أسباب سقوط الحضارة البابلية
كانت بابل دولة ما بين النهرين القديمة، وتأسست بابل قبل 4000 عام، وفيما بعد تطورت لتصبح واحدة من أكبر حضارات العالم القديم، أصبحت مدينة بابل قوة عسكرية قوية تحت حكم الملك حمورابي، والذي حكم بداية من 1792 حتى عام 1750، واستطاع تحويلها إلى مدينة غنية وقوية ومؤثرة، ولكن مدينة بابل لم تدم لفترة طويلة وهناك العديد من أسباب سقوط الحضارة البابلية، حيث بدأت في الانهيار بعد وفاة حمورابي، وبعد وفاته ولدت الحضارة البابلية الجديدة، ولكن في النهاية بسبب ضعف أحد الحكام سقطت بابل وانهارت الحضارة، وعادت لتصبح مدينة صغيرة مرة أخرى لعدة قرون.
لماذا سقطت الحضارة البابلية
بابل من حضارات العراق القديمة، ولكن سقطت عام 539 قبل الميلاد، حيث تم غزو بابل من قبل الإمبراطورية الإخمينية وتحت قيادة كورش الكبير، وكان هذا بمثابة نهاية الإمبراطورية البابلية، ولكن دعونا نتعرف على تسلسل الأحداث وأسباب سقوط الحضارة البابلية:
- بعد وفاة حمورابي، وبالتزامن مع قرب نهاية حياته، بدأت بابل بالسيطرة بشكل كامل على بلاد ما بين النهرين. ولكن خلفاء حمورابي في الحكم لم يتمكنوا من الحفاظ على هذا الأمر، ويمكن أن يكون من بين سلبيات حكم حمورابي عدم إنشاء نظام إداري يسمح بالحفاظ على إنجازاته بعد وفاته.
- بعد استقلالهم عن الآشوريين، أسس نبوبلاصر إمبراطورية بابل الجديدة، وعاصمتها بابل. وعند وفاته، ترك لابنه نبوخذ نصر الثاني ثروة هائلة ومدينة بابل الجديدة، مما جعلها في طليعةالمجتمع.
- في عهد نبوخذ نصر الثاني، وصلت مدينة بابل الجديدة إلى قمة القوة، واستطاعت السيطرة على بابل وآشور وأجزاء من آسيا الصغرى وفينيقيا وإسرائيل وشمال شبه الجزيرة العربية.
- لكن الملوك الذين خلفوا الملك نبوخذ نصر الثاني كانوا أضعف بكثير منه، وكانت فترة حكمهم قصيرة للغاية. وآخر الحكام كان نابونيدوس الذي حكم لمدة 17 عاما، ولكنه لم يحظ بشعبية بين رعاياه، ولم يكن مهتما كثيرا بمدينة بابل. فخلال سنوات كثيرة من حكمه، كان غائبا في واحة تيماء العربية، ومازالت أسباب غيابه غير معروفة، فقد يكون بسبب الجنون أو المرض أو الاهتمام بالأثار الدينية.
- في ذلك الوقت، كانت قوة الفرس تزداد بسرعة تحت قيادة كورش الكبير، وبعد ذلك تمكن الفرس من احتلال الميديين وسعوا لاحتلال المنطقة المحيطة ببابل. ومع ذلك، في عام 539، تمكن الفرسمن احتلال مدينة بابل نفسها، ومع سقوط بابل، سقطت الإمبراطورية البابلية الجديدة.
سقوط بابل في الكتاب المقدس
توجد نبوءة مهمة في الكتاب المقدس عن سقوط بابل، وتم ذكرها في عدد من الكتب في العهد القديم. بعد سقوط مدينة بابل، سمح لليهود الذين تم نفيهم من قبل نبوخذ نصر الثاني بالعودة إلى ديارهم. وفي كتاب دانيال، تم التنبؤ بسقوط مدينة بابل في عهد الملك نبوخذ نصر الثاني. رأى الملك حلما يصور تمثالا يحتوي على رأس من ذهب وثديين وذراعين من فضة وبطنا وفخذين من نحاس وأرجل من حديد وأرجل مصنوعة من حديد ومختلطة بالخزف. قام التمثال بتدمير صخرة حتى تحولت الجبال إلى أتربة وملأت الأرض بأكملها. وتفسير دانيال لهذا الحلم كان أن التمثال يمثل أربع ممالك تتعاقب، والأولى منها هي الإمبراطورية البابلية الجديدة.
تطور الحضارة البابلية
قبل سقوط الحضارة البابلية، كانت تتميز بعدة خصائص تميزها عن الحضارات الأخرى، ومن مميزات هذه الفترة:
- تميزت الحضارة البابلية بالتنوع السياسي، واشتهرت بسياستها الداخلية، وكان النظام السياسي يقوم على منح السلطة المطلقة للحاكم دون تدخل من العرافين والكهنة.
- بعد توحيد البلاد والتخلص من الدويلات، اعتمد حمواربي تعيين حكاماً للمدن والأقاليم ليتولوا إدارة شؤونها، والعمل على حفظ الأمن والاستقرار فيها.
