احاديث نبويةاسلاميات

السنة النبوية مكوناتها و خصائصها و مقاصدها

تعريف السنة النبوية

تعرف السنة في اللغة بأنها طريق متبع أو مسلك، سواء كانت إيجابية أو سلبية، ويمكن استخدام هذه الكلمة بمعنى الحسن فقط، كما يمكن استخدامها للإشارة إلى الشريعة وأهدافها المتعلقة بالعرف والعادة.

أما تعريف السنة اصطلاح فتعرف بأنها كل ما قام به النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو عمل، كما إنه كل تقرير أو صفة صدرت عنه، كما أن الفقهاء وأهل العلم يضعوها موضع الواجب والمعنى المستحب، كقلوهم إن السنة مقابل البدعة، أي أنها ذات المعنى الحسن والعادة الطيبة، يقابلها البدعة وهي الضلالة، مما يوضح أن السنة هي الهدي الذي يجب أتباعه.

السنة النبوية هي كل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال، وهي مفصلة وموضحة لما ورد في القرآن الكريم وما أوحى الله تعالى به، وكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول وفعل هو سنة وليس بدعة، ويمكن اتباعها ويفضل السير على هديه دائمًا.

مكونات السنة النبوية

تتألف السنة النبوية الشريفة من ثلاثة أنواع، وهي السنة الفعلية والسنة القولية والسنة التقريرية

السنة الفعلية

يقصد بها كل ما يعود إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من أفعال، حيث كان أول من نقل السنة النبوية ونقلها عنه الصحابة والزوجات والتابعين، فكل ما يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو سنة فعلية يستحب اتباعها. ومثال على ذلك هو قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: “إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه عند بداية الصلاة، وعندما يكبر للركوع، وعندما يرفع رأسه من الركوع، يرفع يديه بنفس الطريقة، ويقول: `سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد`، ولكنه لا يفعل ذلك في السجود.

يقول أبوقتادة الأنصاري رضي الله عنه: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلّم بالليل إذا كان في سفر، ويستلقي على جانبه الأيمن، وإذا علّم قبل الصبح، يرفع ذراعه ويضع رأسه على كفه
من السنن الفعلية الهامة صلاة الوتر، والأذان، وصلاة عيد الفطر، وصلاة عيد الأضحى، وطهارة الثياب، وأداء عمرة، وطواف الوداع، والاغتسال يوم الجمعة للصلاة، وختان الذكور، وصلاة الوتر

السنة التقريرية

وهي كل ما أقره الرسول صلى الله عليه وسلم، أي أن يرى النبي صلى الله عليه وسلم أحد يفعل شيء مستحب من الصحابة أو من المؤمنين، وكان هذا العمل يتعلق بحكم من أحكام الشريعة، أو بالدين الحنيف، وكان الأمر مقبول فيقره الرسول صلى الله عليه وسلم ويصبح من السنن التقريرية، ولا تتساوى السنة التقريرية مع السنة الفعلية ولا السنة القولية، كونها لم ترد عن الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه، ولكن يعتبر تأيده حجة قوية لاتباعها، ومثال على ذلك ما رواه عكرمة بن خالد في قصة عكرمة وزوجته الشهيرة حيث قال “إنَّ عِكرمةَ بنَ أبي جهلٍ فرَّ يومَ الفتحِ فكتبتْ إليه امرأتُه فردَّته فأسلمَ وكانت قد أسلمَت قبل ذلك فأقرَّهما النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على نكاحِهما”

في مثال أخر حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ ، قَالَ : ” أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُ ضَبٌّ ، فَأَمْسَكَ يَدَهُ ، فَقَالَ خَالِدٌ : أَحَرَامٌ هُوَ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنَّهُ لَا يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي ، فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ ، فَأَكَلَ خَالِدٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْظُرُ ” قَالَ مَالِكٌ : عَنْ ابْنِ شِهَابٍ، بِضَبٍّ مَحْنُوذٍ .

السنة القولية

هي كل ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم من قول، ويقصد بها الأحاديث الشريفة، وكل قول ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، كما إنه كل أمر أمر به المؤمنين، لأن الرسول يوحى إليه من الله تعالى، فكل قول يقوله هو وحي من الله، ووعي زرعه الله فيه لتفهم أمور لم نكن نعلمها، كشرح القرآن الكريم ومقاصد الآيات، فكتاب الله وسنة نبيه هم وتد الآمة.

السنة القولية هي الأصل في السنة، وهي الأكثر صدقا وأفضلها، لأنها نقلت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولذلك يعتبر القول الذي يتعارض مع السنة القولية غير مقبول، إذا كان هناك تعارض بين القول والفعل، فيفضل الالتزام بالقول الذي يتوافق مع السنة القولية، لأنها واضحة وسهلة النطق ولا تحتوي على أي لبس، وتم تدوين السنة النبوية في تاريخ محدد.

خصائص السنة النبوية

تتلخص خصائص السنة النبوية في مجموعة نقاط :

  • تهدف السنة النبوية إلى توضيح خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، وكيف كان وسلوكه وهدايته.
  • تأتي السنة النبوية بشفافية كبيرة ووضوح، حيث يتم توثيقها بدقة وتفصيل، ولا يوجد فيها أي لبس أو غموض، حيث يتضح كل شيء فيها للناس.
  • تتميز السنة النبوية الشريفة بدعوتها الخالصة للخير ونبذ الشر والخبث، حيث تغنيها بتفسير القرآن وشرح آياته.
  • أتت السنة النبوية الشريفة والسيرة النبوية العطرة بدعوة إلى التوحيد، حيث يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد بلا شريك.
  • هدف الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم تحريف الدين من بعده، وعدم فعل ما فعلوه النصارى واليهود مع عيسى وموسى عليهما السلام، من لغط وتحريف، غذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم” لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم عليه السلام فإنما أنا عبد الله ورسوله”.
  • تميزت السنة النبوية بشموليتها، حيث شملت جميع الجوانب الإنسانية، ووصفت الحياة والمشكلات التي يواجهها الأفراد في جميع جوانبها.
  • تُعَدُّ السنة النبوية الشريفة المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم مباشرةً.
  • تعتبر السنة النبوية الشريفة تأييدًا وتقريرًا للأمور التي لا تحتاج إلى الوحي، وهي البديهيات في العبادة والمعاملات الإنسانية.
  • تتميز السنة النبوية بأنها تحاكي الحياة الواقعية، وتشمل أمورًا هامة لحياة الناس، ولم تأتي بشيء خارج أو غريب عن الطبيعة الإنسانية، ويدعو الدين الإسلامي الحنيف دائمًا إلى المعاملات الحسنة.
  • النموذج الحسن هو الاقتداء بسيرة رسول الله وسنته، وهو الأفضل كنموذج للمسلمين، ومن يتبع رسول الله ويقتدي به فهو المسلم الصحيح.
  • غالبًا يمكن تلخيص خصائص السنة النبوية في ثلاثة كلمات: الشمولية، التوازن، واليسر.

مقاصد السنة النبوية

تهدف السنة النبوية الشريفة إلى تبليغ القرآن الكريم وتوضيح أياته، ويتضمن ذلك البحث عن تدوين السنة وتوثيقها

  • من أهم أهدافها التعليم والتقويم للمؤمنين.
  • تفسير الشريعة وتوضيحها.
  • توضيح البلاغة القرآنية ورقي اللفظ والمعنى.
  • هي مصدر هام من مصادر الدين الإسلامي، حيث تعد المصدر الثاني للتشريع بعد القرآن الكريم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى