من الادوار التي يمكن ان يقوم بها الاعلام
تلعب وسائل الإعلام دورًا فعالًا في بناء المجتمع، حيث يتم تكليف الإعلام بتقديم مهام متنوعة تخدم جميع شرائح المجتمع، وتتمثل وظائف الإعلام في:
إحدى الوظائف الرئيسية للإعلام هي توفير المعلومات والأخبار الصحيحة للجمهور. يهدف ذلك إلى إشباع فضول الجماهير وتوضيح المعلومات الصحيحة وتقديم تفاصيل جديدة حول المواضيع المهمة بشكل مستمر. يعتبر السبق الإعلامي الصحيح الذي يحتوي على معلومات موثوقة هو الذي يجعل وسائل الاتصال ذات مكانة مرموقة بين الجمهور. بالمقابل، المعلومات التي تأتي بعد فوات الأوان لا تهم الجمهور وتقل ثقته في قدرات وسائل الاتصال.
بعد الحصول على المعلومات والأخبار من وسائل الإعلام، يجب توضيحها وتفسيرها لأن هناك العديد من المعلومات المقدمة بشكل غير كامل أو غير واضح، أو تحتوي على تفاصيل غير واضحة أيضا. ولذلك، لا تزال الصحف تقدم المقال الافتتاحي لتفسير التصريحات المتعلقة بالأحداث الجارية. كما يجب التحقق من الصحة والموثوقية للنقاط الرئيسية في الموضوع، حتى لا يفقد الإعلام شهرته وقيمته. فالتمسك بالموضوعية هو ما يعطي الإعلام دوره الحقيقي، حيث يقوم الإعلامي بتنسيق وترتيب المعلومات وتبسيطها بصدق وضمير لكي تصل إلى الجماهير.
تتمثل وظيفة الإعلام الأساسية في الإرشاد والتوجيه، إذ توجد قنوات مخصصة وصحف ومجلات تهدف إلى التدريس والتوعية ونشر المعلومات، وهناك قنوات مخصصة للحصول على الثقافة العامة والحضارات والأفلام الوثائقية وغيرها، مثل قناة ناشيونال ببلك وديسكفري وفوكس نيوز وإم إس إن بي سي.
وسائل الإعلام تسمح بنقل الأخبار لكل شرائح المجتمع والأعمار، وتعمل على نشر الوعي والمعلومات لجميع فئات المجتمع، مما يتيح للأفراد المشاركة في الرأي والتعامل مع القضايا، خاصة مع التطور الكبير في وسائل الإعلام وظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي سمحت للجماهير بإنشاء منتديات وصفحات للتعبير عن آرائهم وأفكارهم.
تستخدم وسائل الإعلام كوسيلة ترفيهية أساسية، حيث يقضي الأشخاص وقت فراغهم في مشاهدة البرامج الترفيهية والحوارية والأفلام والمسلسلات الدرامية للاسترخاء وقضاء وقت ممتع.
وظيفة الإعلام كحارس بوابة إعلامية
بجانب الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام من اخبار وتفسير وتوجيه وتوعية وتسلية وربط بين الجماهير، إلا أن لها العديد من الوظائف الأخرى الهامة، والتي يعتبر أهمها وظيفة حارس البوابة الإعلامية، وحراسة البوابة الإعلامية يعني أن وسائل الإعلام تتحكم في نقل المعلومات إلى جمهورها، حيث إن وسائل الإعلام تنتقي ما يمر لجمهورها من معلومات وأخبار وفقاً لمعايير المجتمع، فالمواد الإعلامية قبل أن تصل للجماهير تمر بعديد من المراحل مما يجعلها قابلة للتعديل الدائم من قبل حراس البوابة الإعلامية.
يعمل حارس البوابة الإعلامية على تعديل الأخبار والنصوص، سواء بالحذف أو الإضافة أو التعديل، لتتناسب مع المجتمع والجمهور، كما يعمل أحيانًا على منع وصول المعلومات التي يراها غير مناسبة للجماهير أو قد تسبب بعض المشكلات أو الأزمات.
حراسة البوابة الإعلامية هي النهج الذي تتبعه كل وسيلة إعلامية بالطريقة المناسبة لها ولمصالحها وجمهورها، حيث تستهدف كل وسيلة فئة معينة من الجماهير وتوجه لهم رسالتها، وتعمل الوسائل ضمن قواعد وقوانين محددة يتم تعلمها من قبل جميع العاملين بها.
يتم اختيار الأخبار والمعلومات التي يتم نشرها على البوابة الإعلامية بواسطة حارس البوابة الإعلامية وفقًا لمدى أهميتها للجمهور ومدى مناسبتها له، وحراس البوابة يختارون ما هو مشوق وجذاب ومفيد للجمهور.
يفترض أن يخدم حارس البوابة الإعلامية الجماهير ولا يخدم المصالح الشخصية، ولكن قد يحدث هذا الأمر نادرًا أو يكون منعدمًا، حيث تعمل جميع وسائل الإعلام على تنفيذ مصالحها ومصالح المعلنين في قنواتها لزيادة أرباحها.
وظيفة النقد الإعلامي
من أهم وظائف وسائل الإعلام هو النقد، حيث تقوم وسائل الإعلام بالمراقبة، فتتتبع الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية والراديو وكل وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية كل الجهات الحكومية والمصانع والشركات والموظفين لضمان أداء كل فرد لدوره بشكل صحيح، ويتم رفض أي خلل في العمل ويتم رفض أي أعمال غير أخلاقية من قبل وظيفة الإعلام المراقبة ومراقبة الجهات المسؤولة عن خدمة المواطنين، وعلى الرغم من عدم وجود تعريف موحد للنقد الإعلامي، إلا أن النقد الإعلامي مفهوم لدى الجميع لأنه يتم ممارسته يوميا في العديد من البرامج التلفزيونية، حيث يتم مواجهة المسؤولين أو نقد السلوكيات والأعمال المحددة، وبالتالي، تعتبر الوظيفة المراقبة الأهم بين وظائف الإعلام، فهي تمارس لجعل الجميع يدركون أنهم تحت مراقبة قوية وقد لا يتساهل أحد إذا قصر أو تقاعس في أداء وظيفته.
نظريات الاتصال الجماهيري
توجد مجموعة من نظريات الاتصال التي يتبعها الإعلام، والتي تسمى نظرياتالاتصال، وقد تم تطويرها منذ فترة طويلة كنهج ينظم الدور الإعلامي ويوضح العلاقة بين الوسائل الاتصالية والجماهير، وتعد نظريات الاتصال من أهم هذه النظريات
الحقنة تحت الجلد أو الرصاصة السحرية هي أحد النظريات القديمة في عالم الاتصال، وتتخلص النظرية في أن القائم بالاتصال يعمل على إسال رسالته الإعلامية كالرصاصة وينقلها من عقله إلى عقل جمهوره مباشرة، بمعنى أن هه النظرية تقول أن وسيلة الاتصال إذا قدمت إعلان لمنتج بسعر مميز ستقود الجمهور لشرائه حتى وإن لم يكن في حاجة له.
ربما يكون هناك المزيد من المؤيدين لهذه النظرية، أو أنها كانت تناسب القرن الماضين بينما في العص الحديث توجه للنظرية الكثير من النقد وفقاً لأن الجمهور لم يعد سلبياً ولم يعد متلقياً فقط، فبات يشارك بنفسه في صناعة الرسائل واختيار الوسائل والبحث والفحص الجيد عن أي خبر او منتج أو معلومة
مقدمة له، خاصة بعد التطور التكنولوجي الكبير في وسائل الاتصال وصناعة الهواتف الذكية والحواسيب، لذا فتعتبر من النظريات القديمة التي لا يمكن تطبيقها على الجمهور الواعي، إذ أن التأثير أصبح متبادل وليس موجه فقط.
نظرية الغرس أحد نظريات وسائل الإعلام التي أنشأها جورج جيربنز وتنص على أن التعرض لوسائل الإعلام خاصة التلفزيون يؤثر في المشاهدين ويشكل واقعهم، كما يرى صاحب النظرية أن وسائل الإعلام تصدر صورة مشوهة عن المجتمع فتصدر العنف والمخاطر التي يحتويها
العالم الخارجي، إذ تقول النظرية بأن المشاهدين يتعرفوا على
القيم والهوايات السائدة من التلفزيون والإعلام وفهم أنها هي السائدة فعلاً حتى وإن لم يكن هم وأصدقائهم مشاركين في هذه الهوابات، فيرى جيربنز أن وسائل الإعلام تعمل على زرع صور في أذهان الأشخاص لكي تنمو معهم وتصبح واقع حقيقي في عقولهم وفي حياتهم مستقبلياً.
تعرضت نظرية الغرس الثقافي إلى مزيد من النقد حيث إن النقض الأول تمثل في أن المشاهد ينتقي ما يقدم له، أي بضغطة زر واحدة يمكنه أن لا يرى ما لا يريده، لذا لا يمكن اعتباره مشاهد سلبي، والنقد الثاني أن الجمهور يتعلم من أخطاء الأخرين فليس
معنى مشاهدته العنف أن يكون عنيف فربما يختلف الأمر تماماً، والنقض الثالث كان دوافع التعرض، حيث إن الجمهور يتعرض لما يريد من محتوى أعلامي وفقاً لدوافعه الخاصة وهذا ما كانت تدعمه نظرية الاستخدامات والاشباعات.