المجتمعمنوعات

العوامل التي تشكل الوعي الاجتماعي

مفهوم الوعي الاجتماعي

يشير مفهوم الوعي الاجتماعي إلى مشاركة أفراد المجتمع الوعي بشأن مختلف المشكلات التي يواجهها المجتمع يوميا، ويعني بالوعي نتيجة التفاعل بين الأفراد والعالم المادي الذي يحيط بهم، ولذلك فإن له الأثر الكبير في تطور المجتمعات، والاختلاف يكمن في ما إذا كان هذا التأثير إيجابيا أو سلبيا.

ويُشار إلى أن الأفكار التي تدور بخلد الأشخاص أحياناً ما تؤدي إلى تطور المجتمع وفي أوقات أخرى تعتبر عائق في طريق ذلك التطور، وبالتالي يعتبر الوعي أحد الركائز الأساسية في تطور المجتمعات وتقدمها، أو في انهيارها وتأخرها، وقد قال المفكرون أن الوعي عبارة عن (إدراك المرء لذاته وما يحيط به إدراكاً مباشراً، فهو الأساس لكل معرفة).

اعتبر الوعي الاجتماعي عند ماركس كمجموعة الآراء والنظريات والأفكار والتقاليد والعادات التي يمكن أن تكون موجودة لدى الأفراد، ومن خلالها يتجلى واقعهم الاجتماعي)، وأكد تشارلز كولي أن الوعي بالمجتمع أو الوعي الاجتماعي لا يمكن فصله عن الوعي الذاتي، ويمكن استخدام وسائل مثل التعليم ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها لنشر الوعي بالمجتمع.

عوامل تشكيل التوعية المجتمعية

هناك بعض العوامل التي إذا تم اتباعها وتطبيقها في المجتمعات، فإنها ستساعد على تشكيل وعي الأفراد بالمجتمع لتحقيق التطور والتقدم. وتعد هذه العوامل وسيلة مهمة لنشر الوعي في المجتمع، وتشمل العوامل التالية

فهم ما يتم الاستماع إليه

لكل يتمتع الإنسان بالوعي الاجتماعي لا بج من أن يبتعد عن الطريقة العشوائية بالتفكير حيث يقوم الوعي الاجتماعي بدايةً على الوعي الذاتي الذي يتم من خلال فهم الإنسان لنفسه أولاً ثم فهم الآخرين من الأشخاص المحيطة بهم، أما الوعي الاجتماعي فإنه يقوم على فهم الآخرين وتقدير كيفية تفكيرهم والتعرف على مشاعرهم.

في الواقع، يعتقد معظم الناس أنهم يستمعون جيدا للحديث الموجه إليهم أو للكلام الذي يسمعونه عبر التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الحقيقة تختلف. في الغالب، يكون الشخص منشغلا بالتفكير أثناء الاستماع للآخرين. لكن لكي يكون الشخص اجتماعيا واعيا بشكل جيد، عليه أن يتفاعل مع الآخرين فيما يقولونه وما يشعرون به، وبالتالي يكتسب المزيد من المهارات والخبرات.

تكرار ما يتم الاستماع إليه

تعد تلك الطريقة بمثابة دليل على أن الإنسان يتابع بعناية ما يقال له، حيث يعتقد الإنسان في كثير من الأحيان أنه قد فهم الرسالة المقصودة، ولكن عند محاولة تكرارها يجد صعوبة في ذلك، ولذلك يعد تكرار العبارات بأسلوب المستمع الخاص به أفضل طريقة لتعزيز الفهم والثقة بين الأفراد.

التعاطف والذكاء العاطفي

الوعي الاجتماعي هو القدرة على التفاعل والفهم المناسب مع مختلف المشكلات العامة التي يمكن أن يواجهها المجتمع، بالإضافة إلى القدرة على تفسير مشاعر أولئك الذين يتفاعلون معهم وفهمها بدقة.

من بين أهم معايير الوعي الاجتماعي، الكفاءة في العديد من المجالات مثل التعاطف والذكاء العاطفي وفهم المواقف بسرعة. يتضمن هذا التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين بطريقة مناسبة، بما في ذلك التفاعل من أجل حل المشكلات.

أنواع الوعي الاجتماعي

تستند نظرية التعلم العاطفي والاجتماعي إلى ما قام دانيال جولمان بوضعه وتبنيه من فكرة الذكاء العاطفي والاجتماعي (EQ) حول بعض المكونات الرئيسية للوعي التي تساعد على تنمية الوعي المجتمعي والولاء الوطني والتي تتضمن:

  • الوعي الذاتي العاطفي: الوعي العاطفي الذاتي هو تلك المهارة الكامنة وراء فهم وإدراك مشاعر الفرد وتقدير كيف يؤثر حالة المزاج الشخصي بأنواعها وأشكالها المختلفة على من حولنا
  • التنظيم الذاتي: التحكم الذاتي هو القدرة على التحكم في الاستجابة العاطفية وتوقع النتائج في المواقف الاجتماعية والشخصية لتجنب الرد العاطفي
  • الدافع: يتضمن الدافع كيفية فهم استخدام العوامل العاطفية لتحقيق وتعلم الأهداف والطموحات الشخصية
  • التعاطف: يعني التعاطف القدرة على فهم ظروف ومشاعر الأفراد الذين يحيطون بالإنسان
  • الاحترام: يعرف الاحترام بأنه مراعاة مشاعر وتجارب ورغبات الآخرين وحقوقهم، سواء كانوا أفرادا أو مجموعة من الأشخاص الآخرين
  • اللطف: فكرة اللطف هي أن يكون الشخص لطيفا ومراعيا لمشاعر الآخرين من حوله، وهذه مهمة سامية حتى إذا لم تتفق مع وجهات نظرهم
  • الاستماع بنشاط: الاستماع بنشاط وفعالية هي مهارة أن ينظر إليك شخص آخر بانتباه ويستغل الوقت في فهم ما يقال
  • التعاون: التعاون هو أمر ذو أهمية قصوى لتحقيق حل أو التعاون مع مجموعات أو أفراد آخرين، وعادة ما يتضمن حلولا وسطية، ولكنه يساهم في تحقيق الأهداف والغايات المشتركة

أهمية الوعي الاجتماعي

على الرغم من وجود تعاريف مختلفة للوعي الاجتماعي، إلا أن الأغلبية العظمى من الأشخاص يرونه كما يستمر صقله طوال حياتهم، وتتمثل بعض فوائد الوعي الاجتماعي وأثره في الفرد والمجتمع فيما يلي:

  • تساعد مهارات الوعي الاجتماعي والمجتمعي المكتسبة مع تقدم الإنسان في النمو وخوض المراحل الحياتية على فهم كيفية تناسب الفرد وتعايشه مع مجتمعه، وكيف يمكنه تحقيق أهدافه وأمانيه في هذا العالم.
  • تُساهِمُ مهارات الوعي الاجتماعي على المدى البعيد في فهم كيفية النجاح في الحياة العملية، وتسهِّل مشاركة المعلومات والتعاون مع الآخرين، مما يساعد على بناء العلاقات والصداقات وتحقيق سعادة ورضا في الحياة.
  • يظل الوعي الاجتماعي في حالة من التطور منذ طفولة الإنسان وأثناء سنوات دراسته إلى أنه يعد من بين أكثر المهارات الحيوية التي لا بد من تعزيزها لدى الطفل، الأمر الذي لا يتوقف العائد منه على الآثار المترتبة عليه على مدى الحياة ولكن للمساعدة في مشوار التعليم أيضاً وتحقيق الاستفادة القصوى منه.
  • يتمكن الطلاب ذوو الوعي الاجتماعي في المدارس والجامعات من التكيف والاندماج مع زملائهم وأقرانهم في بيئة التعليم، ويستطيعون إدراك السبل الصحيحة واتخاذ القرارات المناسبة في مواقفهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى