قصة حادثة بئر معونة
قصة حادثة بئر معونة
لم يكره الإسلام يوميا أحداً للدخول فيه ، وهذا ما حدث في قصة حادثة بئر معونة عندما عرض الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم الإسلام على عامر بن مالك ، ولكنه لم يسلم ، ولم يرغمه أحد على الإسلام ، ولا لم يؤذوه لرفضه الإسلام ، وعندما طلب إرسال بعض الصحابة معه لدعوة قبيلته للإسلام ، وما حدث بعدها إدي لاستشهاد الصحابة الذين ذهبوا معه لقبيلته بسبب أبن أخيه عامر بن طفيل .
ما هي قصة بئر معونة بالتفصيل
قصة حادثة بئر معونة تبدأ في يوم من أيام شهر صفر، وبالتحديد في السنة الرابعة للهجرة النبوية. جاء أبو البراء عامر بن مالك زعيم قبيلة أبناء أمير إلى المدينة المنورة لزيارة النبي صلى الله عليه وسلم. كان أبو البراء عامر بن مالك إنسانا مهذبا وصادقا وصديقا لرسول الله وللمسلمين. عندما جاء للهجرة، أهدى للنبي هدية تتكون من اثنين من الخيل واثنين من الجمال. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: `أعذرني لا أقبل هدايا من المشركين. إذا أردتني أن أقبل هديتك، فادخل في دين الله الإسلام وكن من المسلمين.` لم يسلم عامر، فرفض النبي هديته. ولكن أبو البراء عامر بن مالك عندما رفض الدخول في الإسلام، قال للنبي الكريم إن الإسلام دين جميل ومشرف. وقال إن قبيلته ستستمع لكلامه إذا أرسل معه بعض الصحابة ليعلموهم القرآن والسنة. آمل أن يقبلوا الدخول في الإسلام. ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم قلقا على أصحابه من أن يؤذوهم أهل نجد. ولكن البراء أكد له أن أهل نجد لن يؤذوا أصحابه بسوء وأنه هو معهم .
ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معه ما بين 40 إلى 70 فردا، منهم 6 مهاجرون والباقي من الأنصار. وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم أيضا رسالة معهم لأهل نجد وقبيلة الأمير. ووصلت هذه المجموعة إلى مكان يعرف باسم بئر معونة. كانت هذه البئر مملوكة لأبناء سليمان في الجزء الشرقي من المدينة المنورة، بين أراضي أبناء سليمان وأولاد الأمير. وأرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسالة مع حرام بن ملحان من الصحابة إلى عامر بن الطفيل يدعوه للاعتناق بالإسلام. كان عامر بن الطفيل هو ابن أخ عامر بن مالك. ولم يقرأ عامر الرسالة حتى ذلك الحين. طلب من جنوده أن يقتلوا الصحابي الجليل حرام بن ملحان بطعنه في ظهره. وقال حرام قبل أن يفارق الحياة: الله أكبر، قد حصلت على النصر العظيم. ولم يكتف عامر بن طفيل بقتل حرام، بل أرسل رسائل إلى القبائل الأخرى لحثهم على قتل الصحابة الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن قبيلة أبناء الأمير أوفت بوعدهم الذي قطعوه لأبو البراء عامر بن مالك. وعندما رفض أبناء الأمير مساعدة عامر بن طفيل في قتل رسل رسول الله، طلب عامر بن طفيل من بعض قبائل أبناء سليمان أن يقتلوا الرسل، ووافقوا على ذلك. وانتظروا الصحابة الكرام بالقرب من بئر معونة، وقاتلوا الصحابة المشركين حتى استشهدوا جميعا .
وحينما أخبر عمرو بن أمية الضميري الرسول صلى الله عليه وسلم بإستشهاد الصحابة قال صلى الله عليه وسلم للناس: (إن أصحابكم أصيبوا ، وإنّهم قد سألوا ربّهم فقالوا : ربّنا أخبر عنّا إخواننا بما رضينا عنك ورضيت عنّا) رواه البخاري.
وقد قاموا بإرسال التحية قبل استشهادهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وأيصل التحية جبريل عليه السلام، فكان النبي يرد التحية عليهم ويسلم عليهم، فأحزن النبي كثيرا لموت أصحابه، وقد قال أنس بن مالك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحزن جدا عند استشهاد أصحابه، وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على المشركين الذين قتلوا أصحابه، وكرر الدعاء لمدة شهر بعد كل صلاة يوميا، وادعى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصاب منطقة المشركين بالجفاف مثل جفاف مصر في أيام النبي يوسف عليه السلام، فحدث الجفاف والمجاعة هناك، ولم يكن في الآبار حتى ماء، وأما أبو البراء عامر بن مالك فقد حزن كثيرا حتى مات عندما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن ابن أخيه عامر بن طفيل هو السبب وراء هذه المجاعة، وأن هذا الجفاف هو بسبب قتله للصحابة الأبرار .
الأقوال التاريخية عن قصة حادثة بئر معونة
هناك بعض النصائح والتقارير التاريخية المتعلقة بحادثة بئر معونة، وتتضمن ما يلي:
- مسند بن حنبل ذكر أن عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي القنوت يوميًا في صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويختم كل صلاة بالقنوت .
- ذكر صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل حزينًا لمدة شهر بعد أن أرسل السلام للشهداء مع جبريل، وهذا ما يؤكد أن عاطفة النبي تجاههم كانت قوية ومؤثرة (صحيح البخاري، المجلد 5، كتاب 59، الحديث 421).
- وفقًا لصحيح البخاري، كان النبي عليه الصلاة والسلام يغضب كثيرًا بسبب ما فعله الكفار بأصحابه، وواصل في الصلاة يوميًا حتى تم عقابهم من الله. ويمكن الاطلاع على ذلك في صحيح البخاري المجلد 4 كتاب 52 الحديث 57.
قصة حادثة بئر معونة في آيات القرآن الكريم
يُقال إن قصة حادثة بئر معونة قد ذُكرت في آيات القرآن الكريم، وتحديدًا ذُكرت في السورة الثالثة وفقًا لترتيب السور في المصحف الشريف، وقد ذُكرت هذه الحادثة في الآيات من 169 إلى 173 في سورة آل عمران، حيث قال الله تعالى:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿169﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿170﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿171﴾ الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿172﴾ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴿173﴾ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)
في الختام، تعرفنا على قصة بئر معونة، والأقوال التاريخية عن حادثة بئر معونة، وقصة حادثة بئر معونة المذكورة في آيات القرآن الكريم .