امثلة على كاد وأخواتها في القرآن
جدول المحتويات
Toggleنواسخ الجملة الأسمية
عندما يتدخل أحد عوامل الجزم أو النصب في الجملة الفعلية، فإنه يؤثر عليها، وكذلك الجملة الاسمية، ولكن تؤثر النواسخ على الجملة الاسمية، مثل “كان” وأشباهها و”إن” وأشباهها، وأيضًا “كاد” وأشباهها. عندما تدخل هذه الكلمات إلى الجملة، تؤدي إلى نسخ المبتدأ والخبر المتعلق به، مما يعني إلغاءهما وجعل المبتدأ اسمًا للناسخ والخبر يصبح خبره.
تتنوع النواسخ بين الأفعال والحروف. تعتبر حروف “إن” وأخواتها حروفًا، بينما تعتبر أفعال كل من “كاد” وأخواتها و”كان” وأخواتها أفعالًا تؤثر على الجملة الاسمية وليس الفعلية. تختلف هذه الجمل بين الاشتقاق والجمود، وتحمل النواسخ أيضًا معاني دلالية على الجملة الاسمية.
شرح درس “كاد” وأخواتها
تعد “كاد” وأخواتها من الأفعال الناسخة التي تقوم بتغيير الجمل الاسمية ولها تأثير على إعرابها وتغيير في تركيبها النحوي والأثر الدلالي الذي تتركه عليها. وتنقسم إلى ثلاث مجموعات وهي: الشروع، الرجاء، والمقاربة.
أفعال الشروع
الكلمات “شرع، طفق، بدأ، أنشأ، هلهل، أخذ، علق، أقبل، قام، هب، انبرى” جميعها تعني بدء حدوث الخبر.
أفعال الرجاء
الكلمات “حرى، عسى، اخلولق”، جميعها تعني الأمل والرغبة في حدوث الخبر المذكور.
أفعال المقاربة
الكلمات “كاد، كرب، أوشك”، وجميعها تشير إلى اقتراب حدوث خبر ما وتحققه.
يعتبر “كاد” وأخواتها أفعالًا ناقصة، حيث تفتقر إلى وقوع الفعل والحدوث، على عكس “كان” وأخواتها. ومن أبرز الاختلافات بينهما هو أن الخبر في “كاد” وأخواتها يأتي على شكل جملة فعلية في الزمن المضارع. تتشابه بشكل كبير مع الأفعال التامة في الأثر النحوي، حيث يرتفع الاسم التالي لها، بينما يُنصب الخبر والمفعول به التالي للأفعال التامة. وهذا يمثل الفرق الأساسي بينهما.
وفي أغلب الأحوال تكون “كاد” وأخواتها أفعالًا غير متصرفة جامدة، إذ تلزم زمن الماضي دون أن يُشتق منها فعل مضارع أو فعل أمر، ويرتبط جمودها بحال نقصانها، حيث إنها تتصرف في حالة كانت تامة، ولا يشمل هذا الحكم كلا الفعلين (أوشك وكاد)، فهما قد يعودان إلى الزمن المضارع، ويقومان بعمل الأفعال الناقصة.
شواهد “كاد” وأخواتها في القرآن
تضمنت مصادر اللغة العربية المختلفة، ومن أهمها القرآن الكريم والحديث الشريف والأدب نثره وشعره، شواهد وأمثلة على كلمة “كاد” وأخواتها بالثلاثة الأنواع وهي: أفعال الشروع، والرجاء، والمقاربة، بمختلف الحالات الإعرابية التي قد ترد بها، ومن تلك الأمثلة:
- قال تعالى: (يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ) [النور: 35].
- قال تعالى: ﴿عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ﴾ [القلم: 32].
- قال تعالى: ﴿تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ﴾ [الملك: 8].
أمثلة على “كاد” وأخواتها في الحديث
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من المحتمل أن يكون خير مال المسلم هو الغنم التي يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، ويحرص على حماية دينه من الفتن.”
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “قل: احبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما.”
أمثلة على “كاد” وأخواتها في الأدب
- قال الكلحة اليربوعي:
إذا المرء لم يغشَ الكريهةَ أوشكت
حبالُ الهوينى بالفتى أن تقطعَ - قال هدبة بن خشرم:
عسى الكربُ الذي أمْسَيْتَ فيه
يكون وراءه فرجٌ قريبٌ
“كاد” وأخواتها ومعانيها
- كاد، كرب، أوشك: هذه الكلمات تدل على اقتراب حدوث حدث سريع قريبًا. يمكن أيضًا استخدام المصطلح “كرب” بنفس المعنى، ويأتي من الجذر “كروب”. مثال على ذلك: “كربت الشمس”، أي اقترب غروبها.
- عسى: للرجاء بوقوع الفعل.
- حرى، اخلولق: تستخدم كلمتا “حرى” و”اخلولق” بمعنى متقارب من “عسى”، وحينما يقال “حرى بكر أن يتفوق”، فإن ذلك يعني أنه أصبح جديرًا بالتفوق، وأنه يستحق ذلك بالفعل.
- طفق: بها معنى مواصلة الشيء ولزومه.
- علق: به معنى التشبث بالفعل والتعلق به.
- هبّ: يشار من خلاله إلى النشاط والسرعة.
“كاد” وأخواتها وعملها
تعمل “كاد” وأخواتها عمل “كان” وأخواتها في النحو، حيث ترفع المبتدأ وتعرف باسمه، وتنصب الخبر وتعرف باسمها، وفقًا للشروط التالية:
- يجب أن يكون خبرها جملة فعلية في زمن المضارع.
- يجب أن يكون الفعل المضارع بعد المصدر مع الفعل (أوشك) والأفعال الشروعية، ويجوز أن يكون مجردًا بعد الفعلين (كاد، وكرب)، وهناك مثال على ذلك: (الرعد ينشئ يقصف)، (ينقضي كرب الشتاء)، (تقربص السفينة في الغرق)، (أوشك المطر على السقوط).
- يمكن أن يحدث العكس أيضًا، حيث يأتي الفعل المضارع مع (أوشك) دون المصدرية، ويترافق مع الفعلين (كاد، وكرب)، كما في مثال: (كادت السماء أن تمطر).
- قد يؤدي تأخر الخبر إلى وساطة بين الفاعل والمفعول، مثل (طفق ينصرفون الناس)، (يكاد الوقت ينتهي).
إعراب “كاد” وأخواتها
يتم تصريف كلمات “كاد” وأخواتها كأفعال ناقصة، إذ تدخل على الجملة الاسمية وتجعل المبتدأ بها اسمًا مرفوعًا، وخبر المبتدأ منصوبًا، وتكون دائمًا في صيغة فعل في زمن المضارع، كما في هذا المثال التوضيحي:
- شرع اللاعبون يتدربون
- شرع: فعل ماضٍ ناقص ناسخ مبني على الفتح.
- اللاعبون: اسم شرع مرفوع وعلامة رفعه الواو بسبب جمع المذكر السالم.
- يتدربون: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وواو الجماعة ضمير متصل في محل رفع الفاعل، وتكون الجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل نصب خبر شرع.
- كاد القطار يصل
- كاد: فعل ماضٍ ناسخ ناقص مبني على الفتح.
- القطار: اسم كاد مرفوع بالضمة الظاهرة.
- يصل: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، وتكون الجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل نصب خبر كاد.
- يوشك الحق أن يظهر
- يوشك: فعل مضارع ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- الحق: اسم يوشك مرفوع بالضمة.
- أن: حرف نصب مبني لا محل له من الإعراب.
- يظهر: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل نصب خبر يوشك.
- عسى الأمل يتحقق
- عسى: فعل ماضٍ ناقص ناسخ مبني على الفتح المقدر.
- الأمل: اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
- يتحقق: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل نصب خبر عسى
في الشواهد القرآنية هناك آية مكتوبة على إنها نَص الآية، وليست نص الآية! المكتوب هو معنى الآية وليس نَصها؛ نَص الآية هو ﴿عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ﴾ [القلم: 32]
بارك الله فيك تم تصحيح الخطأ