اذاعة مدرسيةتعليم

حوار بين الكتاب وجهاز الاعلام الالي

حوار جميل بين الكتاب وجهاز الإعلام الآلي

الكتاب : مرحباً صديقي، لم أرك لفترة طويلة. أين كنت كل هذا الوقت؟

جهاز الإعلام الآلي : عزيزي الكتاب، لقد اشتقت إليك كثيرًا، لقد كنت مريضًا ولم أستطع حتى فتح عيني .

الكتاب : أتمنى لك الصحة يا صديقي، ولكن مرض يمكن أن يصيب أي شخص

جهاز الإعلام الآلي : تعرضت لبعض الفيروسات التي جعلتني أشعر بالتعب ولم أستطع القيام بحياتي بشكل طبيعي، بما في ذلك فتح النوافذ بسرعة كما أفعل عادة .

الكتاب : هل يؤثر الفيروس فيرس عليك بهذه الدرجة؟

جهاز الإعلام الآلي : قام بإخفاء الملفات بشكل كبير ولم أتمكن من رؤيتها، وشعرت بالضعف وعدم القدرة على فعل أي شيء، حتى فتح متصفح الإنترنت .

الكتاب : أه، هذا الشخص المدعو إنترنت. حدث لي جدي قصة حوار بين الكتاب والإنترنت، وقال فيه إن الإنترنت يحمل نسخة مطابقة له تماما ورأى ذلك بعينيه. أنا لا أحب هذا الشخص المدعو إنترنت، أنت أفضل يا حاسوب بدونه، من فضلك لا تتعامل معه مرة أخرى .

جهاز الإعلام الآلي : أضحكني صديقي العزيز، كيف لا تحب الإنترنت؟ إنه صديقي وصديقك أيضًا .

الكتاب : ربما يكون هو صديقك، ولكنه بالتأكيد ليس صديقي؛ إذ يقلدني ويقلد جميع أفراد عائلتي ليحاول استبدالنا .

جهاز الإعلام الآلي : يحاول الشخص الذي يتحدث إليه صديقه أن يؤكد على أن الآخر لا يقلده، بل يحاول فقط جمع المعلومات التي يملكها وعرضها للناس بصورة أفضل، وذلك لتوفير الوقت والجهد، وأنه يحبه ويريد أن يتعرف عليه الجميع .

الكتاب : اترك هذا الأمر الآن وأخبرني ماذا حدث بعد أن أُصيبت بهذا الفيروس الخبيث؟

جهاز الإعلام الآلي : أصبحت مريضًا جدًا لدرجة أنه لاحظها الإنسان .

الكتاب : بالطبع، لم يستطع الإنسان تركك بهذه السهولة، حيث أصبحت أنت الأولى في قلبه وصديقه الدائم .

جهاز الإعلام الآلي : ربما أكون أنا المحبوبة المفضلة كما تقول، ولكن أنت الصديق الذي يحمل هاتفه معه في كل مكان بينما أنا لا أستطيع التحرك بدون وضعي في مقبس الكهرباء، ولا تنسى أنك سافرت معه إلى العديد من الأماكن التي أتمنى زيارتها مثل البحر، على سبيل المثال .

الكتاب : أنت تقول كلاماً منطقياً، من أين حصلت على هذا العقل؟

جهاز الإعلام الآلي : ههههههه، أنا أحمل وحدة معالجة مركزية داخليًا تقوم بتعزيز ذاكرتي وزيادة قدرتي على استيعاب المعلومات .

حوار خيالي بين الكتاب وجهاز الاعلام الآلي

الكتاب : أحمل العديد من المعلومات ولكن لم أفهم بعد كيف تعرضت للفيروس وكيف نجوت منه؟

جهاز الإعلام الآلي : عزيزي الكاتب، تحمل معلومات شيقة جدًا ولكنها ليست عن الفيروسات، بل تشمل تعليم الرسم والألوان، وهذا مجال مختلف تمامًا عن مجال الفيروسات .

الكتاب : نعم ولكنه مجال ممتع ومسلي جدًا .

جهاز الإعلام الآلي : بالطبع، أحب الرسم والتلوين كثيرًا وكنتُ أتمنى لو استطعت مثلك التحكم بالأقلام والتلوين على الورق .

الكتاب : ربما أتمكن من المساعدة في ذلك، ولكن يجب عليك أن تخبرني أولاً عن هذا الفيروس .

جهاز الإعلام الآلي : إنه برمجية أو نظام يهدف إلى التدمير والخراب فقط، ولا يقوم بأي شيء إيجابي في حياته، ويؤذيني وعائلتي. وفي حوار بين الكتاب والحاسوب الذي حكى لي عنه أخي الكبير، قال إن فيروسا شريرا كان على وشك قتله، لولا كتاب معلومات عن فيروسات الحاسوب، الذي استعان به. ولقد قام هذا الفيروس بنسخ نفسه عدة مرات بشكل مرعب، ولم يكن بإمكان أخي التصدي له إلا بمساعدة هذه المعلومات القيمة .

