مستويات المجال الوجداني

المجال الوجداني

يشمل المجال العاطفي مشاعرنا وعواطفنا ومواقفنا ، حيث يشمل هذا المجال الطريقة التي نتعامل بها مع الأشياء عاطفيا ، مثل المشاعر والقيم والتقدير والحماس والدوافع والمواقف. 

ويشكل هذا المجال هیكلاً هرمياً ويتم ترتيبه من المشاعر البسيطة إلى المشاعر الأكثر تعقيدا ، ويعتمد هذا الهيكل الهرمي على مبدأ الاستيعاب ، ويشير الاستيعاب إلى العملية التي من خلالها ينتقل تأثيرك تجاه شيء ما من مستوى الوعي العام إلى النقطة التي يتم فيها استيعاب التأثير وتوجيه السلوك أو التحكم فيه باستمرار.

ما هي مستويات المجال الوجداني 

يتكون المجال الوجداني من خمس مستويات تتراوح من الترتيب الأدنى إلى الأعلى وفقًا لتصنيف كراثول،وهذه المستويات هي:

الاستلام

يعد الاستلام الحالة العاطفية الأدنى، حيث يتم الوعي بالمشاعر والعواطف، ويتضمن الانتباه السلبي والإدراك لوجود أفكار أو مواد أو ظواهر معينة 

لا يمكن حدوث التعلم بدون هذا المستوى، حيث إنه لا يمكن استيعاب المعلومات وتذكرها، وهذا يعتبر هدفا أساسيا، وهناك العديد من الأمثلة على الاستيعاب بما في ذلك

• الاستماع بانتباه لشخص.
• مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى محاضرة.
• مشاهدة الأمواج وهي تتساقط على الرمال.

الاستجابة

يتضمن هذا المستوى المشاركة الفعالة في عملية التعلم، حيث لا تدرك وجود المنبه فقط، بل تتفاعل معه أو تستجيب له بطريقة ما، وفيما يلي بعض الأمثلة على الاستجابة:

• المشاركة في مناقشة جماعية أو إجراء محادثة 
• تقدیم عرض تقديمي.
• الامتثال للإجراءات.
• اتباع التوجيهات.

التقدیر 

هو القدرة على رؤية قيمة شيء ما والتعبير عنه ، ويتعلق التقييم بالقيمة التي تعلقها على كائن أو ظاهرة أو سلوك أو معلومة معينة ، ويتراوح هذا المستوى من القبول البسيط إلى حالة الالتزام الأكثر تعقيدا ، وقد يشمل القبول البسيط في رغبتك أن يقوم فريق ما بتحسين مهاراته ، في حين أن المستوى الأكثر تعقيدا من الالتزام قد يشمل تحمل مسؤولية التحسين العام للفريق ، مثل:

• اقتراح خطة لتحسين مهارات الفريق.
• دعم الأفكار لزيادة الكفاءة.
• إعلام القادة بالقضايا المحتملة.

التنظیم

يتضمن التنظيم تجميع قيم ومعلومات وأفكار متنوعة معا، ثم ربطها بالمعتقدات الراسخة بالفعل لإدخالها في فلسفة منسقة داخليا، وفي الأساس هو القدرة على إعطاء الأولوية لقيمة على الأخرى وإنشاء نظام قيم فريد، ويتركز هذا المستوى على مقارنة القيم وربطها وتقييمها لإنشاء هذا النظام القيمي الفريد، ويتجلى التنظيم فيه

• ينصح بقضاء المزيد من الوقت في الدراسة ثم ممارسة الرياضة.
• فهم الحاجة للتوازن بين العمل والأسرة.
• تُعَدُّ إدارة الوقت بفعالية أمرًا أساسيًا لتحقيق الأهداف.

التميز

يشير هذا إلى أعلى مستوى في مجال الوجدان، ويتعلق بفهم القيم واستيعابها، وذلك بالتصرف بشكل مستمر وفقًا لمجموعة القيم التي اعتنقتها في فلسفتك حول الحياة، وفي النهاية، يتم استيعاب القيم والسماح لها بالتحكم في سلوكك وتوجيهه، مثل:

• تقضي وقتا مع عائلتك.
• تعيد التأطير من استخدام  الألفاظ النابية.
• تشكل الصداقات على أساس الشخصية وليس على أساس المظهر الخارجي.

الجانب الوجداني في التدريس

أدرك الباحثون منذ سنوات أن كل سلوك معرفي له نظير واجداني ، وأن النهج المعرفي يهتم بالعاطفة بقدر اهتمامه بالإدراك ،  ويحفز الإدراك التفكير النشط ، في حين أن العاطفة هي العملية النفسية التي تعيد تنظيم الهياكل المكتسبة نتيجة للتفاعل ، ويدل الترابط بين المجالين على أن التأثير والإدراك متشابكان بشكل لا ينفصم في عملية التعلم ويشكلان الأساس للتفكير النقدي والتعلم العملي.

يهدف التدريس والتعلم في المجال الوجداني إلى مساعدة الطلاب على فهم الخصائص المهنية والإنسانية المطلوبة.

يعرف المجال العاطفي على أنه الجزء الداخلي للطالب الذي يعكس سلوكياته وشروطه ومبادئه ومعاييره، والذي يتميز بموقفه وإبداعه وتطويره الذاتي وتحفيزه، وهو معروف بشكل شائع.

تنشأ الجوانب الوجدانية المعقدة والسلوكيات الناتجة عنها داخل ثقافة معينة، وهي نتيجة لقيم المجتمع والعرق وتأثير الوالدين عليها، ويجب على الفرد أن يدرك أن التعلم في المجال الوجداني مهمة طويلة الأمد، ويجب أخذ ذلك بعين الاعتبار أثناء عملية التنشئة الاجتماعية ضمن البرنامج التعليمي.

يجب تطبيق استمرارية كراثول في التعلم، من خلال تحفيز الطلاب على عدم تلقي المعلومات فقط، بل يجب عليهم التفاعل مع ما تعلموه، وتقييمه وتنظيمه.

ويجب الأهتمام بموقف الطلاب تجاه العلوم والعلماء وتعلم العلوم والمواضيع العلمية ، ولابد من إيجاد طرق التدريس التي تشجع الطلاب وتجذبهم ، ومن الموضوعات المؤثرة في  التربية المواقف ، والتحفيز ، وأنماط الاتصال ، وأنماط إدارة الفصل ، وأنماط التعلم ، واستخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية والتواصل غير اللفظي. 

ومن المهم أيضًا التعامل الطلاب من خلال الإجراءات أو الاتصالات الدقيقة التي تذهب مباشرة إلى المجال الوجداني وتمنح الطلاب المشاركة ، فإن المجال العاطفي ضروري للتعلم ، لكنه أقل مجالات الدراسة ، ويتم تجاهله في معظم الأحيان ، وهو الأصعب في تقييم مجالات بلوم الثلاثة.

النظريات الوجدانية 

توجد العديد من النظريات الوجدانية، وفيما يلي سنتعرف على أبرز النظريات في علم النفس العاطفي التي ساعدت في تشكيل هذا المجال الفرعي:

نظرية جيمس لانج

تعتبر نظرية جيمس-لانج للعاطفة واحدة من أقدم نظريات العاطفة في علم النفس الحديث ، وطورها ويليام جيمس وكارل لانج في القرن التاسع عشر ، والنظرية تفترض أن المحفزات الفسيولوجية تتسبب في تفاعل الجهاز العصبي اللاإرادي مما يؤدي بدوره إلى شعور الأفراد بالمشاعر ، ويمكن أن تشمل ردود فعل الجهاز العصبي سرعة ضربات القلب وتوتر العضلات والتعرق وغير ذلك ، ووفقًا لهذه النظرية تأتي الاستجابة الفسيولوجية قبل السلوك العاطفي.

نظرية ردود فعل الوجه

تفترض نظرية ردود الفعل على الوجه أن تعابير الوجه ضرورية لتجربة المشاعر ، وترتبط هذه النظرية بعمل تشارلز داروين وويليام جيمس الذي افترض أن تعبيرات الوجه تؤثر على المشاعر بدلاً من كونها استجابة لعاطفة ما ، وتنص هذه النظرية على أن العواطف مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالتغيرات الجسدية في عضلات الوجه.

نظرية كانون-بارد

طورها والتر كانون وفيليب بارد في عشرينيات القرن الماضي ، وتفترض هذه النظرية أن التغيرات الجسدية والعواطف تحدث في وقت واحد بدلاً من واحدة تلو الأخرى ، وهذه النظرية مدعومة بعلم البيولوجيا العصبية الذي يقول أنه بمجرد اكتشاف حدث محفز ، يتم نقل المعلومات إلى كل من اللوزة والقشرة الدماغية في نفس الوقت ، ولذلك  تكون الإثارة والعاطفة هي حدث متزامن.

نظرية شاختر سنجر

تقدم نظرية شاتشر وإي سينغر عنصر التفكير في عملية العاطفة، وتفترض النظرية أننا، عند مواجهة حدث يسبب استثارة فسيولوجية، نحاول إيجاد سبب لهذه الاستثارة، ثم نختبر المشاعر.

نظرية التقييم المعرفي

كان ريتشارد لازاروس مؤسس نظرية العاطفة، وتفترض نظرية التقييم المعرفي أن يحدث التفكير قبل تجربة المشاعر، لذلك يختبر الشخص الحافز أولاً ويفكر قبل القيام بالاستجابة الفسيولوجية والعاطفية في نفس الوقت.