الأعراض التي تأتي بعد الرقية ومعانيها
ما هي الرقية وأهميتها
في المفهوم الفقهي، تعني الرقية ضم الراء وسكون القاف، وتشمل رقى ورقيات، وتُستخدم العوذة فيها للمريض بهدف الشفاء. وإذا تم كتابتها وتعليقها على الشخص المريض، فإنها تُعد تميمة محرمة. وتعتبر الرقية سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم بعده.
عند القلق بشأن بعض الأمراض، أو الحاجة إلى الوقاية من الحسد الذي لا يمكن لأي مسلم أن ينكر وجوده، فإن الشخص المصاب بالحسد يحتاج إلى الرقية للتخلص من آثاره. يشير القرآن والسنة إلى وجود الحسد، ومن ذلك بعض الآيات
- يقول الله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) ﴿5 الفلق
- يقول تعالى في القرآن الكريم: (وَلَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِمْ) (سورة البقرة، الآية 109)
- قال تعالى (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ) ﴿54 النساء
- يقول الله تعالى في سورة الفتح: `فسيقولون بل تحسدوننا` .
هناك أيضا أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بجابر بن عبدالله، حيث رخص النبي صلى الله عليه وسلم لأسرة حزم بالرقية لعلاج الحية. وقال لأسماء بنت عميس: لماذا أرى بني أخي يعانون من الحاجة الشديدة؟ فأجابته: لا، ولكن العين تؤثر فيهم بسرعة. فأمرها بمعالجتهم بالرقية. وعرضت عليه رقية فقال لها: اعالجيهم. هذا حديث صحيح مسلم، وفي حديث صحيح آخر عن جابر بن عبدالله ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن “العين حق تدخل في الإبل والإنسان حتى الموت.” وقد ذكر العلماء المقصود بالرقية في اللغة والاصطلاح، حيث إن الرقية باللغة تعني العوذة أو الاستعاذة من كل ما يؤذي الإنسان من ضرر أو آفة.
أعراض ما بعد الرقية ومعانيها
لكي تكون الرقية شرعية وتحظى برضا الله، ينبغي أن تكون مخصصة لله بتوجه إلى الله تعالى بقلب مؤمن يوقن بأن الشافي الوحيد هو الله، وينبغي التقرب إلى الله والدعاء والرجاء والأمل فيه، وينبغي أيضا ذكر أيات ابطال السحر وآيات من القرآن الكريم وأدعية علمها لنا النبي صلى الله عليه وسلم، مع الحرص على عدم الخلط بالبدع والخرافات، والتأكد من وجود علامات الحسد في المنزل، وتحصين الأطفال. إذا كان هناك أسباب طبية، فلا يجب تجاهلها ويجب أن نعتمد على مبدأ الأخذ بالأسباب
والرقية في المفهوم الشرعي تعني اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى بقلب مقبل عليه صادق وموقن بقدرته، متوكل عليه، وقانع بأن الشفاء بيده، وأن كل الأمور تحدث بتقديره ومشيئته، ويتم الدعاء لطلب الشفاء منه بقراءة آيات من القرآن الكريم وما صح من سنة النبي صلى الله عليه وسلم والأذكار والأدعية، ولكن مع الاستمرار في استخدام الوسائل الأخرى للشفاء، مثل الأدوية وزيارة الأطباء، ومن المتوقع ظهور أعراض المحسود عند سماع الرقية وحدوث آثار الرقية الشرعية على الجسم
- قد يحدث شعور بالضيق والبكاء بصوت عال، وكذلك الحزن، بدون سبب معروف سوى أنها من أعراض العين والحسد
- الشُّعورُ بِآلامٍ في الأقدامِ وأيضًا في الأيدي خاصَّةً بَعْدَ الاستِيقاظِ .
- الشعور داخل الجسم بما يشبه الحركة.
- حالة من الإسهال والتبول عند سماع الرقية .
- الشعور بآلام متفرقة في مختلف أجزاء الجسم.
- انتشار بقع على الجلد وظهور بثور على الوجه والجسم.
- التثاؤب المتكرر بشكل مبالغ فيه، وأحيانًا يترافق هذا التثاؤب مع نزوع الدموع.
