قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه
موقف النبي من التعاون
يشير إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان من الناس الذين يعاونون الآخرين ويساعدونهم، وكان يفعل ذلك قبل بعثته وقبل إسلامه، وأم كلثوم بنت خويلد رضي الله عنها أظهرت ذلك عندما كانت تخفف من خوف النبي صلى الله عليه وسلم عندما عاد من غار حراء بعد أن نزل عليه الوحي. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستمر في هذا السلوك الحميد حتى وفاته، حيث كان يسعى لتلبية احتياجات المسلمين ومساعدتهم في الصعوبات التي يواجهونها، ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم، ويشكل قدوة حسنة للتعاون في المجتمع .
قصة تعاون النبي مع أهل بيته
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاون أهل بيته ويساعدهم في جميع شؤون الحياة كما ذُكر في:
- صحيح البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة عن ماذا كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم في بيته؟ فأجابت: كان يكون في خدمة أهله، وعندما حضرت الصلاة خرج لأداء الصلاة.
- وروى أحمد وابن حبان وصححه عن عروة قال: سألت عائشة: ماذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته؟ فأجابت: كان يخيط ثوبه ويصلح نعله ويقوم بأعمال تفعلها الرجال في بيوتهم.
وهذا يدل على مساعدته لأهله ومعاونته لهم في أعمال البيت
قصة تعاون الرسول مع الصحابة في شِعب أبي طالب
لقد واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من المحن وحورب بكل الطرق فقامت قريش بتعذيب وإذاء العديد من المسلمين والعديد من أتباع محمد ثم قامت بعد ذلك بفرض حصار عليهم وهو حصار اقتصادي واجتماعي يمنع دخول أي معونات بسيطة حتى إليهم حتى يموتون من الجوع والعذاب ولقد شاركهم وعاونهم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في ذلك خلال الثلاث سنوات التي أستمر فيها الحصار في شِعب أبي طالب ولقى معهم ما يلاقون من أذى فدخل معهم في شعب أبي طالب عندما حبسهم المشركون فيه لمده ثلاثة أعوام كاملة .
قصة تعاون النبي مع أصحابه في بناء المسجد
عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم، وضع حجر الأساس لمسجده الذي كان يبنيه معهم، كما نقل معهم الصخرعلى أكتافه الشريفة، وحمل التراب وتعب معهم وقال كلمات معهم
هذا الحمال ليس حمالا لخيبر، بل هو أفضل رب لنا وأطهره
كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعمل جنباً إلى جنب مع الصحابة ويشاركهم في نقل الحجارة وإنشاد الأشعار
- فثبت في صحيح البخاري أنه كان يرتجز بقول الشعر : يا الله، إن الأجر هو أجر الآخرة، فارحم المهاجرين والأنصار .
- في حين كان الصحابة يحملون الحجارة لبنة بلبنة، كان عمار بن ياسر يحمل لبنتين في كل مرة، ورأى النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك وهو ينظف التراب عن رأسه ويقول: `يا عمار، لماذا لا تحمل الحجارة مثل رفاقك؟` فأجاب قائلا: `إني أطلب الأجر من الله.` ثم التفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه وقال: `ويل لعمار، ستقتله الفئة الباغية .
- رأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحد الصحابة يعمل في تجهيز الطين، وأعجبته مهارته في خلطه وتجهيزه، فقال: «قدموا اليمامي من الطين؛ فإنه من أحسنكم له مسًا»، وفي رواية: «قربوا اليمامي من الطين فإنه من أحسنكم له بناء»، ورواه ابن حبان والبيهقي.
تشير كل هذه الأمور إلى مساعدة الرسول للصحابة ومشاركته في جميع مراحل البناء .
قصة تعاون الرسول مع الصحابة في حفر الخندق
في يوم الأحزاب، عندما قرر الرسول والمسلمون حفر الخندق، كان يحفر كأي منهم وشاركهم البرد والرياح والجوع
- فعن أنس رضي الله عنه أنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب (التعب) والجوع، قال: اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة) رواه البخاري.
- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- في الخندق وهم يحفرون، ونحن ننقل التراب على أكتافنا، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة … فاغفر للمهاجرين والأنصار) رواه البخاري.
- وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى رأيت التراب يغطي صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلّينا
فأنزلن سكينة علينا وثبّت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا رواه البخاري.
- وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: (إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية (قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس) شديدة فجاءوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال: أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر (مربوط عليه حجر من شدة الجوع)، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول، فضرب في الكدية، فعاد كثيبا (رملا) أهيل (يسيل ولا يتماسك)) رواه البخاري.
تعاون الرسول وأبا بكر الصديق وأهل بيته
أثناء الهجرة تعاون النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأهل بيته :
- قام أبو بكر بتجهيز راحلتين لنفسه وللرسول، وخاطر بنفسه وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم .
- عند وصولهما إلى غار ثور، دخل أبو بكر أولاً ليستبرئ الغار للنبي صلى الله عليه وسلم ويحرص على عدم تعرضه لأي ضرر .
- وأعدت أسماء بنت أبي بكر جهاز السفر لهما .
- كان عبد الله بن أبي بكر يحمل لهم أخبار قريش .
- في الغار، قام عامر بن فهيرة، مولى أبي بكر، بترك الغنم يرتاحان عليهما ليشربا لبنها .
- في طريقهما إلى المدينة، إذا تذكر أبو بكر طلب قريش للرسول صلى الله عليه وسلم، مشى خلفه، وإذا تذكر رصدهم له، مشى أمامه .
التعاون ومفهومه في الاسلام
خلق الله الناس مختلفين كي يتعاونوا فيما بينهم، فمفهوم التعاون في علم الاجتماع هو النظام الذي يتبعه الأفراد لتحقيق هدف مشترك، ويمكن تعريف التعاون على أنه من أحسن السلوكيات بين البشر، فبالتعاون يتحد الجميع أمام العدو وينتشر السلام والمحبة والازدهار .
إنّ الإسلام يحثنا على التّعاون على الخير والتّقوى ويجعل ذلك من طرق التقرب لله عزّ وجلّ وينهانا عن التّعاون على الشرّ والعدوان، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. والبرّ كلمة جامعة تطلق على أنواع الخير كلّها.
التعاون بين البشر له العديد من الفوائد. فإحدى فوائده للفرد والمجتمع هي أنه يمكنهما التوصل إلى الفائدة بسرعة وكفاءة، ويساهم في توفير الوقت والجهد. وهناك حكمة قديمة تقول: `الإنسان قليل بذاته وكثير بإخوانه`.
لذلك، جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالعديد من الأحاديث التي تحثنا على التعاون في البر والتقوى، وعلى ما ينفع المجتمع، حيث قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
- [مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحُمّى] .
- وقال عليه الصّلاة والسّلام: [يد الله مع الجماعة] .
- وقال صلّى الله عليه وسلّم: [المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضُه بعضًا].