الكتاب : ما هذا الشيء المرعب! ولكن قل لي، كيف نجوت من هذا الفيروس؟

جهاز الإعلام الآلي : لقد اهتم الإنسان بي كثيرًا، وقد قام بتزويدي ببرنامج جديد يستطيع مهاجمة الفيروس وملاحقته والقضاء عليه على الفور، كما قام أيضًا بتحديث نظام التشغيل الخاص بي، بالإضافة إلى زيادة وحدة التخزين المؤقتة الخاصة بي، مما جعلني أشعر كما لو كنت صغيرًا مرة أخرى وأكثر نشاطًا .

الكتاب : لا يمكنني إنكار غيرتي منك، ولكن الإنسان يهتم بمن يقضي معه وقتًا طويلاً ويحاول دائمًا إصلاح العلاقة والحفاظ عليها بشكل جيد ومنظم .

جهاز الإعلام الآلي : هل تؤثر في أنا الشخص الذي يحتاج دائما إلى الكهرباء للعمل، ولا يمكنني العمل في حال انقطاع التيار الكهربائي، بالمقابل أنت تستطيع الاعتماد بشكل كامل على ضوء الشمس، ويمكن للإنسان الاستفادة منه في تركي لي، هل تؤثر في أنا وأنا لم أغير موقعي منذ سنوات، بينما أنت تسافر في كل إجازة إلى أماكن جديدة، هل تؤثر في أنا وأنت تمتلك حجما صغيرا وتناسب الجميع، ولا يشكو أحد من حملك الثقيل، هل تؤثر في أنا وأنت السبب في وجودي في هذا العالم، فأنا أعلم أن تطور علم الذكاء الاصطناعي لم يكن ممكنا إلا بفضل استخدام الكتب القديمة المتعلقة بالبرمجة وغيرها من كتب المعلومات القيمة التي ليس لي دخل فيها، ولكنني كنت نتيجة أساسية لذلك .

الكتاب : ياه يا صديقي العزيز، هل كنت تشعر بكل ذلك داخلك؟ وأنا الذي اعتقدت أنك أسعد شيء موجود على وجه هذه الأرض. كنت أسمعك تضحك دائما على بعض النكات أثناء عرض الأفلام، وأراك تستمتع بتشغيل الأغاني. أحيانا أراك تتباهى بذكائك عند حل بعض المسائل الرياضية أو عند العثور على المعلومات والبيانات بسرعة عندما يطلبها الإنسان. لم أفكر أبدا أنك قد تكون مللت من حياتك أو تعاني مثلي من بعض الأمور التي يمكن أن تسبب الضيق .

جهاز الإعلام الآلي : في الواقع، كنت أنا من يحسدك ويغير منك، لأنك أساس العلم والتقدم، وتستطيع العمل بدون كهرباء وفي أي مكان وأي وقت، وأنت من يحمل العلم والترفيه بين صفحاته، وذلك بالإضافة إلى حب بني الإنسان لك، فمهما قدمت لهم نسخة إلكترونية منك، لن ينظروا إليها ويذهبون ويدفعون الأموال لك لكي يحتفظوا بنسخة حقيقية منك، ورأيت نظرة الحب والإعجاب عندما يلمسونك بين أصابعهم، وحتى بعض الأشخاص يحبون رائحتك كثيرا ويصنعون منها حتى العطور لتباع بأسعار باهظة .

الكتاب : أيها الصديق العزيز، يبدو أن لكل منا مميزات مختلفة تجعله الأفضل والمحبوب لدى الناس. فلنترك الحسد والغيرة ولا نذكرها مرة أخرى، فنحن أعلى من ذلك. لقد تعلمنا أننا مهمون بصورة متساوية ولا يمكن لأحد الاستغناء عنا، مهما تطور وتقدمت تكنولوجياك. ويبدو أننا بحاجة إلى مراجعة بعض كتب الأخلاق الحميدة لكيلا ننسى تلك القيم ولا نعود لتلك الصفات السيئة مرة أخرى. فكل واحد منا له ما يميزه عن الآخر، ولا يجب أبدا مقارنتنا. فنحن جميعا نهدف إلى نشر العلم والمعرفة وإفادة البشرية والمجتمع، ونسعى لرفع شأن هذا العالم .

جهاز الإعلام الآلي : تحققت الصحة يا صديقي، دعنا نبدأ في نشر المحبة بدلا من هذا التنافس، ولنترك المناظرة بين الكتاب ووسائل الإعلام الآلية والمقارنة التي لا تفيد أحدا منا .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى