الدولة هي مجتمع سياسي منظم من قبل حكومة. وتعتبر الدولة ذات سيادة إن كانت مستقلة وغير خاضعة لسلطة دولة أخرى. وتعتبر الدولة تابعة أو خاضعة لسيادة دولة أخرى إن كانت سيادتها تخضع لدولة أخرى. الدولة الفيدرالية أو الدولة الاتحادية هي كيان سياسي يشكل اتحاد. هذه الدول تختلف عن الدول ذات السيادة، لأنها تنقل جزء من سلطتها إلى دولة فيدرالية
مفهوم الدولة
يمكن تصنيف النظريات السياسية التي تتحدث عن مفهوم الدولة ونشأتها إلى قسمين أساسين، الأول يتضمن النظريات الليبرالية، ويركز على وظيفة الدولة في ظل مجتمع رأسمالي. نظريات هذا التنوع تنظر إلى الدولة على أنها منفصلة عن المجتمع والاقتصاد
النظرية الماركسية
النظرية الماركسية، ترى أن الاقتصاد يتداخل مع العلاقات السياسية وتركز على العلاقة بين القوة الاقتصادية والقوة السياسية. النظرية الماركسية ترى أن الدولة هي عبارة عن أداة موجودة فقط لخدمة مصالح الطبقة العليا. وقد رأى ماركس أن الدولة قد أظهرت الطبقات المجتمعية، وقمعت صراع الطبقات وسيطرت عليه، وهي أداة سياسية وتعمل لمصلحة الطبقة الحاكمة
الأناركية
الأناركية أو اللاسلطوية هي مفهوم سياسي فلسفي يعتبر الدول غير أخلاقية ويروج من أجل مجتمع خالي من السلطة. حيث يرى مناصروا هذه النظرية أن السلطة تهدف فقط للسيطرة والتحكم، بغض النظر عن الفئة الحاكمة. ويتعقدون أيضا أنه من الأفضل تفكيك الدولة، وإنشاء مجموعة من العلاقات الأخرى الاجتماعية، التي لا تشبه الدولة في تركيبها
التعددية
نظرية التعددية ترى المجتمع على أنه يتكون من مجموعة من الأشخاص والجماعات الذين يتنافسون من أجل السلطة السياسية. وتعتبر الدولة عنصرا حياديا يخدم ببساطة مصالح الفئة الحاكمة. وترى هذه النظرية أيضا أن الوكالات الحكومية ليست سوى صورة أخرى من التنافس على المصالح. وتشير نظرية التعددية إلى أن الدولة تستجيب للضغوط المفروضة عليها من قبل مجموعة متنوعة من المصالح، ولكن هذه النظرية لم تحصل على أدلة كافية لإثباتها
تعريف الدولة لغة واصطلاحا
الدولة هي تنظيم سياسي مجتمع يعمل تحت حكومة منظمة. تختلف الدول في السيادة والحكومة والجغرافيا والمصالح، ولذلك هناك عدة أنواع من الدول مثل الدولة العميقة
يتم تصنيف الدولة بانها ذات سيادة إن لم تخضع لسلطة دولة أو فئة حاكمة أو أي قوة من دولة أخرى، بينما يمكن أن تخضع الدول الأخرى وتكون سيطرتها بإدارة دولة أخرى، وهذه الدولة تكون منزوعة السيادة. الدولة الفيدرالية هي مجتمع إقليمي ودستوري يشكل جزءًا من اتحاد. تختلف هذه الدول عن الدول ذات السيادة ، من حيث أنها نقلت جزءًا من سلطاتها السيادية إلى حكومة فيدرالية.
مفهوم الدولة يختلف عن مفهوم الحكومة. الحكومة هي مجموعة من الأشخاص الذين يديرون شؤون الدولة في الوقت الحالي. وبعبارة أخرى، الحكومة هي الوسيلة التي يتم من خلالها استخدام سلطة الدولة، مثلا، عن طريق تنفيذ القوانين. سيادة القانون هي مبدأ في القانون يتم من خلاله اتخاذ القرارات الحكومية وفقا لمبادئ القانون. سيادة القانون ليست تحت حكم فرد واحد كما في النظام الملكي، بل تخضع للقوانين كما في النظام الديمقراطي، ولا يحكمها فرد واحد، وحتى المسؤولين البارزين يخضعون لسيطرة القانون
تختلف مفهوم الدول أيضا عن مفهوم الأمة، الذي يشير إلى منطقة جغرافية محددة، والأشخاص الموجودين في هذه المنطقة لديهم هوية محددة. الدولة هي كيان سياسي وجغرافي سياسي. بينما الأمة هي كيان ثقافي وعرقي. الدولة القومية هي الدولة التي تستمد شرعيتها السياسية من العمل ككيان ذي سيادة للأمة، ومصطلح الدولة القومية يعني أن الاثنين يتطابقان جغرافيا
أركان الدولة
تتألف الدولة من الأركان الأساسية التالية
- التعداد السكاني: الأفراد هم الذين يشكلون الدولة، فالتعداد السكاني ضروري لتشكيل الدولة. وكان المفكرين اليونانيون يرون أن حجم التعداد السكاني يجب أن لا يكون كبيرا أو صغيرا جدا، وإنما يجب أن يكون كافيا لتكون الدولة قادرة على الاعتماد على نفسها دون الحاجة لدول أخرى، ويجب أن تكون صغيرة بما يكفي ليمكن حكمها بشكل جيد وإنشاء دولة تتبع مبادئ الحق والقانون. وكان المفكرون القدماء يحددون الحجم المثالي للتعداد السكاني اللازم لتشكيل الدولة، لكن هذا الحجم كان يعتمد على حجم الدولة في ذلك الوقت الذي كانت فيه الدولة صغيرة مثل أثينا، في حين أن عدد السكان يزداد بشكل كبير الآن
- الإقليم: لا توجد دولة بدون وجود إقليم. يحتاج الأشخاص إلى وجود إقليم للعيش وتنظيم أنفسهم اجتماعيا وسياسيا. ويشمل الإقليم الأرض والماء والهواء في الدولة. الدولة الحديثة تختلف في الحجم. ومع ذلك، الإقليم ضروري جدا للمواطنة. يرى البروفيسور إليوت أن السيادة الإقليمية للدولة داخل حدودها والتحرر من التدخل أو السيطرة من القوى الخارجية ضروري لحياة الدولة الحديثة وأمر أساسي
- الحكومة: الحكومة هي المكون الثالث من أركان الدولة، ولا يمكن وجود دولة بدون حكومة، إذ تعد الحكومة الوكالة العاملة في الدولة والتي تمثل التنظيم السياسي فيها. ووفقا للخبراء، فإن الحكومة هي عامل أساسي في صياغة وتنفيذ القوانين، وهي الوكالة التي يتم من خلالها صياغة إرادة الدولة والتعبير عنها وتحقيقها. ويجب على كل دولة أن تمتلك سلطة عليا وهذه السلطة تسمى الحكومة
- السيادة: العنصر الرابع والأساسي في الدولة هو عنصر السيادة، وتعني السيادة السلطة القانونية العليا التي لا يمكن تجاوزها بأي سلطة أخرى. وقد تطور مفهوم السيادة مع نشوء الدولة الحديثة، وتضمن مفهوم السيادة جانبين أساسيين: السيادة الداخلية والتي تعني أن الدولة هي السلطة الأعلى على جميع المواطنين بغض النظر عن مستوى اجتماعيتهم، والسيادة الخارجية التي تعني أن الدولة حرة من أي تدخل أو سيطرة من القوى الأجنبية
خصائص الدولة
في الفكر التقليدي، كانت الدولة تعرف من خلال المجتمع السياسي والمجتمع المدني باعتباره شكلا من أشكال المجتمع السياسي. بالمقابل، يعتبر الفكر الحديث الدولة القومية شكلا من أشكال المجتمع السياسي، بينما يعتبر المجتمع المدني هو المساحة خارج الأسرة والدولة والسوق، حيث يتعاون الأفراد لتعزيز المصالح المشتركة. وينظر إليه في بعض الأحيان على أنه يشمل الأسرة والمجال الخاص، ومن ثم يشار إليه باسم القطاع الثالث من المجتمع، الذي يتميز عن الحكومة والشركات.
حقوق المواطنين
يشير مصطلح المواطنة إلى الحقوق والواجبات التي يتحملها المواطنون، والذين يتمتع بحقوق محددة في إطار النظام السياسي
بشكل رسمي، فإن المواطنة تشكل رابط بين المواطن وبين الدولة. وبموجب القانون الدولي، فإن المواطنة هي مرادفة للجنسية، وعلى الرغم من أنهم قد يحملوا في طياتهم معاني مختلفة، إلا أن الشخص الذي لا يملك الجنسية لدولة معينة لا يعتبر مواطنا، ويعتبر الشخص مواطنا في دولة معينة إن كان أحد ابويه او كلاهما يحملون جنسية هذه الدولة، وإن القوانين تختلف بحسب كل دولة، ويفترض أيضا في العديد من البلدان أن يحصل الشخص على الجنسية بمجرد ولادته في تلك الدولة
تتضمن المواطنة العديد من الحقوق والمسؤوليات، حيث تحتوي على حق التصويت وحق الحصول على بعض الامتيازات والمشاركة السياسية، ولكنها تتضمن أيضًا العديد من الالتزامات. يمتلك المواطن حقوقاً في إطار سياسي معين ولا يمكنه التجاوز عن هذا الإطار