ما هو الفراغ العاطفي

الفراغ العاطفي

تم تداول مفهوم الفراغ العاطفي بشكل كبير بين الأشخاص، وبالتأكيد يشعر الكثيرون بهذا الشعور، ولكن قد لا يستطيعون تفسيره بسبب عدم معرفتهم بماذا يعني هذا الشعور.

الفراغ العاطفي هو الحالة التي يفتقر فيها الشخص إلى القدرة على الشعور بأي مشاعر تجاه الأشياء، وغالبًا ما يتعرض لهذه الحالة الأشخاص بشكل مؤقت في فترات مختلفة من حياتهم، ومن أمثلة ذلك:

يمكن أن يتسبب التعرض لصدمات أو فواجع مثل وفاة أحد أفراد العائلة في الشعور بالفراغ، ولكن ينبغي الانتباه إلى أن الشعور بالفراغ المستمر يمكن أن يشير إلى إصابة الشخص ببعض الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والانفصام الشخصي والاضطرابات النفسية.

لذلك، يُنصَح بشدة بالتحدث إلى أخصائي نفسي قبل القيام بأي خطوات، خاصةً إذا كان الشخص يواجه صعوبة في الاهتمام بجوانب حياته الأخرى .

من الغريب في هذا الموضوع أن بعض الأشخاص يشعرون بالفراغ العاطفي في أجسادهم، مثل الإحساس بالفراغ في الصدر، والإرهاق والرغبة في البقاء ساكنين وصامتين. وآخرون يصفونه بأنه شعور داخلي مثل الشعور بالملل لفترة طويلة وعدم الاهتمام بأي شيء.

الفراغ العاطفي عند الرجل

غالبًا ما يزيد الشعور بالفراغ العاطفي عند الرجال الذين بلغوا من العمر الأربعين عامًا، في حال كانوا عازبين أو منفصلين عن زوجاتهم وخاصة عند عدم وجود أي أصدقاء في حياتهم، أو توقفهم عن العمل، أو حتى إذا كانوا يعملون في مهنة لا يحبونها ولا يمتلكون هواية محددة يقضون بها أوقات فراغهم.

في بعض الحالات، يصل الأمر بالرجال إلى الإصابة بأمراض الاكتئاب، حيث يكون الدعم العاطفي والاجتماعي، وبالأخص الدعم الذي يقدمه الشريك، له تأثير كبير على الحالة النفسية بشكل خاص وعلى الحياة بشكل عام للأفراد.

الفراغ العاطفي عند المرأة

إن الإنسان بفطرته وطبيعته ما يميل إلى كونه كائن حساس، يحب التفاعل مع الغير وتبادل المشاعر والعواطف، وفي الكثير من الأوقات ربما يتعرض الشخص إلى الشعور بالفراغ العاطفي بسبب التعرض لعدة مواقف مؤلمة.

فيما يقول الدكتورة (أميرة هابر)، الاختصاصية النفسية والخبيرة، إن الشعور بالفراغ العاطفي له تأثيرات كثيرة على حياتنا، ويحدث العديد من الآثار الجانبية الخطيرة. ينشأ الفراغ العاطفي لدى المرأة نتيجة شعورها بأن زوجها لا يعطيها الاهتمام الذي تستحقه، ويقتصر اهتمامه على المنزل والأطفال. يتسبب ذلك في إهمالها بشكل كبير، مما يدفعها للبحث عن بديل لملء الفراغ العاطفي الذي تعيش فيه.

الفراغ العاطفي بين الازواج

من الأمور المهمة التي يجب مراعاتها أن الفراغ العاطفي الذي يحدث بين الأزواج يعتبر من الحالات الخطيرة التي يشعر فيها الزوج بفقد مشاعر الحب المتبادلة من الشريك الآخر، مما يؤدي إلى الشعور بالتوتر والقلق المستمرين، وقد يستمران حتى يتم تغيير هذه الحالة.

بعد ذلك، تحاول المرأة إيجاد طرق خاطئة غير لائقة لإشباع حاجاتها العاطفية، مما يؤدي إلى تدهور العلاقة الزوجية بينها وبين زوجها. ونظراً لأن عدم الإفصاح عن المشاعر والأحاسيس هو من أكثر الأشياء التي تسبب الفراغ العاطفي للزوجة، فإن هذا يمثل مشكلة كبيرة.

إذ أن المرأة تعاني من سكوت زوجها فقدان المشاعر بينهما، ومن الجدير بالذكر أن تلك المواقف في الغالب ما تؤدي على المدى البعيد إلى الانفصال الناتج عن قلة المشاعر وانعدام تبادل الحديث، إلى جانب غياب الحنان المتبادل والإحساس بالأمان والاكتفاء العاطفي، ونظرًا لأن المرأة مخلوق حساس جدًا فإنها تعاني من الفراغ العاطفي أكثر من الرجل.

الفراغ العاطفي عند المراهقين

فترة المراهقة هي الفترة الزمنية بين المرحلة الطفولية ومرحلة البلوغ، ويشعر المراهقون في تلك الفترة بمزيج من المشاعر المختلطة بسبب التغييرات التي يمرون بها في جوانبهم الجسمانية والاجتماعية والعاطفية، مما يؤثر على حالتهم النفسية.

في هذه المرحلة، يرغب المراهقون في استكشاف المشاعر العاطفية والشعور بها، وكذلك يرغبون في الحصول على المزيد من الاستقلالية عن أسرهم. وغالبًا ما يؤثر مرحلة الطفولة على مرحلة المراهقة.

عندما يتم تلبية حاجات الطفل من الحب والرعاية والاحتواء والتقدير، فإن كل هذا يؤثر على حالته النفسية ومشاعره خلال فترة المراهقة، مما يجعله قادرًا على التغلب على هذه المرحلة بسهولة والتعامل مع الفراغ العاطفي والتحكم فيه.

كيفية إشباع الفراغ العاطفي

يعد الجانب العاطفي الذي يشعر به الفرد جزءًا أساسيًا من التجارب الحياتية التي يمر بها، وعلى الرغم من أهميته في الاعتراف به، يحاول العديد من الأشخاص تجنب الاعتراف به لعدم الشعور بالضعف بينهم وبين أنفسهم أو مع الآخرين.

إذا تم كبت المشاعر وعدم الإفصاح عنها، فستبقى محتجزة في العقل، وفي النهاية قد تتسبب في الكثير من الاضطرابات النفسية، ولذلك يجب التفكير في حل لهذه المشكلة بدلاً من تجاهلها، وبعض الحلول التي يمكن ذكرها هي:

• اليقظة: إنها واحدة من أفضل الطرق للاعتراف بالمشاعر المكبوتة والعمل على قبولها، حيث يمكن أن يساعد العمل برفق وهدوء على التغلب على المشاعر السلبية والتقدم في الخطوات الأساسية
• التأمل: في دراسة أجريت بواسطة (Ljubomir Aftanas) و (Semen Golosheykin) تبين أن التأمل يساعد في التفاعل مع المشاعر السلبية. أكدت الدراسة أيضا أن الأفراد الذين اتبعوا هذه الطريقة لفترات طويلة وبانتظام كانت تجاربهم في التعامل مع عواطفهم أكثر نجاحا من غيرهم
• التعبير عن العواطف: يعزى سبب الشعور بالفراغ العاطفي في الغالب إلى تجنب الشخص للمشاعر بدون وعي، وعلى الرغم من وجود الرغبة لدى الكثيرين في التعبير عن مشاعرهم، إلا أن قدراتهم لا تستطيع فعل ذلك بسبب حجب المشاعر. ولذلك، أظهرت الدراسات المؤكدة أن الفنون المرئية، مثل الرسم والغناء والكتابة والطبخ والرقص وكتابة اليوميات، تعمل جميعها على إخراج المشاعر المكبوتة في صور مختلفة.

اختبار الفراغ العاطفي