معلومات عن جائزة آغا خان
تُعد جائزة أغا خان أقدم جائزة كبرى في مجال العمارة، وتُعدّ من الجوائز المرموقة والأكثر شهرة من نوعها، حيث تأسست في عام 1977، وتُمنح هذه الجائزة كل ثلاث سنوات للمشاريع التي تضع معايير جديدة للتميز في فن العمارة وممارسات التخطيط والحفاظ على التراث الثقافي وهندسةالمناظر الطبيعية.
ما هي جائزة الآغا خان للعمارة
جائزة آغا خان للعمارة هي جائزة معمارية أنشأها ‘ آغا خان الرابع’ الإمام التاسع والأربعون بالوراثة للمسلمين الشيعة الإسماعيلين في سنة 1977 في مدينة جنيف بسويسرا، تقام كل دورة في بلد و تم تقديم أول جائزة سنة 1980، و تهدف هذه الجائزة إلى تحديد المفاهيم المعمارية التي تلبي تطلعات المجتمع الإسلامي ومكافئتها و تقديرها أيضا في مجالات التصميم المعاصر والإسكان الاجتماعي وتنمية المجتمع.
بالإضافة إلى تصميم الحدائق والاهتمام بالقضايا البيئية وترميم وتحسين المناطق التي يجب الحفاظ عليها، ترتبط الجائزة بصندوق آغا خان للثقافة ووكالة شبكة آغا خان للتنمية، التي تعزز التراث الثقافي كوسيلة لدعم عملية التنمية. تمنح الجائزة كل ثلاث سنوات وتشمل جائزة نقدية بقيمة مليون دولار أمريكي يتم توزيعها على المشاريع الفائزة.
يولى اهتمام كبير لطريقة البناء والتكنولوجيا المستخدمة بشكل خلاق والمشاريع الإبداعية، وترأسها الآغا خان، وتتكون لجنة جديدة في كل دورة لدراسة المعايير المناسبة لأهلية المشاريع، وتتحكم اللجنة التوجيهية في اختيار لجنة التحكيم الخاصة بكل دورة من دورات الجائزة، وتدير برامج النشاطات مثل الندوات والزيارات الميدانية وحفلات تقديم الجائزة والمعارض.
أهداف جائزة الأغا خان في مجال التنمية
تقوم وكالات شبكة الآغا خان للتنمية بتنفيذ برامجها بغض النظر عن الدين أو الجنس وتعمل في مجالات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والتنمية الثقافية، حيث تعمل كل من مؤسسة الآغا خان ووكالة الآغا خان للقروض الصغيرة، وخدمات الآغا خان الصحية وخدمات الآغا خان التعليمية وخدمات الآغا خان للتخطيط والبناء في مجال التنمية الاجتماعية. ويعمل صندوق الآغا خان للتنمية الاقتصادية على تعزيز دور القطاع الخاص في البلدان النامية، وبالإضافة إلى ذلك، يشجع هذا الصندوق، جنبا إلى جنب مع شبكة الآغا خان للتنمية، السياسات الحكومية التي تدعم “البيئة الممكنة” ذات الهيكليات التشريعية والمالية الملائمة.
تضم شبكة الآغا خان للتنمية جامعتين تعملان معًا ضمن إطار عمل متكامل لشبكة الآغا خان للتنمية
- جامعة الآغا خان : تقدم هذه المؤسسة المركزية للتعليم والتدريب والبحث مساهمات رائعة لمواجهة تحديات التنمية. وتمتلك مراكز تعليمية في عدة دول من بينها أفغانستان، كينيا، باكستان، سوريا، تنزانيا، أوغندا، والمملكة المتحدة.
- جامعة آسيا الوسطى: تهدف هذه الجامعة إلى رعاية وتشجيع التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المناطق الجبلية في آسيا الوسطى. وتمنح الجامعة شهادة الماجستير في تنمية المناطق الجبلية، ويشتمل برنامج البكالوريوس على الفنون الحرة والعلوم، وكذلك عدة دورات تعليمية.
تتمثل الهدف المشترك لهذه المؤسسات في مساعدة الفقراء على تحقيق مستوى من الاعتماد الذاتي، حيث يصبح التخطيط للحياة قيمة لا غنى عنهالدى الفرد.
