الخليج العربي

قصة خط ” التابلاين ” اكبر خط نفطي

قصة خط التابلاين 

قد يتساءل الكثيرون حول كيفية اكتشاف البترول، والإجابة تعود إلى القرن الرابع الميلادي، ومنذ ذلك الحين تم تطوير تعاملنا مع البترول والصناعات النفطية، وتطورت في المملكة العربية السعودية. وقد كان خط التابلاين، الذي يعد أكبر خط نفطي، هو بداية هذه الصناعة. وأمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بإنشاء هذا الخط قبل أكثر من سبعين عاما في عام 1948، من خلال التعاون مع شركة الأنابيب التي كان ممثلها وليم لنهان، بالإضافة إلى شركات مثل اسو، شيفرون، تكساكو وموبيل

يعد خط التابلاين خط أنابيب نفط بدأت بدايته من منطقة القيصومة التي تقع جنوب حفر الباطن، وفي الشمال من المنطقة الشرقية وصولا إلى جنوب لبنان، وتم إنشاءه بعد اكتشاف المملكة العربية السعودية كميات كبيرة من البترول ورغبتها في التعامل مع الآثار الإيجابية والسلبية للنفط، وبدأ التفكير في تصدير النفط إلى خارج أراضي المملكة، وظهرت حاجة لنقلها من الخليج العربي إلى لبنان، وعبر دول الأردن وسوريا، حتى تصل المحطة النهائية في الأسواق العالمية

خط التابلاين يعد أكبر خط نفط في العالم، ونظرا لأهمية البترول في الاقتصاد العالمي، تحتل المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية في العالم من حيث احتياطي النفط والإنتاج. ويمتد خط التابلاين من الخليج العربي إلى البحر المتوسط ويبلغ طوله 1606 كيلومترات مربعة، وبالتالي يعد خط أنابيب التابلاين واحدا من أهم المعالم التراثية الصناعية في المملكة العربية السعودية

لقد استغرق تنفيذ مشروع خط التابلاين أقل من ثلاث سنوات، حتى أصبح جاهز ليكون معبرًا لنقل النفط من المملكة العربية السعودية إلى دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية ، وأصبح ينقل ثلاثين بالمائة من إنتاج المملكة العربية السعودية من الزيت الخام لسوق النفط الأوروبي ، وسواحل الولايات المتحدة الأمريكية.

هدف هذا المشروع هو توفير الوقت والمال في عملية النقل من المنبع بتكلفة أقل ووقت أسرع، وبعد الانتهاء من خط التابلاين، أصبح معجزة بسبب التحديات الكبيرة التي واجهته، والتي شملت الصعوبات في الإمكانيات، والتحديات المتعلقة بالطقس والتضاريس، وكان هذا التحدي موجها لجميع العاملين في المشروع بما في ذلك العمال والفنيين والمهنيين وغيرهم.

يشير مصطلح التابلاين إلى خطوط الأنابيب عبر الدول العربية باللغة الإنجليزية، وقد استلزم إنجاز هذا المشروع توظيف 16 ألف عامل، وغالبيتهم كانوا من المملكة العربية السعودية، وتم استخدام 35 ألف طن من الأنابيب، وحوالي 3000 قطعة من معدات حفر البترول، وبلغت التكلفة 150 مليون دولار

حقق المشروع رقما قياسيا في الهندسة في حل المشاكل التي واجهته، سواء بسبب حجم الأنابيب أو المسافات التي يجب تجاوزها للوصول إلى السواحل ونقل النفط. ومع اقتراب نهاية عام 1950، تم إجراء آخر عملية لحام للأنابيب، وأصبحت جاهزة لنقل الزيت. ومع ذلك، استغرق نقل الزيت نفسه داخل الأنابيب حوالي شهرين بسبب طول خط الأنابيب وبالتالي طول المسافة.

