الطبيعة

العلاقة التبادلية بين الإنسان والبيئة

تعريف البيئة

لا يمكن فهم مدى أهمية البيئة في حياة الإنسان من دون النظر أولا إلى مفهوم البيئة من منظور جغرافي، حيث تشكل البيئة شبكة معقدة من التفاعلات التي تحدث بين جميع مكونات الطبيعة، بما في ذلك العناصر غير الحية والكائنات الحية، والتي تؤدي إلى تكوين التربة والهواء والماء والمناخ والتضاريس، مما يعني وجود تأثير متبادل بين الإنسان والبيئة المحيطة به.

العلاقة بين الإنسان والبيئة

منذ خلق الله تعالى الإنسان وقد أصبح هو القوة المهيمنة على جميع ما يحيط به في البيئة من عناصر وكائنات حية، وقد كان له عامل كبير فيما حدث بها من تغيرات غير مسبوقة وسريعة بالطبيعة ومن أمثلة ذلك التأثير ظاهرة الاحتباس العالمي، حيث إن الإنسان يعتمد في البيئة بكافة شؤونه البشرية واحتياجاته اليومية.

مع التطور التكنولوجي والوصول إلى عصر السرعة الذي نعيشه، بدأ الإنسان يعتمد أكثر على الصناعة من الاعتماد على الطبيعة، ولكن هذا لا ينفي وجود علاقة قائمة بينالإنسان والبيئة التي يعيش فيها، فالبيئة هي موطن الإنسان وليس بإمكانه الانفصال عنها

وحينما يتم النظر إلى العلاقة ما بين البيئة والإنسان من جانب البيئة فهي علاقة ذات أثر بالغ وهو ما يمكن رؤيته فيما يحدث من تغيرات بالمناخ ودرجات الحرارة ومعدلات تساقط الأمطار التي يترتب عليها إما جودة المحاصيل الزراعية أو ما قد يطرأ عليها من فساد، إذ قد يحتاج الإنسان إلى تغيير بيئته ومكان عيشه إلى مكان آخر عن طريق الهجرة من منطقة لأخرى، أو أنه قد يلجأ لتغيير أسلوب حياته ومعيشته.

التأثير المتبادل بين الإنسان والبيئة

دائما ما يسعى الإنسان للعيش في بيئة مريحة وملائمة، حيث يوجد تربة خصبة ومياه نظيفة للاستخدامات المختلفة، ولا يستطيع العيش في بيئة قاسية تفتقر لهذه المتطلبات الأساسية، وقد يتعرض لتأثير الأحداث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والجفاف، مما يؤدي إلى الوفيات وتدمير الممتلكات.

تمت التأكيد عن طريق الأبحاث والدراسات على العلاقة بين الإنسان والبيئة أن هناك تأثيرات قوية ترتبط بهذه العلاقة على صحة وحالة الإنسان النفسية والعاطفية. في كتاب يسمى `حدائق الشفاء`، ورد أن أكثر من ثلثي البشر الذين يعيشون في بيئة طبيعية صحية ومريحة يتمتعون بصحة جسدية ونفسية أفضل من أولئك الذين يعيشون في بيئة غير مناسبة. ومن بين أبرز تأثيرات البيئة على الإنسان ما يلي

تأثير البيئة على صحة الإنسان

تأثير البيئة على صحة الإنسان النفسية

يساعد التواجد في بيئة طبيعية خلابة وخصبة، مملوءة بالهواء النقي والمياه الصافية، في التغلب على حالات الاكتئاب والخوف والقلق التي قد يعاني منها الإنسان. وبالتالي، يعمل ذلك على استبدال تلك المشاعر بالراحة والطمأنينة. ونتيجة لذلك، تكون الصحة الجسدية للإنسان في حالة أفضل من حيث انتظام معدل ضربات القلب ومستويات ضغط الدم. لذا، ينصح الأطباء النفسيون دائما بوضع النباتات في غرفة الدراسة أو مكان العمل، لما لها من دور في التخلص من القلق والتوتر والمشاعر السلبية.

تأثير البيئة على صحة الإنسان الجسدية

البيئة الجميلة والخالية من الضوضاء والتلوث تساهم في تحسين كفاءة جهاز المناعة لدى الإنسان وزيادة قدرة الجهاز العصبي على تحسين الشعور بالألم. حتى عند إصابة الإنسان بمرض أو جرح، بمجرد تواجده في مكان محاط بالنباتات والأشجار والهدوء، يقل الألم بشكل كبير وتزيد قدرة جهاز المناعة على مكافحة الفيروسات والأمراض التي قد يصاب بها الإنسان.

ووفقاً لدراسة تم إجرائها من قبل الطبيب (Robert Ulrich) على من خضع من مرضى المرارة للعمليات الجراحية وقد قاموا بقضائهم وقتهم عقب الجراحة في بيئة صحية طبيعية أنهم قد تماثلوا الشفاء والتئمت جروحهم أسرع وأفضل مقارنة بغيرهم ممن خضعوا لمثل تلك الجراحة ولم يبقوا في بيئة صحية مناسبة.

تأثير الإنسان على البيئة السلبيات والإيجابيات

لا تكون جميعتأثيرات الإنسان على البيئة سلبية كما يعتقد البعض، بل هي علاقة تبادلية تعود على كلا الجانبين بالنفع والضرر، ولذلك فإن الإنسان يؤثر على البيئة بتأثيرات إيجابية ونافعة إلى جانب التأثيرات السلبية والضارة.

تأثير الإنسان السلبي على البيئة

تؤثر الأنشطة الحياتية المختلفة التي يمارسها الإنسان على وظائف النظام البيئي بشكل عام، ويتسبب الممارسات الخاطئة التي يقوم بها في إصابة البيئة بالخلل، وكانت أول مظاهر هذا الخلل هي انقراض العديد من أنواع الحيوانات، مما يؤثر على التنوع البيئي ويقلله من الناحية البيولوجية.

يظهر تأثير الإنسان على البيئة من خلال استغلاله الخاطئ للموارد الطبيعية والأراضي الزراعية، وتسببه في تلوث الهواء. جميع هذه التأثيرات تؤثر على المناخ وعناصره المرتبطة، وتم تصنيف الفترة الزمنية التي يعيشها الإنسان حاليا بعصر الأنثروبوسين (عصر الإنسان)، مما يعني أن للبشر تأثيرا كبيرا في النظام البيئي وجيولوجيا الأرض.

تأثير الإنسان الإيجابي على البيئة

هناك العديد من التأثيرات التي يمكن وصفها بأنها تأثيرات إيجابية تنتج عن أنشطة وممارسات الإنسان. ومن بين هذه التأثيرات، الحفاظ على التنوع البيولوجي، والمحافظة على بعض الموارد ومصادر الطاقة من النضوب والاستنزاف، بالإضافة إلى حماية بعض أنواع النباتات والحيوانات من الانقراض. وهناك العديد من الأمثلة الأخرى لتأثيرات الإنسان الإيجابية على البيئة

  • المحافظة على الطبيعة بالحياة البرية: عبر التاريخ، قام الإنسان ببناء العديد من المحميات الطبيعية في مناطق مختلفة، وذلك للحفاظ على أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض.
  • التوسع بالأراضي الزراعية: بعض المجتمعات والدول فرضت تشريعات وقواعد إلزامية على الأفراد والمؤسسات لتخصيص مساحات خضراء وأراضي زراعية حول المباني والشركات التابعة لهم، بهدف زيادة المساحات الخضراء في البيئة بشكل عام، وتنظيم الممارسات الزراعية والحفاظ على الأراضي الزراعية لمنع التصحر.
  • سن قوانين المحافظة على البيئة: تم إنشاء العديد من القوانين والمنظمات البيئية التي تعمل على حماية النظام البيئي البيولوجي والإيكولوجي من الأضرار التي يمكن أن تلحق به، مثل فرض الرقابة على إلقاء مخلفات الصناعة في المجاري المائية أو الأراضي الزراعية، وتقليل اقتطاع الأشجار، وغير ذلك من الأمور التي يمكن أن تؤدي إلى إلحاق الضرر بالبيئة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى