المغربيون لديهم أصول عربية وبربرية، ولديهم تاريخ غني جدا يؤثر في طريقة حياتهم. ولديهم العديد من الصفات الجيدة مثل الكرم وحسن الضيافة، ويتميزون بعاداتهم في الطهي وتقديم الطعام، وتقاليدهم الخاصة في الزواج والحياة اليومية. ولكن الأهم في الحضارة المغربية هو أن معظم الأشخاص في المغرب من المسلمين، وتتأثر سلوكياتهم وتصرفاتهم بالإسلام. وعند زيارة المغرب يمكن الاستمتاع بجمال المناظر الطبيعية بسبب امتداد خريطة المغرب العربي على البحار، ويمكن الاستمتاع بالمنازل البيضاء وجمال الصحراء فيها.
خصوصية الثقافة المغربية وأصولها
أصول ولغة المغاربة
المغرب هي بلد عربي، ولكن البربر هم السكان المغاربة الأصليون، وذلك لأنهم كانوا موجودين في المغرب قبل وصول العرب وقبل دخول الفتح الإسلامي إلى المغرب. وعندما وصل العرب في القرن السابع عشر، كان لهم تأثير كبير على المغاربة ونشروا الإسلام في المنطقة ليصبح الديانة الرئيسية. كما يتميز المغاربة بالتعايش السلمي بين العرب والبربر والسكان من ديانات أخرى، وتتألف 98% من المغاربة من المسلمين البربر ويوجد أقلية من اليهود.
اللغة العربية هي اللغة الرئيسية في البلد، ولكن السكان في أطراف البلاد يتحدثون العديد من اللغات الأخرى، مثل الأمازيغية والفرنسية
الثقافة المغربية في اللباس
تشكل العائلة المحور الرئيسي لحياة الأفراد في المغرب، حيث يرتبط الأفراد بشدة بعائلاتهم، ولذلك فإنهم يحتفظون بتقاليد الاهتمام بالأسرة والاستفسار عن أخبار بعضهم البعض في حياتهم اليومية.
ما زال المغاربة يرتدون الزي التقليدي في الحضارة المغربية، حيث يرتدي الرجال والنساء الجلباب التقليدي، وترتدي النساء أيضا القفطان الذي يعتبر زيا أنيقا وتقليديا في المغرب. ويتميز زي العروس في حفل زفافها بأنه يتكون من عدة أزياء يمكن أن تصل إلى سبعة أزياء مختلفة خلال تلك الليلة، وتحمل كل واحدة منها إكسسوارات وحليات خاصة بها، مما يجعل العروس متميزة في تلك الليلة. ويعجب الضيوف بتلك الأزياء ويتطلعون لرؤية الأزياء القادمة.
تظهر احتفالات العرس غنى التقاليد المغربية من خلال الموسيقى والطعام والملابس، كما تظهر الرابطة القوية التي تجمع بين المغاربة كعائلة وأصدقاء يحتفلون معا بهذا اليوم. ويمكن أن تستمر الاحتفالات لمدة ثلاثة إلى سبعة أيام لإكمال جميع العادات التقليدية. وقبل يومين من العرس، تذهب العروس إلى الحمام التقليدي مع أصدقائها وعائلتها للتطهر والاستعداد للعرس.
التقليد الشائع هو استخدام الحنة المغربية المشهورة، حيث يتم رسم رموز على يدي ووجه العروس. في يوم الزفاف، يرقصون ويغنون بعد بدء الاحتفالات وتلاوة الآيات القرآنية، ويتم تقديم الحليب والتمر لإنهاء الاحتفالات في مناطق المغرب. الجلابة هي أيضا تقليدية ولكن الشباب لا يرتدونها، ويشتهر المغاربة أيضا بارتداء الطربوش الأحمر وهو نوع من القبعات.
الموسيقى المغربية
في المغرب، سيرى الزائر أنواعا مختلفة من الموسيقى المغربية التي تمثل روافد الحضارة المغربية. لكل منطقة من مناطق المغرب نوع خاص من الموسيقى، فالنوع الأول هو الموسيقى الأندلسية التي تمزج بين الطابع الإسباني والعربي، وتستخدم العديد من الآلات الموسيقية مثل الكمان والفلوت والأوركسترا، والتي تتكون من الرباب والدربكة. يتم غناء هذه الموسيقى بواسطة المطربين الرجال الذين يرتدون الملابس التقليدية، ويمكن سماعها في الاحتفالات الدينية في المغرب. أما النوع الثاني فهو موسيقى الراب التي أصبحت مشهورة بين المغاربة في التسعينيات، وذلك بعد وفاة المطرب الجزائري الشاب حسني وانتشارها إلى شمال البلاد، وتتألف هذه الموسيقى من مزيج بين الآلات التقليدية والحديثة.
موسيقى البربر تنتشر في العديد من مناطق البربر في البلدة، ويمكن أن تعزف على أنغام الطبول. كل واحدة من قبائل البربر لديها خصائص خاصة بها ونمط خاص أيضًا ويقومون بعزف هذه الموسيقا بشكل خاص في الاحتفالات الجماعية، وبما أن المغاربة العرب لا يتحدثون لغة البربر، بالتالي لا يستمعون لتلك الأغاني في اغلب الأحوال.
المغاربة، بأصولهم البربرية والعربية التي انتشرت بشكل أكبر بعد ظهور نتائج الفتح الإسلامي لبلاد المغرب، يتمتعون بحسن الضيافة واللطف، ويتميزون أيضا بالاهتمام الكبير بحياتهم الاجتماعية والعائلية. ويشتهرون أيضا بموسيقاهم والملابس والأزياء التقليدية التي يرتدونها. وتقام لديهم الأعراس والاحتفالات التي تستمر لعدة أيام.
حسن الضيافة في المغرب
يعد المغرب ثالث أكبر دولة مضيفة في العالم، وبما أن السفر يشبه الولادة من جديد، حيث يواجه الشخص ليس فقط ظروفا جديدة وصعبة للتعامل، بل سيواجه أيضا صعوبة في فهم الأحاديث المحيطة به. لذا، أفضل ما يمكن أن يحدث هو أن يتلقى الترحيب من الأشخاص المحيطين. الزوار الذين يزورون المغرب لا ينسون الترحيب الذي يقدمه السكان الأصليون لهم، ويشاركون قصصا رائعة عن مغامراتهم في المغرب ورؤيتهم لتصاميم المنازل المغربية الفريدة ومتاهات الشوارع والمباني البيضاء في المغرب.
عادات تناول الطعام في المغرب
تعتاد العادة على أن يتناول المغربيون طعامهم معا من طبق مشترك، ولكن يمكن تقديم طبق خاص للضيوف لتناول الطعام. ويمكن للشخص أن يرفض الطبق أو يقبله. الضيوف يرغبون دائما في جعل الشخص يشعر بالترحيب. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الأشخاص خلع حذائهم قبل دخول البيت والمشي على السجادة، وهذا تقليد شائع لتجنب تنظيف السجادة الذي يعتبر مهمة صعبة للسيدات. كما يجب على المغاربة غسل أيديهم قبل تناول كل وجبة، ويستخدمون يدهم اليمنى في تناول الطعام لأسباب دينية. ويتم لفظ اسم الله قبل تناول الطعام، وبعد الانتهاء يقولون “الحمد لله.” وحتى عندما يشعر الشخص بالشبع، فإن المضيف سيحثه على تناول المزيد من الطعام بسبب كرمه.
الديانات في المغرب
كيف دخل الإسلام المغرب؟ وكيف انتشر فيه؟ على الرغم من أن غالبية السكان المغاربة مسلمون، إلا أنهم يحترمون الديانات الأخرى، وخاصة ديانات السياح، ولا يتحدثون عن دينهم أمام السياح لكي لا يسببوا الإحراج، ولكن إذا سألهم أحدهم عن حياتهم الروحية، فسوف يتحدثون بإسهاب ويشرحون جميع التفاصيل التي يعرفونها. وفي الوقت نفسه.
على سبيل المثال، يجب على السياح احترام الديانات، فإذا كان السائح يعتزم زيارة المسجد، فيجب عليه أن يغتسل ويلبس الملابس الملائمة سواء للرجال أو النساء. حتى المسلمون أنفسهم لن يدخلوا المسجد دون اتباع تلك الخطوات، ويجب أن يتجنب الشخص ارتداء الملابس التي تكشف كثيرا، خاصة في الأماكن العامة، تعبيرا عن احترام التقاليد في تلك المنطقة.
منذ لحظة وصول الشخص كضيف للعائلة حتى لحظة مغادرته، لن يحتاج إلى أي شيء، لأن العائلات المغربية تتميز بالكرم وحسن الضيافة، وسوف تشارك الضيوف أي شيء وتعاملهم بلطف واحترام. وما يجعل الترحيب في المغرب مثيرا للاهتمام هو أنه يبدو طبيعيا تماما وعفويا. عندما يكون السائح أو الزائر محظوظا بمعرفة تلك القيم والعادات والإقامة في منزل عائلة مغربية أثناء سفره، فإنه سيحتفظ بذكريات هذه المغامرة في ذاكرته إلى الأبد. وأفضل ما يمكن القيام به بالمقابل هو أن يكون الشخص لطيفا ومحترما للحفاظ على إقامة ممتعة في المغرب.