كيف تتعامل مع شخص يقلل من قيمتك

ماذا تفعل عندما يقلل الآخر من قيمتك

من بين أصعب الأمور التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان في حياته هو السماح لسلوك الآخرين بالتأثير على كيفية تقييمنا لأنفسنا، وعندما نتعرض للرفض من الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل، فإننا نميل إلى الشعور بأننا أخطأنا أو أننا لا نستحق الاحترام، ولذلك يجب على الفرد معرفة كيفية التعامل مع الشخص الذي يقلل من قيمته، وفيما يلي سنحاول تقديم بعض الحلول

لا تأخذ الأمر على محمل شخصي

إذا كان أحد أصدقائك بعيدًا، أو كانت والدتك مريضة، أو غضب رئيسك منك، فهذا يتعلق بما يحدث لهم ولا علاقة له بك ولا بقيمتك كشخص، وربما يمرون بيوم سيئ، أو يكونون عالقين في قصة تدور في رؤوسهم وما إلى ذلك، لذلك يجب عليك أن تأخذ بعين الاعتبار جميع هذه الاحتمالات ولا تلوم نفسك على ما يحدث.

أطلق العنان لمشاعرك

حيث تنشأ المشاعر عندما يثيرك شيء ما بداخلك أو شيئ خارجي، وهذه المشاعر عليك اعتبارها كصديق ، فالعواطف هي طريقة عقولنا لإعلامنا بأننا لسنا على المسار الصحيح لتلبية احتياجاتنا، ومن الطرق الجيدة لتهدئة نفسك ؛ تحديد المشاعر بالاسم ؛ لا تكبت الغضب بداخلك، ولا مشاعر الأذى ، او اي من المشاعر التي تثير نفسك ، فبمجرد قول ما تشعر به هذا من شأنه أن يشعرك بالهدوء ، وحينها يمكنك أن تنظر إلى نفسك بدلاً من الآخرين.

أرجع الشعور بقيمتك

إذا كنت تشعر أنك تشك في قيمتك بسبب تصرفات الآخرين ، فعليك أن تدرك أنك في حاجة لتحدد قيمتك ، ويجب أن تعرف أنه لا يتم تحديد قيمتك من خلال أفعال أو أحكام الآخرين، لذلك أعد التأكيد على إيمانك بقيمتك الذاتية و قدر الأشياء الجيدة والهادفة فيك، وكن ممتنا للمشاعر الإيجابية بداخلك.

التزم بحدودك

يجب عليك أن تعرف ما الذي تقبله من المعاملات وما الذي لا تقبله لكي تعرف كيفية التعامل مع شخص يستهزئ بك. ويجب عليك ألا تسمح لأي شخص بممارسة الضغط عليك أو إهانتك، ويجب أن تتصرف وفقا لما تؤمن به وما تقوم به. وينبغي عليك أن تدرك أن الحفاظ على الحدود الشخصية الصحية يتطلب احترام الذات بشكل كبير، وأن وجود حدود قوية يعني أنك تعامل بأولوية احتياجاتك وعواطفك ولا تتحمل مسؤولية احتياجات وعواطف الآخرين .

أظهر التعاطف

عليك معرفة أنه إذا كان الشخص فظًا أوغاضبًا أو دفاعيًا أو خائفًا ، فإنه يشعر بالألم، فعندما تكون قد سجلت الوصول بالفعل مع نفسك وأدركت أنك على ما يرام ، فساعد الشخص الآخر على تخفيف آلامه ولا تتركه يشعر بالحزن، فإذا لم تكن مساعدتك مطلوبة ، فلا بأس بذلك أيضًا لا تحزن واترك للآخر المساحة الكافية لتخطي حزنه ، وكذلك عليك معرفة انه لا يتم تحديد قيمتك من خلال ما إذا كان شخص ما يريد مساعدتك أو يستخدمها، بل إنها حقيقة أنك حاولت المساعدة وهذا تقدير وبيان بقيمتك .

كيف ترفع من قيمتك الذاتية

لتعزيز قيمتك الذاتية، يجب عليك أولاً النظر في الأشياء التي لا تحدد قيمتك الذاتية وتذكر أن حسابك المصرفي ووظيفتك وجاذبيتك ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتبعها ليس لها علاقة بقيمتك الشخصية أو استحقاقك.

عندما تلاحظ أن ناقدك الداخلي أو ضميرك يبدأ في إثارة الانتقادات، يجب أن تتوقف للحظة وتتنفس بعمق، وتعطي فرصة لأفكارك أن تترتب، وتشجع نفسك بنفسك، لأنك قوي وقادر على التغلب على المواجهة.

ما الذي يحدد قيمتك

يجب عليك، عزيزي القارئ، معرفة قيمتك الذاتية وما يحدد قيمتك الذاتية حتى تتمكن من التعامل مع أولئك الذين لا يقدرونك. وفقا لنظرية القيمة الذاتية، يتم تحديد قيمتنا الذاتية بشكل رئيسي من خلال قدراتنا الذاتية وتقييمنا وأدائنا في واحدة أو أكثر من الأنشطة التي نعتبرها ذات قيمة .

