ربما يعتقد البعض أن الأطفال لديهم حقوق فقط ولا يتحملون واجبات، ولكن هذا غير صحيح، حيث توجد بعض الواجبات التي يتحملها الأطفال وتختلف باختلاف مراحل نموهم، مثل واجباتهم في الشارع وغيرها
الواجبات السابقة لبدء مرحلة التعليم
- يتميز معظم الأطفال في مرحلة البدء في التعليم بحالة من النشاط الشديد، حيث يرغبون في ممارسة الكثير من الأنشطة والفعاليات منذ الاستيقاظ وحتى النوم، مما يجعل الوالدين يعتقدون أنه غير مناسب أو صحيح إلزام الطفل بمهمة ما.
- يوصي الأخصائيون والمستشارون في هذا الشأن بتكليف الطفل ببعض المهام المنزلية مثل ترتيب غرفته وتجميع أشيائه في مكانها، وتنظيف الفوضى التي يخلقها أثناء لعبه، حيث يمكن لذلك أن يساعد في تطوير مهارات مهمة لدى الطفل وزيادة الشعور بالمسؤولية لديه.
واجبات الطفل بمرحلة التعليم
في تلك المرحلة من عمر الطفل، ينبغي أن تزيد مسؤوليات الطفل في المدرسة والمهام الموكلة له من قبل المعلمين والمعلمات، وينبغي أن تترك الأم مهمة تنظيم أغراض الطفل مثل أحذيته وملابسه، ولكن بإشرافها ومساعدتها، ويجب على الوالدين تشجيع الطفل على إنجاز المهام الموكلة له ليحب القيام بهذه الأمور ويسعى لتحقيقها بنفسه.
واجبات الطفل في المجتمع
وفي تعريف حقوق الطفل المشار إليه في اتفاقية حقوق الطفل، يذكر أنه باعتباره إنسانا منذ ولادته، كما أن له حقوقا، فهو ملزم أيضا بالواجبات والمسؤوليات التي تقع على عاتقه، ولا يحق لأحد أن يمتلك الطفل أو يستولي عليه، حتى الآباء، وهذا يعني أن الأطفال مثل البالغين في حقوقهم في المجتمع.
يتمتع الأطفال باحتياجات واهتمامات ومسؤوليات مختلفة بناءً على أعمارهم وجنسياتهم، ويتوجب عليهم تحمل مسؤولياتهم والقيام بواجباتهم بأنفسهم عندما يكونون قادرين على ذلك، أو يقوم آباؤهم بتنفيذهذه الواجبات بدلاً منهم لحين أن يستطيعوا القيام بها بأنفسهم.
على الرغم من أن حقوق الطفل وواجباته تتجه في نفس الاتجاه، إلا أنه لا يمكن إنجاز أي منهما بدون الآخر. فالطفل لديه حق التعلم ومن الواجب عليه الالتزام بالذهاب إلى المدرسة. كما له حق التلقي الرعاية الصحية ومن واجبه الحفاظ على صحته ورعايتها. وكما له الحق في التعبير عن نفسه، يجب أن يتمتع بالاحترام من الآخرين بغض النظر عن آرائهم سواء كانوا كبارا أم صغارا.
واجبات الطفل تجاه والديه
فيما يتعلق بحقوق الطفل وواجباته داخل الأسرة، يجب الإشارة إلى أن الابن لن يكون قد أدين حقوق والديه، حتى لو قام بأفعال حسنة وواجبات تجاههم، بسبب كل ما قدموه له منذ ولادته وحتى قبلها، بجهود ووقت وحب لتصبح الابن من أفضل الأشخاص في المجتمع الناجحين والسعداء، وربما يكون الأفضل بينهم جميعا، ومن بين الواجبات التي يجب على الطفل القيام بها تجاه والديه منذ صغره، ويجب عليهم توضيح أهميتها، هي
- الإحسان إلى الوالدين: يجب على الأولاد أن يتصفوا بالإحسان إلى الوالدين بالأفعال والأقوال وبجميع السبل والأشكال، وذلك بما يتفق مع العديد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، حيث أمر الله بالتعبد له وبالإحسان إلى الوالدين، وأمر بعدم إهانتهما ولا تنكيلهما، وأن يخفض لهما الجناح من الرحمة ويقول لهما قولا كريما، ويدعو لهما بالرحمة، تماما كما ربانا ورحمنا ورعايتنا ورحمتنا وعفونا علينا وعلى والدينا وعلى المؤمنين يوم القيامة.
