طرق تكيف الإنسان مع البيئة
مفهوم التغير البيئي
يمكن لجسم الإنسان الاستجابة بسهولة للضغوطات البيئية المتغيرة بسبب أهمية البيئة وذلك من خلال العديد من الطرق الثقافية والبيولوجية، حيث يستطيع الإنسان التكيف مع درجات الحرارة والرطوبة عندما يذهب إلى أماكن مرتفعة .
يتكيف جسمنا بطريقة تمكن خلايانا من استقبال الأكسجين الكافي للاستمرار في العمل، ويجب أن يستجيب جسمنا بطرق فيزيولوجية للضغوطات الخارجية والداخلية مثل الفيروسات والبكتيريا وتلوث الماء والهواء وعدم التوازن الغذائي .
يعتبر القدرة على التكيف مع جميع الظروف البيئية المتغيرة أمرا هاما جدا للبقاء على قيد الحياة في جميع مناطق العالم، بحيث يمكننا العيش بنجاح في الغابات الاستوائية الرطبة والصحارى الحارة وحتى القطب الشمالي؛ حيث تعد العلاقة التبادلية بين الإنسان والبيئة مهمة بشدة .
حتى في تلك المدن المليئة بالتلوث، نجد أن هناك أنواعًا من الحيوانات والنباتات التي لا يمكنها التكيف إلا في بيئة واحدة أو بيئات قليلة نسبيًا، وذلك بسبب قدرتها المحدودة على التكيف .
كيف يتكيف الإنسان مع البيئة
يتم الاستجابة البيولوجية للضغوط البيئة من قبل البشر بأربع طرق :
التغير الجيني
عند استمرار الوضع البيئي لفترة طويلة تزيد عن أجيال متعددة، يمكن أن يحدث تكيف ناجح عن طريق التطور البيولوجي، ويتميز أفراد المجتمع الذي يتأثرون بمختلف الضغوط بالقدرة على الاستجابة بشكل أفضل .
يتميزون بأنهم أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة لفترة أطول ونقل جيناتهم إلى الأجيال اللاحقة، ويُطلق على هذه العملية التطور عن طريق الانتقاء الطبيعي .
من المثال على ذلك أن الأشخاص الذين عاش أجدادهم في مناطق موبوءة بمرض ما لعدة سنوات، يكتسبون مناعة معينة ضد هذا المرض، وعادة ما يستغرق الاستجابة للضغوط البيئية للتغير الجيني أكثر من جيل واحد حتى يتم نشرها بين السكان .
التكيف التنموي
يعد تغير أنماط التنمية والنمو واحدًا من أقوى أنواع التكيفات التي تحدث على الضغوط البيئية، ويحدث هذا التغيير عادة في مرحلة الطفولة، ويؤدي إلى العديد من التغيرات التشريحية والفسيولوجية التي لا تفقد في مرحلة البلوغ، وتشار إلى هذه التغيرات الدائمة باسم التكيف التنموي .
تنتج تلك التعديلات التنموية من الضغوط البيئية والممارسات الثقافية، ومن أمثلتها العرف السائد في الصين والذي يتمثل في ربط أقدام الفتيات الصغيرات بقطعة قماش .
يتم تقييد نمو القدم بهدف إحداث تشوهات دائمة في عظام القدم، وهذا يعرض الأطفال للخطر دون علم الآباء بمخاطر ما يفعلونه، حيث يعتقدون أن جعل الأقدام صغيرة يجعلهم أكثر جاذبية .
هناك عدة أشكال لتشويه الجسد بغرض التجميل، وليس هذا التشويه يحدث في الماضي فحسب، بل يوجد أمثلة مماثلة تحدث في الوقت الحاضر، حيث يوجد فئة في الصين من الطبقة المتوسطة تقوم بذلك .
قد قام الأشخاص الذين يعدون من القامة الأقصر من غيرهم بالبحث عن حل لهذه المشكلة، وذلك عبر إجراء عملية جراحية مؤلمة تتضمن كسر القدم واستخدام دعامات معدنية مثبتة بدبابيس فولاذية لتطويل الأرجل .
وعلى غرار ذلك، يمكننا العثور على العديد من الأمثلة التي تهدف إلى تشويه الجسد لغرض التعديل، وتتنوع الأسباب التي تؤدي إلى التشوه، بما في ذلك نقص بعض المعادن، والالتزام بأنواع معينة من الطعام، أو طريقة معينة لممارسة الحياة .
التأقلم
تكون أشكال التكيف مع الضغوط البيئية غالبًا قابلة للعكس، سواء حدث التكيف في الطفولة أو في مرحلة البلوغ، ويشار إلى هذه التغييرات باسم التأقلم .
يمكن أن يتأقلم بعض الأشخاص الذين فقدوا وزنهم وأصبحوا نحيفين للغاية عند زيادة السعرات الحرارية، وقد تزيد نسبة الدهون في أجسادهم مرة أخرى ويصبحون بدناء مجددًا .
يتعرض فهم سوس لتجربة التأقلم مرتين، مرة عند فقدانهم للوزن ومرة أخرى عند اكتسابهم له، وفي كلا الحالتين يتأقلمون مع الإمدادات الغذائية التي يتناولونها .
وقد يتم تطوير التعديلات الفسيولوجية على فترات زمنية قصيرة مثالا على ذلك : اكتساب سمرة من الشمس خلال فصل الصيف ، ويعودون لفقدها مره أخرى وتخول لون الجلد إلى اللون الطبيعي في الشتاء ، ومثال آخر عند السفر إلى مرتفعات عالية فعدم المساواة في الضغط فقد ينتج عنه انخفاض في حاسة السمع .
لا يقتصر الاختلاف بين أنواع التأقلم المختلفة على مدة الوقت اللازمة للتأقلم في البداية، فكلما كانت مدة التأقلم قصيرة كلما كان التأقلم أسرع عندما تزول الضغوط البيئية .
الممارسات الثقافية والتكنولوجيا
لا يتفاعل البشر فقط بشكل بيولوجي مع بيئتهم، بل يتفاعلون أيضًا بشكل ثقافي. وعلى مدى النصف مليون عام الماضي، تم اختراع العديد من المساعدات التكنولوجية التي سمحت باحتلال بيئات جديدة ومختلفة دون الحاجة إلى تطوير .
توجد لدى الإنسان تكيفات بيولوجية خاصة به تساعده على العيش في بيئة معتدلة، مثل الملابس والمنازل والنار، ومع ذلك، لا يمكن للتكنولوجيا أن تحل محل المزايا التكيفية البيولوجية لأفراد معينين .
قد يمتلك بعض الأشخاص طبقات دهنية سميكة تمكنهم من العيش في مناطق باردة، بينما يتكيف الأشخاص النحيفون بشكلٍ أسرع في المناطق الحارة .
كيف يؤثر الإنسان في البيئة
تأثير الإنسان على البيئة كبير جدا ومن اهمها :
- الزيادة السكانية
تحول الاكتظاظ السكاني إلى وباء بعد انخفاض معدل الوفيات وتقدم الطب وتطور صناعة وزراعة الغذاء، وبذلك ارتفع إجمالي عدد السكان وزاد متوسط العمر بين البشر .
مع زيادة عدد السكان، زاد الطلب على أراضي السكن، والزراعية، والصناعية. مع زيادة المساحات السكنية، تسبب ذلك في تلف النظام البيئي وزيادة مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بسبب قطع الأشجار .
ومن القضايا الأخرى أيضا هي اعتمادنا على الوقود المستخرج من باطن الأرض ، وكلما ازداد عدد السكان كلما تم استهلاك طاقة اكبر من الوقود المستخرج من الأرض ، ويذكر أن ذلك الوقود المستخرج من باطن الأرض مثل البترول والفحم ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون والذي يهدد الكثير من الكائنات الحية بالانقراض .
- التلوث
يعتبر الهواء أكثر شيء ملوثًا على سطح الأرض، حيث تنتج الولايات المتحدة الأمريكية وحدها ما يقرب من 147 مليون طن من تلوث الهواء سنويًا. وهناك 2.4 مليار شخص يعانون من صعوبة الوصول إلى مصادر المياه النظيفة، وهذه المشكلة تعد من بين أهم القضايا التي يجب البحث عن حلول لها .
- الاحتباس الحراري
يُعتبر الاحتباس الحراري أكبر مؤثر على البيئة، حيث يحدث نتيجة لارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي أحيانًا إلى احتراق الغابات، وقد أدى أيضًا إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكمله .
- تغير المناخ
تسبب التطور التاريخي للتكنولوجيا والصناعة في تغير المناخ، مع ارتفاع درجات الحرارة، مما سيؤدي إلى تغير جذري في المناخ .
- التعديل الجيني
ساعد التعديل الوراثي على استمرارية حياة البشر وازدهارهم، حيث يتم زرع الحمض النووي مباشرة في المحصول لإضفاء ميزة خاصة عليه، سواء كان ذلك للحفاظ على درجة الحرارة برودة أكثر أو لتقليل الاعتماد على كميات كبيرة من المياه .
وهناك عناصر أخري يؤثر بها الإنسان على البيئة ومنها :
- تحميض المحيطات .
- تلوث المياه .
- الصيد الجائر .
- إزالة الغابات .
- المطر الحمضي .
- تأكل طبقة الأوزون .