لماذا لقب ابن بطوطة بلقب ماركو بولو المسلم
حياة ابن بطوطة
اسمه الحقيقي عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن يوسف اللواتي الطنجي، وملقب بابن بطوطة، ولد في 24 فبراير 1304م في مدينة طنجة بالمغرب الشمالي. وكان يلقب بأبي أحمد بين ذويه نسبة إلى ولده الذي اسمه أحمد، ولكن لقبه العالمي هو ابن بطوطة، وهو رحالة مسلم.
تعود سبب تسمية ابن بطوطة بهذا الاسم إلى امرأة من أسرته كان اسمها فاطمة، وبعدها تحول هذا الاسم إلى بطة، ومن ثم بطوطة، وهو لقب أو تلقيب كما يقولون في بلاد العرب. وكانت العادة في إفريقيا أن ترتبط الأسر بأسماء أمهاتهم، وعلى هذا النحو حصل المسافر عبد الله الطنجي على لقب ابن بطوطة تيمنا بهذه المرأة.
ينتمي ابن بطوطة إلى عائلة مسلمة دينية عريقة، ويُرجح أنه أكمل دراسته في مجال الشريعة الإسلامية بسبب أصوله وعائلته المرموقة في العلوم الشرعية. وعلى الرغم من وجود العديد من المقالات حول هذا المسافر، إلا أن سيرته الذاتية غير معروفة بشكل كامل أو الذي يحتاجه البعض.
كان ابن بطوطة شديد القراءة و الميل للكتب الدينية و الأدب و كان يساعد أباه في أموره التجارية حباً بالتحدث مع التجار القادمين من بلدان مختلفة و للتعرف بشكل أكبر على حضاراتهم و ثقافتهم , و كانت أول رحلة يقوم بها هذا الرحالة إلى مكة المكركة لأداء فريضة الحج و هذه الرحلة كانت البادئة لسيرة ابن بطوطة المشهورة.
رحلات ابن بطوطة
أشاد الرحالة المسلم السويسري يوهان لودفيغ بوركهارت بابن بطوطة باعتباره أعظم رحالة في العصر الوسيط. بدأ ابن بطوطة رحلته الأولى في عام 1325م حيث كان الهدف الرئيسي للرحلة أداء فريضة الحج، ومن ثم بدأ في استكشاف بلاد العالم العربي شرقًا وغربًا، حيث اتجه أولًا نحو مصر وسوريا .
و من ثم قام بزيارة الحجاز , إيران و العراق و ذلك في عام 1326 أما وجهته الثالثة فيما بعد كانت في عام 1332 – 1333 م إلى اليمن, الصومال, البحرين, خوزستان, فارس, تركستان و بعض من بلاد الهند و قد دامت هذه الرحلات حتى عام 1349 م حيث كان الرحالة ابن بطوطة يعود لزيارة البلد الواحد عدة مرات و هكذا تكون رحلته الأولى قد إستغرقت حوالي خمسة و عشرين عاماً.
المرحلة الثانية من رحلات ابن بطوطة الشهيرة استغرقت عدة أشهر، حيث زار مملكة غرناطة والأندلس، ثم بدأ المرحلة الثالثة من رحلته الشهيرة في عام 1352م وكانت تتجه نحو جنوب القارة الإفريقية، وتشمل السودان الغربي والسنغال وغامبيا وغينيا ومالي والنيجر.
كانت رحلات ابن بطوطة ذات أهمية كبيرة بسبب نقله للثقافة والعادات الغريبة والعجائب من البلدان التي زارها، بالإضافة إلى توثيق معلومات جغرافية مهمة. كان يصف كل بلد قام بزيارته بتفصيلات دقيقة عن أرضه وشعبه وقضاته وعاداته وتقاليده. بذلك، استطاع أن يختصر مسافات طويلة في كلمات جمعها في كتاب واحد لتصل إلى العالم أجمع
بالإضافة إلى ذلك، فإن المعلومات التي تم جمعها من خلال رحلة العظيمة، لا تعد مجرد مذكرات، بل هي مرجع موثق لتاريخ العالم بشكل عام والعلاقات السياسية في ذلك الوقت. وتم تدوين هذه الرحلة بشكل جماعي في مدونة تحمل اسم “تحفة النظار في غرائب الأمصار.
ابن بطوطة و المرأة
أطلق لقب المزواج على ابن بطوطة حيث أنه تزوج عدداً كبيراً من النساء خلال رحلاته الثلاثة و من أشهر زيجاته كانت في جزيرة المهل التي أقام فيها سبعين يوماً فقط و تزوج خلال هذه الفترة القصيرة من إمرأتين من تلك الجزيرة رغم إستهجانه لنسائها حيث كان ينتقدهن إنتقاد ديني لعدم تغطية رؤوسهن .
كان ابن بطوطة يطلق زوجاته عندما يقرر المغادرة من البلاد التي يقيم بها، وأولى هذا المسافر الشهير اهتماما كبيرا بدور المرأة، وصف العديد من الأشكال النسائية التي تختلف في الحياة الاجتماعية، وتحدث كثيرا عن الخواتين وزوجات السلاطين ووصف طريقة حياتهن الفاخرة والمكرمة والفضائل التي يتمتعن بها.
ابن بطوطة هو ماركو بولو المسلم
ولد ابن بطوطة في العام 1304 م وتوفي في العام 1377 م. أما ماركو بولو، الرحالة الإيطالي المعاصر له، فقد ولد في العام 1254 م في مدينة البندقية – إيطاليا وتوفي في العام 1324 م. كانت عائلة بولو من بين العائلات التجارية الشهيرة في مدينة البندقية، وهذا التفصيل يتشابه إلى حد كبير مع حياة ابن بطوطة، الذي كان ينتمي لعائلة تجارية مشهورة في بلاد المغرب.
في عام 1271 بدأ هذا الرحالة الإيطالي رحلته حيث سافر من أوروبا إلى آسيا و قام بزيارة عكا و خليج الإسكندرون جنوب شرق تركيا و سافر بعد ذلك إلى خراسان شرق إيران ثم أفغانستان و باكستان فيما بعد سافر إلى الصين و بقي فيها 17 عاماً و كانت هذه الرحلات و البلدان التي جابها بولو أغلبها برفقه عائلته و لم يكن وحيداً آنذاك
تعرضت رحلة ابن بطوطة للكثير من الانتقادات اللاذعة من المستشرقين، بسبب أنه توجه إلى هذه الرحلة بمفرده، ولم يكن هناك توثيق للمعلومات التي تم نقلها من بعض البلدان التي زارها، مثل الصين والهند .
ولكن رغم ذلك، فإن محرر رحلات ابن بطوطة، محمد ابن جزي الكلبي، كان دقيقا جدا في نقلها ولا يقوم سوى بإضافة بعض الإضافات البسيطة والموثقة من دون التفاصيل السردية، وذلك بالضبط كما أملاها عليه ابن بطوطة. أما محرر رحلات ماركو بولو، فقد كان يضيف كثيرا من المعلومات الخيالية دون وجود أي مصادر موثوقة
علم ابن بطوطة تمامًا بأن هناك بعض الأشخاص الذين سينكرون مع تكذيبه، لأن بعض العقول قد لا تقبل ما يرويه من أحداث بسبب غرابتها. ففي إحدى كتاباته، ذكر ابن بطوطة أنه سمع الناس يحدثون عن حديث غريب، ولكنه لم يرد تدوينه خشية تكذيبه .
وعلى الرغم من جميع الانتقادات التي وجهت لروايات الرحالة ابن بطوطة، فإن الجميع اتفق على إبداعه وتفرده في نقل الأحداث والأخبار بطريقة ممتعة عن البلدان التي زارها، وكان الشغف وحب الاستطلاع والسفر هما الصفات المشتركة بين بولو وابن بطوطة.
لهذا السبب، أطلق على ابن بطوطة لقب ماركو بولو المسلم، ولكن رحلة ابن بطوطة كانت شاملة، تشمل شمال وغرب إفريقيا وجنوب أوروبا وشرقها، شبه القارة الهندية، آسيا الوسطى، جنوب شرق آسيا، والصين. بفضل هذا التوسع، تبرز إنجازات ابن بطوطة على جميع الرحالة المعاصرين له في ذلك الوقت، وحتى على الكثير من الرحالة غير المعاصرين. بغض النظر عن القصة الشهيرة لماركو بولو