- بر الوالدين: من خلال طاعة أوامرهم وامتناعنا عن القيام بما يغضبهم.
- عدم رفع الصوت عليهم: يعتبر احترام الوالدين وعدم الإساءة إليهما من الواجبات الأساسية التي يجب تعليمها للطفل فور تعلمه الكلام، حتى لا يتعلق برفع صوته أثناء الحديث معهم، ويدرك مدى أهمية الاحترام في التواصل الفعال.
- تعلم أن تطيع والديك في جميع الأوامر التي لا تتضمن معصية لله.
- عدم تناول الطعام قبل وصولهم، واستقبالهم بابتسامة وتقبيل أيديهم عند حضورهم.
- يجب الجلوس بشكل لائق أمام الوالدين وتجنب رفع الأقدام بوجههما، وتوخي الحذر في القيام بالأفعال التي قد تسيء إلى شرفهما.
- يجب أخذ موافقة واستشارة الأهل في جميع جوانب الحياة، حيث إنهم يحرصون على مصلحة الطفل في صغره ومستقبله.
- يمكن للأبناء أن يعبروا عن تقديرهم وامتنانهم للوالدين عن طريق توجيه الشكر لهم على ما يبذلونه من جهود لراحتهم وسعادتهم.
واجبات الطفل في المدرسة
في المرحلة السابقة للمدرسة، لا يتحمل الطفل مهاما وواجبات بالمفهوم المتعارف عليه، بل إنها جميعها مهام بسيطة لا تتجاوز قدرته على إنجازها بسرعة وبدون جهد، مثل ترتيب ألعابه ونقل الطبق من غرفة إعداد الطعام إلى الطاولة، إذا لم يكن ساخنا أو سهل السكب، ونقله مرة أخرى إلى المطبخ بعد الانتهاء من الأكل. أما بالنسبة للواجبات المدرسية، فتنقسم إلى واجبات المرحلة الابتدائية وواجبات المرحلة المتوسطة، كما يلي
واجبات الطفل بالمرحلة الإبتدائية
عند مقارنة الواجبات التي يتحملها الطفل قبل بدء مرحلة الدراسة مع ما يأتي بعد دخوله المدرسة، فإن الواجبات تزداد. فليس الموضوع يقتصر فقط على تنظيم الألعاب وتقديم الطعام، بل يبدأ في الالتزام بالواجبات المدرسية وحضور المدرسة في المواعيد المحددة، واحترام المعلمين والانصياع للمهام الموكلة إليهم، والتعامل اللطيف والمهذب مع زملائه في الصف الدراسي.
واجبات الطفل بالمرحلة المتوسطة
في هذه المرحلة من التعليم، تزداد مسؤوليات الطفل بشكل كبير مقارنةً بالمراحل السابقة، حيث يمكن للأم أن تطلب منه مساعدتها في تنظيف المنزل، بغض النظر عن جنسه، بالإضافة إلى المهام الدراسية السابقة وترتيب الألعاب والغرفة.
يجب على الوالدين تحفيز أطفالهم وتشجيعهم على القيام بالمهام والواجبات عن طريق تحضير مكافآت مثل الألعاب أو الحلوى التي يحبها الطفل ، حتى يستمر الطفل في الأداء النشط لتلك المهام والواجبات، وفور الانتهاء منها بنجاح يتم إعطاءه المكافأة الموعودة.
من أهم المهارات التي يجب تعليم الطفل اكتسابها هي تحمل المسؤوليات، والحفاظ على المال وتجنب الإسراف في الإنفاق، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إعطاء المبلغ اللازم للمصروفات اليومية، مع الاتفاق مع الطفل على إدخار جزء من المبلغ ومنحه مبلغاً مماثلاً لما يتمكن من تدبيره بنهاية الأسبوع.