- في عهد حكم حمورابي في الحضارة البابلية، شهدت بابل العديد من التطورات وأصبحت في أوج قوتها، وتم تنفيذ مشاريع عامة والإشراف على سلامة الطرق، وتطورت بابل في العديد من المجالات.
أقدم الحضارات في العالم
قد يرغب البعض في معرفة اقدم الحضارات في العالم، وسنعرض لكم أقدم الحضارات في العالم كالآتي:
- حضارة الإنكا: كانت إمبراطورية الإنكا أكبر إمبراطورية في أمريكا الجنوبية، وكانت من الفترة بين 1438 م إلى 1532 م، وكان مقرها الإداري والعسكري والسياسي في مدينة كوسكو التي تقع الآن في بيرو، وذلك قبل وصول كولومبوس إلى القارة الأمريكية.
- حضارة الأزتك: في الفترة الممتدة من عام 1345 م حتى 1521 م، كانت المنطقة الوسطى الجنوبية للمكسيك هي الموطن الأصلي للحضارة قبل وصول كولومبوس.
- الحضارة الرومانية: في الفترة ما بين 550 ق.م و465 م، كانت هناك قرية لاتينية، وهي مكان المنشأ لأقوى الحضارات القديمة، وكانت جميع دول البحر الأبيض المتوسط الحالية جزءًا من روما القديمة، وشهدت روما صعودًا وسقوطًا لأعظم الأباطرة مثل تراجان ويوليوس قيصر.
- الحضارة الفارسية: كانت حضارةً قوية في فترة تمتد من 550 قبل الميلاد إلى 331 قبل الميلاد، وكان موقعها الأصلي في مصر إلى الغرب وتمتد إلى تركيا في الشمال وعبر بلاد ما بين النهرين حتى نهر السند في الشرق، وكانت في وقتٍ ما أقوى حضارةٍ على الأرض، وظلت في توهجها تحت حكم كورش الأكبر حتى انهارت على يد الإسكندر الأكبر.
- الحضارة اليونانية القديمة: تاريخيًا، كانت الحضارة الإغريقية القديمة موجودة في الفترة ما بين 2700 قبل الميلاد حتى 479 قبل الميلاد، وكانت موجودة في إيطاليا، صقلية، شمال أفريقيا، وفرنسا. وكانت هذه الحضارة مشهورة بمجلس الشيوخ والألعاب الأولمبية ومفاهيم الديمقراطية، وكانت واحدة من أكثر الحضارات تأثيرًا في التاريخ.
- الحضارة الصينية: تعود فترة شانغ إلى فترة تمتد من عام 1600 قبل الميلاد إلى 1046 قبل الميلاد، وكانت تقع في منطقة نهر الأصفر ومنطقة اليانغتسي، وتشتهر بابتكار الحرير والورق.
- الحضارة المصرية القديمة: كانت في الفترة من 3150 قبل الميلاد – 30 قبل الميلاد، موقعها الأصلي ضفاف النيل، ومن أهم ملامحها بناء الأهرامات، وهي من أكثر الثقافات تأثيرا، تشتهتر بثقافتها الواسعة ومعالمها الأثرية الرائعة، أعطتنا مصر القديمة الأهرامات، والمومياوات التي تحافظ على الفراعنة القدماء حتى يومنا هذا، والهيروغليفية، وأكثر من ذلك بكثير، وحيرت الكثير من العقول حتى عصرنا الحالي، خاصة مع قوة الفراعنة وعلمهم الكبير، وقدرتهم على بناء الكثير من الأثار والأبنية الضخمة، بدون الحاجة إلى أي آلات حديثة، مثل وجود الأهرامات ووجود أبو الهو.
- حضارة وادي السند: كان موقع حضارة نهر السند الأصلي خلال الفترة من 3300 قبل الميلاد إلى 1900 قبل الميلاد حول حوض نهر السند، وكانت ثقافتهم غنية بالفنون والحرف اليدوية.
- حضارة بلاد الرافدين: كانت في الفترة من 3500 قبل الميلاد – 500 قبل الميلاد، موقعها الأصلي الشمال الشرقي بجوار جبال زاغروس ، جنوب شرق الهضبة العربية، كانت حضارة بلاد الرافدين الحضارة الأولى بالعالم، وهي أول حضارة ظهرت على الإطلاق، وتم بها تطوير الزراعة وتدجين الحيوانات للطعام، وساعدت على تطور معنى الحضارة، وأعطت الكثير من العلم للحضارات التالية.
بالطبع الحضارة البابلية من أقدم الحضارات في العالم، وكان البابليون يستخدمون الكتابة المسمارية، وهي اللغة السومرية، وتميزت هذه الحضارة بالتطور في مختلف جهات الحياة، بجانب التطور السياسي بها سواء من الدويلات الصغيرة حتى توحيد البلاد على يد الحمورابي، ولكن في النهاية سقطت بابل بسبب ما تم توضيحه سابقا من أسباب سقوط الحضارة البابلية، ومع سقوط بابل انتهت الحضارة البابلية.