التعامل مع المدمن النشط
لفهم كيفية التعامل مع شخص محبوب لديه إدمان، من المهم أولًا معرفة القوى الدافعة وراء الإدمان نفسه.
يعد الإدمان مرضا يسبب تغييرات في الدماغ، حيث يتم تنشيط مستقبلات الدوبامين في الأشخاص الذين يعانون من الإدمان، مما يخبر الدماغ أن الأدوية هي مكافأة. ومع مرور الوقت، يتغير الدماغ ويتكيف مع الاعتماد على المادة المستخدمة.
كلما كانت التغيرات التي تحدث في الدماغ بسبب المخدرات كبيرة، زاد التأثير السلبي للمخدرات واستمر لفترة أطول على المدى البعيد، وعلى الرغم من جميع الآثار النفسية والجسدية والأخرى التي تتبع مرحلة الإدمان، فإن المدمن لا يستطيع التخلص من إدمانه
على الرغم من أن الإدمان يعتبر مرضًا، إلا أنه قابل للعلاج، ويمكن أن تكون إعادة التأهيل للمرضى الداخليين حلاً قصير المدى، ويمكن أن تكون الاستشارة والتدريب الصحي خيارات طويلة المدى، وقد يحتاج المريض أيضًا إلى مساعدة ودعم أصدقائه وأحبائه أثناء عملية التعافي.
إذا كنت تنوي التعامل مع المدمن المقرب شكل مبالغ فقد تغلب عليك عاطفتك ، فأنت خاطئ ! إن دخول الامور الشخصية في التعامل مع المدمن خصوصا لو كان احد المقربين كالإبن المدمن او الزوج المدمن يمكن اي يزيد من الوضع سوء ، فيجب عوضا عن ذلك التعامل بشكل اكثر حرفية كأنه مريض ويحتاج لعلاج ودعم جماعي وحب ومشاعر ايجابية بالتأكيد.
كيفية التعامل مع الابن المدمن
الاعتراف بالمشكلة
في البداية، يصعب تصور أن طفلك مدمن مخدرات، ويقول مستشار الإدمان مارك ليفين: `الآباء في البداية دائما في حالة من الإنكار. إنه الخيار الآمن عاطفيا للقيام به، والاعتراف بوجود مشكلة من شأنه أن يجعل معظم الآباء يلومون أنفسهم وهو أمر يفضلون تجنبه`.
من الطبيعة البشرية تجنُب الأمور الصعبة، ولكن المفتاح لتعامل الوالد مع ابنه أو ابنته المدمن على المخدرات هو أن يفتح عينيه على المشكلة.
تعلم الطريقة الأكثر صحة للتعامل مع ابنك
قد يكون دافعك الأول هو مواجهة طفلك عندما يتعاطى المخدرات، ولكن الصراخ والإحباط والشعور بالذنب لن يفيدك. يوصي ليفين بأن يعبر الآباء عن مشاعرهم دون إصدار أحكام، وأن هذه العملية بطيئة وتحتاج إلىصبر. كما يوصي بالتواصل مع الآباء والخبراء الآخرين.
يقول: يعتبر الإدمان مرضًا، ومن الضروري تعلم كيفية التواصل مع الأشخاص المصابين بهذا المرض الدماغي. فالطرق العادية لإثارة الشعور بالذنب لن تكون فعالة عند التحدث مع عقل مدمن، ولا يجب استخدام نوبات الغضب أو الخزي.
تأكد من ممارسة الرعاية الذاتية
على الرغم من صعوبته، يجب أن تضع قناع الأكسجين على وجهك أولاً. يقول ليفين: `يؤثر الإدمان بشكل كبير على نظام الأسرة`. يمرون أفراد الأسرة بمراحلهم الخاصة منالتعافي من الإدمان، لذلك فإن الاهتمام بالرعاية الذاتية يعتبر أمرًا بالغ الأهمية. يحتاج الآباء إلى تطوير مهارات التأقلم طويلة المدى.
يمكن أن يتضمن العلاج الفردي ومجموعات الدعم ومجموعات الـ 12 خطوة مثل Alanon. كما يمكن أن يساعد أيضًا وجود صديق يمكنه الاستماع وتوجيهك. وقد تستفيد الآباء من مشورة الزوجين أثناء تعلم كيفية التعامل مع ابنهما المدمن على المخدرات.