- الشعور تجاه فرد معين بالكره الزائد.
- شعور بالتعب والإرهاق دون بذل أي مجهود يذكر، والشعور بالرغبة في النوم مع سيطرة الشعور بالنعاس.
- الشعور بالخفقان في القلب يترافق مع شعور بالاختناق النفسي، وهذا الشعور غير مرتبط بعضو في الجسم مثل الإصابة بمرض أو غيره.
- تكرار التعرق في الظهر، وأيضا في منطقة الجبهة.
- حالة من القيء بشكل غير متوقع.
- قد يشعر المحسود، بعد انتهاء الرقية، ببعض الأعراض مثل الإحساس بالتخدير في الجسد وأحيانًا الحكة، وآلام في الرأس، والتجشؤ المتكرر والمتزايد
- يشعر الشخص المحسود براحة كبيرة وانفراج بعد الرقية، ويشعر بالرغبة في النوم العميق، مما يعني انتهاء مفعول الحسد بالنسبة له.
- العطس، والعرق، والحاجة للإستفراغ، هي طريقة لطرد شر العين التي أصابت الشخص المحسود.
- يمكن أن يطرح هنا سؤال لكثرة تكراره مع البعض، وهو هل كثرة التثاؤب تدل على الحسد، والإجابة نعم، وتعني طرد ما تبقى من أثر الحسد بالجسم
- التخلص من الشعور السابق بالخنقة والضيق، مما يعني أن حالة الحسد كانت متعمدة وانتهت الآن.
- قد يحدث كدمات في الجسم بعد انتهاء الرقية، مما يدل على وجود إصابة شديدة في الجسم، ويعمل الجسم على التخلص منها.
- انتهاء حالة الخمول والكسل يعني زوال أثر الحسد عن النفس.
- يتضمن العودة إلى الحياة الطبيعية وأداء العبادات والحياة الاجتماعية كالماضي وتجنب العزلة.
الرقية الشرعية
ينبغي على المريدين الذين يعتقدون أن الإصابة بالعين أو الحسد هي السبب وراء إصابتهم بالأذى اللجوء إلى الرقية الشرعية بالطريقة التي وردت في السنة النبوية الشريفة، مع الأخذ بعين الاعتبار العلاج الطبي والأسباب الدينية والعلمية الأخرى. ويوجد العديد من أنواع الرقية الشرعية، ويمكن للشخص المحسود أن يرقي نفسه بنفسه دون الحاجة إلى أي شخص آخر
- يجب على المصاب قراءة الفاتحة سبع مرات على نفسه، وفي حالة الشعور بالألم، يجب وضع يده على المكان المؤلم أثناء الرقية، ولا يوجد مانع من وضع اليد على أي جزء من الجسم أو على الجسم بأكمله.
- يقوم المصاب بالحسد بقراءة آية الكرسي سبع مرات أيضًا.
- ثم يقرأ المحسود قول الله سبحانه وتعالى آيات من سورة المُلْك: عد بصرك مرة وانظر إلى ما تناولته للفطور، ثم ارجع بصرك كرتين، وسينقلب بصرك إليك خاسئًا، وهذا يتم سبع مرات.
- يقرأ المصاب كذلك قول الله سبحانه وتعالى من أواخر سورة القلم: وَإِن يكادُ الذينَ كفروا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ”، وهذه الآية يمكن قراءتها سبع مرات أيضاً.
- يوصى بقراءة المعوذات {قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} سبع مرات لكل واحدة، وكذلك قراءة سورة الإخلاص {قل هو الله أحد} سبع مرات.
- يمكن للمصاب أن يرفع درجة شفائه بالدعاء بقول النبي صلى الله عليه وسلم (بسم اللهِ أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك) سبع مرات.
- ثم يقول بعدها دعاء النبي صلى الله عليه وسلم (أعاذني بكلمات الله التامة من شر ما خلق)، وقوله صلى الله عليه وسلم (نقول: `بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم`) كل ما فات سبع مرات، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم رب الناس أذهب البأس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يُغادر سقمًا) وقوله صلى الله عليه وسلم كذلك (أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عينٍ لامّة).