تعليم

مفهوم التفوق ومكوناته

مفهوم التفوق

يعرف التفوق الدراسي بلغة اللغة بأنه الارتفاع في المراتب والشأن، ويتم اشتقاق التفوق من كلمة “فوق”، والتي تعني الارتفاع والارتفاع. عندما يتم القول إن الطفل يفوق زملائه، يعني ذلك أنه يفوقهم ويتفوق عليهم. يشير مصطلح التفوق الدراسي إلى أحد المظاهر الأساسية للنشاط العقلي الوظيفي للأفراد، حيث يلاحظ بعض العلماء والباحثين أن بعض الأفراد يتفوقون في التحصيل الدراسي والأداء في مختلف المجالات، دون أن يكونوا يتمتعون بمعامل ذكاء عالية إذا تم قياس ذكائهم باستخدام مقياس محدد، وهذا الأمر دفع بعض الباحثين والمتخصصين في التفوق إلى اتخاذ أعلى مستويات التحصيل الدراسي المحددة كمعيار للتفوق الدراسي.

يشير التفوق الدراسي إلى أعلى إنجازات الفرد في موضوع دراسي أو مهمة محددة، والقدرة على تحقيق أعلى الدرجات في الاختبارات الأكاديمية أو الموضوعية المقيدة، والمتفوق دراسيا هو الفرد الذي يصل في أدائه إلى مستوى أعلى من مستوى الأفراد العاديين في مجال ما يعكس المستوى العقلي والوظيفي للفرد. يمتلك المتفوق العقلية المعرفية المتقدمة، ويعكس التحصيل العالي والإنجاز المدرسي المرتفع في التحصيل الجيد. ويمكن أن يشير ذلك إلى الذكاء، ويتم تعريف الطالب أو الشخص المتفوق دراسيا بأنه يتفوق في تحصيله الدراسي بشكل ملحوظ فوق الأكثرية أو المتوسطين من أقرانه، أي أن نسبة تحصيله الأكاديمي تتجاوز 90 بالمئة، ويعتبر في الفئة العليا من الطلاب في التحصيل الأكاديمي.

مكونات التفوق

اتفق العلماء والمتخصصون على أن هناك ثلاث مكونات أساسية للتفوق، ولا يمكن فصل أي منها عن الأخرى، وتتمثل في:

عوامل خاصة بالفرد

يقول العلماء إن التفوق يحتاج إلى استعداد الطفل للتفوق، وبعض العوامل الفردية تلعب دورا كبيرا في ذلك، مثل الجينات الموروثة من الآباء، مثل القدرة على التفكير والمخ والتشابكات العصبية والبنية الجسمية، وتتمثل العوامل الفردية في

  1. الوراثة: تعود الفروق الفردية في مستويات الأداء دائمًا إلى عوامل وراثية تظهر تأثيرها بشكل خاص في قابلية الفرد للتعلم.
  2. الذكاء: تعتبر الذكاء أحد العوامل الأساسية لتحقيق التفوق.
  3. الدافعية: تبين الدراسات وجود علاقة ارتباطية دالة إحصائية بين الدافعية والتفوق الدراسي.
  4. الرضا عن الدراسة يلعب دورا كبيرا في تحسين أداء الطلاب، حيث تؤثر الاتجاهات الإيجابية نحو المؤسسة التعليمية.

البيئة المحيطة

يجب أن يكون البيئة المحيطة داعمة ومساعدة ومهيئة للتفوق. فالشخص قد يكون لديه الإمكانات والميزات الشخصية والعقلية للتفوق، ولكن البيئة المحيطة مثل العائلة ومجتمع الأصدقاء والمدرسة والضوضاء والتأثيرات الخارجية قد لا تشجع على التحقيق والتفوق. يجب أن تكون البيئة المحيطة مناسبة لتحقيق النجاح والتفوق وذلك على النحو التالي

  1. الأسرة: تلعب الأسرة دور كبير، كونها البيئة الأولى التي تحتضن الطفل منذ ولادته فالطفل المتفوق يتأثر تأثير بالغ لما تهيئه له أسرته، فالدراسات أثبتت أن المستوى الخاص بالأسرة والوفرة في المؤثرات التربوية والثقافية والاستقرار العاطفي والاجتماعي لهم دور فعال في تشجيع وتحفيز الأطفال على التفوق والتحصيل الدراسي.
  2. البيئة الاجتماعية: لوحظ أن الأطفال المتفوقين غالبًا ما يكونوا من بيئة اجتماعية ذات مستوى رفيع، حيث تتوافر لديهم مقومات مادية مناسبة من أجل تنمية المهارات وتوفير وسائل الترفيه والتسلية التي تحفزهم علىالدراسة بجد والنشاط.
  3. المدرسة: تؤثر المدرسة على تحصيل الطلاب ونجاحهم عن طريق توفير بيئة دراسية مناسبة وجو تعليمي يساعد على الفهم والاستيعاب، كما يتطلب توفير كتب ذات مستوى جيد وسهلة الفهم والإثارة والتشويق.
  • المهارات وظهور التفوق

إذا كان للفرد عقل ذكي وذهن حاضر، وتوفرت لديه بيئة مناسبة للتفوق، فسيتمكن من الإبداع والتميز، وسيتاح له فرصة مثالية للتفوق وإظهار مهاراته، حيث أن التفوق يعتمد على عوامل أخرى غير الموهبة بشكل كامل. ومن الممكن أن يكون هناك فرق بين التفوق والموهبة.