ضع حدودًا صحية لتجنب الانتكاس
جزء من الرعاية الذاتية هو حماية نفسك من الأذى وإيجاد القوة لتحمل التلاعب العاطفي. ولكن عليك أيضًا أن تضع حدودًا من أجل ابنك . يقول هيرن: “يمكن أن تكون الحدود عددًا لا يحصى من الأشياء التي يسيطر عليها الآباء”. “لا تخافوا من الحدود. يزدهر الابناء بالبنية والمساءلة ، وهذا يبدأ من الوالدين. على سبيل المثال ، لا تمنحهم المال.
كيف تتعامل مع مدمن يرفض العلاج
ثقف نفسك عن الإدمان
قبل التقرب من الأشخاص الأعزاء لديك أو من شخص مدمن مخدرات، قم بأخذ الوقت الكافي لتعليم نفسك حول التعاطي مع الإدمان والتخلص من السموم والتعامل مع الانسحاب وخيارات العلاج المختلفة.
كلما زادت معرفتك، زادت قدرتك على التعامل مع المواقف بثقة وهدوء. فهم ما يمر به الشخص، على الأقل من الناحية الأكاديمية، سيساعدك على التحدث بأسلوب علمي عندما يحين الوقت لمناقشة المشكلة.
اعرض دعمك
عندما تكون جاهزًا للجلوس والتحدث مع أحبائك، يجب تجنب الظهور متعاليًا أو إصدار الأحكام. بدلاً من ذلك، يجب عليك إخبارهم بأنك على دراية بالمشكلة وتقديم دعمك. حدد خيارات العلاج وشجعهم على طلب المساعدة. كيفية مساعدة المدمن الذي لا يريد المساعدة.
تابع العواقب
يتهدد العديد من الأصدقاء أو أفراد العائلة بفرض عواقب وخيمة على أحبائهم المدمنين الذين يرفضون العلاج، ومع ذلك، يُعتبر غالبًا هذا التهديد كتهديد خامل.
إذا كنت تريد تحقيق تأثير حقيقي، فيجب عليك المتابعة بشكل فعال. سواء كان الأمر بسيطًا مثل شحن البطارية أو استلام السيارة، أو أمرًا أكثر صرامة مثل إجبار شخص ما من أفراد أسرتك على الخروج من المنزل، فإذا قلت أنك ستتابع هذا الأمر، فيجب أن تكون على استعداد للقيام به.
توقف عن التمكين من الإدمان
من الأهمية بمكان فهم الفرق بين المساعدة والتمكين؛ فإذا كنت تدعم شخصًاعزيزًا عليك ماديًا الذي يعاني من إدمان أو يكذب لمساعدته في إخفاء المشكلة، فإنك بذلك تتيح له البقاء في هذه الحالة دون تحفيزه للتغيير.
عندما تتعرف على هذا السلوك وتتوقف عنه، تتحقق فوائد مزدوجة. أولًا، ستبدأ الشخص الذي تحبه في رؤية نتائج أفعاله. ثانيًا، برفضك الاستمرار في سلوكيات التمكين، سيصبح من الصعب على الشخص الذي تحبه الاستمرار في تغذية إدمانه.
ضع في اعتبارك التدخل
النصيحة التي تقول أن الشخص الذي يعاني من الإدمان يجب أن يصل إلى الحضيض قبل أن يتمكن من التحسن ليست صحيحة فحسب، بل إنها خطيرة أيضًا. بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الإدمان، يمكن أن”الوصول إلى الحضيض يساوي الموت.
إذا كنت غير قادر على إقناع شخص ما بالحصول على المساعدة بنفسه، يمكنك التفكير في استشارة خبير تدخل متخصص قبل أن تتفاقم الأمور. إذا كان الشخص المتأثر هو طفلك أو زوجتك، فلديك أيضًا خيار طلب التدخل القانوني.
اطلب المساعدة لنفسك
يمكن أن تكون عملية الاسترداد صعبة عليك كما هي على من تحب. سواء أقنعتهم بالتماس العلاج أم لا ، من المهم بالنسبة لك أن تعتني بصحتك العقلية. فكر في البحث عن مشورة فردية أو حضور مجموعة دعم مثل Narc-Anon أو Al-Anon. سيساعدك هذا على مواجهة مشاعرك ويمنحك الأدوات التي تحتاجها للتنقل خلال هذا الوقت الصعب.
التعامل مع مدمن المخدرات في مرحلة التعافي
عندما ينجح المدمن في الدخول في مرحلة العلاج والتعافي، يتعين عليه الالتزام ببعض الخطوات التي تضمن استمراره في جهوده نحو الشفاء التام
التعامل بصرامة
يجب الابتعاد عن محاولة الحصول على استحسان المدن أو إرضائها أو إظهار ضعف الشخصية في التعامل معها، ويجب الاستمرار في التعامل بحزم وصرامة، ولكن ذلك لا يعني أن يكون اسلوبك مريبًا، بل يجب أن يكون الأسلوب أكثر صرامة ولكن بمحبة .
المراقبة الخفية
متابعة المدمن دون ان يدري ، كونك مراقبا بأسلوب راشد يجعلك هذا دائما سابقا بخطوة ، بمعنى ان تمنع الحدث قبل وقوعه ، مع الحرص على الا يحصل المدمن على اي من المخدرات في تلك الفترة منعا للانتكاس ، فبالتأكيد الوقاية من الحصول على المخدرات خير من ان يحصل المدمن عليها ويقع فريسة الانتكاس
بداية جديدة
انت الان في مرحلة جديدة مع المدمن سواء كان ابنك او زوجك او احد احبائك ، فهو الان يبدأ حياة جديدة معك ، فلا داعي للتوبيخ او الاهانة او اللوم عما سبق وخاصة في مرحلة التعافي ، لان ذلك يجعل المدمنة يصب كل مشاعره بطريقة سلبية تجاه شعوره بالذنب ، وه امر غير جيد في هذه المرحلة اطلاقا .
التأقلم مع ردود الافعال الفظة
يجب التأقلم مع أسلوب المدمن بشكلٍ عام، وغالبًا ما تكون هذه المراحل صعبة، ولا يمكن تغيير المدمن بسهولة، ومن المرجح أن يظهر نفس الطباع والتصرفات التي يصعب عليه التخلص منها، بالإضافة إلى الاسلوب الفظ والمضايقات المستمرة، ولكن هذا لا يجب أن يثنيك عن مواصلة العمل على طريقك .
حلقات التعافي
يمكن أن يكون حضور حلقات التعافي الجماعية خطوة جيدة جدًا خلال عملية التعافي، حيث يعمل ذلك على تحفيز المدمن. ومع ذلك، قد يتعارض ذلك مع نمط حياتك أو مسؤولياتك. لذلك، لا داعي للتذمر، ولكن يجب التكيف مع تلك الأنشطة حتى يتم الوصول إلى النتيجة المطلوبة .
التشجيع والثناء
يمكن أن تجد بعض التصرفات الجيدة أو إظهار حسن السلوك والمسؤولية بشكل مفاجئ، وعليك أن تتقبل ذلك بكل تقدير وثناء على المدمن، وربما يكون هذا غريبًا عليه، ولكن عليك أن تكون مشجعًا في المقام الأول.
ممارسة الرياضة
ممارسة الرياضة هي الحل المثالي سواء بالنسبة لك أو له، فهي تساعد على تنقية الجسم وتنشيط العقل على المدى الطويل، وبشكل عام، لا يمكن إنكار فوائد الرياضة في كل الحالات .
علاج مدمن المخدرات
إزالة السموم
صفات متعاطي المخدرات يمكن أن تكون عائقا في التخلص من الإدمان الشديد على الكحول أو المواد الأخرى، ولكنه ضروري لعلاج الإدمان. يجب أن يكون الهدف الأساسي للعلاج هو إبعاد الشخص عن المخدرات أو الكحول والحفاظ على اليقظة. وأثناء التخلص من السموم، يتم التخلص من المخدرات أو الكحول من الجسم.
العلاج المنزلي
قد يحتاج الأفراد إلى علاج طويل الأمد يستمر من ستة أشهر إلى عام، حيث يشاركون في علاج مكثف ومنظم.
العلاج النفسي
في العلاج النفسي الفردي ، يتعلم الشخص طرقًا لإدارة المشكلات الأساسية ويصبح ممتنعًا عن ممارسة الجنس. هناك أنواع مختلفة من العلاج النفسي للإدمان. يساعد العلاج التحفيزي (MET) الأشخاص على تحفيز الرغبة في التوقف عن إدمانهم ومتابعة العلاج. يستخدم المقابلات التحفيزية ويعلم استراتيجيات المواجهة.
العلاج الأسري
عند الضرورة، يشارك المريض المدمن على المخدرات وعائلته في العلاج الأسري. وهناك عدة أنواع من العلاجات الفعالة لمن يعانون من إدمان الشباب.
برامج ال12 خطوة
بعد العلاج المهني أو أثناءه، يمكن لبرامج الـ 12 خطوة أن تساعد الأفراد في حالات الإدمان، وتشمل هذه البرامج الأشخاص الذين يعانون من الإدمان على الكحول ومجموعات الإدمان المجهولة والإدمان على الكوكايين.