حقوق الطفل وأنواعها
قد يتحمل الكثير من الأشخاص البالغين مسؤولية الحماية والتي تمثل واحدة من أهم أنواع حقوق الطفل والقيام بما فيه الخير والصلاح له، وكلما تقدم بالإنسان السن، يزداد تحمله للمسؤولية المتعلقة باتخاذ القرارات والخيارات وممارسة مختلف أنواع الحقوقه، ومن الواجب على كل شخص بالغ احترام حقوق من حوله من الأطفال ومساعدتهم حول كافة أنحاء العالم عن طريق المنظمات ومن أمثلتها اليونيسف.
يتمتع كل طفل بحقوق الطفل بغض النظر عن لونه وجنسه وعرقه وما يعمل به والديه أو يقومان به من أفعال وتصرفات، ديانته واللغة التي يتحدث بها وسواء كان ذكرا أو أنثى أو مستوى تعليمه وثقافته. ولا يجوز معاملة أي طفل بظلم وقسوة بأي سبب من الأسباب، وعلى البالغين تحمل مسؤولياتهم تجاه الأطفال واتخاذ القرارات بعناية لتجنب أي تأثير سلبي على الأطفال.
تقع على عاتق الحكومات مسؤولية ضمان حقوق كل طفل، حيث يجب أن تساعد العائلات في حماية حقوقهم وتوفير بيئة تساهم في تحقيق أحلامهم وإمكانياتهم ونموهم بطريقة صحية. لذا، وضعت الحكومات العديد من التقسيمات لأنواع حقوق الطفل، ومن أهمها ضمان حقوق الطفل في التعليم والحماية من المخدرات، سواء بالتعاطي أو الاتجار بها، وحقهم في الحماية من أي اعتداء جنسي بأي شكل من الأشكال، وحقهم في الوعي بمخاطر التحرش الجنسي وعدم السماح لأي شخص ببيعهم أو اختطافهم.
يجب على الحكومة أن تضمن للأطفال حق الحماية من جميع أشكال الاستغلال من قبل أولئك الذين يرغبون في استغلالهم، وأن تمنع أي عقوبة ضارة أو قاسية تواجههم، وأن تحميهم من الحروب وتوفر لهم الأمان والسلام، ولا يجوز إجبار الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمسة عشر عاما على الانضمام إلى الجيش أو المشاركة في الحروب، ولديهم حق الحصول على المساعدة في حالة التهميش أو الإيذاء أو سوء المعاملة، ويجدر بالذكر أن أحد أفضل الإنجازات التي قامت بها الحكومة هي اليوم العالمي للطفل.
تعريف حقوق الطفل
تم تعريف حقوق الطفل على أنها ما يجب أن يكون متاحا للإنسان أو لديه القدرة على القيام بها من أجل الحصول على أفضل بداية لحياته. تم إدراج هذه الحقوق في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، حيث تم اعتمادها من قبل عصبة الأمم كواحدة من المنظمات الدولية التي تأسست قبل الحرب العالمية الثانية، في إعلان جنيف لحقوق الطفل عام 1924 ميلادية. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان الأمم المتحدة لحقوق الطفل عام 1959 ميلادية، الذي أعلن عن حق الطفل في الحصول على احتياجات النمو الطبيعي، وحق المريض في الحصول على الرعاية الصحية الكاملة، ومن بينها حق الطفل الجائع في الرضاعة، وحق الأيتام في توفير المأوى لهم، وحق المتخلفين من الأطفال في الاستصلاح. ويجب توفير جميع تلك الحقوق لأي شخص يبلغ من العمر أقل من 18 عاما، وتعتبر جميع تلك الحقوق متساوية في الأهمية ومترابطة بينها
أهداف حقوق الطفل
تؤثر التجارب والخبرات المبكرة للأطفال على مستقبلهم وتحدد مساهمتهم في المجتمع وتنميته، وتؤدي إلى نمو صحي سواء على الصعيد العقلي أو الجسدي. ولذلك، فإن تحقيق أهداف حقوق الطفل يتطلب الاهتمام والرعاية الكافية لهم.
إذا تم تجاهل حقوقهم، فإن ذلك سيعرضهم لتجارب وظروف قاسية، وسيكون له تأثير بالغ على صعيد العواطف والنفس والجسد، وقد يؤدي ذلك إلى تدهور حالتهم ويشكل تهديدا لاستقرار المجتمع وأمنه في المستقبل، إلى جانب انتشار حالات سوء التغذية والإصابة بمختلف أنواع الأمراض، واعتداءات عليهم وما إلى ذلك، ولذا يجب على الحكومات متابعة والاهتمام بتطبيق تلك الحقوق، حيث تمثل الجهات الحكومية الأكثر تأثيرا على المجتمع، وعليه ينبغي أن تعامل مصلحة الأطفال بأولوية عند وضع مختلف السياسات التي تضمن مستقبلهم
يوجد يوم مخصص للاحتفال بعيد الطفولة، وتوجد العديد من الصور التي تظهر ما يحدث في هذا اليوم، ويتزامن هذا اليوم مع ذكرى ميلاد أول رئيس وزراء للهند، جواهر لال نهرو، في 14 نوفمبر
حقوق الطفل في الإسلام
القرآن الكريم والشريعة الإسلامية هما أول من اهتم بذكر حقوق الطفل ورعايتها، ويهدفان إلى حمايته من مختلف الأخطار والأضرار التي قد تواجهه، سواء كانت تستهدف نفسه أو جسده أو عقله أو عواطفه أو مستقبله. وفي ذلك قول الله تعالى: `وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا` (النساء: 9)، وهذا يوضح مدى أهمية الاهتمام بحقوق الطفل.
تم ذكر ستة وستون حقا للطفل في خمس وعشرين سورة من القرآن الكريم، بما في ذلك حق الطفل في الإرضاع لمدة عامين كاملين، وهذا يعكس حرص الدين الإسلامي على فصل فترات الحمل والإرضاع، حتى يحظى الرضيع بكامل الرعاية والاهتمام والتفرغ لصحته ورفاهيته. وفي حالة انفصال الوالدين، فإن الطفل له الحق في العيش مع كل من والديه، وفي بعض الحالات يمكن للأم الزواج مرة أخرى لتمكين العائلة من العيش معا، وهناك العديد من الحقوق الأخرى التي يتمتع بها الطفل حتى يصل إلى مرحلة الاعتماد على النفس وحماية حقوقه بنفسه.
واجبات الطفل
أوضحت اتفاقية حقوق الطفل الحق بممارسة حقوقه وتحمل ما عليه الالتزامات، مما يشير إلى أنه في حالة نمو الطفل يزداد حقه بتقرير نفسه، إذ يتزايد نطاق ما يقع عليه من مسؤولية،وحينما لا يملك الطفل المقدرة على تنفيذ حقوقه، ينوب عنه والديه أو ممثلوه في ذلك، فلا بد أن تكون مصلحة الطفل دوماً هو نقطة الانطلاق، إذ أنهم لا ييتمكنون طيلة الوقت من حماية مصالحهم وحقوقهم، فهم بحاجة للحماية والمساعدة من أي أذى قد يلحق بهم.
يجب حماية حقوق الطفل وواجباته من أي أذى قد يتعرض له في البيت أو المدرسة، سواء كان عنفا جسديا أو عقليا، أو إهمالا وظلما، أو سوء معاملة وتهديدات أخرى مثل الاعتداء الجنسي؛ وبالإضافة إلى ذلك، يجب على البالغين ضمان تلبية احتياجات الطفل ليعيش حياة سعيدة وتوفير الظروف الملائمة لتطوير قدراته واهتماماته، ومن واجبات الطفل احترام البالغين مثل الآباء والأجداد ومعلميه في المدرسة، واحترام الأطفال الآخرين وغيرهم من البالغين.