الاختلاف والتشابه بين الاتصال اللفظي والاتصال غير اللفظي
الاتصال هو عملية نقل البيانات أو المعلومات بين الأشخاص، ويبدأ الاتصال الخارجي عند وجود شخص آخر أو أكثر. يمكنك التواصل بعدة طرق، سواء شفهيا من خلال الكلام، أو غير شفهيا من خلال السلوك والإشارات. يتم تقسيم طرق الاتصال إلى اتصال لفظي وغير لفظي، حيث يشمل الاتصال اللفظي استخدام الأصوات، وتعبير الأصوات يكون من خلال الكلمات والعبارات التي تعبر عن الأفكار أو الأشخاص. أما الاتصال غير اللفظي، فيشير إلى نقل المعلومات عبر التصرفات أو الأساليب بدون استخدام الكلام. الفرق الأساسي بين الاتصال اللفظي والاتصال غير اللفظي هو أن الكلمات تعتبر الوسيلة المناسبة لنقل المعلومات في الاتصال اللفظي، بينما يتم الاكتفاء في الاتصال غير اللفظي بالإشارات الحركية.
الاتصال اللفظي والاتصال غير اللفظي
يمكن للشخص استخدام كل من الاتصال اللفظي وغير اللفظي للتغلب على معوقات الاتصال ومشاركة أكثر من فكرة في وقت واحد، حيث يعتبر الاتصال بالعين أو اللمس غير لفظي ولكنه عادة ما يحتاج تأكيدا لفظيا في وقت معين، ويجب أن نوضح أن نقل الكلام يحتاج إلى تفاعلات غير لفظية، ومع ذلك يمكننا الاعتماد على الاتصال اللفظي فقط عند تلقي المعلومات والنظريات، ولمعرفة الاختلاف والتشابه يجب أن نتعرف على تعريف كل منهما بالتفصيل كما يلي:
الاتصال اللفظي
تم تعريف الاتصال اللفظي علميا بأنه الاتصال السمعي الذي يتم من خلال الكلمات والألفاظ، ويمكن أيضا أن يكون مكتوبا، وبالتالي يمكننا أن نقول إن اللغة هي وسيلة اتصال لفظية، ومثال على ذلك هو وسائل التواصل الاجتماعي أو الهاتف المحمول حيث يمكننا التواصل معا من خلالهما ولكن بدون القدرة على رؤيتهم، بإمكاننا فقط التحدث معهم من خلال الكلمات، على الرغم من التطور الكبير الذي جمع بين التواصل اللفظي وغير اللفظي في التكنولوجيا.
تهتم التواصل اللفظي بتحديد الكلمات التي توضح الصورة حيث تعتبر الكلمات الوسيلة الوحيدة لإرسال واستقبال المعلومات؛ ولذلك يجب أن تكون واضحة وتعبر عن الموضوع. لذلك، ينبغي اختيار الكلمات بعناية لنقل المعلومات بشكل صحيح. ونجد أن التواصل اللفظي بين شخصين لا يتحدثان نفس اللغة أمرا صعبا جدا؛ وذلك لأن الإيماءات والحركات قد توضح إلى حد ما ما نريد أن نعبر عنه، ولكننا لا نستطيع فعل ذلك إذا كنا نتواصل لفظيا مع شخص آخر لا يتحدث نفس اللغة. وعلى الرغم من ذلك، يظل التواصل اللفظي أفضل دائما؛ وذلك لأن الكلمات تعبر عن الكثير وتستطيع نقل صورة كاملة عن حالة الشخص.
الاتصال غير اللفظي
على النقيض تمامًا في تعريق التواصل غير اللفظي، يُعد تواصلًا بلا كلمات ونستبدلها بالإشارات والإيماءات البصرية أو لغة الجسد ويعتبر التعبير الوجهي أساسًا في الاتصال غير اللفظي، وعادةً ما يكون التواصل غير اللفظي تفسيرًا للتواصل اللفظي، يُمكنك من خلاله التعبير عن العواطف والمشاعر سواء فرح، أو حزن، أو غضب كذلك.
يوضح أفضل مثال على ذلك هو الطرق المختلفة للتعبير عن الحب أو الغضب، حيث يمكن رؤية هذا بوضوح من خلال التصرفات والإيماءات؛ لذلك يفضل استخدام التواصل غير اللفظي بشكل كبير في العلاقات الإنسانية.
