المجتمعمنوعات

انواع التسامح وبعض القيم المرتبطة به

انواع التسامح و القيم المرتبطة بكل نوع

تعريف التسامح في بناء المجتمعات هو احترام وقبول التنوع والاختلاف من خلال الانفتاح والمعرفة وحرية الفكر والضمير والمعتقدات، والتسامح ليس مجرد فضيلة أخلاقية بل فضيلة سياسية وقانونية، وهو فضيلة تساهم في استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام، حيث يعد مفهوم التسامح من المفاهيم الخلافية، وأحد الأسباب التي تفسر ذلك هي أنه لا يساهم في رفع مستوى المبادئ الفعلية أو الأخلاق كما يحدث في المفاهيم الأخرى.

هناك أيضا أنواع مختلفة من التسامح مثل التسامح الفكري والتسامح الثقافي والتسامح الديني بالإضافة إلى التسامح السياسي، بالإضافة إلى فوائد التسامح في بناء المجتمعات. يعتبر مفهوم التسامح مزيجا من الفكر والأخلاق، حيث يعبر عن موقف فكري من جهة وموقف أخلاقي من جهة أخرى. يندرج التسامح ضمن نظام الفكر أو الفلسفة أو المفاهيم المتناقضة، حيث يتعارض مع مفهوم الاستبداد والتعصب

التسامح الديني

عادة ما تبدو الأديان غير متسامحة وضيقة الأفق ومتحمسة، ولكن السجل ليس من جهة واحدة، فيما يتعلق بالتسامح الديني في الأديان العالمية، يقدم العديد من العلماء وجهات نظر حول “ما” و “لماذا” لتقاليد التسامح في الديانات العالمية، بدءا من الغرب قبل المسيحية، والوثنية اليونانية الرومانية، وصولا إلى الديانات الحديثة مثل المسيحية واليهودية والإسلام والبوذية والهندوسية، يقصد المؤلفون بالتسامح “القدرة على التعايش مع الاختلاف الديني والتسامح”، وهو النظرية التي تسمح لدين الأغلبية بالتكيف مع وجود دين أقلية”، بالإضافة إلى الاعتراف بحق الفرد في اعتناق أي دين أو طائفة، وضرورة هذا النوع من التسامح يظهر في الظروف التي تسيطر فيها حركة دينية معينة على المجتمع وتضطهد الناس بسبب معتقدات دينية أو طائفية أخرى

لكل الأديان والطوائف الحق في ممارسة شعائرها وطقوسها بحرية وبدون تعصب من منظور التسامح الديني، فالتعصب الديني والطائفي يعني تحريم الاجتهاد والتكفير عن أي رأي مخالف بحجة الامتياز، وينكر كل حق في الملكية، وبالتالي فإن التسامح الديني في الأديان العالمية يركز على تقبل وجود “غير المؤمن” أو “المختلف” كجزء من النظام الاجتماعي الذي يحدده الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية، ويدعو إلى التعايش بحرية وبدون تعصب

التسامح الفكري

يعني التسامح الفكري احترام جميع الآراء والأفكار المخالفة لكل إنسان، بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه، والتعصب الفكري يعني منع الحق في التفكير والاعتقاد والتعبير وفرض القيود والضوابط، وقد تزايد التعصب الفكري في بلادنا في السنوات الأخيرة حتى قتل بعض الكتاب والمفكرين لآرائهم التي لم تعجب قتلتهم

في العالم الحديث، أصبحت مزايا التسامح أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ إنها فترة تتميز بعولمة الاقتصاد، مع زيادة سريعة في التنقل والتواصل والتكامل والاعتماد المتبادل، والهجرة على نطاق واسع وتشريد السكان، والتحضر والأنماط الاجتماعية المتغيرة. وبما أن كل جزء من العالم متنوع، فإن تصاعد التعصب والصراع قد يشكل تهديدا لكل منطقة، وهذا التهديد ليس مقتصرا على بلد واحد، بل هو تهديد عالمي. لذلك، يجب تعزيز التسامح بين الأفراد وعلى مستوى الأسرة والمجتمع، وتكوين مواقف من الانفتاح والاستماع المتبادل والتضامن في المدارس والجامعات ومن خلال التعليم غير الرسمي في المنزل وفي مكان العمل. ويمكن لوسائل الإعلام أن تلعب دور بناء في تسهيل الحوار والنقاش الحر والمفتوح، ونشر قيم التسامح وإبراز مخاطر اللامبالاة تجاه نمو الجماعات والأيديولوجيات المتعصبة.