ومع ذلك، يستخدم الناس عادةً مقاييس أخرى لقياس قيمتهم الذاتية، وفيمايلي خمسة من أهم العوامل التي يستخدمها الناس لقياس ومقارنة تقديرهم لذاتهم بقيمة الآخرين:

المظهر

يمكن قياس حجم الشخص من خلال الرقم على المقياس أو حجم الملابس التي يرتديها أو نوع الاهتمام الذي يتلقاه من الآخرين.

القيمة الصافية

يمكن أن يعني الدخل أو الممتلكات المادية أو الأصول المالية أو أي شيء سبق ذكره.

دائرتك الاجتماعية

يقيم بعض الأشخاص قيمتهم الشخصية وقيمة الآخرين بناءً على وضعهم الاجتماعي والأشخاص الهامين والمؤثرين الذين يعرفونهم.

الحياة المهنية

عادةً ما نحكم على الآخرين من خلال أفعالهم، فمثلاً يعتبر سمسار البورصة ذو قيمة ونجاح أكثر من البواب أو المعلم نظرًا للأموال التي يجنونها.

الاهداف التي تحققها

غالبًا ما نعتمد على الإنجازات لتقييم قيمة شخص ما، سواء كان ذلك يتعلق بقيمتنا الشخصية أو قيمة شخص آخر، مثل النجاح في العمل، أو النتائج الأكاديمية، أو التفوق في سباق الماراثون أو المنافسات الرياضية.

ما لا يجب أن يحدد قيمتك

قائمة الاهداف

تحقيق الأهداف أمر رائع ومن الممتع إزالة الأشياء من قائمة المهام الخاصة بك، ولكن ذلك لا يؤثر بشكل مباشر على قيمتك كشخص أو تقديرك لذاتك.

وظيفتك

لا يهم ماذا تعمل، المهم هو أن تقوم بعملك وتنجزه على أكمل وجه.

مواقع التواصل الاجتماعي

لا يهم عدد الأشخاص الذين يرى بعضهم أنك تستحق المتابعة أو الإعجاب بما تنشره على وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المهم والمفيد أحيانًا أن ننظر إلى وجهات نظر الآخرين لكن آراؤهم لا تؤثر على قيمتنا كأشخاص بطبيعتنا.

العمر

لا يهم إذا كنت صغيرًا جدًا أو كبيرًا جدًا في أعين الآخرين، فالعمر مجرد رقم ولا يؤثر على قيمتك كإنسان ولا يقلل من قدراتك.

الأشخاص الآخرون

لا يهم ما يظنه الآخرون أو ما يقومون به أو ينجزونه ، إن رضاك الشخصي عن نفسك والالتزام به أهم بكثير مما يفكرون فيه الآخرون أو يقولونه أو يفعلونه.

درجاتك

لدينا جميعًا نقاط قوة ونقاط ضعف مختلفة، والبعض منا ببساطة ليس مثاليًا، ولكن هذا لا يؤثر على قيمتنا كأشخاص، فالطالب الحاصل على الدرجة الأولى في البكالوريوس له نفس القيمة والجدارة مثل الطالب الذي لم يحصل على الدرجات العالية في الدراسة أو الطالب الذي تسرب من المدرسة.

دائرة الاصدقاء

لا يتعلق قيمتك كإنسان بأي حال من الأحوال بعدد الأصدقاء أو الاتصالات التي تتلقاها، وإنما يتعلق بجودة علاقاتك، فهي التي تزيد من قيمتك كإنسان.

العلاقات في حياتك

سواء كنت مرتبطًا أو منفصلًا، وسافرت بمفردك أو مع أصدقائك، فإن قيمتك الشخصية لا تتأثر بحالة علاقتك، بل تبقى ثابتة ومرتبطة بقدراتك الذاتية.

المال

إذا كان لديك ما يكفي من المال لتأمين الطعام والشراب الكافي والسكن، فقد حققت بالفعل أقصى قيمة يمكن الحصول عليها من المال.

ذوقك في الاختيار

لا يهم إذا كانت لديك “ذوق جيد” أو لا من وجهة نظر الآخرين، أوإذا كان أصدقاؤك ومعارفك يرونك كشخص متطور أو إذا كنت مهتمًا بالتفاصيل الدقيقة، فقيمتك هي نفسها في كلتا الحالتين.

الآخرون

الموضوع الأساسي هو أنك هو الشخص الذي يحدد قيمتك الذاتية، فإذا كنت تعتقد أنك مستحق وذو قيمة، فأنت تستحق وتمتلك قيمة، حتى لو لم تؤمن بذلك، فلا تزال تستحق وتمتلك قيمة، فأنت من يحدد قيمتك الذاتية، لذلك كن دائمًا واثقًا بشخصيتك وقدراتك.