مقارنة بين الاتصال اللفظي والغير لفظي
كلا من الاتصال اللفظي والاتصال غير اللفظي يعتبران وجهين لعملة واحدة؛ وذلك لأنه من الممكن أن نجمع بينهما بشكل كبير، ويعرف هذا بالاتصال الفعال، وفي هذا الاتصال، لا يمكننا التعبير عن فكرة متكاملة بدون استخدام كلا النوعين من التواصل، حيث يستخدم التواصل اللفظي لتوضيح المعلومة بشكل أفضل، والتواصل غير اللفظي لتوضيح الفكرة. ويمكن تعريف وجه التشابه بينهما بأنهما نوعان من مهارات الاتصال التي تمكننا من نقل المعلومات واستقبالها.
على الرغم من أهمية أشكال التواصل، إلا أن الاتصال بشكل عام يتضمن المعالجة الإدراكية للمعلومات في الدماغ، وهذا يتطلب في بعض الأحيان الاتصال الدماغي الإدراكي لنقل المعلومات من خلال شخص إلى آخر، ويظهر ذلك في الألفاظ والإيماءات المرئية.
بعد ذلك، سنوضح فرص فشل التواصل أو سوء الفهم الذي يزداد عادة في التواصل غير اللفظي؛ وذلك لأنه من الممكن أن يفشل شخص ما في نقل المعلومة عبر الإيماءات؛ وهذا يتناقض تماما مع التواصل اللفظي الذي يتم فيه نقل الرسالة بدقة عالية. وفيما يتعلق بالوقت، عادة ما يكون التواصل اللفظي أسرع من التواصل غير اللفظي، ومن حيث المكان، نجد أيضا تفوق التواصل اللفظي حيث يمكننا نقل المعلومات بدون الحاجة إلى أن يكون الطرفان في مكان واحد؛ وهذا على عكس التواصل اللفظي الذي يتطلب وجود الشخصين في نفس المكان لنقل المعلومة بالقدر المطلوب.
أوجه الشبه بين الاتصال اللفظي والغير لفظي
كل من التواصل اللفظي وغير اللفظي يندرج تحت مفهوم الفهم الثقافي، ووفقا لعلماء الأنثروبولوجيا الثقافية، كلاهما يعتبر آليات تطورت عبر الزمن، وكلاهما يحتاج أيضا إلى تواصل ثقافي، حيث تعتبر التأثيرات الاجتماعية عاملا أساسيا في فهم الإشارات، وجهود التعبير والسلوكات الأخرى. ومن هنا، نرى أن الأطفال يتأثرون في بداية حياتهم بالتواصل غير اللفظي، الذي يمكنهم من تمييز الوجوه، ثم يتحول إلى التواصل اللفظي، الذي يجمع بين النوعين معا.
نؤكد أيضا أن كل من الاتصال الشفهي وغير الشفهي مترابطان، ولكنهما يختلفان من مكان إلى آخر وفقا للثقافة. ففي تركيا، على سبيل المثال، إشارة بالرأس تعني الموافقة، بينما تعني حركة بسيطة مثلها معنى مختلفا في بلد آخر. وهنا أيضا نجد أن العادات والتقاليد تؤثر بشكل كبير على أنواع التواصل غير اللفظي، ومع تباين اللغات نجد أن الاتصال الشفهي يصعب أيضا. لذلك، من الضروري أن يكون لدينا فهم للثقافة واللغة لتحقيق التواصل الفعال بنسبة 100٪.
نقاط الاختلاف والتشابه بين الاتصال اللفظي والغير اللفظي
يمكننا مقارنة الاتصال اللفظي وغير اللفظي عبر النقاط التالية:
- من حيث المعنى: في اللفظي نستخدم الكلمات، بينما في غير اللفظي نستخدم العلامات والإيماءات.
- من حيث النوع: يمكن أن يكون اللفظي رسميا أو غير رسمي، وكذلك الغير لفظي.
- من حيث الوقت: يتطلب الاتصال غير اللفظي وقتا أطول من الاتصال اللفظي لتوضيح المعلومة.
- من حيث إمكانية الخطأ: تقل الأخطاء في الاتصال اللفظي بالمقابل للاتصال غير اللفظي الذي يحدث فيه الخطأ بسهولة.
- من حيث المميزات: يتميز الاتصال اللفظي بقدرته على نقل المعلومات بشكل كامل وفهم المغزى من الحديث بسهولة، وهذه القدرة غير موجودة في الاتصال غير اللفظي. كما يتميز الاتصال اللفظي بأنه أفضل وسيلة لنقل وتوضيح المشاعر والعواطف.
- من حيث التواجد: يتطلب التواصل غير اللفظي وجود كلا الطرفين، في حين يمكننا التواصل اللفظي بدون وجود الطرفين في نفس المكان.
- من حيث الارتباك: عادة ما يكون الاتصال اللفظي أسهل بكثير من الاتصال الغير لفظي، ويساهم في توضيح المشاعر كما يمكن توضيح الاتصال الغير لفظي بالأفعال.