ما هو الفن اليوناني
نشأ الفن اليوناني من خلال امتزاج الثقافات اليونانية القديمة، والتي كانت في الأساس ثقافة غربية، وتميز اليونانيون في التعبير عن أنفسهم من خلال الفن، وظهر ذلك في لوحاتهم ونحتهم، وكانوا دائما يربطون فنهم بالأساطير والأدب والحياة اليومية في اليونان، والآن يمكن اعتبار الفن اليوناني أسطورة جميلة.
كان الفن اليوناني جزءا من الثقافة الهلنستية ولم يكن نوعا متجانسا من الثقافة، إذ كان يحتوي على مجموعة كبيرة من القبائل، التي توحدها في نفس الوقت أسلاف مشتركون يشتركون في اللغة والدين
نقطة البداية للفن اليوناني كانت تاريخيا غزو الدوريين في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وقد نشأ جنبا إلى جنب مع أزمة الديمقراطية الأثينية والحروب البيلوبونيسية التي ظهرت بالفعل في نوع درامي من المنحوتات في ذلك الوقت، والتي حاولت بجانب الواقعية أيضا إظهار المشاعر الإنسانية دون التخلي عن الجانب الديني
يعود أصل الفن الإغريقي إلى الحركات التي قام بها الناس في العصر البرونزي، وهي فترة ما بين الألفين الأول والثاني تقريبا، وأدت الغزوات التي قام بها الآخائيون على شبه جزيرة البلقان إلى إنشاء مستعمرات مختلفة حيث فرض الإغريق ثقافتهم، وأدت هذه الحركات إلى ظهور حضارة إغريقية مميزة، ويجب على الجميع معرفة الفرق بين الحضارة الإغريقية والحضارة الرومانية
سمات وخصائص الفن اليوناني
يحوي الفن اليوناني على مجموعة واسعة ومثيرة للاهتمام من الموضوعات، وتتمثل ميزاته الرئيسية وخصائصه فيما يلي:
- استخدم المثالية الجمالية لإعطاء رؤية مثالية.
- تميزت الأعمال بالتناسب والتوازي.
- كان الفنانون يسعون إلى تجسيد الشكل البشري بطريقة مثالية، سواء من خلال الرسم أو النحت، لذلك ركزوا بشكل كبير على تمارين القوة لإبراز الأجسام المثالية والعضلية.
- الفن اليوناني مبني على تركيزه على الإنسان.
- وصف اليونانيون الطبيعة كمثال مثالي على البساطة والتناسق والوضوح والوحدة.
- كان معرفتهم بالتشريح واسعة وكان ذلك واضحًا في رسوماتهم.
- ركزوا على استخدام الأساطير اليونانية لنحت منحوتاتهم.
أشياء مستوحاه من الفن اليوناني
يعتبر الفن اليوناني أساسا للثقافة الأوروبية والغربية التي نشأت في الماضي ولا تزال مستمرة حتى اليوم، واستخدم الكثير من الفنانين نماذج الفن اليوناني ومنحوتاته في أعمالهم عبر التاريخ، ولم يتوقف الفنانون على ذلك بل استلهموا أيضا أشكال المباني العامة والهياكل من هذا الفن الرائع، وفيما يلي أبرز ما تم استلهامه من الفن اليوناني
- الاعمدة و الأبنية العملاقة
يتميز الفن اليوناني بتشيد المعابد والمباني العملاقة التي ترتكز على الأعمدة الحجرية أو الرخامية، والتي تعتبر العنصر الرئيسي في مباني اليونانيين، كما اهتموا بتشييد المعابد ذات الأشكال الهندسية المستطيلة، بالإضافة إلى احتواء المعابدعلى مزيج من الديكورات الهندسية والنقوش الزخرفية
تتميز غرف الأعمدة اليونانية بشكلها الإلهي، حيث تتألف من ثلاثة أجزاء: القاعدة والعمود والكابيتال، وتتمتع بنسب وتناغم مميز يميزها عن الأعمدة الأخرى.
- المنحوتات
كان النحت هو أساس الفن اليوناني وكانوا يقوموا بتجسيد الإنسان وجسمه بشكل واضح من خلال تمثيل الابطال وآلهة والاشخاص المختلفين، كما أنهم أعطوا أهمية مرتفعة للتناسب والتوازن والجمال باستخدام الرخام والبرونز، لقد انتقلوا من تمثيل الشخصيات الثابتة إلى تكوين شخصيات ذات حركة وواقعية.
- الرسم
كانت الموضوعات الدينية والمدنية والجنائزية تعتبر فنًا، حيث كانوا يرسمونها على ألواح وسيراميك، ويحافظون على نمط الخطوط والرسومات الملونة. كما كانوا يستخدمون الرسم الحراري والطلاء الداكن في اللوحات الجدارية.
كانت رسوماتهم مميزة بالألوان الزاهية مثل الأحمر والأصفر والأسود والأبيض، وقدموا الأساطير والمعارك التاريخية والصور الكاريكاتورية والمناظر الطبيعية بوضوح
- الأعمال المعدنية
كان اليونانيون ماهرين جدا في التعامل مع المعادن، وعملوا مع العديد من الأنواع المختلفة، والبرونز هو نوع خاص من المعدن، يتكون في الغالب من النحاس، مع إضافة معدن آخر مثل القصدير أو الزنك، وكان اختيارا شائعا للتماثيل والديكورات الأخرى
وتم استخدام المعادن الصلبة والثمينة مثل الحديد والذهب والفضة وغيرها بكثرة، وازداد استخدام المعادن لأنه كان من السهل صهرها وإعادة تشكيلها مرة أخرى.
- التزين بالفسيفساء
يعد فن الفسيفساء أحد أشهر العادات الفنية الإغريقية، الذين لا يزال الفنانون يستخدمونه حتى الآن، ويتم عمل لوحات الفسيفساء عن طريق وضع الآلاف من القطع الصغيرة من البلاط الملون بجانب بعضها بحيث تشكل معا صورة
كما قاموا بتزيين المنازل بالفسيفساء، سواء على الجدران أو على الأرض، ووجد الباحثون الكثير من الآثار اليونانية التي تم تزيينها بالفسيفساء
- تشكيل الفخار
يزال الفخار يستخدم بشكل كبير حتى الآن كنوع آخر من الفن المستخدم يوميًا، وقد صُنع في مئات الأشكال المختلفة ورُسمت عليه أشكال هندسية متوازنة.
مراحل الفن اليوناني
شهد الفن اليوناني العديد من المراحل التي أبرزته عن غيره من الفنون، وتشمل الآتي:
- المرحلة الهندسية
بدأت هذه المرحلة خلال القرنين العاشر والثامن قبل الميلاد، وتم تسمية هذه المرحلة بالمرحلة الهندسية لأن اليونانيين في هذا الوقت كانوا مهتمين بالأشكال الهندسية في أنواع الخزف المصنوعة.
كانت الشكل البشري واضحا ومرسوما بوضوح، وظهرت المزهريات المستخدمة في الطقوس الجنائزية بشكل كبير وكانت تعبر عن الموت في تلك الفترة، كما تميزت هذه المرحلة بصناعة الأباريق والرسوم ثلاثية الأبعاد والنحت، ويجدر بالذكر أن الفرق بين المسرح اليوناني والروماني واضح
- المرحلة القديمة
ظهرت هذه المرحلة بين القرنين الثامن والسادس قبل الميلاد، وتتميز بتوسع منطقة البوليس اليونانية باستخدام الاستبداد كدعاية. حدثت الكثير من التغييرات الهامة وظهرت مدن ومعابد جديدة أثرت في أشكال النحت والخزف. كانت العيادات الدينية هي أهم ما يسيطر على هذه المرحلة، حيث تم تشييد العديد من المباني الدينية بالأحجار المميزة.
- المرحلة الكلاسيكية
وقعت هذه المرحلة من القرن الخامس إلى القرن الرابع قبل الميلاد عندما ازدهرت اليونان في الكثير من المجالات وبشكل خاص مجال النحت الذي تأثر بالثقافة المصرية والبابلية التي نشأ منها خليط ثقافي، وكان الفن في هذا الوقت يسمى النمط القاسي وتم استخدام البرونز والرخام بشكل كبير في هذه المرحلة.
- المرحلة الهلنستية
ظهرت فترة الانتقال بين القرن الثالث قبل الميلاد والقرن الأول قبل الميلاد، وتميزت بتوسع الثقافة اليونانية في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. وكانت هذه المرحلة الأكثر ازدهارا في الفن والنحت والعمارة والرسم اليوناني
حقائق عن الفن اليوناني القديم
- تم نحت مجموعة كبيرة من المنحوتاتاليونانية الأصلية بألوان زاهية، وغالبًا ما تضمنت عناصر أخرى بجانب الحجر، مثل المعادن والعاج.
- يُعَدُ الرَّسْمُ على الفَخَّارِ شكلاً من أشكال الفن الرفيع في العصر اليوناني
- كان الفنانون في الغالب يوقعون على أعمالهم.
- فيدياس كان واحدًا من أشهر النحاتين اليونانيين، وكان مديرًا فنيًا لبارثينون
- استخدم الإغريق عملية الشمع المفقود لصنع تماثيل برونزية، وهذا جعل من السهل صنع نسخ متعددة من التمثال.