عوامل التفوق

أشارت دراسة ميدانية إلى أن هناك مجموعة من الأشياء التي يمارسها الطلاب لمساعدتهم على تحقيق النجاح الأكاديمي والتفوق ، وتتضمن هذه الأشياء بعض العادات البسيطة مثل

  • يجب تحضير مواد الدراسة يومياً بحيث لا تتراكم على الطالب في وقت الامتحان.
  • يتضمن الرجوع الدائم للمعلم ومناقشة المسائل الصعبة، وطلب إعادة شرحها وتوضيحها.
  • يجب تنظيم يومك بين الدراسة والمذاكرة والحرص على الحصول على قسط كاف من النوم وتخصيص وقت للترفيه ووقت للعائلة والحياة الاجتماعية.
  • تهيئة بيئة مناسبة للدراسة والمذاكرة في المنزل، وتحديد مكان مخصص وهادئ للمذاكرة بعيدًا عن الضوضاء.

خصائص المتفوقين دراسياً

يرغب الشخص المتميز في العمل بمفرده ويتساءل دائما عن ماذا لو؟ ويقوم بربط العلاقات بين الأشياء والأحداث. لديهم مجموعة متنوعة ووفيرة من الأفكار ولباقة لفظية عالية. يستطيع الشخص المتميز مناقشة العديد من الأفكار والمواضيع في نفس الوقت بفضل ذكائه وبراعته. يفتخر دائما بالاكتشافات والاختراعات الخاصة به ولديه أساليب ذكية وغير تقليدية لإنجاز العمل. يعيد بناء الأفكار والآراء ويتجاوز ما يطلب منه، ويقوم بالمزيد من الأعمال. هناك العديد من الصفات التي تتجلى في الأشخاص المتميزين ويمكن تحديد سماتهم في:

  • العمل الموجه

عادة ما يعمل الشخص المتفوق بجد ويتبع مسارا محددا، حيث يسعى دائما لإنجاز عمله في الوقت المحدد، ولا يؤجل ما يجب القيام به أبدا.

  • متفائل

الشخص المتفوق دائمًا متفائل حيث يركز على كل ما هو جيد، ويهتم بالردود الإيجابية، والطموح الذي يتمتع به دائمًا يجعله متفائلًا ومترقبًا لحدوث أمور جيدة في المستقبل، كنتيجة لجهده وتعبه.

  • لديه بصيرة

الأشخاص المتفوقون يمكنهم وضع أهداف وخطط طويلة الأمد والتركيز على تحقيقها، وهم دائمًا ما ينظرون إلى المستقبل ويعودون للحاضر للتخطيط الجيد للمستقبل الذي يريدونه.

  • يركز على النتائج

غالبا ما يركز الأشخاص المتفوقون على النتائج المرغوبة ويشعرون بالإيجابية أكثر من السلبية. بالتأكيد، ستحدث أحداث سلبية في حياة أي شخص، ولكن الأشخاص الناجحين يركزون فقط على الجوانب الإيجابية ويستغلون الجوانب السلبية للاستفادة منها وعدم تكرار الأخطاء.

يتميز الشخص المتفوق بعدم وجود فوضى أو اضطراب في عقله أو تفكيره، حيث يكون منظمًا للغاية لتحقيق أهدافه، فالفوضى تؤثر على تركيز الأشخاص وتقلل من النتائج، ولذلك يعمل المتفوقون على تنظيم حياتهم وأفكارهم بشكل منتظم.

  • المرونة

يجب على الشخص المتفوق أن يكون مرنًا ومتفتحًا لجميع أنواع التغييرات، حتى لا تصبح حياته دائمًا بسيطة، ويجب أن يكون ملتزمًا بتجربة العديد من التغييرات، لأن المرونة هي جزء من النجاح.

  • القبول

يجب أن تكون العقلية الخاصة بالأشخاص المتفوقين إيجابية، فعلى الرغم من أنه من الصعب نسيان الماضي والأحزان التي مر بها الشخص، إلا أن التمسك بالأشياء السلبية يؤثر على الحاضر والمستقبل، لذا يعمل الشخص المتفوق على قبول الماضي وتقبله، حتى يتمكن من العيش بنجاح والتفوق في حياته القادمة.

  • البحث عن الفرص

يرفض الشخص المتفوق دائمًا الوقوف في مكانه والرضوخللثبات، حيث يسعى باستمرار إلى النمو والتطور والوصول إلى المستويات الأعلى.

  • عدم المقارنة

يتجنب المتفوق دائماً مقارنة نفسه بالآخرين، حيث ينظر دائمًا إلى القمة وليس إلى المتسابقين.

  • الحرص على التعلم

تتمثل سمة الأشخاص الناجحين في السعي المستمر للتعلم والاستفادة القصوى من جميع المعلومات والمصادر المتاحة لهم من حولهم، بهدف بناء قاعدة معرفية كبيرة وتحقيق خبرة وكفاءة عالية، حيث لا يدعون أي معلومة تمر دون استثمارها.

  • الانضباط

من الأمور الأساسية التي تساعد الأفراد على التحقيق والتفكير الجيد هي الانضباط والالتزام بالسلوك الديني والعادات والتقاليد الصحيحة، ولا يوجد مجال للأشخاص غير المنضبطين لتحقيق النجاح أو تحقيق الأهداف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى