من هم كتاب الوحي في عهد الرسول
كتابة الوحي في عهد الرسول
وحتى لا يضيع كلام الله تعالى بين الناس، أو يتم تحريفه، فقد اتخذ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كتابا للوحي، وسنتناول في مقالنا اليوم عدد الكتب الموجودة في عهد رسولنا الكريم ومن هم كتاب الوحي
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بكتابة الوحي الذي ينزل من القرآن الكريم، وذلك لزيادة التوثيق والضبط والحفظ لكلام الله تعالى، وكان يعاون النقش اللفظ في هذا الأمر.
تم اختيار كتاب الوحي من أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث كان الرسول الكريم يشير إلى المكان المناسب في السورة المكتوبة، فكانوا يكتبونها وينقشونها على جلد الحيوانات، أو ورق النخيل، أو الحجارة الرقيقة، ومن ثم يوضع المكتوب في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويجدر بالذكر أن عهد رسول الله استمر حتى اكتمال جمع القرآن الكريم.
يذكر بعض المؤرخين أن هناك حوالي ستة وعشرين كاتبًا للوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما يرى آخرون أن العدد هو اثنان وأربعون كاتبًا للوحي.
كتاب الوحي في عهد النبي
وكما ذكرنا أنَّ النبيَّ صلى اللهُ عليهِ وسلم، اختارَ كتابَ الوحيِّ من خيرةِ الصحابةِ
كان كتاب الوحي ، في مكة المكرمة هم :
ابو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وعثمان بن عفان ، وخالد بن سعيد بن العاص ، والارقم بن ابي الارقم ، وأبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد المخزومي ، حاطب بن عمرو ، وجعفر بن أبي طالب ، وعبد الله بن أبي بكر ، والزبير بن العوام ، وطلحة بن عبيد الله ، وعامر بن فهيرة.
بينما كان كتاب الوحي في المدينة المنورة :
عبد الله بن رواحة وخالد بن زيد وأبو أيوب الأنصاري وزيد بن ثابت وعبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول ومعيقب بن أبي فاطمة الدوسي وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وعبد الله بن زيد وحذيفة بن اليمان وثابت بن قيس بن شماس وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ومحمد بن مسلمة وبريدة بن الحصيب وحنظلة بن الربي.
زاد عدد كتب الوحي بعد صلح الحديبية، وكان هؤلاء الكتب المضافة هم:
خالد بن الوليد، ومعاوية بن أبي سفيان، ويزيد بن أبي سفيان، وعبد الله بن الأرقم، وأبو سفيان صخر بن حرب، وسعيد بن سعيد بن العاص، وجهم بن سعد، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، وجهم بن الصلت بن مخرمة، وأبان بن سعيد بن العاص، والحصين بن النمير، وحويطب بن عبد العزى، والعلاء الحضرمي، والعباس بن عبد المطلب، وشرحبيل بن حسن.
مهام كتاب الوحي
كان لكل كاتب للوحي في المدينة تخصص محدد، حيث كان علي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وعثمان بن عفان، وأُبّيّ بن كعب ينقلون الوحي من الله تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن لزيد بن ثابت دورًا آخر، حيث كان يقوم بكتابة الرسائل والمعاهدات للملوكوالأمراء، بينما كان علي بن أبي طالب يكتب المعاهدات، وكان المغيرة بن شعبة يكتب لتلبية احتياجات الناس، وكان عبد الله بن الأرقم يكتب المدائن في المجتمع، وخصص معيقب بن أبي فاطمة الدوسي لكتابة ما يتعلق بغنائم الحروب.
كان حنظلة بن الربيع معروفًا بمهارته في الكتابة، حيث كان يتولى الكتابة في الأمور المختلفة إذا غاب أحد الكتاب، كما كان زيد بن ثابت يعد من بين الكتاب والسادة.
كيف كان يتلقى النبي الوحي
الوحي هو كلام الله تعالى الذي ينزله على أنبيائه المرسلين، ويعد إعلامًا من الله جل وعلا لأنبيائه بالأحكام الشرعية الخاصة بها.
وقد ذُكِر الوحي في الديانات السماوية الثلاثة ، وهي ؛ الديانة اليهودية ، والديانة المسيحية ، والديانة الإسلامية ، كما أن القرآن الكريم يعتبر الوحي المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم باللفظ المنقول عنه بالتواتر حفظًا ، وكتابة ، كما يعتبر إعجاز القرآن إثباتًا لنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم.
كان جبريل عليه السلام يتلقى الوحي من الله تعالى، حيث كان الله عز وجل يأمره بحفظه من اللوح المحفوظ وهو المكان الذي يُسجل فيه كل شيء، ثم ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم.
ذُكِرَ في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن السماء ترتجف ويشعر أهلها بالخوف والرهبة حينما يتكلم الله تعالى بالوحي، ويصيبهم الذعر، ويخضعون للسجود، ويكون جبريل عليه السلام هو أول من يرفع رأسه، ثم يخاطبه الله تعالى بما يريده أن يوصله إلى نبيه.
يمر جبريل عليه السلام بوحي الله في السموات، وكلما سأله ملك: ماذا قال ربنا؟ أجابه بأنه قال الحق حتى يصل الأرض، ويبلغ النبي بالوحي.
وقد كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يتلقى الوحي في حالتين ؛ أما أن ينخلع عن حاله البشرية إلى الحال الملكية ، ويحدث ذلك من خلال غلبة روحانيته ، فيأتيه جبريل في حاله الملكية كما حدث في أول لقاء بينهم ، في غار حراء ، او يأتيه مستترا لا يراه النبي ، او غيره بل يسمعون صوته فقط.
هناك احتمالان فيما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ إما أن يبقى في حالته البشرية، وينزع جبريل عليه السلام حالته الملكية ويتحول للشكل البشري على هيئة رجل، ويتعرف عليه النبي الكريم ويتعرف عليه الصحابة بعد تنبيه الرسول صلى الله عليه وسلم.