التسامح الثقافي

يشمل التسامح التسامح الثقافي، وهو قبول الثقافات الأخرى في العالم بكل اختلافات طرق التعبير عن تلك الثقافات، وتقبلها واحترامها. لكن ممارسة التسامح لا تعني التسامح مع الظلم الاجتماعي أو إضعاف معتقدات الشخص دون وعي، وتتماشى مع احترام حقوق الإنسان. فالتسامح يعني أن الشخص يحرص على حرية تمسكه بمعتقداته الخاصة مع قبول تمسك الآخرين بمعتقداتهم، وذلك عن طريق قبول أن البشر متنوعون بشكل طبيعي في مناهجهم ومظاهرهم وقيمهم وسلوكياتهم، وعلى الرغم من ذلك لديهم الحق في العيش في تعايش سلمي، فإذا قمنا بذلك سنكون على بعد خطوة واحدة من تحقيق السلام في العالم الذي نعيش فيه .

– التسامح الثقافي يعني قبول واحترام القيم والتقاليد، ودعم أي رغبة في التجديد أو أي شكل من أشكال التغيير. وأثر التسامح في بناء المجتمعات ورقيها يكمن في مفتاح الاحترام والقبول والتقدير لأشكال التعبير لدينا وطرقنا في التعبير، وتنوعنا الغني داخل الثقافات هو مفتاح التسامح. ولتعزيز روح التسامح، فمن المهم المشاركة في رؤية متنوعة للمعرفة والانفتاح والتواصل وحرية الفكر والضمير والمعتقد، لاستبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام. ويجب دمج المطالب الأخلاقية والسياسية والقانونية في التسامح.

التسامح الاجتماعي

دور التسامح في بناء المجتمعات هو أن يقوم كل فرد في المجتمع بالتعامل بلطف مع أعضاء المجتمع الآخرين في الأوساط الاجتماعية والعامة، وأن يقبل الاختلافات بين كل شخص يعيش في ذلك المجتمع. ويتطلب التسامح الاجتماعي من جميع أفراد المجتمع `التعايش مع بعضهم البعض` بدون خوف من الإيذاء الجسدي أو العاطفي أو الإساءة، حيث أصدرت الأمم المتحدة إعلان مبادئ حول التسامح في عام 1995 (اليونسكو، 2003).

التسامح الاجتماعي يعتبر مكونا مهما للديمقراطيات الناشئة، حيث يساهم في تماسك المجتمع، ويمكن استخدامه كمفهوم رئيسي في تطوير السياسات الاجتماعية، على سبيل المثال، توضح وزارة الرفاه والتنمية السكانية في جنوب إفريقيا (2003) كيف يمكن تطبيق هذا المفهوم على المستوى التشريعي. وفي الآونة الأخيرة، قامت هذه الهيئة بتطوير مبادئها التوجيهية وسياساتها للرعاية الاجتماعية باستخدام المفاهيم الأساسية للتماسك الاجتماعي والتسامح والمواطنة والإدماج كأسس لتطوير الرعاية الاجتماعية، ويعود ضعف المرأة إلى مجموعة من القيود التي تفرضها الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية وممارسات الإقصاء والتهميش، والتي نشأت نتيجة التخلف الثقافي المنتمي إلى تلك الظروف والتي تتجسد فيها

التسامح السياسي

ان أثر التسامح على الفرد والمجتمع كالتسامح السياسي والفكري هو أيضا قيمة ضرورية للتعايش والتفاعل بين المجموعات المختلفة سياسيا، بالنسبة لدولة لا ينبغي أن تقتصر هويتها على العرق أو الدين أو المعتقد ، لأن هذا يعد إهدارًا لقيمة المواطنة وميلًا إلى التفرد والاستبداد، العقل والرفض فكريا للآخر المختلف سياسيا ، كل ذلك في المصلحة العامة ، ويعارض الشمولية المطلقة ، ويعترف بالنسبية ، والتعددية ، والحق في الاختلاف و كل هذا من مظاهر التسامح.
التسامح السياسي يعني الشرط الذي يعترف بأن جميع البشر متساوون في حقوق الإنسان من حيث أنهم بشر وليسوا آلهة وعلى الرغم من تمسكهم بمعتقدات وسلوكيات وأخلاق مختلفة، اذ يتم التعبير عن التسامح السياسي في إطار الحقوق و الواجبات وفقًا لسياسة عدالة معقولة تشمل في نطاقها حتى الحرية الدينية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى