ما هي الكتابة التصويرية
تعريف الكتابة التصويرية
- في بعض الأحيان يثار السؤال حول سن اختراع الإنسان للكتابة، فهي تمثل التجسيد المرئي لجميع اللغات المستخدمة من قبل البشر المختلفين وتساعد على نقل وتخزين الأفكار عبر المكان والزمان. الكتابة التصويرية تعد من أقدم أشكال الكتابة التي ابتكرها الإنسان
- والكتابة التصويرية (Pictogram) يقصد بها أسلوب الكتابة المعتمد على الصور، حيث إنه قبل تطور الحروف الهجائية لجأت العديد من الشعوب القديمة إلى إرسال رسائلها ونقلها من خلال الكتابة التصويرية، كما قام المصريون القدماء بنحت كتابةً مصورةً والتي وجدت فيما بعد على المقابر والآثار والجدران.
- كما كانت الكتابة المصورة تعتبر وسيلة للاتصال عند الأمريكيين الأوائل، الأزتك والهنود، وكان يتم استخدامها على نمطين: أولهما يُمثل الأمور المنظورة اتي يمكن أن ترى بالعين مثل رسم الشمس والطيور؛ بينما الآخر، فهو الكتابة الرمزية (Ideogram) وبواسطتها كان يتم تجسيد الأفكار، مثل رسم طفل يمسك بكتاب، لكي يشار إلى تلميذ، وكان يتم الاعتماد على الكتابة التصويرية الحديثة من خلال الكلمات والصور لكي تحكي قصةً مبطريقة مثالية أكثر من التي يُمكن أن تحكيها الكلمات فقط.
مراحل الكتابة التصويرية
- تعتمد هذه المرحلة على رسم ما يحيط بالإنسان من صور وتعبيره عن الأفكار والمشاعر عن طريق الرسم، ولكن هذه الطريقة لا تكفي للتعبير عن الجوانب المعنوية والمشاعر الإنسانية.
- في تلك المرحلة، تجاوزت العلامة والصورة دلالتها على الأشياء المادية إلى الدلالة على الأفعال والأسماء المرتبطة بالأشياء المادية التي تُمثلها العلامة بصفاتها؛ حيث تطورت صورة القدم لتدل على الوقوف والسير بدلأن تدل على القدم بحد ذاتها.
- يرجع اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين إلى ما قبل عام ثلاثة آلاف قبل الميلاد، حيث كانت تدون بواسطة النقش على ألواح معدنية أو طينية أو شمعية ومواد أخرى. ثم بدأ استخدام الصور بدلا من الأنماط المنحوتة بالمسامير والمعروفة بالكتابة المسمارية.
الكتابة المقطعية
- تعجز الكتابة الرمزية والتصويرية عن التعبير بلغة التواصل وتسجيل الجمل الكاملة وتدوينها بما تحتويه من أفعال وأسماء وأدوات نحوية متنوعة، وهذا هو الدافع وراء البحث عن نوع جديد من الكتابة للتعبير، ومن هنا تم ابتكار الكتابة الصوتية، والتي تعتمد على الكتابة المقطعية في البداية ثم الكتابة الأبجدية، وتستخدم القيم الصوتية للرموز والصور للإشارة إلى المقاطع الصوتية التي تستخدم لكتابة كلمات غير مرتبطة ببعضها وبمعاني ورموز هذه العلامات.
الكتابة المسمارية
- هي نوع من الكتابة التي يتم نقشها على ألواح الشمع والحجر والطين والمعادن، وكانت هذه الكتابة شائعة بين الشعوب القديمة في مناطق جنوب غرب آسيا.
- وربما كانت أقدم تلك المخطوطات اللوحية تعود إلى حوالي ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد، حيث ظهرت قبل ظهور الأبجدية بما يصل إلى ألف وخمسمائة عام، وظلت هذه الكتابة شائعة ومتداولة حتى القرن الأول بعد الميلاد. ظهرت هذه الكتابات في جنوب وادي الرافدين في العراق الحالي بداية عند السومريين، الذين استخدموها للتعبير عن اللغة السومرية وكانت ملائمة أيضا لكتابة اللغة الأكادية التي استخدمها الآشوريون والبابليون.
