئت، وقال للجنة: أنت رحمتي، أرحم بك من شئت.” ولكن الله تعالى ورسوله أخبرونا بوصف الجنة وصفات أهلها، ورغم ذلك فإن ما ينتظرنا في الجنة هو أكثر مما ورد في القرآن الكريم.

صفات الجنة في القرآن

في الآية (17) من سورة السجدة، يقول الله تعالى: “فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون”. وهذا يدل على أنه لا يعرف أحد النعيم الذي ينتظر المتقين والصابرين من أهل الدنيا، ولكن هناك العديد من الآيات التي تصف الجنة في القرآن، ومن أهم صفاتها أنها جنة واحدة ولكن بها درجات مختلفة، واللفظ “جنات” يصف درجات الجنة السبع، ومن درجات الجنة التي ذكرت في القرآن الكريم:

  • جنات عدن
  • الفردوس الأعلى
  • دار المقامة
  • دار النعيم
  • دار الخلد
  • جنة المأوى
  • مقعد صدق

أعلى درجات الجنة هي الفردوس الأعلى، وفي الحديث الشريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، فوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة”، وهذا صحيح بحسب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

وصف ابواب الجنة

وللجنة ثمانية أبواب:

  •  من هذه الأبواب باب الريان، وهو الباب الذي يدخل منه الصائمون،
  • وباب الجهاد للمجاهدين في سبيل الله.
  • وباب الصدقة للمتصدقين.
  • باب الراضين للراضين بالقضاء والقدر.
  • وباب الأيمن وهو باب الشفاعة.
  • وباب الصلاة للحافظين على صلواتهم والمثابرين على النوافل.
  • وباب التوبة: للتوابين.
  • وباب الكاظمين الغيظ، لمن يكظمون غيظهم ويعفون عن الظالمين.

تتضمن صفات الجنة وجود لبنات من الذهب والفضة، وحصبة من اللؤلؤ والياقوت، وظلال وارفة تحيط بالمؤمن الذي يمشي تحت شجرة لمدة مائة عام دون انتنقطع.

وفي الجنة أربعة أنهار فقد وصف النبي عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج بأنه :” رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان، فقلت : يا جبريل ما هذه الأنهار، قال : أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران ، فالنيل والفرات) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

في الجنة، توجد بحار تنشق منها الأنهار، فكيف وصف الرسول الجنة في الحديث الشريف – صلى الله عليه وسلم – حيث قال: `إن في الجنة بحر العسل، وبحر الخمر، وبحر اللبن، وبحر الماء، ثم تنشق الأنهار بعد ذلك`، فصدق رسول الله – صلى الله عليه وسلم.

في الجنة، لا يوجد شيء يمكن للعين أن تراه، أو للأذن أن تسمعه، أو للقلب أن يشعر به، ويوفر الله لأهل الجنة كل ما يرغبون فيه من طعام وشراب، بما في ذلك اللحوم والفواكه ولحم الطيور واللبن والعسل والخمور التي لا تسبب السكر ولها رائحة المسك ولا تؤثر على العقل.

صفات أهل الجنة

كما ذكر، الله جل وعلا هو الذي يدخل من يشاء في رحمته في درجات الجنة السبع. ولكن هناك بعض الصفات التي ذكرها القرآن، فإذا توفرت في شخص في الدنيا، فإنه بإذن الله يكون من أهل الجنة. ومن أهم صفات أهل الجنة في الدنيا وصفهم المولى عز وجل في سورة المؤمنون بقوله تعالى: `قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون، والذين هم للزكاة فاعلون، والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون، والذين هم على صلواتهم يحافظون، أولئك هم الوارثون، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون` [المؤمنون: 1-11].

صفات أهل الجنة في الدنيا

إن إخلاص العمل لله وحده هو واحد من أهم صفات أهل الجنة في هذه الدنيا، ومن بين صفاتهم الأخرى:

  • الإيمان بالله تعالى وأنه الواحد الأحد وعدمالشرك بأي شيء، والإيمان بالرسل والملائكة.
  • الخشوع في الصلاة والحفاظ عليها.
  • الإعراض اللغوية تعني أن يكون الحديث بلا فائدة أو يسبب أذى للآخرين.
  • أداء الزكاة.
  • حفظ الفرج من الزنا والفواحش.
  • إن أداء الأمانات لأصحابها والحفاظ عليها يتطلب الامتثال للقول والفعل، فإذا ائتمنك أحد على سرٍ فهو أمانة.

كما هو موضح في بعض الأحاديث النبوية الشريفة، وصف النبي صلى الله عليه وسلم الجنة ووصف أهلها في الدنيا، ومن هذه الأحاديث أحاديث أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: `وقفت عند باب الجنة، ودخلها الفقراء والمساكين بشكل عام`، وقال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا: `ألا أدلكم على أهل الجنة؟ كل ضعيف مستضعف، لو أقسم على الله لأبره`

وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: هل تعلمون من هم أولئك الذين يدخلون الجنة من خلق الله عز وجل؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: `هم الفقراء والمهاجرون، يسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وفي صدره حاجة لا يستطيع قضاؤها`.

ورد أن أحد الأعراب قد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: “أرشدني إلى عمل يدخلني الجنة إذا عملته”، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: “أن تعبد الله وحده ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة الخمس المفروضة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم شهر رمضان”، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

صفات أهل الجنة في الآخرة

أما عن صفات أهل الجنة  في الآخرة، ففي الحديث الشريف : يدخل أصحاب الجنة الجنة بسبب آدم عليه السلام، وسيكونون في زوجة مع ملائكة الملك، وبجمال يوسف، وسيكونون على سن الثلاثين عامًا في يوم ميلاد عيسى، وسيتحدثون بلسان محمد صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث يصف الصفات الجسدية لسكان الجنة، حيث يكون طولهم مماثلا لطول سيدنا آدم (عليه السلام). ووفقا للحديث الشريف، كان طول آدم ستين ذراعا. كما ستتمتع سكان الجنة بجمال مماثل لسيدنا يوسف، وستكون أعمارهم ثلاثة وثلاثين عاما، وهذا هو نفس عمر النبي عيسى (عليه السلام) عندما أعد للسماء. ومن صفاتهم أيضا عدم وجود شعر على أجسادهم، وسيتحدثون اللغة العربية مثل سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

صفات أهل الجنة من النساء

– النساء والرجال يدخلون الجنة بالتقوى والصبر، ولم يفرق الله بينهما في السيئات والحسنات. لذلك، فصفات أهل الجنة في الدنيا من الرجال هي نفسها صفات النساء، وفي الآخرة، فصفات النساء تكون مماثلة لصفات الرجال

الجمال الفائق هو من نعم الله على خلقه، ففي الحديث الشريف يقول النبي صلى الله عليه وسلم: `لو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحًا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها`، فنساء الجنة سوف يكن أجمل من الحور العين.

نساء الجنة صغار السن، ولا يوجد عجائز في الجنة .

وهن أطهار في أجسادهن وأخلاقهن، حيث يوصفن في القرآن الكريم في سورة الصافات [الآية 48] بأن لديهن “قاصرات الطرف عين”، أي أنهن لا ينظرن إلى رجال غير أزواجهن، وهذا يدل على العفة والطهارة.

من الأمور التي أثيرت بين العلماء: هل يتوالد أهل الجنة أم لا؟ والرأي المجمع عليه هو أن النساء لن يحملن في الجنة، وأن الجماع في الجنة لا ينتج عنه حمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى