أركان الإيمان ودرجاته
تعريف أركان الإيمان
الإيمان يعرف بلغة أنه `التصديق الكامل`، ومن الناحية الاصطلاحية فهو `اعتراف القلب وقبوله بالإسلام الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم`، وجعل الله عز وجل الشهادتين هما العلامة التي تشير إلى الإيمان، بالإضافة إلى اتباع المسلم لأحكام الإسلام مثل الصلاة والتوارث الصحيح وغيرها من أحكام الإسلام. بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الإيمان على ستة أركان وهي كالآتي
- يتضمن الإيمان بالله تعالى وتوحيده عدم ربطه بأي تشريع أو عبادات غيره.
- يؤمن الإسلام بالملائكة كمخلوقات خلقها الله لتطيع أوامره.
- الإيمان بالكتب المقدسة، والتي هي التوراة والإنجيل والزبور والقرآن الكريم.
- يعتقد بالرسل وأن خاتم الأنبياء ورسول الله صلى الله عليه وسلم.
- يعتقد المؤمنون باليوم الآخر، الذي هو يوم القيامة، وفيه يتم حساب أعمال الإنسان طوال حياته.
- الإيمان بالقضاء والقدر، سواء كان سيئا أو جيدا، يأتي من الله عز وجل، ويحدث بمشيئته وحكمته.
درجات الإيمان الحقيقية ثلاثة
الاستقامة هي جزء من الإيمان، وهي من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الإيمان، كما أن شيوخ الإسلام قد ذكروا أن المؤمن يرتفع بعمله ما ظهر منه وما بطن، وذلك حتى ترتفع مرتبته الإيمانية فيقترب من الله عز وجل بشكل أكبر، وكذلك يكسب رضوان الله في الآخرة والثواب، بالإضافة إلى أن درجات الإيمان هم ثلاثة كالتالي:
- طعم الإيمان: وما يعني هذا القول النبوي الشريف: { ذاق طعم الإيمان } هو من تذوق حلاوة الإيمان بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا.
- حلاوة الإيمان: ويشير إلى هذا المستوى من درجات الإيمان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاثة من كانت فيه فإنه يجد حلاوة الإيمان: أن يحب الله ورسوله أكثر من أي شيء آخر، وأن يحب الإنسان أخاه المسلم لا بغير الله، وأن يكره العودة إلى الكفر كما يكره أن يلقى في النار.
- حقيقة الإيمان: وهذه الدرجة قد تم توضيحها في العديد من آيات القرآن الكريم، منها قول الله العزيز الجليل: “إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا، وعلى ربهم يتوكلون، الذين يقيمون الصلاة، ومما رزقناهم ينفقون، أولئك هم المؤمنون حقا، لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم” [الأنفال: 2-4].
حديث أركان الإيمان
كان الصحابة رضوان الله عليهم يفضلون سؤال الرسول عليه الصلاة والسلام، ولكنهم لا يحبون الإطالة في طلبه، وكانوا يتمنون أن يأتي شخص من البادية بعد سفرة ليسأل النبي صلى الله عليه وسلم وهم يستمعون إلى إجابته، وفي يوم ما، دخل جبريل عليهم وهم لم يكونوا يعرفونه، وبدأ في محادثة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حول أركان الإيمان وهي كالتالي: “الإسلام هو أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت الوصول إليه سبيلا .
قال: قد صدقت، وقال: تعجبنا منه أن يسأله ويؤمن به، وقال: أخبرني عن الإيمان؟ قال: الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأن تؤمن بالقدر، سواء كان خيرا أو شرا. قال: صدقت، وقال: أخبرني عن الإحسان؟ قال: الإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه، وإذا لم تكن تراه، فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ليس أحد يعلم عنها أكثر من المتسائل. قال: فأخبرني عن علاماتها؟ قال: إنها عندما تلد الأمة ربتها، وعندما ترى الحفاة العراة العالة رعاة الشاء يتطاولون في البناء. قال: ثم انصرف وتركني لفترة، ثم قال لي: يا عمر، هل تعلم من المتسائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إنه جبريل يأتيكم ليعلمكم دينكم .
درجات المسلم عند الله
“تعرف الحياة بأنها اختبار للإنسان، وأن الناس ينقسمون إلى نوعين؛ الصالحين الذين يقربون من الله، والكافرين الذين يرتكبون المعاصي، ولذلك يعتبر الآخرة هي الحصاد لما زرعه الإنسان في الدنيا، ولذلك فإن الجنة والنار درجات مختلفة.
حيث قال الله سبحانه وتعالى: من يتبع رضا الله كمن باء بسخط من الله ومصيره النار السوداء، وهو مصير سيء. هناك درجات عند الله والله يرى ما يعملونه. وبالمثل، المسلم لديه درجات عند الله، ومن الواجب عليه أن يسعى لرفعها، وعلى النحو التالي هناك أسباب تؤدي إلى رفع درجات المسلم عند ربه
الإيمان
للارتقاء بدرجات المسلم، من الأساليب الأكثر فعالية هي الإيمان بالله عز وجل، حيث قال تعالى: “وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى” [سورة طه: 75]. ومن الطرق التي تساعد على زيادة الإيمان والتي يمكن للمسلم اتباعها هي:
- معرفة أسماء وصفات الله تعالى: عندما يزيد معرفة المسلم بأسماء الله وصفاته التي لا يعرفها الكثيرون، يزداد إيمانه أكثر من غيره.
- النظر في آيات الله: بمجرد أن يتعرف الإنسان على آيات الله الشرعية والكونية، وهي ما خلقه الله عز وجل، سيزداد إيمانه. فقد قال الله تعالى في ذلك: `وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تتأملون` [الذاريات: 20-21]. وهناك أيضا آيات أخرى تشير إلى ذلك.
- كثرة الطاعات: كلما زاد المسلم عن الطاعة لله تعالى، زاد إيمانه ودرجاته عنده، سواء كانت الطاعات بالقول أو العمل، فالذكر يزيد الإيمان كمية وكيفية، والصلاة والصوم والحج يزيدون الإيمان أيضا كمية وكيفية.
العلم
يعتبر العلم من الطرق العظيمة التي تزيد الإنسانية وترفع من مكانتها أمام ربها، فهو يؤثر على حياة المسلم الفردية والجماعية على حد سواء.
حيث قال الله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” [المجادلة: 11].
يوضح حديث صريح في السنة النبوية فضل العلم على المتعلم، لذا يعتبر العلم وسيلة شريفة لتحقيق رضا الله ورفع مرتبة المؤمن لديه، ومن بين أهم هذه العلوم هي العلوم الشرعية التي تدرس فيها شريعة الله تعالى.
الجهاد في سبيل الله عز وجل
إن الجهاد في سبيل الله والإسلام من أكبر الوسائل التي تدل على صدق يقين المسلم بالله تعالى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: {من آمن باللهِ ورسولِه، وأقام الصلاةَ، وصام رمضانَ، كان حقًّا على اللهِ أن يُدخلَه الجنةَ، هاجر في سبيلِ اللهِ، أو جلس في أرضِه التي وُلِدَ فيها». قالوا: يا رسولَ اللهِ، أفلا نُنبِّئُ الناس بذلك؟ قال: «إنَّ في الجنةِ مائةَ درجةٍ، أعدَّها اللهُ للمجاهدين في سبيلِه، كلُّ درجتيْنِ ما بينهما كما بين السماءِ والأرضِ، فإذا سألتم اللهَ فسلُوهُ الفردوسَ، فإنَّهُ أوسطُ الجنةِ، وأعلى الجنةِ، وفوقَه عرشُ الرحمنِ، ومنه تَفجَّرُ أنهارُ الجنةِ}
يوضح الحديث الشريف العديد من الفوائد التي يجنيها المسلم عندما يجاهد في سبيل الله، بما في ذلك:
- الجهاد في سبيل الله يحمل أجرًا عظيمًا وله أثر في رفع درجات المسلمين.
- الوفاء بأركان الإسلام هو أحد أكبر الأسباب لدخول الجنة.
- في هذا الحديث الشريف، يتم تشجيع طلب العلم والسعي إلى الأعمال الصالحة، وتوضيح أفضل الطرق للوصول إلى العلو في الدرجات.