مراحل الكتابة التاريخية
حينما يتم البحث حول مراحل تطور الكتابة عبر العصور، فإن ما يتضح أنه منذ تم اختراع الكتابة قد مرت بالعديد من مراحل التطور المختلفة إلا أن بلغت شكلها الحالي، وكان وجود تلك المراحل مصاحباص ومرافقاً لنموِّ عقل الإنسان وزيادة معرفته ونمو وعيه وإدراكه ، وقد أتت مراحل التطور تلك على النحو التالي:
المرحلة الصورية
- تعد تلك المرحلة أولى مراحل الكتابة بالتاريخ بشكل عام، والتي تقوم على التصوير، بمعنى وفي مثال لذلك رسم صورة يد والتي تدل أو تشير إلى اليد أو رسم صورة قطة وتعني قطة ، إذ كان الإنسان بالمرحلة تلك يستخدم ويعتمد على الصورة من أجل التعبير عن الكلمة المرغوب في تسجيلها، وهي مرحلة بدائية صعبة من جميع المراحل التي مرت بها الكتابة، مما أصاب الباحثون بحيرة حول ما وجدوه من رسومات الإنسان البدائي،ولك يتمكنوا من التفريق بين الرسم والكتابة بعصور الإنسان الأولى والذي لم يضعِ فاصلًا واضحًا بين الرسم والكتابة التصويرية أو المعروفة بالصورية.
المرحلة الرمزية
- تتميز تلك المرحلة بالنضج والتطور الأكثر من المرحلة الأولى، وفي هذه المرحلة بدأ الإنسان في رسم رموز تحمل معاني مختلفة، مثل رسم مجموعة من النقاط التي تشكل دائرة للإشارة إلى الشمس ومعاني أخرى مثل النهار والضوء والنار، أو رسم نجمة للإشارة إلى الإله الذي يوجد في السماء، وتم وصف هذه المرحلة بأنها نجاح عظيم في تاريخ الكتاب.
المرحلة الصوتية
في ذلك الوقت، اهتم الإنسان بتطوير طرق جديدة للتواصل بسهولة وبساطة مع الآخرين. لذا قرر التعبير عن الكلمات التي يقولها بواسطة رموز صوتية يمكن فهمها بدون الحاجة إلى التعبير عنها بصورة مرسومة أو رمز. ونتيجة لذلك، تطور الكلام واللغة تدريجيا، وكانت هذه المرحلة هي الأخيرة قبل ظهور الكتابة المنتشرة في العصر الحالي.
الأدوات البدائية للكتابة
أوضحت الأبحاث وما 1كره المؤرخين أنَّ اختراع الكتابة كان بالشرق بغير تحديد دقيق لتاريخ اختراعها ومكانه، وبالطبع فإنه يعد إنجاز من أعظم الإنجازات بالتاريخ، وخطوة دخل بها الإنسان عصرًا مُنيرًا بالعالم والمعرفة، حيث بدأ الإنسان بواسطتها والاعتماد عليها بالتدوين وتوريث الأجيال بشكل غير شفهيٍّ بل كتابيٍّ، ولم يكن اكتشاف الكتابة وليدَ لحظة واحدة، بل نتجة عن جهود مبذولة طويلة على مدار مختلف العصور التاريخية، إلى أن بلغت ما هي عليه الآن من التقدم والوضوح والدِّقَّة، ومن الأدوات التي تم استخدامها للكتابة بدايةً ما يلي: [3]
- الورق: استخدم العرب هذا الشيء في الكتابة، وكان الصينيون يشتهرون به في الماضي.
- الحجارة: تتمثل في الأحجار الرقيقة البيضاء التي استُخدمت لكتابة آيات القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم
- العظام: مثل عظام الكتف، اللوح والأضلاع.
- النبات: يُعد العسيب من أكثر الأنواع استخدامًا، حيث أنه يشكل أصل السعف الملتصق بالجذع العريض.
- القماش: سوء الحرير، أو القطن، وكان يُعرف باسم المهاق.
- الجلد: يُطلق على الجلد الرقيق الذي كان يُرقق ويُكتب عليه اسم الأديم أو القضيم اسم الرقاق.