ما هي العولمة
يتمثل التعريف الرسمي للعولمة في العملية التي تتيح للشركات أو المنظمات الأخرى توسيع نطاق نفوذها دولياً أو العمل على نطاق دولي، وتشير العولمة ببساطة إلى تدفق الأفكار والتكنولوجيا والسلع بحرية بين الدول والمستهلكين .
يحدث الانفتاح في العالم بسبب العلاقات المختلفة في مجالات الأعمال التجارية والجغرافية والتكنولوجية والسفر والثقافة والإعلام، مما يجعل العالم كقرية صغيرة متصلة ببعضها البعض. لذلك، يحتاج المشاركون في المجال الاقتصادي إلى فهم مدى تأثير العولمة على مستقبل ممارسة الأعمال التجارية. ويتضح ذلك من خلال مظاهر العولمة الاقتصادية.
أهمية العولمة
هناك العديد من علامات العولمة في مجتمعنا وحياتنا اليومية، حيث يتم تحقيق أحد أبسط فوائدها من خلال الوصول إلى مجموعة متنوعة من المأكولات المختلفة والتقنيات الجديدة التي طورتها الدول في جميع أنحاء العالم. على الرغم من أن العولمة تجعل حياتنا أفضل، إلا أنها تتسبب في العديد من التحديات، حيث تبدأ الشركات في النمو والتوسع عبر الحدود .
تؤثر العولمة على العديد من الأعمال التجارية بالعديد من الطرق المختلفة ، وتجعل الذين قرروا القيام بالتوسع الدولي يجدون العديد من الفوائد ، والتي من ضمنها الوصول إلى ثقافات جديدة حيث تسهل العولمة الوصول إلى الثقافة الأجنبية أكثر من أي وقت مضى ، وبما فيها الطعام ، والأفلام ، والموسيقى ، والفن .
بفعل العولمة، ينتشر التكنولوجيا والابتكار، وتظل العديد من البلدان متصلة ببعضها البعض، مما يؤدي إلى نقل المعرفة والتقدم التكنولوجي بسرعة، وبما أن المعرفة تنتقل بسرعة، فهذا يعني وجود تقدم علمي كبير .
تسمح العولمة للشركات بالعثور على العديد من الطرق لتخفيض تكاليف المنتجات، كما أنها تزيد المنافسة العالمية مما يؤدي إلى انخفاض الأسعار وتوفير مجموعة متنوعة من الخيارات للمستهلكين. وبفضل التكاليف الأقل، يمكن للناس في جميع البلدان، سواء كانوا في الدول النامية أو المتقدمة، أن يعيشوا بشكل أفضل .
تشهد الدول النامية تحسنًا في مستوى المعيشة بفضل العولمة، وبحسب البنك الدولي، فقد انخفض معدل الفقر بنسبة 35% منذ عام 1990، والهدف الأساسي من أهداف التنمية المستدامة هو خفض معدل الفقر في عام 1990 إلى النصف بحلول عام 2015 .
مفهوم العولمة السياسية
تعود فكرة العولمة السياسية إلى نهاية الحرب العالمية الثانية، حيث كانت المسؤولية التقليدية للحكومات الوطنية هي ضمان رفاهية المواطنين، ومنذ عام 1945، أصبحت المزيد من الحكومات أعضاء في المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي وافقت على الالتزام بالمبادئ التوجيهية الدولية المتعلقة بالمواطنة وحقوق الإنسان وغيرها من القضايا، وبذلك تم التوافق على المعايير الدولية .
يُعَدُّ انهيار الشيوعية الذي حدث في التسعينيات نتيجة لانتهاء الحرب الباردة المنقسمة، وتعتبر الدول الشيوعية حالياً ديمقراطية ومتكاملة في الاقتصاد العالمي .
ويتضح من نمو الآليات الدولية والإقليمية للحكومات أنه يتم تقييد حكومات الدول القومية بطريقة متزايدة من خلال التوجيهات ، والقوانين الدولية المنبثقة عن تلك الهيئات الدولية ، حيث تعمل العديد من المنظمات الدولية غير الحكومية في عشرات البلدان ، ويميل أعضائها إلى أن يكن لديهم نظرة دولية.
ويدل ذلك على أن الشبكة التي تم إنشاؤها بواسطة العولمة تعد منظمة غير حكومية تصدر إرشادات حول المواطنة وحقوق الإنسان التي تتبعها الحكومات الوطنية، ولذلك يصعب على الحكومات الوطنية فرض قواعدها الخاصة .
مظاهر العولمة السياسية
يتم تطبيق السياسة داخل الأنظمة الوطنية، حيث تتحمل الحكومات الوطنية المسؤولية النهائية عن الحفاظ على الأمن والرفاهية الاقتصادية للمواطنين، وحماية حقوق الإنسان والبيئة داخل حدودها .
قد يحدث النشاط السياسي بشكل متزايد على المستوى العالمي مع التغيرات البيئية العالمية، والاقتصاد العالمي الأكثر تكاملًا بالإضافة إلى الاتجاهات العالمية الأخرى .
حيث أنه في ظل العولمة يمكن للسياسة أن تتم فوق الدولة من خلال خطط التكامل السياسي ، مثل الاتحاد الأوروبي ومن خلال المنظمات الحكومية الدولية ، مثل صندوق النقد الدولي ، والبنك الدولي ، ومنظمة التجارة العالمية ، حيث يمكن للنشاط السياسي أن يتجاوز الحدود الوطنية من خلال الحركات العالمية ، والمنظمات غير الحكومية .
يجدر بالذكر أن منظمات المجتمع المدني تعمل على المستوى العالمي من خلال تشكيل تحالفات مع منظمات في دول أخرى، باستخدام أنظمة الاتصالات العالمية، والضغط على المنظمات الدولية والجهات الفاعلة الأخرى مباشرة، بدلاً من العمل من خلال الحكومات الوطنية .
خصائص العولمة الاقتصادية
– العولمة الاقتصادية تعني تكامل الأسواق العالمية في الاقتصاد، مما يؤدي إلى زيادة الارتباط بين الاقتصادات الوطنية. وبما أن الأسواق التي تشمل العولمة تشمل الأسواق المالية مثل أسواق رأس المال وأسواق المال والائتمان وأسواق التأمين والسلع، بالإضافة إلى أسواق النفط والقصدير والذهب، فإنها تكتسي أهمية خاصة .
أدت التطورات التي حدثت في مجالات تكنولوجية المعلومات والنقل والاتصالات إلى تسريع وتيرة العولمة خلال الأربعين عامًا الماضية، حيث أتاح الإنترنت اتصالًا عالميًا سريعًا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، مما ساهم في زيادة التفاعل والتواصل بين الناس والثقافات والدول في جميع أنحاء العالم .
يعد نقل الحاويات وسيلة فعالة لشحن كميات كبيرة من البضائع والسلع في جميع أنحاء العالم، بتكلفة منخفضة جداً .
وقد أدى ظهور أنظمة الدفع الإلكترونية الجديدة بما في ذلك المحافظ الإلكترونية والدفع المسبق ، والدفع عبر الهاتف المحمول ، والفواتير الإلكترونية ، وتطبيقات الدفع عبر الهاتف المحمول إلى تسهيل التجارة العالمية المتزايدة ، حيث أن زيادة حركة رأس المال تعتبر بمثابة حافز كبير للعولمة .
تأثير العولمة على المجتمع
تؤثر العولمة على المجتمع بشكل كبير، وتترتب عليها آثار إيجابية وسلبية، وهي بشكل عام تشير إلى الجهود المبذولة لجعل المجتمع العالمي قرية واحدة .
ترى العولمة تأثيرات إيجابية على معظم الأسواق الناشئة الناجحة في العديد من البلدان المتقدمة، حيث تزيد من الطلب الاستهلاكي على هذه الصناعات .
تميل العولمة إلى أن تصبح عالمًا للنخبة، حيثيعتبر الأشخاص الأثرياء هم الوحيدون الذين يمتلكون الثروة الكافية لشراء العديد من المنتجات المتاحة في السوق العالمية، وذلك في أجزاء كثيرة من العالم.
كما يتفاعل الأشخاص المتعلمون والأثرياء مع العديد من الخلفيات المختلفة داخل البيئة الغربية والأنماط الغربية، وذلك لأنها رموز للثراء والسلطة، وفي أغلب الأحيان تتبنى النخبة الأنماط الغربية للمنتجات وأنماط السلوك لإثارة إعجاب الآخرين .
من سلبيات العولمة: انعدام الأمن الوظيفي، وتقلب الأسعار، والإرهاب، وتقلب العملة، وتدفقات رأس المال بالإضافة إلى استغلال العمالة، حيث يتم تجاهل معايير السلامة لإنتاج سلع رخيصة.
يمكن للناس أن يفقدوا وظائفهم ويفتقدوا الأمن الوظيفي عندما يعتمدون الدول المتقدمة على مصادر خارجية للتصنيع، مما يعني وجود وظائف أقل لشعبهم .