تنظم الجائزة ندوات إقليمية ودولية خلال كل دورة لدراسة اتجاهات التحولات في العمارة في العالم الإسلامي، وتجمع هذه الندوات بين مسؤولي حكومة، ومعماريين، وأكاديميين، ومخططين، وعلماء اجتماع، وكتاب معماريين. ومنذ إنشاء الجائزة، تم تنظيم 22 ندوة في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك باريس، واسطنبول، وفاس، وجاكرتا، وعمان، وبكين، وداكار، وصنعاء، وكوالالمبور، والقاهرة، ودكا، وغرناطة، ومالطة، وزنجبار، ويوجياكارتا، وألماتي، وباكو، وبيروت، وموسكو، ويزد، وطهران، والكوي.
إجراءات التقدم لجائزة الآغا
يمكن للجميع ومن مصادر مختلفة تقديم مشاريعهم للحصول على جائزة معينة، حيث يتم تعبئة طلب بسيط متاح في مكتب الجائزة أو عبر الإنترنت، ويمكن إرساله عن طريق البريد الإلكتروني أو الفاكس أو البريد الخاص بالجائزة. تقدم نحو 500 مرشحا ومرشحة من المجتمعات الإسلامية، وتظل هوياتهم مجهولة.
يتلقى المهندسون المعماريون أصحاب المشاريع المسجلة في برنامج الترشيحات اتفاقية توثيق الجائزة التي تصف متطلبات التقديم المعيارية. ويطلب من المهندسين المعماريين تقديم الصور والسلايدات والرسوم المعمارية، إضافة إلى تقديم التفاصيل الموجودة في استبيان مفصل، وتتضمن التكلفة، العوامل البيئية والمناخية، جدول البناء ومواد البناء، السلامة الإنشائية والصيانة المستمرة، ومفاهيم التصميم، وأهمية كل مشروع في سياقه الخاص.
كيف يتم الحصول على جائزة الآغا خان
تمنح جائزة آغا خان في كل دورة تستمر ثلاث سنوات، وتتم إدارتها بواسطة لجنة تجدد في كل دورة تترأسها آغا خان كما ذكر سابقا. تبدأ عملية اللجنة بوضع المعايير الأساسية للمشاريع والخطط المستقبلية وجميع التوجيهات المطلوبة، وفي كل دورة يتم تقديم طلبات من حوالي 500 مرشح ومرشحة من المجتمعات الإسلامية، وتحفظ هوياتهم بشكل مجهول. ثم يتم قبول الترشيحات المستقلة وفقا للإجراءات المحددة لتصبح قائمة صغيرة. بعد ذلك، يقوم المراجعون الفنيون بزيارة المشاريع ودراستها بشكل جيد لتقديم تحليل شامل للجنة المسؤولة من أجل اختيار المشروع الناجح وتكريمه بالجائزة.
تشجع الدورة الرابعة عشرة لجائزة أغا خان لعام 2017-2019 على تقديم مشاريع في المناطق الريفية والحضرية، بالإضافة إلى المشاريع التي تتعامل مع الأماكن العامة على جميع المستويات.
لكي تكون هذه المشاريع مؤهلة، يجب أن تكون قد تم استخدامها لمدة عام كامل على الأقل. تعتبر المشاريع الكبيرة والمبادرات طويلة الأجل التي لم تكتمل بعد مؤهلة إذا تم إكمال جزء ملموس من المشروع بطريقة توضح نجاحه على المدى الطويل وقدرته على البقاء. لا توجد معايير ثابتة لنوع المشاريع أو طبيعتها أو موقعها أو تكلفتها، على الرغم من أنه يجب أن تكون المشاريع المؤهلة مصممة أو مستخدمة من قبل المسلمين في أي مكان في العالم.
كيف يتم الإعلان عن الجوائز
تم تنظيم الحفلات الخاصة بتكريم المشاريع الفائزة في أماكن تم اختيارها نظراً لأهميتها المعمارية والثقافية للعالم الإسلامي، مثل حدائق شاليمار في لاهور، وقصر طوبكابي في اسطنبول ، وقصر البديع في مراكش، وقلعة صلاح الدين في القاهرة ، وقصر الحمراء في غرناطة ، وقلعة حلب الخ..و بعد كل احتفالية، يتم تنظيم ندوة لعرض المشاريع الفائزة على عدد من الجماهير المشاركة، كما يتم نشر دراسة توضح منهجية المشاريع الفائزة، ومداولات لجنة التحكيم، ومقالات كتبها كل من أعضاء لجنة التحكيم التوجيهية وأعضاء اللجنة الرئيسية، و لا تكافئ الجائزة المهندسين المعماريين فقط، بل أيضا البلديات والبنائين والعملاء والحرفيين والمهندسين الذين لعبوا دورا مهما في تنفيذ المشروع.
الفائزين بجائزة الآغا خان
أُقيم حفل في عام 2019 في كرملين قازان في روسيا، والذي يعد موقعًا مسجلًا في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتم تكريم المشاريع الفائزة بالجائزة العام الماضي، وتضمنت هذه المشاريع:
- الإمارات العربية المتحدة: حصل مركز واسط للأراضي الرطبة، في الشارقة، على جائزة الآغا خان للعمارة لعام 2019، ويسهم المركز في تحويل الأراضي الجافة إلى أراض رطبة، ويعمل كمحفز للتنوع البيولوجي والتعليم البيئي.
- البحرين: بدأ مشروع إعادة إحياء مدينة المحرق الذي يركز على تاريخ صيد اللؤلؤ في موقع التراث العالمي، كسلسلة من مشاريع الترميم وإعادة الاستخدام، ثم تطور المشروع ليصبح برنامجا شاملا يهدف إلى إعادة التوازن في التركيبة السكانية للمدينة من خلال إنشاء مساحات عامة وتوفير أماكن اجتماعية وثقافية وتحسين البيئة العامة.
- بنغلاديش :يتألف المشروع في جنوب كانارشور من هيكل معياري يتخذ نهجا جديدا لموقع النهر الذي يتغمر غالبا بالمياه لمدة خمسة أشهر كل عام، حيث يعتمد على ابتكار حل لمنشأ برمائي يمكن أن يرتكز على الأرض أو يطفو على الماء، وذلك بدلا من تعطيل النظام البيئي لإنشاء تل للبناء، وذلك استنادا إلى الظروف الموسمية.
- فلسطين : يقع المشروع في بيزرت، وهو يطل على البحر الأبيض المتوسط. حصل على شهادة LEED الذهبية بسبب استدامته، وتم استلهام تصميم المتحف وحدائق التلال من المدرجات الزراعية المحيطة، مما يؤكد ارتباطه بالأرض والتراث الفلسطيني.
- جمهورية تتارستان: إنه برنامج موجود في جمهورية تتارستان وقد أدى حتى الآن إلى تحسين 328 موقعا عاما في جميع أنحاء تتارستان. يهدف هذا البرنامج الطموح إلى مواجهة الاتجاه نحو الملكية الخاصة من خلال إعادة التركيز على تحسين المساحات العامة لصالح شعب تتارستان، وأصبح الآن نموذجا يحتذى به في جميع أنحاء الاتحاد الروسي.
- يقع المشروع في بامبي في السنغال، حيث تم استخدام استراتيجيات مناخية حيوية بسبب ندرة الموارد، وتضمن ذلك استخدام مظلة سقف مزدوجة كبيرة وأعمال شبكية تتجنب الإشعاع الشمسي وتسمح للهواء بالتدفق من خلاله. وباستخدام تقنيات البناء المألوفة ومبادئ الاستدامة، تم الحفاظ على التكاليف والصيانة إلى الحد الأدنى، مع الحفاظ على جمالية المعمار الجريء للمبنى.
تعد هذه الجائزة من الجوائز الرفيعة المستوى والمهمة في العالم، وتهدف إلى تحديد المفاهيم المعمارية التي تلبي احتياجات وتطلعات جميع المجتمعات، وخاصة تلك التي تشهد وجودا كبيرا للمسلمين في مجالات التصميم المعاصر والإسكان الاجتماعي وتنمية المجتمع وتحسين وترميم الأماكن التي تحتاج إلى حماية، بالإضافة إلى دورها الفعال في المجال البيئي. كما تحتفي هذه الجائزة بالمبدعين في المجالات المذكورة وتعتبر أكبر جائزة معمارية في العالم.
رغم عدم الحصول على الاهتمام المستحق مقارنة بالجوائز الأخرى، فإن هناك بعض الأشخاص الذين لا يعرفون حتى وجودها وأهميتها. ومع ذلك، على الرغم من تجاهل وسائل الإعلام لهذه الجائزة والصعوبات التي واجهتها منذ بداية الدورة الأولى، يمكننا القول إنها ساهمت بشكل كبير في الحفاظ على التراث المادي والروحي للمجتمعات الإسلامية وتعزيزه، بالإضافة إلى تعزيز التفكير المعماري والاهتمام بكل جوانب العمارة في العالم الإسلامي، ولا تزال تعتبر رمزا للتميز حتى اليوم.