يمر خط الأنابيب التابلاين في الأراضي السورية وهو بالأساس يأتي إلى سوريا من الأراضي الأردنية مخترقا بذلك قرى `الجوخدار، الرزانية، راوية، بانياس، الغجر` حتى يصل إلى ساحل البحر بالقرب من الزهراني في جنوب صيدا في لبنان، ويعد هذا المشروع عملا مشتركا بين الشركات المالكة لشركة أرامكو، وأشرفت شركة بكتل الأميركية على إقامة هذا المشروع.

متى توقف خط التابلاين

استمر ضخ النفط من المملكة العربية السعودية عبر أنابيب خط التابلاين إلى ميناء صيدا، ولكن لم يستمر هذا الأمر حتى النهاية بنفس الطريقة. مر خط التابلاين بمراحل توقف، بدأت في عام 1967 عندما توقف ضخ النفط واستمرت حتى عام 1975، أي لمدة تقارب ثمانية أعوام، بسبب الحرب الأهلية في لبنان. ثم في عام 1978، انتهت الشركة من اتفاقياتها مع الدول التي يمر بها خط التابلاين. وفي عام 1983، بعد توقف آخر دام خمس سنوات، تم إيقاف نقل النفط إلى لبنان نهائيا.

تم تحويله إلى ميناء الزرقاء في الأردن لمدة تصل إلى حوالي سبع سنوات، ثم تم إغلاق الخط مرة أخرى بسبب نشوب حرب الخليج، ومنذ ذلك الحين انتهت قصة خط أنابيب التابلاين

إزالة خط التابلاين

بعد مرور حوالي سبعين عاما من بدء العمل بخط أنابيب التابلاين، بدأ العمل على إزالته. يعتبر خط الأنابيب التابلاين معلما تاريخيا وأثريا وصناعيا بارزا في شمال المملكة العربية السعودية، ويحمل تاريخها. ليس ذلك وحسب، بل كان أيضا شاهدا كبيرا على تطور ونمو الداخل في المملكة والحدود الشمالية لها، واستمرت المحافظات والمراكز الممتدة على الشريط الحدودي. وظل خط الأنابيب التابلاين شاهدا ودليلا على بداية أهم مراحل صناعة النفط في المملكة العربية السعودية. ومع ذلك، توقفت عملية الإزالة للحفاظ على خط الأنابيب التابلاين كموقع للتراث الصناعي في المملكة العربية السعودية.

ونظراً لأهميته في تاربخ الصناعة في السعودية، لم يدم قرار الإزالة طويلا ، حيث تم وقف الإزالة  بناء على مبادرة من وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة هيئة التراث، الأمير بدر بن فرحان ، وقد استجاب لتلك المبادرة ، وزير الطاقة، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبدالعزيز ، ليتم بالفعل إيقاف الأعمال المزمعة لإزالة خط الأنابيب التابلاين و يعود توثيقة للهيئات المختصة ، وتسجيله على اعتبار كونه من التراث الصناعي للمملكة العربية السعودية.

خط أنابيب شرق غرب

يتعرف على أهمية البترول للدول المصدرة والحياة اليومية ، ومن ثم قامت المملكة العربية السعودية بتمديد خط أنابيب النفط الخام المعروف باسم الخط الشرقي الغربي ، وهو خط أنابيب نفطي يمتد من حقل بقيق في المنطقة الشرقية إلى مدينة ينبع على البحر الأحمر وطوله 746 ميلا

لقد تم بناء خط أنابيب النفط شرق غرب خلال الحرب التي كانت بين دولتي العراق  وإيران ، ومن ثم تم تحويل الخط لنقل الغاز الطبيعي، ولم ينته الامر هنا بل أيضاً تم تحويله مرة أخرى لنقل النفط الخام ، ويعتبر خط أنابيب شرق غرب ذو طاقة إستيعابية تقدر بحوالي خمسة ملايين برميل في اليوم الواحد، إن أهمية هذا الخط النفطي العملاق أساسها يكمن في كون أنه قادر على نقل النفط السعودي وذلك دون الحاجة إلى المرور عن طريق مضيق هرمز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى