هل الإنسان حيوان
مفهوم الكائن البشري
يعد الإنسان أعلى مظاهر الطبيعة نظرًا لأنه يتمتع بالعقل والقدرة على العيش في الحاضر والماضي والمستقبل في نفس الوقت، ويميزه القدرة على الوقوع في الحب وممارسته وجهًا لوجه، ويختلف هذا الجانب عن الحيوانات التي لا تمتلك تلك الصفات، حيث تم تنمية غرائز الإنسان وتحسينها عن تلك الغرائز الحيوانية.
يتميز الإنسان بالعقل والذكاء المنطقي على الحيوان، ولكنه يؤذي نفسه والآخرين والبيئة المحيطة به، بينما يستخدم الحيوان الأذكى عقله بشكل أفضل.
تُعدُّ قردة الشامبانزي الأقرب للإنسان حيثُ تمشي على قدمين، ومن المعروف أنَّ الذئاب التي تُقدِّرُ العائلة وتتزوج مرة واحدة تعتبرُ قريبةً من حياة البشر.
نستنتج أن الإنسان يمكن أن يُعتبر حيوانًا أو يُسمى بحيوان سياسي كما وصفته الفيلسوفة آرندنت، ولكن العكس غير صحيح حيث أن الحيوان لا يمكن أن يُعتبر إنسانًا.
هل أصل الإنسان حيوان
توجد اختلافات كبيرة حول هذه المقولة، وبالطبع نجد أن الإنسان أصله إنسان فقط وليس حيوانًا. هناك نظريات سبق وأن صاغها فلاسفة وكانت قد أثارت اعتراض الكثيرين، الذين طالبوا بتقديم الأدلة والحقائق المنطقية التي تثبت صحة هذه النظريات. ومن بين هذه النظريات:
نظرية أناكسيماندر
يعود تفسير تغير وتطور الكائنات الحية إلى الفيلسوف اليوناني أناكسيماندر الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد. أشار إلى أن الأطفال يولدون بدون قوة أو مساعدة، وتنبأ بأن البشر نشأوا من نوع آخر من الكائنات التي يستطيع صغارها البقاء على قيد الحياة بدون مساعدة. استنتج أن هؤلاء يجب أن يكونوا أسماكا، لأن الأسماك تفقس من البيض وتبدأ في العيش دون مساعدة من الوالدين. اقترح بأن الحياة بأكملها تبدأ في المحيط .
ومع ذلك، فإن فكرته ليست نظرية بالمعنى العلمي، لأنه لا يمكن اختبارها وتأكيد صحتها أو التأكد من خطأها، حيث تشير كلمة نظرية في العلم إلى درجة عالية من اليقين، ولذلك يتحدث العلماء عن نظرية التطور كما يتحدثون عن تفسير أينشتاين للجاذبية كنظرية.
النظرية هي فكرة تفسر كيفية عمل شيء ما في الطبيعة، ويتعين إخضاعها لاختبارات صارمة من خلال الملاحظات والتجارب لإثبات صحتها أو خطأها. وعندما يتعلق الأمر بتطور الحياة، اقترح بعض العلماء مثل الفيلسوف داروين جوانب مختلفة لما سيصبح فيما بعد نظرية التطور.
يحدث التطور بسبب ظاهرة تسمى الانتقاء الطبيعي، حيث تنتج الكائنات الحية المزيد من النسل الذي يكون قادرًا على البقاء في بيئتها، ولكن من الجانب الآخر، ينجب الأشخاص الذين يفتقرون إلى هذه الصفات اللياقة أقل عددًا من الأطفال مقارنة بنظرائهم.
يمكن تلخيص الانتخاب الطبيعي بأنه عملية بقاء الأصلح، حيث إن الكائنات الأصلح هي التي ستتكاثر بنجاح وتنقل سماتها إلى الجيل التالي.
توجد ظاهرة تُعرف بالانجراف الجيني التي تلعب دوراً هاماً في تطور الأنواع، حيث تنتج بعض الكائنات الحية عن طريق الصدفة البحتة، وليست بالضرورة هذه الكائنات هي الأنسب والأصلح، ولكن يمكن لجيناتها أن تنتقل إلى الجيل التالي.
نظرية داروين
نظرية التطور وفقا للفيلسوف تشارلز داروين تشير إلى أن التطور يحدث عن طريق الانتقاء الطبيعي، وأن جميع الأنواع تشترك في سلف مشترك. لكل مجموعة من الكائنات يوجد مجموعة فريدة من الاختلافات الجينية التي يمكن أن تورث من السلف المشترك. تشير النظرية أيضا إلى أن أصل كل الكائنات الحية على الأرض هو خلية حية واحدة، وقد نشأت منذ حوالي أربعة مليارات سنة. عملت هذه الخلية الحية على التكاثر والانقسام حتى تخصصت وتحولت من كائن أحادي الخلية إلى كائنات أكثر تعقيدا ومتعددة الخلايا.
فلخص داروين أن في كل مجتمع سيكون لدى بعض الأفراد سمات موروثة تساعدهم على البقاء والتكاثر نظراً للظروف البيئية مثل الحيوانات المفترسة ومصادر الطعام الموجودة، وإن الأفراد ذو سمة مفيدة سيتركون ذرية في الجيل القادم أكثر من أقرانهم، لأن سماتهم تجعلهم أكثر فعالية في التكاثر والبقاء.
عمل داروين على تفسير الأنماط التي رآها خلال رحلته، حيث على سبيل المثال إذا كانت أنواع عصافير غالاباغوس تشترك في سلف مشترك، فمن المنطقي أن تكون لديها تشابه واسع في الشكل والمظهر.
هو الذي يؤمن بفكرة أن أصل الإنسان قرد بناءً على المعطيات التي ذكرناها سابقًا، وأنه تحوّل مع مرور الوقت والعملية التي أدت إلى تطور الجينات.
خرافات عن تطور الجنس البشري
من الخرافات التي صدرت عن داروين وقد صدقها الناس هي :
- يتردد كثيرا في أفواه الناس أن الإنسان أصله قرد. وقد قنعوا أنفسهم بأن الإنسان ينحدر مباشرة من القرود. ولكن إذا بحثنا في كتب داروين وما جاء فيها، سنجد أنه قال في كتابه `أصل الإنسان والانتقاء الجنسي`: `إن التشابه الواضح سيدفعني للقول بأن جميع الحيوانات والنباتات قد انحدرت من كائن قديم بدائي. وعلى الرغم من أن التشابه قد يكون مضللا، إلا أن لدى جميع الكائنات الحية العديد من القواسم المشتركة في تركيبها الكيميائي وأعضائها التكاثرية وتركيبها الخلوي، والقوانين التي تحكم نموها وتكاثرها`
- لم يكن داروين هو من أشاع مصطلح “البقاء للأصلح”، فقد تعود هذه الجملة للفيلسوف هربرت سبنسر، ولكن داروين هو من أطلق مصطلح “الانتقاء الطبيعي” الذي يحاول ربطه بقدرة الإنسان. فالعبارة “البقاء للأقوى” خاطئة، لأن البقاء في هذا العالم يعتمد على القدرة على التكيف، وليس على القوة العضلية، ويتجلى القوة في استثمار الدماغ، وهذه القوة العقلية قد مكنت الإنسان من تطوير قدراته العصبية والتحكم الدقيق بأطرافه.
هل الإنسان حيوان في الإسلام
تساءل الكثيرون عن مدى صحة هذه النظريات، هل يمكن أن يكون أصل الإنسان قردًا أو سمكة؟ ولكن هناك الكثير من العلماء والعلماء الدينيين قد ردوا على هذه التساؤلات، حيث قال بعضهم:
بأن هذا القول منكر وباطل ومخالف لكتاب الله عز وجل، وأن أصل الإنسان هو إنسان على حاله المعروفة، ولم يكن أبداً قرداً، ويتصف بوجود العقل وخُلق من الطين من التراب، وأول بشر في تاريخ البشرية كان أبونا آدم عليه الصلاة والسلام، فقد قال الله عز جل في كتابه العزيز: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ.
تشبه البشرية سيدنا آدم في وجود عقولهم وقاماتهم، وقدرتهم على الوقوف على أقدامهم والتحدث والاستماع، وهم ليسوا بصورة القرود بأي حال من الأحوال، وتكوينهم ليس كتكوين القرود أيضًا.
قال الله تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ [الأنعام:38]، فهذه الأمم تحشر إلى الله، والحيوانات تعتبر أمم مستقلة، فالقردة أمة مستقلة لها خلقتها ونشأتها وخصائصها والكلاب أيضاً كذلك.
وقال الله تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً .{الإسراء:70}، وكما قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ {التين:4}، فالله سبحانه وتعالى أعطى الإنسان خصائص شرفه بها وميزه عن غيره من الحيوانات والمخلوقات، ولا يجوز إطلاق لقب حيوان عليه لا بقصد الشتم والسب ولا بقصد تصديق هذه النظرية التي تنص على أن الإنسان أصله حيوان.