توثيق سورة ق
طريقة توثيق سورة ق
سورة ق هي إحدى السور المكية التي نزلت في مكة، وتم ترتيب سور القرآن على هذا الأساس، عدا الآية الثامنة والثلاثين التي نزلت في المدينة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. ويتكون عدد آيات سورة ق من خمسة وأربعين آية، وتأتي في المرتبة الخمسين في المصحف، في الجزء السادس والعشرين.
سميت سورة ق بهذا الاسم نسبة إلى أول حرف فيها، وهو حرف ق، مثل اسماء سور القرآن مثل سورة ص، ون، وحم، وطس. فإن الحروف المتقطعة في القرآن الكريم تعد معجزة إلهية لإعجاز الكفار، وهي معجزة عظيمة وكبيرة حيث لا يستطيع أحد من الخلق أن يأتي بسورة مثلها.
مضمون سورة ق
- وقال أبو داود : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن خبيب، عن عبد الله بن محمد بن معن، عن ابنة الحارث بن النعمان التي قالت: لم أحفظ سورة ق إلا من خطاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في كل جمعة. وكانت تنورتنا وتنور رسول الله – صلى الله عليه وسلم – واحدة، وهي درس واحد يمكن استخلاصه من سورة ق
- -كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي بها ويتكرر ترديدها كثيرًا حتى حفظها الصحابة الكرام.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب قراءة أجزاء من القرآن الكريم، فكان يقرأ سورة ق في أيام العيد وفي يوم الجمعة.
فضل سورة ق
يعتبر فضل سورة ق كبير إذ إنها أول الحزب المفصل والدليل على أنها أول المفصل ،ما رواه أبو داود في سنته إذ قال” حدثنا مسدد، حدثنا قران بن تمام، ( ح ) وحدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد سليمان بن حبان – وهذا لفظه – عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى، عن عثمان بن عبد الله بن أوس ، عن جده – قال عبد الله بن سعيد : حدثنيه أوس بن حذيفة ثم اتفقا .
قال : قدمنا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في وفد ثقيف، قال: فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول الله – صلى الله عليه وسلم بني مالك في قبة له – قال مسدد : وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله – صلى الله عليه وسلم من ثقيف، قال: كان رسول الله [ – صلى الله عليه وسلم – ] كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا – قال أبو سعيد : قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام – فأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه قريش ، ثم يقول : لا سواء وكنا مستضعفين مستذلين – قال مسدد : بمكة – فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم ، ندال عليهم ويدالون علينا . فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه ، فقلنا : لقد أبطأت عنا الليلة قال: ” إنه طرأ علي حزبي من القرآن، فكرهت أن أجيء حتى أتمه ” . قال أوس : سألت أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم : كيف تحزبون القرآن ؟ فقالوا : ثلاث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ، وإحدى عشرة ، وثلاث عشرة ، وحزب المفصل وحده
شرح سورة ق
تتمثل مقاصد سورة ق وفقا لسبب نزولها، حيث قال ابن عاشور فيما يلي:
- تم استخدام صورة ق للتنويه بعظمةوشأن وسمو القرآن الكريم.
- يثير تصرف الكفار في إنكار نبي أتى من بينهم الدهشة والاستنكار،
- صممت السورة الكريمة لمواجهة الكافرين الذين يكذبون الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي واحدة من معاني أسماء سور القرآن الكريم.
- وصلت بوصف السماوات والأرض، وكيف يمكن للكفار أن لا يدركوا عظمة الله الحقة في تكوينهما، إذ يقول عز وجل: `أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيت وزينت وما لها من فروج * والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج، تبصرة وذكرىٰ لكل عبد منيب، ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد والنخيل باسقات، لها طلع نضيد، رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتة كذٰلك الخروج.
سبب نزول سورة ق
- نزلت السورة بوعيد للكافرين على كفرهم وصلابة قلوبهم، وكم هلك من قبلهم الفاسدون “وكم أهلكنا قبلهم من جيل كانوا أشد منهم قسوة، فتجاوزوا في الأرض هل يوجد مكان للنجاة؟ إن في ذلك إشارة للتذكير لمن لديه قلب أو يصغي وهو شاهد، ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ولم نتعرض لأي مشكلة. فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وأيضا في الليل، فسبح الله وأدبار السجود. واستمع يوم ينادي النادي من مكان قريب، يوم يسمعون الصيحة بالحق، ذلك يوم الخروج. إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير. يوم تشقق الأرض عنهم بسرعة، ذلك اليوم يكون علينا قريبا. نحن أعلم بما يقولون وأنت لست عليهم بجبار، فاذكر بهذا القرآن من يخاف العذاب
- يؤكد الإسلام أن محمد صلى الله عليه وسلم بشر عادي مثل بقية البشر، ولكن معه رسالة إلهية لا يمكن لأي بشري أن يكتبها أو يؤلفها، فهي تعجز عنهم، والدليل على ذلك هو عدم قدرتهم على إنتاج سورة من مثيلها.
- تأتي بدلالة على وجود الله تعالى، وتروي وتصف الأحداث منذ بداية الخلق التي تدل على البعث، فالله تعالى هو الذي خلق السماوات والأرض، والنباتات والأشجار، وزين الأرض بما فيها، وبالمثل يقدر الله تعالى أن يخلق كل شيء من العدم وأن يحييه مرة أخرى “يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك هو يوم الخروج، إننا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير
- استعد الله تعالى للكافرين بعذاب أليم، كما وصف رعب يوم القيامة وصعوبته على الكافرين.
- تأتي السورة المباركة لتوضيح موقف النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم من عدم الاعتناء بأذى الكافرين، واهتمامه برسالته ودعوته المباركة.
- ذُكِرَ في السورة الكريمة أن الله تعالى لم يكلف النبي صلى الله عليه وسلم بإجبار الكافرين على الإسلام، بل دعاهم وتركهم لأمرهم، وسيحاسبهم الله تعالى يوم القيامة على كفرهم.
- ذكرت في السورة الكريمة نعم الآخرة التي يشرف عليها المؤمنون، وتعرض لهم جنة وسعها السماوات والأرض. وهذا ما ورد في مراحل جمع القرآن الكريم .
- أمر الله تعالى النبي بالصبر والاحتساب وإنه يعلم بما يفعلوا، فلا تستعجل في الرد واصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب
- أشاد الله تعالى بالمؤمنين في السورة المباركة، لأنهم يتذكرون القرآن الكريم أثناء بعثهم.
- وضحت السورة الكريمة علم الله تعالى بما تخفيه الصدور، وبكافة مجريات الأمور، وأوضحت علم الله تعالى بكل ما يفعله البشر سر وعلانية، وإنه يجازي الذين كفروا ويجازي المؤمنين كله بفعلته، وذلك وضح في قول” نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ” آية 45.